كمال جبور هو مدرب جزائري يقود حاليا منتخب الكونغو الذي يوجد في سباق التأهل إلى المباراة الفاصلة ويكفيه الانتصار في الجولة الأخيرة في النيجر المقصى للتأهل على حساب منتخب بوركينافاسو منشّط نهائي كأس إفريقيا الأخيرة، يتحدث في هذا الحوار الذي أجريناه معه أمس عن منتخبه وحظوظ مروره إلى آخر محطة وكذلك عن الجزائر، مؤكّدا أنه فخور بما حققه أشبال وحيد حليلوزيتش من خلال اقتطاعهم التأشيرة على حساب منتخب مالي، كما أشار إلى أنه إذا تأهل منتخبه فلا يتمنى أن يواجه "الخضر" في المباراة الفاصلة... بداية كيف هي أحوالك، وما هو جديدك؟ أنا بخير وعن الجديد فلا شيء حتى الساعة، بعد مباراتنا الأخيرة أمام بوركينافاسو التي خسرناها على أرضنا كان يمكن أن تكون الأمور أفضل لو حققنا الانتصار لكن الحظ لم يكن إلى جانبنا وخسرنا (0-1)، وعلينا التعامل مع المعطيات والاستعداد جيّداً للقاء الأخير أمام النيجر. ستكونون مطالبين بالفوز في النيجر في وقت أن الفرصة كانت متاحة أمامكم للتأهّل على ميدانكم؟ الأمور لم تسر معنا جيدا خلال هذه المباراة والحظ عاكسنا، كانت هناك فرص كثيرة لكننا لم نوفق في تسجيلها واصطدمنا بفريق قوي يكفي أن نقول إنه منشّط نهائي كأس إفريقيا في نسختها الأخيرة، وفي كل الحالات يجب أن لا نبقى مكتوفي الأيدي بل علينا أن نتعامل مع ما حصل، الآن لا زلنا في ريادة الترتيب برصيد 10 نقاط وبفارق نقطة عن بوركينافاسو كما أن هناك مباراة بين بوركينافاسو والغابون في الجولة الأخيرة، علينا قبل أن ننتظر ما الذي سيحصل أن نعود بالانتصار من نيامي. فرّطتم بسهولة في التأهّل على أرضكم ربما كان ذلك بسبب الثقة المفرطة... لم نفرّط في تأشيرة التأهل وكل شيء لا يزال ممكنا، تعرضنا إلى حادث في المشوار ليس إلا، بينما الدولة كلّها مجندة وراءنا ونحظى بدعم كبير منها، نحن بلد صغير لا نملك سوى 4 ملايين نسمة ليس مثل الجزائر التي هي بلد كبير وتملك العشرات من اللاعبين الموهوبين في أوروبا وفي مختلف البطولات، بالنسبة لنا الأمور ليست كذلك ورغم هذا إلا أنّ الطموح قائم في التأهل في الجولة الأخيرة وأمامنا فرصة سنلعبها. إذا تأهّلتم يمكن أن تواجهوا الجزائر في المباراة الفاصلة، ما موقفك؟ الجزائر تأهلت وهي بأعصاب هادئة تنتظر منافسها، أما بالنسبة لنا فلازلنا لم نتأهّل. التعادل بالنسبة لكم قد يكون كافياً في النيجر إذا تعادلت بوركينافاسو والغابون والتأهّل يبقى قائما، لو نفترض أن القرعة أوقعتك أمام الجزائر كيف سيكون موقفك؟ طبعا لن أفرح كثيرا ولن أكون سعيدا بنتيجة القرعة، لكنني سأكون مطالبا بوضع مشاعري جانبا لأنني سأكون مدرب الكونغو في هذه المباراة، ولو أن الأمر سيكون مختلفا عن كل المباريات التي تعودت على لعبها، لأن الأمر يتعلق بملاقاة منتخب عزيز على قلبي وهو منتخب بلادي، على كل حال لا آمل أن يحصل هذا (يضحك). كيف عشت تأهّل المنتخب الجزائري إلى المباراة الفاصلة؟ سعادة غامرة ممزوجة بالفخر لأن الجزائر حققت تأهلا مستحقا قبل جولة من نهاية الدور الثاني من التصفيات، وهو تأهل مستحق ونجاح كبير بالنسبة لتشكيلة أظهرت قدرات كبيرة خلال هذه التصفيات التي ختمتها بفوزين مستحقين خارج الديار، وهكذا صارت المباراة الأخيرة غير مهمة أمام مالي، على كل حال لم أتفاجأ كثيرا مع أنني عملت في مالي (درّب الملعب المالي) وأعرف جيّدا قدرات هذا المنتخب. هل شاهدت المباراتين أمام رواندا والبينين؟ لا للأسف لم أتمكن من ذلك، في الكونغو الإمكانات غير متوفرة لنشاهد اللقاءين، رغم أن مفاجأتي كانت كبيرة بفشل المنتخب المالي على أرضه مرتين، أمام رواندا وهو أمر يمكن أن يحصل وأمام البينين وهي مفاجأة. المنتخب الجزائري حقق فوزين متتاليين خارج الديار، لمن يُحسب هذا؟ للجميع مروراً بالمدرب الذي بات يلقى الاعتراف اليوم في الجزائر وهذا دليل على أن عمله بدأ يؤتي ثماره، بالإضافة إلى اللاعبين الذين حققوا انتصارين وهم من صنعوا هذا الإنجاز على أرضية الميدان وكذلك الجمهور لأنه متعطش كثيرا ويعطي دعماً كبيرا للمنتخب الجزائري. أي منافس تتمنّاه للجزائر؟ لا نعرف حاليا من تأهل ومن لم يتأهل، هناك قضايا تنتظر الفصل على طاولة الإتحاد الدولي، وما عدا الجزائر، مصر وكوت ديفوار فإنّ تأهّل البقية صار مرهونا ومؤجلا إلى مباريات الجولة الأخيرة، حينها ستكون لنا فكرة وفي كل الحالات بالنسبة لي لا أتمنى تماما أن أواجه الجزائر وأشرح لك السبب. تفضّل... صعب جدا أن تواجه منتخب بلادك أولا في مباراة كهذه، وثانيا لأن الأمر يتعلق بمنتخب محترم يملك لاعبين ممتازين. وفي كل الحالات كيف ترى حظوظ الجزائر للتأهّل؟ الجزائر ستكون في التصنيف الأول مع المنتخبات القوية وهو ما يعطيها فرصة لأن تتفادى منتخبات مثل نيجيريا وكوت ديفوار، في كل الحالات متأكد أن الجزائر ستكون في مونديال البرازيل. ماذا تضيف؟ أتمنى أن نتأهّل إلى المباراة الفاصلة حتى يكون ذلك إنجازا لمدرب جزائري، وأنا سعيد بالرد على أسئلتكم لأن هذا دليل على أنكم لم تنسوني، وتحية طيبة أوجّهها من الكونغو للشعب الجزائري.