خيّب وداد بن طلحة أمسية أول أمس الآمال التي كانت معلقة عليه من طرف محبيه بعد اكتفائه بالتعادل (1-1) في تنقله إلى أرزيو لمواجهة الأولمبي المحلي، وكانت عدة معطيات ترشح أصحاب اللونين الأصفر والأسود إلى العودة بكامل الزاد خصوصا أنهم كانوا السباقين إلى فتح باب التهديف عن طريق المهاجم شيخي 5 دقائق قبل نهاية الشوط الأول، لكن أشبال ياحي لم يحسنوا توظيف معطيات اللقاء في المرحلة الثانية التي عرفت طرد المدافع دغماني بعد اعتدائه على زميله بوزار وهو الاعتداء الذي ألقى بضلاله على مردود الوداد وأفقد اللاعبين تركيزهم ومكّن الزوار من العودة في النتيجة 9 دقائق فقط قبل نهاية اللقاء، واعتبر الوسط الرياضي أن اكتفاء الوداد بنقطة واحدة في هذه المباراة بمثابة الهزيمة طالما أنه لم يخدم الفريق كثيرا بما أنه بقي يراوح مكانه في جدول الترتيب وبفارق 3 نقاط دائما عن “لوما” ثاني المهددين بالسقوط إلى قسم ما بين الرابطات. التعادل “مليح”، لكن المطلوب هو الفوز وكانت كل السيناريوهات قابلة للتكهن من قبل عشاق اللونيين الأصفر والأسود في هذه المواجهة، لكن نتيجة التعادل (1-1) أمام منافس يمر بفترة عصيبة ويعاني على كافة المستويات لم تخطر ببال أحد، خصوصا في ظل لغة التفاؤل التي تنقل بها اللاعبون إلى أرزيو وحالة الارتياح النفسي التي كانوا عليها عقب الاجتماع الطارئ الذي عقدته الإدارة معهم منتصف الأسبوع الماضي حيث رصد دحماني منحة خاصة في حال الفوز وهي الأمور التي جعلت بعض العناصر التي تحدثنا إليها قبل 24 ساعة عن انطلاق اللقاء تؤكد أن التعادل سيكون نتيجة سلبية، لكن تصريحات اللاعبين جاءت عكس حقيقة الميدان بعدما اكتفى الفريق بنقطة واحدة حتى وإن خدمت اللاعبين من الناحية المعنوية إلا أنها لا تخدم الفريق كثيرا من الناحية الحسابية طالما أن التعادلات وقبل 7 جولات عن نهاية الموسم “متوكلش الخبز” بالنظر إلى الرزنامة النارية التي تنتظر الوداد المطالب بإثراء رصيده قدر الإمكان للهروب من شبح السقوط الذي لازال متربصا به. اللاعبون فقدوا تركيزهم بعد حادثة دغماني وحسب الأصداء التي بلغتنا من أرزيو، فإن أشبال المدرب حسين ياحي كانوا أحسن بكثير من أصحاب الأرض، خصوصا في المرحلة الأولى التي حسموها لصالحهم بهدف جميل حمل توقيع المهاجم إسلام شيخي في (د40)، قبل أن يحدث ما لم يكن في الحسبان مع بداية الشوط الثاني وبالضبط في (د60) عندما قام صخرة دفاع الوداد وقائد الفريق رابح دغماني بصفع زميله في الدفاع خالد بوزار بسبب توتر أعصابهما وهي الحادثة التي كانت بمثابة منعرج اللقاء، خصوصا أنها أثرت سلبا في نفوس اللاعبين والطاقم الفني الذي ذهل لما حدث إلى درجة أنه لم يقو على إحداث أي تغيير بالرغم من النقص العددي عقب طرد دغماني بالبطاقة الحمراء، وهو ما استغله المحليون وسمح لهم بالعودة في النتيجة 9 دقائق قبل نهاية اللقاء الذي لولا تدخل العقلاء من كلا الجانبين بعد نهايته لما اختلط الحابل والنابل بين لاعبي محور دفاع الوداد بوزار ودغماني. بوفريط أحسن عنصر وأنقذ التشكيلة من هزيمة محققة وتبقى النقطة الإيجابية خلال المباراة إلى جانب نجاح الوداد في تفادي الهزيمة التي لاحت ملامحها في الأفق خصوصا في المرحلة الثانية هو التألق اللافت للحارس منصف بوفريط الذي يعود له الفضل في نقطة التعادل المحققة بفضل تدخلاته الكثيرة الموفقة على غرار تصديه لتسديدة بن مغيث في (د14) بالرغم من أن مهاجم “لوما” كان على بعد 5 أمتار فقط عن الشباك، إلى جانب رأسية يغني في (د70) التي حولها بوفريط إلى الركنية بأعجوبة. ويأتي تألق بوفريط في هذا الظرف بالذات ليطمئن الأنصار الذي يأملون أن يحافظ بوفريط على لياقته ويواصل تألقه إلى غاية نهاية الموسم خصوصا أن الحارس الشاب هارون سليماني ترشحه إصابته في الكاحل للغياب لوقت طويل عن أجواء المنافسة عكس ما كان متوقعا. مقرّبون من دحماني ينفون إستقالة ياحي وإذا كان المدرب ياحي قد أعلن لوسائل الإعلام التي كانت حاضرة بملعب الشهيد كربوسي منور بأرزيو عقب نهاية اللقاء مباشرة عن استقالته من على رأس العارضة الفنية للوداد بسبب ما حدث خلال المباراة، فإن أطرافا مقربة من إدارة الرئيس دحماني وفي اتصال هاتفي جمعنا بها أمسية أول أمس نفت الأمر وأكدت أن ياحي الذي تعذر علينا الاتصال به (هاتفه كان مغلقا) سيبقى على رأس العارضة الفنية للوداد إلى غاية نهاية الموسم، ومن دون شك فإن الإدارة الوداد ستبذل كل ما بوسعها لدفع ياحي للتراجع عن استقالته خصوصا في مثل هذا الظرف بالذات الذي يبقى فيه الفريق مطالبا بالحفاظ على تركيزه واستقراره لضمان البقاء. وبالمقابل لم تستبعد مصادرنا إحالة دغماني وزميله بوزار على المجلس التأديبي قصد الاستماع إلى أقوالهما ثم الفصل بشأن العقوبات التي ستسلط عليهما