هدية ثمينة جدا قدمها سهرة أمس من باماكو منتخب البينين عندما فرض التعادل (2-2) على منتخب مالي على أرضه مجمدا رصيده عند 8 نقاط، مقابل 12 نقطة للجزائر التي تأهلت بهذا رسميا إلى المباراة الفاصلة وقبل أن تخوض مباراتها أمام مالي لحساب الجولة الأخيرة من تصفيات كأس إفريقيا في دورها الثاني، و بات "الخضر" اليوم على بعد 180 دقيقة فقط من تأهل تاريخي ثان إلى كأس العالم، وهو إنجاز كبير لهذه التشكيلة الشابة التي تغيرت بنسبة كبيرة ولكنها في الطريق إلى مونديال البرازيل، و ينتظر المنتخب الجزائري التعرف على منافسة في المباراة الفاصلة خلال عملية القرعة يوم 16 سبتمبر المقبل في مقر "الكاف" بالقاهرة. البينين قدمت خدمة كبيرة للجزائر ومالي لعبت بتأثير ضغط نتيجة الجزائر خدمة كبيرة قدمتها البينين إذن بفرضها التعادل على مالي في مباراة تقدمت فيها مرتين وانتهت في الدقيقة 97 بتعادل أخرج مالي رسميا من السباق، ولم يراهن كثير من الجزائريين على هذا المنتخب الذي تلقى ثلاثية على يد الجزائر ببورتوفو، لكنه أبان أمس عن صلابة دفاعية و تلاحم، وقوة بدنية سمحت له بأن يفجر مفاجأة كبيرة ويبعد مالي ثالث أحسن منتخب إفريقي من السباق، هذا الأخير لعب ببرودة شديدة، و بتسرع كبير ربما مفسر بنتيجة مباراة الجزائر التي ظهر أن لعبها مرتين قبل إجراء مالي للقائيه (مباراة أمس و لقاء رواندا) كان له دور كبير في الضغط على رفقاء شيخ دياباتي الذين وقعوا في فخ الركض وراء النتيجة أمام رواندا و أمام البينين قبل أن يخرجوا بطريقة لم ينتظرها أحد. لكن قبل ذلك الجزائر خدمت نفسها بفوزين مثيرين خارج الديار لم يتحققا منذ 28 سنة وحتى نعطي لكل ذي حق حقه فإن المنتخب الوطني هو الذي خدم نفسه أكثر بتحقيقه الفوز الثاني خارج أرضه مساء أمس في رواندا ليجمع فوزين خارج الديار في ظرف أسبوع، وهو إنجاز لم يحصل سوى مرة واحدة في تصفيات كأس العالم في تاريخ الجزائر وكان ذلك سنة 1985 في تصفيات مونديال مكسيكو عندما فاز "الخضر" توالياً على زامبيا (0-1) و تونس (4-1) و عرف المنتخب الوطني الذي صام عن الانتصارات في وقت سابق خارج أرضه كيف يحقق أثمن فوزين ويتقدم على حساب منافسه مالي، بل ويفرض عليه ضغطا، علما أنه الفوز الرابع خارج القواعد الذي يحققه المدرب الفرانكو بوسني وحيد حليلوزيتش منذ تعيينه على راس "الخضر" قبل نحو عامين من الآن. مباراة مالي يوم 6 سبتمبر ستكون احتفالية بهذا الانجاز ليس أكثر من ذلك برصيد 12 نقطة مقابل 8 نقاط لمالي فإن مباراة يوم 6 سبتمبر في ملعب تشاكر أمام هذا الأخير لن تكون سوى مباراة احتفالية للجمهور الجزائري بالإنجاز الذي حققته هذه التشكيلة الشّابة، ذلك أن الفوز أو التعادل أو حتى الخسارة لن تغيرّ شيئا في مصير تأهل الجزائر قبل الجولة الأخيرة، ولو أن المنتخب الوطني مطالب بأن ينتصر على مالي على اعتبار أن هذا الأخير كان المنتخب الوحيد الذي استطاع أن يفوز على الجزائر مقابل 4 انتصارات من 5 لقاءات، حيث ستكون الكرة في مرمى رفقاء بوقرة لأجل الرد ميدانيا و الثّأر كرويا بتحقيق الفوز لا سيما أنهم سيلعبون متحررين من كل الضغوط. الجزائر على بعد 180 دقيقة من مونديال جديد و ثاني مباراة فاصلة في 4 سنوات إذن وبصفة رسمية فإن الجزائر ستلعب المباراة الفاصلة وهي آخر محطة قبل المونديال، و تلعب هذه المباراة بصيغة ذهاب و إياب بين 11 و 15 اكتوبر و 15 و 19 نوفمبر بالنسبة لمباراة العودة، و استحدث هذا النظام للمرة الأولى في تصفيات كأس العالم عن منطقة إفريقيا ولكن الجزائر كما يعرف الجميع سبق و أن لعبت مباراة فاصلة في قبل التأهل إلى المونديال الأخير يوم 18 نوفمبر 2009 عندما تساوت في عدد النقاط و فارق الأهداف و الأهداف المسجلة مع منتخب مصر ما فرض إقامة مباراة فاصلة في أم درمان السودانية، و ها هي الصدفة تقود الجزائر لمباراة فاصلة بعد 4 سنوات ستلعب دون شك بدعم آلاف المناصرين و بذكريات أم درمان. خامس منتخب يتأهل، و سنواجه اثيوبيا، مصر، ليبيا أو الكاميرون، السنغال أو أوغندا و بوركينافاسو أو الغابون الجزائر التي ضمنت تحسين مرتبتها دوليا من خلال هذين الانتصارين خارج الديار ستكون في الترتيب الأول رفقة منتخبات القارة القوية، فيما كانت سهرة أمس و عقب نهاية مباراة البينين خامس منتخب يتأهل رسميا بعد كل من اثيوبيا، تونس، مصر و كوت ديفوار، و بالنسبة للمنتخبات التي يمكن مواجهتها (الجزائر ستتفادى كوت ديفوار، نيجريا، غانا، و تونس مبدئيا) في التصنيف الثاني فهي بصفة مؤكدة اثيوبيا و مصر، بالإضافة إلى ليبيا أو الكاميرون حيث ستكون المباراة الأخيرة بين هذين المنتخبين على أرضية الأخير يوم 6 سبتمبر فاصلة (تعادل ليبيا يؤهلها)، فضلا عن السنغال بنسبة كبيرة الذي سيلتقي أوغندا على أرضه و يحتاج للفوز فقط للتأهل، ويبقى المنتخب الأخير الذي يمكن أن نواجهه بين بوركينافاسو و الغابون ويكفي انتصار أحدهما للتأهل. إنجاز كبيرة لتشكيلة تجددت بنسبة 90 بالمئة ويبقى التنويه بهذا الإنجاز الذي حققته تشكيلة شابة، تغيرت كثيرا وبنسبة 90 بالمئة بفعل قرارات الناخب الوطني الذي أصر على تجديدها، و مرت التشكيلة التي حققت نتائجا جيدة ببعض العثرات أهمهما الإقصاء من الدور الأول في نهائيات كأس إفريقيا وهو ما اعتبرته الجماهير نتيجة مخيبة للغاية، ولكن كان يجب الصبر على هذا المنتخب الذي بات يعرف كيف يفوز خارج أرضه و يعرف كيف يتأهل قبل الجولة الأخيرة من التصفيات، ما يؤكد أن هذا المنتخب فعلا بدأ يكبر، بجيل جديد من اللاعبين على غرار فغولي، تايدر، سليماني، سوداني و غيلاس و غيرهم من اللاعبين الذين يحلمون بلعب أول مونديال بالنسبة لهم بما أنهم لم يكونوا حاضرين في جنوب إفريقيا 2010. يدا في يد لأجل ملحمة جديدة في البليدة وكما أشرنا إليه فإن الجزائر باتت على بعد 180 دقيقة فقط من الذهاب إلى المونديال للمرة الرابعة في تاريخها بعد 82 و 86 و 2010، و هو ما يلقي بمسؤولية كبيرة على عاتق الجمهور الجزائري ليساند هذه التشكيلة الشابة، خاصة خلال المباراة الفاصلة، خاصة أن اللاعبين قاموا بدورهم و تأهلوا وبات الدور المقبل على المناصرين الذين لعبوا دورا كبيرا في تصفيات 2009 مرورا بالمشوار الكبير الذي قطعه "الخضر" وقتها لحاقا بالمباراة الأخيرة في السودان، وهو أمر يجب أن يتكرر من خلال الوقوف خلف هذا المنتخب الشاب حتى يلعب بدوره مونديالا آخرا و ذلك ليس ببعيد فقط هي 180 دقيقة أمام منتخب أقل من الجزائر في التصنيف و موعدنا قبل 19 نوفمبر.
