يخوض نجم المبارزة الألماني السابق توماس باخ مواجهة مثيرة غدا الثلاثاء في صراع سداسي على رئاسة اللجنة الأولمبية الدولية. ويبرز باخ نائب رئيس اللجنة الأولمبية حاليا كأقوى المرشحين في هذا السباق الذي يخوضه ستة متنافسين للمرة الأولى في التاريخ، ويحسم أعضاء الجمعية العمومية (الكونغرس) للجنة الأولمبية الدولية من خلال الاقتراع السري غدا هوية الرئيس الجديد للجنة والذي سيتولى دفة القيادة خلال السنوات الثماني المقبلة. ويتنافس باخ مع البورتوريكي ريتشارد كاريون والسنغافوري نج سير ميانغ والأوكراني سيرجي بوبكا ووالويسري دينيس أوزوالد والتايواني كك وو، ويخلف الفائز من هذا الصراع البلجيكي جاك روغ في رئاسة اللجنة بعدما شغل هذا المنصب على مدار 12 عاما حيث أعيد انتخابه لفترة ثانية لمدة أربع سنوات بعدما انتهت الفترة الأولى له والتي امتدت لثماني سنوات. ويتميز الأوكراني بوبكا بأنه اللاعب الأكثر نجاحا بين جميع المتنافسين الستة عندما كان لا يزال لاعبا حيث أحرز ذهبية القفز بالزانة في أولمبياد 1988 وفاز باللقب العالمي للمسابقة ست مرات وما زال مستحوذا حتى الآن على الرقم القياسي العالمي للمسابقة رغم مرو سنوات عديدة على اعتزاله. ولكن منصب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية قد يكون أكبر منه قليلا مثلما هو الحال بالنسبة لأوزوالد الفائز بميدالة برونزية في التجديف خلال أولمبياد 1968 وكذلك التايواني وو، ولذلك ينتظر أن ينحصر الصراع على المنصب بيم الثلاثي باخ وكاريون ونغ. وانضم المحامي باخ /59 عاما/ لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية في 1991 وتمتع بتنقله من مرتبة لأخرى في اللجنة حتى أصبح نائبا لرئيس اللجنة كما ترأس اللجنة القضائية ولجنة مكافحة المنشطات باللجنة. ونال باخ تقديرا عالميا هائلا على كلمته بشأن هيكل وتشكيل الحركة الأولمبية خلال اجتماعات الكونغرس الأولمبي في 2009 حيث وصفه السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعضو اللجنة الأولمبية الدولية بأنه حديث "رئاسي" وأصبح باخ منذ ذلك الحين المرشح الأقوى لخلافة روغ. ويخوض باخ الانتخابات على رئاسة اللجنة تحت شعار "الوحدة في التنوع" كما يدعم موقفه أن سبعة من الرؤساء الثمانية السابقين للجنة كانوا من القارة الأوروبية وأن القارة العجوز ما زالت تحظى بأكثر من نصف عدد أعضاء اللجنة. ورغم هذا ، قد تتعرض فرص باخ لحركة ارتجاعية حيث كان مرشحا بارزا للمنصب منذ فترة طويلة كما أن الدعم الذي يحظى به من الكويتي الشيخ أحمد الصباخ عضو اللجنة وصاحب التأثير الواسع لا يحظى بالقبول في بعض الأماكن، كما تعرضت فرص باخ لبعض التهديدات في ظل ما أثير مؤخرا عن وجود عملية ممنهجة لتعاطي المنشطات في ألمانيا الغربية السابقة وادعاءات من بعض وسائل الإعلام بأن باخ رفض الإجابة على أسئلة محرجة من محاميه عن ماضيه. وأكد باخ ، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، ارتياحه لاقتراب موعد التصويت مشيرا إلى أنه يتطلع ليوم الانتخابات التي يخوضها برغبة أكيدة في الفوز "مع الاعتراف بأن الهزيمة واردة"، ويبدو الخبير المصرفي كاريون ورجل الأعمال والدبلوماسي نغ هما الأكثر ترشيحا لمنافسة باخ وقد ينجح أي منهما في خطف المنصب ليخلف روغ. ويعد كاريون /60 عاما/ مسؤولا بشكل كبير عن الثروة الطائلة التي تتمتع بها اللجنة الأولمبية الدولية حاليا حيث يترأس اللجنة المالية كما تولى مسألة التفاوض بشأن حقوق البث التلفزيوني للفعاليات الأولمبية خارج أوروبا. وأصبح كاريون مع أعضاء آخرين باللجنة عن العقد الهائل المبرم بين اللجنة وشبكة "إن بي سي" التلفزيونية الأمريكية والبالغ قيمته 38ر4 مليار دولار حتى 2020 وكذلك عن رفع الاحتياطي النقدي للجنة إلى 900 مليون دولار، ورغم هذا ، يرى البعض أنه مجرد خبير مصرفي ولا يصلح كرقيب ومشرف على الرياضة العالمية التي سيكون مسؤولا عنها إذا انتخب رئيسا للجنة غدا، وقال كاريون "مشاعري تجاه الحركة الأولمبية أكثر أهمية من الشيكات الكبيرة التي قدمها للجنة الأولمبية الدولية". وصنع نغ /64 عاما/ لنفسه اسما كرجل أعمال وسفير إلى المجر والنرويج خارج الحركة الأولمبية وكعضو باللجنة التنفيذية للجنة الأولمبية الدولية ونائب لرئيس اللجنة ورئيس للجنة المنظمة لدورة الألعاب الأولمبية الأولى للشباب والتي استضافتها بلاده عام 2010 . وإذا حالف التوفيق نغ، سيصبح أول رئيس أسيوية للجنة الأولمبية الدولية ولكنه يرى نفسه كشخص عالمي يحتاجه المنصب، وتعهد نغ "بالإصلاح والاستقرار" مع توجيه دعم خاص للشباب لأن "الدورات الأولمبية ليس لها مستقبل" بدون الجيل الشاب.