مثلما عرفت سوق الإنتقالات مفاجآت مدوّية على مستوى الأندية الكبيرة بانتقال أوزيل مثلا إلى آرسنال وعودة كاكا إلى الميلان، عرفت كذلك بعض المفاجآت فيما يتعلق بلاعبينا الدّوليين.... ومن بين هذه المفاجآت انتقال بودبوز من سوشو إلى باستيا في آخر لحظة، وتحوّل وسط الميدان عدلان ڤديورة من نوتينڤهام فوريست إلى نادي كريستال بالاس الذي ينشط في «البريمير ليغ» في صفقة مفاجئة للغاية، بما أن ڤديورة وحتى إن تلقى عروضا كثيرة من طرف العديد من الأندية، إلا أنه كان مرشحا للبقاء في نوتينڤهام فوريست نظرا لارتياحه في هذا الفريق، قبل أن يجبر على الرحيل في آخر لحظة ويوقع على عقد مدته ثلاث سنوات مع فريقه الجديد كريستال بالاس. وصل لندن في ساعة متأخرة من مساء أول أمس وحط ڤديورة الرحال في لندن مساء أول أمس الإثنين رفقة أحد ممثلي الشركة التي تسهر على إدارة أعماله، وتباحث ڤديورة رفقة وكيله مع إدارة كريستال بالاس بمقر النادي قبل أن يجد الطرفان أرضية تفاهم بسرعة فائقة، بما أن الأمور كلها كانت محسومة قبيل مغادرة اللاعب ل نوتنغهام، ولم يفوت بعض مصوري «الباباراتزي» وجود ڤديورة في مركز تدريب كريستال بالاس، حيث التقطوا صورا للاعب فور وصوله للتفاوض. اجتاز الفحص الطبي ووقع على عقد لثلاث مواسم وبعد اتفاقه مع إدارة كريستال بالاس كان ڤديورة - ووفق ما أكدته تقارير إعلامية سهرة أول أمس- على موعد مع اجتياز الفحص الطبي الروتيني، ليوقع بعدها على عقد لمدة ثلاثة مواسم كاملة في تجربة جديدة بالدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما سبق له وأن اكتشف الأجواء سابقا مع نادي ولفرهامبتون واندرز. رابطة الدوري الإنجليزي اعترضت تأهيله في البداية وبعد توقيعه على عقد انتقاله إلى كريستال بالاس حدث ما لم يكن في الحسبان، حيث اعترضت رابطة الدوري الإنجليزي على تأهيل لاعب المنتخب الوطني ضمن صفوف فريقه الجديد بحجة أنه وقع على عقده بعد 11 مساء من ليلة الإثنين، موعد إغلاق سوق التحويلات، الأمر الذي يفسر عدم إعلان كريستال بالاس عن الصفقة بصورة رسمية عبر موقعه الإلكتروني سهرة الإثنين الماضي، وكان كريستال بالاس مطالبا بتقديم الأدلة اللازمة لتوقيع اللاعب قبل الوقت المحدد وإلا فإن الصفقة لن تتم. أنهى الإجراءات وأهّل بعد الوقت القانوني لهذا السبب وإن كانت صفقة تحوّل بودبوز إلى باستيا قد تمت في الوقت الضائع، وبالضبط على الساعة السابعة و40 دقيقة، فإن صفقة التحاق ڤديورة بناديه الجديد تمت بعد انتهاء الآجال القانونية، إذ استغرقت المفاوضات بين الطرفين وقتا طويلا، وهو ما جعل إبرام الصفقة يتعطل إلى صبيحة أمس. وقد يبدو ذلك للبعض غير شرعي من الناحية القانونية، إلا أنّ القوانين الإنجليزية تبيح ذلك في حال اتفاق الفريقين كتابيا على إتمام الصفقة متأخرين بساعات قليلة، وهو ما قام به ناديا نوتينغام فوريست وكريستال بالاس، حيث تعهدا كتابيا على إتمام الصفقة وتفاوضا براحتهما وأنهيا المفاوضات صبيحة أمس، وأفضت المفاوضات إلى اتفاق رسمي يقضي بتوقيع ڤديورة على عقد مدته ثلاث سنوات، ومباشرة بعد توقيعه أهل اللاعب من طرف الرابطة الإنجليزية كرة القدم كي يلعب في ناديه الجديد. تأخّر عن «الخضر» بسبب تأخر إبرام الصفقة وكان ڤديورة قد تخلّف صبيحة أمس عن زملائه الدوليين في الوصول إلى معسكر المنتخب الوطني الذي انطلق في سيدي موسى تحضيرا للقاء مالي، إذ غاب وتأجل التحاقه إلى مساء أمس أو إلى اليوم كأقصى تقدير، وذلك بسبب إبرام صفقة التحاقه بكريستال بالاس متأخرة إلى غاية صبيحة أمس، وهي الصفقة التي لم يعلن عنها ناديه الجديد إلا مع انتهاء الفرة الصباحية. حديث عن تجاوز الصفقة حاجز 3 ملايين أورو وحتى إن رفض نادي كريستال بالاس الكشف عن التفاصيل المالية للصفقة إلا أن التقارير الإعلامية البريطانية تحدثت عن أكثر من 3 ملايين أورو، سيستلمها نوتنغهام فورست على دفعات مقابل تخليه عن أبرز لاعبيه خلال الموسمين الأخيرين، وكان نوتنغهام فورست الفائز الأكبر في هذه الصفقة خصوصا وأنه لم يدفع سوى 1 مليون أورو ل ولفرهامبتون واندرز الموسم الماضي، ما يعني أنه استفاد من قرابة مليوني أورو مقابل الاستثمار في صفقة لاعب المنتخب الوطني. كان يرغب في البقاء مع «نوتينڤهام فوريست» وإدارته السابقة قررت بيعه وإن كان ڤديورة قد تخلص من اللعب في الدرجة الأولى من البطولة الإنجليزية والتحق ب»البرييمير ليغ» أين ينشط الكبار والعمالقة، إلا أن مصادرنا كشفت لنا أن وسط ميدان «الخضر» كان يرغب في البقاء مع فريقه أين يلعب بانتظام في كل المباريات والمنافسات، فضلا عن أنه تأقلم وارتاح في هذا الفريق الذي قضى معه سنتين، كما يدرك أن المنافسة والمشاركة في المباريات أسبوعيا ستكون مضمونة بالنسبة له مع هذا الفريق، وهو ما يسمح له بالحفاظ على مكانته مع المنتخب في التحديات المقبلة التي تسبق «المونديال»، إلا أن مسؤولي نوتينڤهام فوريست- وعلى رأسهم مالكه الكويتي- أصروا على بيعه إلى كريستال بالاس بعدما تلقوا عرضا مغريا بشأنه. فولهام، هال سيتي وكريستال بالاس أصروا على انتدابه وتفيد مصادرنا أن ڤديورة تلقى العديد من العروض في الآونة الأخيرة، أبرزها من نادي فولهام، كريستال بالاس وهال سيتي، إلا أن اللاعب كان مترددا في كل مرة في الموافقة على عرض من هذه العرو، خوفا من فقدان مكانته الأساسية التي تعوّد عليها في «نوتينڤهام فوريست» ومع «الخضر» أيضا، وفي ظل إصرار هذه الفرق على ضمه، نجح «كريستال بالاس» في الظفر بخدماته وتعاقد معه فوق رغبته رغم فرحته بالعودة إلى «البريمير ليغ» دون أن يجهد نفسه.خبرته مع «ولفرهامبتون» تساعده كثيرا ومن شأن الخبرة التي يتمتع بها ڤديورة في «البريمير ليغ» مع فريقه السابق «ولفرهامبتون» أن تزيل كل تلك المخاوف والهواجس من عدم المشاركة أساسيا مع فريقه الجديد وفقدانه مكانته في المنتخب، فاللاعب سبق له وأن لعب لسنوات ضمن مصاف الكبار وأمام عمالقة من طينة تشيلسي، مانشيستر يونايتد وآرسنال وغيرهما، واكتسب خبرة ستفيده كثيرا كي يفرض نفسه وأسلوبه في اللعب مع ناديه الجديد. بدايته قد تكون أمام مانشستر يونايتد وسيختبر ڤديورة حول جاهزيته للعب أمام الكبار في أول ظهور له الذي قد يكون أمام مانشيستر يونايتد إن قرر مدربه إقحامه، لأن الجولة المقبلة بعد مباراة مالي الدولية سيتقابل فيها فريقه كريستال بالاس مع الشياطين الحمر الذين يمرون بفترة فراغ رهيبة مطلع الموسم الجديد، وهو سلاح ذو حدين قد يخدم رفاق ڤديورة وقد لا يخدمهم، بما أن زملاء روني سيرمون بكل ثقلهم من أجل اللحاق بكوكبة المقدمة، والإختبار يعد الأفضل ل ڤديورة إن ظفر بمكنته وحصل على فرصته في أول مباراة.