تلقت تشكيلة النادي الرياضي القسنطيني ثالث هزيمة على التوالي في المباريات الودية، فبعد الهزيمة الأولى أمام النادي البنزرتي التونسي في حمام بورڤيبة بنتيجة هدف لصفر والهزيمة الثانية أمام الترجي التونسي في ملعب الحديثة بتونس العاصمة، ها هو الفريق يخسر مرّة أخرى وهذه المرة أمام شبيبة القبائل التي استغلت الضعف البدني ل "السنافر" والتعب الذي نال من اللاعبين في الشوط الثاني وسجّلت ثلاثة أهداف، لكن هذا السبب لا يمنع من القول إن بعض اللاعبين كانوا خارج الإطار تماما ولم يستطيعوا تقديم أي شيء يثبت أحقيتهم بارتداء قميص "السنافر". التشكيلة كانت منقوصة من 6 دوليين وفضّل "ڤارزيتو" عدم إقحام كثير من اللاعبين الذين لهم وزن في الفريق وباستطاعتهم الفوز على أي تشكيلة مهما كانت قوتها، وهم ياسين بزاز قائد الفريق وحمزة بولمدايس هدافه بالإضافة إلى الدوليين الأربعة المالي عصمان بارتي، الكامروني جيل نڤومو ولاعبي المنتخب الوطني عنتر بوشريط وأمين بولحية، بدون أن ننسى بلال بهلول ومحمد دراڤ وأيضا زرداب والبقية وهم اللاعبون الذين بإمكانهم قلب الموازين بسهولة. بعض اللاعبين منحوا الفرصة ل "ڤارزيتو" كي ينتقدهم وكان لقاء الشبيبة فرصة للمدرب "ڤارزيتو" كي يقوم بمتابعة التشكيلة التي أدخلها في اللقاء من البداية والتي اختارها بالتشاور مع طاقمه، لكن بعض اللاعبين لم يكونوا في المستوى ولم يقدّموا ما كان منتظرا منهم بالإضافة إلى أنهم فتحوا باب النقد عليهم مبكرا خاصة من طرف المدرب الإيطالي، إذ منحوه فرصة معاتبتهم وانتقاد مستواهم وهو ما صرح به بعد نهاية اللقاء عندما أكد أنّ لاعبي الوسط كانوا سبب الخسارة. ثالث هزيمة في المباريات الودّية وكانت الهزيمة التي تلقاها النادي الرياضي القسنطيني أول أمس أمام شبيبة القبائل الثالثة في اللقاءات التحضيرية بعد أن خسر أمام النادي البنزرتي بهدف لصفر وأمام الترجي التونسي بثلاثة أهداف مقابل، لكن اللاعبين استفادوا من المنافسة خلال اللقاءات الثلاثة. الفريق تلقّى 7 أهداف في 3 لقاءات وتلقى الفريق في المباريات الثلاث التي لعبها إلى غاية الآن سبعة أهداف أي بمعدل أكثر من هدفين في كل مباراة، وهو الرقم الذي يعتبر مخيفا ويحتّم على الدفاع إعادة النظر في المستوى الذي يقدّمه في المباريات الودية، بما أن الفرق الكبيرة لا تخسر في الوديات مهما كان مستواها والظروف التي تلعب فيها. المباريات تحضيرية لكن تصحيح الأخطاء واجب ورغم أنّ المباراة كانت ودية تحضيرية لا غير إلا أن تصحيح الأخطاء يبقى واجبا، فلا يمكن للفريق أن يواصل بهذا الشكل خاصة أنه فريق كبير وهذه النتائج تؤثر على الصورة العامة التي كسبها مع الإدارة الجديدة، بالرغم من أن المدير الرياضي محمد بو الحبيب لم يكن قلقا على مستقبل الفريق لأنه يعرف جيدا أن النادي يسير في الطريق الصحيح ولا علاقة للنتائج المسجلة بما ينتظر الفريق في الموسم المقبل من تحديات في البطولة وكأس الجمهورية وكأس "الكاف". "ڤارزيتو" حدّد قائمة المعارين وأشرك الجميع لكي لا يظلم أحداً وحسب آخر الأخبار التي وردتنا من بيت النادي القسنطيني فإن المدرب "ڤارزيتو" حدد القائمة النهائية للاعبين الذين ستقوم الإدارة بإعارتهم إلى الأندية الراغبة في الحصول على خدماتهم، وبالتالي سيحضّر بالعدد المطلوب وهو ما سيسمح بأن يكون الفريق أكثر انسجاما خاصة أنّ التغيير المستمر للاعبين ليس جيدا، كما أنّ المدرب تابع جميع اللاعبين ومستواهم من أجل أن لا يظلم أحدا في نهاية المطاف. أكّد ضعف ثلاثي الوسط في اللقاء وأكد المدرب الإيطالي أنّ الفريق الذي لعب أمام شبيبة القبائل كانت نقطة ضعفه الوحيدة وسط الميدان الذي كان قد أثر كثيرا على المستوى العام للفريق وغاب عن تأدية مهامه، خاصة في الشوط الثاني الذي تلقى فيه الفريق ثلاثة أهداف من أخطاء قاتلة، أضف إلى ذلك أنّ وسط الميدان الدفاعي كان خارج الإطار في المباراة على حد قول المدرب. الفريق عانى بسبب التحضيرات المكثّفة الشيء الذي يجب أن لا ننساه أن "السنافر" يتدرّبون يوميا مساء وليلا من أجل تحسين مستواهم البدني والفني، وعليه فإن اللاعبين يعانون دوما من الإرهاق البدني خاصة أن "ڤارزيتو" لا يرحم أحدا في التدريبات، أضف إلى ذلك أنه لا يتسامح في العمل الذي يبرمجه ويجبر الجميع على تطبيق التمارين التي يطلبها بحذافيرها. ...والدليل تلقّي الأهداف في الشوط الثاني والدليل على أن الشباب خسر بسبب التدريبات الشاقة التي تعرّض لها اللاعبون أنهم انهاروا بدنياً في الشوط الثاني، وهو ما جعلهم يتلقّون الأهداف الثلاثة التي حطّمتهم معنويا، وأيضا كان البعض خارج الإطار خاصة أن اللعب والتفكير في الإعارة لناد آخر أمر صعب، وهو الأمر الذي أكده لنا كثير من اللاعبين إلى الدرجة التي صار فيها الحديث عن رحيل اللاعبين أمرا يوميا وفي كل وقت حتى في وقت الإفطار. معيزة كان أفضل لاعب في اللقاء وبالعودة إلى اللقاء فإن قائد الفريق عادل معيزة قدم أداء لم يكن ينتظره أحد خاصة المدرب الذي تفاعل مع كل التدخلات التي كان يقوم بها اللاعب والطريقة التي كان يتعامل بها مع الكرة، وهو ما أراح "ڤارزيتو" الذي يبدو أنه سيجد صعوبة في تحديد اللاعبين الذين سيلعبون في محور الدفاع. بلخضر لعب بشكل جيّد دفاعياً وهجومياً من جهته فإن الظهير الأيسر عمار بلخضر قدّم مستوى رائعا في اللقاء بالرغم من الهزيمة، وقد لعب شوطا ونصف وترك مكانه ل زغلي وكاد أن يسجل في بعض فترات اللقاء، كما أذهل المتتبعين بمهاراته. حديوش قدّم ما عليه وكاد يسجّل وكان حديوش ثالث لاعب يتألّق من جهة "السنافر" فقد كان في المستوى وقدّم أداء رائعا وسدد وراوغ ومرر لزملائه وكان السم القاتل في دفاع القبائل، كما أن القائم رد كرته في المرة الأولى وريّال قام بإخراج الثاني من على خط المرمى، وهو ما ينبئ بمستقبل رائع للاعب مع "السنافر". ڤارزيتو: "وسط الميدان الدفاعي سبب الهزيمة أمام الجياسكا" مباشرة بعد نهاية اللقاء اقتربنا من المدرب الرئيسي لشباب قسنطينة "ڤارزيتو" لنسأله عن المباراة التي لعبها النادي الرياضي القسنطيني وشبيبة القبائل وعن الخسارة الثقيلة التي مني بها الفريق خاصة أنها الثالثة على التوالي، وقد تحدّث إلينا بشكل مختصر ومفيد عن المباراة. ثالث خسارة على التوالي ل "السنافر" ما تعليقك عليها؟ الخسارة عادية جداً في مرحلة التحضيرات ونحن هنا من أجل تصحيح الأخطاء التي يقع فيها اللاعبون، فهو المكان المناسب لذلك ولن ننتظر إلى غاية بداية الموسم من أجل فعل ذلك. في رأيك ما هو السبب الذي جعل الفريق يخسر؟ السبب كان واضحا فإضافة إلى التعب الذي نال من اللاعبين فإننا عانينا من الضعف الذي أبداه لاعبو وسط الميدان الدفاعي الذين لم يكونوا في المستوى ولم يقدّموا ما يجعلنا نسجل نتيجة جيدة، وهو أمر لا يمكننا الهروب منه. كيف تقيّم الأداء الجماعي للاعبين في المباراة؟ لا يمكنني تقييم أي شيء الآن لكن لازال أمامنا عمل كبير حتى يصبح الفريق في المستوى وهو ما وقفت عليه اليوم، المهم أنّ لدينا الوقت اللازم من أجل الوصول إلى المستوى البدني والفني الذي نريده وعليه فإنّ الفريق سيكون أفضل في المستقبل. الفريق يتدرّب مرّتين يوميا ألم يؤثر هذا على اللاعبين؟ بلى أثّر على اللاعبين لكن التأثير لا يكون بهذا الشكل، ففي الشوط الأول كان الفريق قادرا على التسجيل وتحقيق نتيجة أفضل بالرغم من تلقيه الأهداف الثلاثة، ما يهمّني هو المستوى الذي قدّمه اللاعبون في الوقت الذي كان عليهم الاجتهاد وتنظيم صفوفهم وهم يملكون الطاقة الكافية، أما بعد أن تعب الجميع مع مرور الدقائق وخاصة في الشوط الثاني فلا مجال للتلاعب، وأعتقد أنه يجب علينا أن نعمل بقوّة لكي نصل إلى مستوى أفضل من هذا بكثير خاصة أنه يجب علينا أن نتحسّن بسرعة فلا وقت نضيّعه في العمل بالرغم من أنه لازالت أمامنا مدّة لا بأس بها للتحضير الجيد. بوالحبيب: "نملك تشكيلة متكاملة وهدفنا احتلال مرتبة مشرّفة" في تصريح لقناة "النهار" الفضائية أكد المدير الرياضي محمد بو الحبيب أنه راض عن التشكيلة الموجودة وقال: "أنا راض عن الفريق الذي يوجد الآن في شباب قسنطينة ومهما يكن فإننا استطعنا أن نجلب أفضل اللاعبين إلى الفريق، كما لم ندخّر لا جهدا ولا مالا من أجل تكوين الفريق الذي كنا نريد وأعتقد أنه باستطاعتنا اليوم أن نقول إننا موجودون في البطولة الجزائرية". "اليوم فقط نقول إننا مثل لياسما، جياسكا وبقية الأندية الكبيرة" وأضاف محمد بو الحبيب حول نفس القضية قائلا: "شباب قسنطينة في المواسم السابقة كان يملك تشكيلة ثرية وتعدادا في المستوى لكن كان ينقصنا مثلا احتياطيون في المستوى وفريقنا كان عاجزا عن المواصلة بنفس القوة في المباريات التي لعبها لذا لم نقارع الأندية التي كانت تلعب على البطولة من قبل، لكن اليوم فقط أستطيع أن أقول إننا نملك تشكيلة ثرية وتعدادا يجعلنا ندخل البطولة الوطنية ونحن غير قلقين على مستقبل النادي الذي يقف خلفه الرجال". "هدفنا تشريف الفريق واحتلال مركز في مستوى الفريق" وعن هدف شباب قسنطينة في الموسم المقبل قال محمد بوالحبيب: "الفريق يستطيع أن يلعب من أجل احتلال مركز مشرّف كما فعل في الموسم الماضي، وهو الهدف الذي سطّرناه من خلال البحث عن تشريف النادي الرياضي القسنطيني خاصة أننا نعمل من أجل تحقيق نتائج جيدة ليلا نهارا ونتمنى أن نوفّق لأنه في كرة القدم لا يوجد شيء مضمون". "ضعف المرافق يؤرقني ولا نملك ملعبا نتدرّب فيه" بوالحبيب الذي كان صريحا للغاية أكد أنّ هناك مشكلا آخر لم ينتبه إليه كثيرون هو أنّ النادي الرياضي القسنطيني تنقصه الكثير من المرافق وأضاف: "من غير الطبيعي أن تغيب عن الفريق أمور كثيرة خاصة تلك التي لها سبب مباشر في تألّقه من عدمه، فمثلا لا نملك ملعبا بالعشب الطبيعي من أجل التدرب وهو ما لا يصبّ في مصلحتنا أن نلعب فوق العشب الطبيعي ونتدرّب فوق العشب الصناعي كما أنّ وسائل الإسترجاع غير موجودة بالشكل المطلوب". نهاري تفاوض مع بلعباس وجيلالي يلتحق بتيارت يواصل اللاعبون المسرّحون الإلتحاق بأندية أخرى على غرار المدافع يوسف نهاري الذي تفاوض مع مسيري إتحاد بلعباس لكنه لازال لم يوقّع العقد الذي سيربطه ب "المكرة"، وأكد لنا مصدر مقرب من اللاعب أنه رفض التوقيع بسبب غياب السيولة المالية. من جهته فإنّ المدافع جيلالي التحق بفريق مسقط رأسه شبيبة تيارت، وهو ما سيجعل تأهيل اللاعبين الجدد سهلا خاصة أنّ الرابطة تشترط إيجاد فرق للاعبين المسرّحين والذين لا يزالون مرتبطين بعقود مع أنديتهم.