طوى لاعبو مولودية الجزائر صفحة السفرية الشاقة والمملة التي أنهكتهم بعدما ناموا لساعات سمحت لهم باستجماع قواهم، ودخلوا منذ أمس في أجواء المباراة الهامة والمصيرية التي تنتظرهم عشية الغد أمام ممثل الكرة الأنغولية أنتر كلوب لحساب ذهاب الدور ثمن النهائي من دوري أبطال إفريقيا، ورغم أن مأمورية المدرب نور الدين زكري وأشباله تبدو صعبة جدا في ظل الظروف المناخية الصعبة التي سيخوضون فيها ثالث لقاء لهم في أدغال إفريقيا هذا الموسم وشح المعلومات حول المنافس من جهة أخرى، إلا أن لاعبي "العميد" تحدوهم إرادة كبيرة لأجل العودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية كخطوة جديدة من مخطط بلوغ دور المجموعات لأول مرة في تاريخ النادي منذ تغيير نمط هذه المنافسة. الأمور الجدية بدأت أمس واللاعبون لا يفكرون إلا في نتيجة إيجابية وبما أن وفد المولودية كان قد قضى قرابة يوم كامل بين المطارات والطائرات قبل حط الرحال في أنغولا، فإن المدرب زكري قرر إعفاء لاعبيه أول أمس من أي التزام وطلب منهم الركون تماما إلى الراحة ونسيان المهمة التي جاؤوا إلى أجلها لأجل استجماع قواهم قبل أن تنطلق الأمور جدية منذ صبيحة أمس، حيث شد الجميع أحزمتهم وضبط زملاء القائد بابوش ساعاتهم على موعد مباراة الغد، وقد لمسنا وعيا شديدا لدى اللاعبين بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم وهم يتحدثون أيضا بلغة فيها الكثير من التفاؤل لأجل مباغتة الأنغوليين في ديارهم والعودة إلى أرض الوطن بنتيجة إيجابية. يؤكدون أن خسارة "ديناموس" كانت قاسية لكنها درس مفيد ورغم أن الخسارة المذلة التي تكبدتها مولودية الجزائر في هراري في الدور الفارط أمام ديناموس برباعية كاملة قد شوهت نوعا ما تاريخ مشاركات "العميد" في المنافسات الإفريقية، إلا أن اللاعبين يؤكدون أنها أصبحت نعمة ودرسا مفيدا بالنسبة لهم حتى يتفادوا نفس الأخطاء والهفوات التي ارتكبوها في تلك المواجهة مستقبلا، والبداية ستكون في مباراة الغد أمام أنتر كلوب الذي أقصى المريخ السوداني في الدور الفارط، حيث أكد لنا معظم اللاعبين أن ما حدث أمام ديناموس لن يتكرر لأنهم أصبحوا أكثر نضجا الآن وسيعرفون كيف يتعاملون مع المعطيات الظرفية التي تميز مباريات من هذا النوع ومن هذه القيمة. يتحدون الحرارة والإرهاق وينتظرون اكتشاف الأرضية اليوم أكد الجهاز الفني لمولودية الجزائر للاعبين أنهم لن يجدوا طريقهم إلى دور المجموعات مفروشة بالورود، وأنه عليهم أن يواصلوا اللعب بنفس الحرارة والقلب الذي واجهوا به ديناموس في بولوغين إذا أرادوا تحقيق الهدف، كما أصبح لاعبو المولودية يملكون صورة واضحة عن الحرارة الشديدة والرطوبة العالية التي تميز أنغولا التي ترتفع كثيرا عن المحيط الأطلسي وأكدوا جاهزيتهم لرفع التحدي شريطة أن يعرفوا كيف يقسمون مجوداتهم بذكاء، ولا ينتظر زملاء كودري إلا اكتشاف نوعية أرضية الميدان الرئيسي هذه الأمسية لما يتدربون عليه لأول وآخر مرة قبل وصول ساعة الحقيقة، وكل ما يتمناه اللاعبون والجهاز الفني أن لا يكون "حوش بطاطا" ويؤثر على طريقة لعبهم غدا. زكري يعيش ضغطا رهيبا ولا يخشى إلا الكواليس أصبح المدرب نور الدين زكري يعيش ضغطا رهيبا خلال الساعات القليلة الماضية بعد أن عاين الفريق الأنغولي مرة أخرى واكتشف أن أنتر كلوب أقوى بكثير من ديناموس وأن مهمته في بلوغ الهدف المسطر لن تكون سهلة بالمرة، وإذا كان تنقل الفريق ب 14 لاعبا قد أخلط حسابات زكري الذي سيجد نفسه مرغما على تحديد معالم التشكيلة على طريقة "قيس، قيس" مرة أخرى، فإن أكثر ما يخشاه زكري هو لعبة الكواليس التي تفوح رائحتها أكثر في هذا الدور الذي وصفه بالمنعرج الخطير في دوري أبطال إفريقيا وتستعمل فيه كل الفرق الطرق المشروعة وغير المشروعة لأجل ضمان تواجدها في دور المجموعات. الأزمة جعلته يفكر بعقلية الاقتصاديين ويبحث عن ملايير المجموعات وإذا كان المدربون واللاعبون يفكرون في أنفسهم ويدركون أن بلوغ دور المجموعات سيرفع أسهمهم وسيدخلهم تاريخ النادي من أوسع الأبواب، فإننا اكتشفنا أن زكري ينظر إلى الأمور من زاوية أخرى حيث أن الأزمة المالية الخانقة التي يعاني منها الفريق جعلت المدرب يفكر بعقلية الاقتصاديين إذ يبحث عن الملايير الأربعة التي تمنحها "الكاف" لكل الأندية التي تبلغ دور المجموعات، أكثر مما يبحث عنه من شهرة و"بريستيج"، وحسب ما أكده لنا فإن خزينة "العميد" بحاجة ماسة إلى هذه الأموال لأجل استرجاع ما صرفته والقيام بانتدابات نوعية لأجل ضمان دخول معترك دور المجموعات من موقع قوة. الحكام النيجيريون لغز حقيقي، "وربي يستر معاهم" لم يفهم مسؤولو مولودية الجزائر الطريقة التي تسير بها "الكاف" أكبر منافسة للأندية في القارة رغم الشعبية الكبيرة التي بلغتها في السنوات القليلة الماضية، حيث مازالت تتستر على هوية الحكام الذين سيديرون مواجهة الغد ولم تعلن عنهم لا على موقعها الرسمي ولا من خلال مراسلة "العميد"، وكل ما استطاع أعضاء الوفد أن يعرفوه هو أن الحكام من نيجيريا ويكونون قد وصلوا أمس، هذا ما جعل زكري يتخوف كثيرا من أن يفعل النيجيريون ما فعله الحكم الجنوب إفريقي جيروم دامون في مباراة ديناموس، حيث صرح لنا قائلا: "ربي يستر برك". ------------------------------- التنقل بحارس واحد يقلق كثيرا زكري يسترجع يوسف سفيان وداود ويختار خطة 3 – 5 – 2 لمباغتة الأنغوليين تنفس مدرب مولودية الجزائر نور الدين زكري الصعداء بعد التقرير الطبي الإيجابي الذي قدمه له مدلك الفريق كريم العنابي بخصوص الحالة الصحية للمهاجم يوسف سفيان ولاعب خط الوسط فريد داود، حيث أكد أن الثنائي على أتم الجاهزية للمشاركة في مباراة الغد وهو ما جعل الجهاز الفني يختار التشكيلة المثالية التي تخدم خطته التكتيكية خاصة وأنه قرر تغيير طريقة اللعب من 4 – 4 – 2 إلى 3 – 5 – 2 كما أكده لنا بعض المقربين من المدرب، ويعتقد زكري أن هذه هي الطريقة المثلى لغلق كل المنافذ أمام مهاجمي أنتر كلوب. العنابي يؤكد جاهزيتهما وتدربا أمس مع المجموعة وفي دردشة خفيفة مع مدلك مولودية الجزائر كريم العنابي الذي يتابع حالة يوسف سفيان وفريد داود عن كثب، أكد لنا أن الثنائي جاهز بعد أن تخلص من الآلام وكان رد فعله في الفحوص التي أجراها في الجزائر إيجابيا، وأكد مدلك "العميد" أنه ما كان ليسمح بتنقل اللاعبين إلى أنغولا لو كان يراوده شك بخصوص إمكانية عدم مشاركتهما، كما صرح لنا العنابي بأنه لن يسمح مستقبلا بتنقل أي لاعب مصاب كما حدث مع عطفان وبدبودة ويفضل أن يتركهم في الجزائر للعلاج. زكري يقرر اللعب ب 3 – 5 – 2 وعدة تغييرات مرتقبة في التشكيلة رغم أن مدرب مولودية الجزائر يحضر أسلحته لمباغتة أنتر كلوب في سرية تامة ويرفض الكشف عنها في وسائل الإعلام، إلا أن مصادرنا المقربة من زكري أكدت أن الرجل سيلعب بنسبة كبيرة جدا بخطة 3 – 5 – 2 وهو الرسم الذي اختاره عقب معاينته للمنافس ووقوفه على مكامن القوة والضعف لديه، هذه الخطة وغياب عدد معتبر من اللاعبين يضعان زكري أمام حتمية إجراء عدة تغييرات على التشكيلة الأساسية مقارنة بالتشكيلة التي قهرت العلمة بثلاثية، وستعرف أيضا عودة بعض اللاعبين الذين كان زكري قد قرر إبعادهم في وقت سابق لسبب أو لآخر. حركات وعمرون أساسيان لأول مرة منذ رباعية ديناموس أبرز التغييرات التي ستشهدها تشكيلة مولودية الجزائر في مباراة الغد والتي أملاها النهج التكتيكي الجديد، هي عودة المدافع المحوري سفيان حركات إلى منصبه لأجل مساعدة بوشامة وزدام اللذين سيلعبان أكثر على الجناحين لما تكون الكرة عند لاعبي "العميد"، كما سيعود قلب الهجوم محمد عمرون الذي سيسجل ظهوره لأول مرة في التشكيلة الأساسية بعد غياب طويل ويكون إلى جانبه دوادي، حيث يعلق عليهما زكري آمالا كبيرة لتسجيل هدف يكون وزنه من ذهب قبل موقعة الإياب بعد أسبوعين من الآن في الجزائر. بابوش وبصغير يعودان ويساعدان داود وكودري في الوسط كما يسترجع اللاعب رضا بابوش موقعه في التشكيلة الأساسية رفقة بصغير بعدما أبعدهما المدرب زكري في مباراة العلمة عن قائمة ال 18 لأسباب يؤكد أنها فنية وليست تأديبية، حيث سيتولى هذا الثنائي مهمة مساعدة داود وكودري في قطع الكرات وتكسير الهجمات الأنغولية وهي المهمة التي تعود عليها بابوش منذ عهد المدرب السابق "ألان ميشال" لما كان يعتمد عليه في الوسط، أما بصغير الذي لم يتعود على هذا المنصب فإن دوره مفهوم وهو غلق المنافذ أمام المهاجم الأيسر للأنتر كلوب الذي وصفه زكري "بالدراجة النارية" نظرا لسرعته ومراوغاته السحرية. مقداد لبناء الهجمات ودوادي يساعد عمرون في الهجوم ويبقى الثنائي الذي سيحافظ على منصبه مقارنة بمباراة العلمة هو صانع الألعاب مقداد الذي يوجد في فترة زاهية ويعول زكري كثيرا على نزعته الهجومية لمساعدة عمرون ودوادي، هذا الأخير سيتولى أيضا مهمة تنشيط الخط الأمامي رفقة عمرون، وسيكون مطالبا باستغلال قصر قامته وسرعة توغلاته لأجل الضغط على دفاع المنافس وإرغامه على ارتكاب الأخطاء. ------------------------------- التشكيلة المحتملة زماموش – بصغير – بابوش – زدام – حركات - بوشامة – داود – كودري – مقداد – دوادي – عمرون. ------------------------------- داود: "أنا جاهز، ويجب أن نستفيد من درس ديناموس" كيف هي الأجواء داخل الفريق؟ صحيح أن الرحلة الشاقة التي قادتنا من الجزائر إلى لواندا مرورا بالقاهرة وإثيوبيا قد أثرت فينا نوعا ما، لكن من الناحية النفسية يمكن القول إننا جاهزون تماما لهذه المباراة وندرك ما ينتظرنا أمام فريق محترم وفوزه على المريخ السوداني دليل على أن لديه طموحات مشابهة لطموحاتنا وعلينا أن نحذر منه. هل نفهم من كلامك أنكم جاهزون للعودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية؟ أظن أن هذا هو الهدف الذي جئنا لأجله إلى هنا، أنغولا ليست مكانا للنزهة، مهمتنا واضحة وهي العودة إلى الجزائر بنتيجة إيجابية وتحقيق خطوة كبيرة للتأهل إلى دور المجموعات كما نحلم به نحن اللاعبين وحتى الجهازين الفني والإداري لأول مرة في تاريخ الفريق منذ تغيير صيغة المنافسة. وهل تعتقد أنكم قادرون على ذلك؟ صحيح أن مأموريتنا لن تكون سهلة أمام فريق أقوى من ديناموس حسبما أكده لنا المدرب الذي عاين شريط مباراة أنتر كلوب أمام المريخ، كما أن فوز الأنغوليين على الفريق السوداني يعطي صورة واضحة عن إمكاناته، لكن هذا لا يعني أننا سندخل إلى أرضية الميدان في ثوب الضحية، فحتى نحن ندافع عن ألوان فريق اسمه مولودية الجزائر ولديه تاريخ كبير في مثل هذه المنافسات، لذلك فمن واجبنا أن نضحي لأجل التأهل وإعطاء صورة مشرفة عن الفريق وعن الكرة الجزائرية ككل. - ألستم متخوفين من عاملي الحرارة والرطوبة اللذين سيكونان ضدكم في مباراة السبت؟ -- يجب ألا نبحث عن الأعذار والمبررات لأنفسنا، إفريقيا تبقى دائما إفريقيا وعلى اللاعب والفريق أن يكون جاهزا لمواجهة كل الصعوبات، ليست هذه هي المرة التي سنلعب فيها في الحرارة والرطوبة، لو نعرف كيف نسير المباراة بذكاء ونقسم مجهوداتنا على التسعين دقيقة فلن يطرح هذا الإشكال ولذلك يمكن القول إن الكرة في مرمانا الآن. لكنكم قلتم نفس الكلام قبل مباراة ديناموس وخسرتم في نهاية المطاف برباعية كاملة، أليس كذلك؟ المباريات تختلف من دور إلى دور، أمام ديناموس أظن أن الحكم هو الذي فاز علينا بعد أن منح ركلة جزاء خيالية للمنافس كانت منعرج اللقاء، ورغم مرارة تلك الخسارة إلا أنها أصبحت درسا مفيدا لنا الآن يجب أن نتفادى تكرار ذلك السيناريو في أنغولا ونلعب بذكاء، يجب أن نبحث عن الفوز لأنه لو نلعب على التعادل سنخسر بالتأكيد، كما يجب أن نتفادى تلقي أهداف كثيرة لأنه ليس في كل مرة تسلم الجرة كما يقال. كيف هي حالتك الصحية الآن؟ حالتي الصحية تحسنت كثيرا والآلام زالت نهائيا، قررت أن أضحي بمباراة العلمة حتى أكون جاهزا لهذه المباراة والحمد لله أنني لحقت بها، سأندمج مباشرة مع المجموعة وإذا أقحمني المدرب فلن أخيبه وسأقدم أكثر من الدور المطلوب مني لأجل العودة بنتيجة إيجابية. هل تعتقد أن زكري سيضع فيك ثقته بعد أن غبت عن مباراة العلمة؟ كما قلت لك منذ قليل فإن القرار الأخير بخصوص مشاركتي من عدمها يعود للمدرب، أنا لاعب محترف وجاهز فنيا وبدنيا فإذا قرر إشراكي أساسيا فسأؤدي دوري كما ينبغي في الميدان وإذا رأى أن هناك لاعبين أكثر جاهزية مني فسأجلس على مقعد البدلاء وأتقبل قراراته دون مشكل. ما تعليقك على الاستقبال الذي وجدتموه هنا في أنغولا؟ الاستقبال كان رائعا، وحتى الإقامة هنا في الفندق مريحة جدا وتسمح للاعب بالتركيز على المباراة ودوره في الميدان، أتمنى أن تسير معنا الأمور بهذا الشكل حتى بعد المباراة لأننا لا نريد أن تصادفنا أي عراقيل تثني عزيمتنا. ------------------------------- زكري اجتمع بلاعبيه أمس عقد مدرب مولودية الجزائر نور الدين زكري اجتماعا عاديا مع لاعبيه صبيحة أمس في مطعم الفندق قبل تناول وجبة الغداء، وقد خصص زكري الاجتماع للحديث بشكل كبير عن نقاط قوة وضعف المنافس عقب معاينته لشريط مباراته أمام المريخ السوداني مرة أخرى، كما طالب زكري لاعبيه بتفادي التصريحات الصحفية والتركيز فقط على المباراة. اللاعبون ينتظرون مصاريف المهمة اليوم ينتظر أن يقوم رئيس الوفد رفيق حاج أحمد بتوزيع مصاريف المهمة على اللاعبين هذه الأمسية، وذلك بطلب من المدرب نور الدين زكري حيث سيحصل كل لاعب على مبلغ 100 أورو، وهو المبلغ الذي ينتظره زملاء دراڤ على أحر من الجمر لاقتناء شرائح الهاتف وبطاقات التعبئة وهدية تذكارية بسيطة من لواندا إذا سمح لهم المدرب بالتجول في الأسواق بعد المباراة. ------------------------------- هكذا عاش لاعبو "العميد" نهائي كأس ملك إسبانيا زكرينيو "قلب ورب" مع مورينيو، جماعة الريال ڤلبتها بعد هدف كريستيانو وكودري "مابانش" ضبط أعضاء وفد مولودية الجزائر هنا في أنغولا عقارب ساعاتهم على موعد الكلاسيكو رقم 1 في العالم سهرة أول أمس بين ريال مدريد وغريمه التقليدي برشلونة، حيث عاش فندق "فيتوريا ڤراند" أجواء رائعة صنعها لاعبو "العميد" الذين انقسموا حسب ميولاتهم بين من هو "مدريدي" ومن هو "كتالاني" في الدم ، ورغم أن الفوز في النهاية عاد لعشاق الريال الذين احتفلوا مطولا بفوزهم على غريمهم الأزلي إلا أن الفائز الأول يبقى لاعبي "العميد" الذين نسوا بسرعة السفرية الشاقة والمتعبة التي قادتهم من الجزائر إلى أنغولا مرورا بالقاهرة وأديس بابا والتي دامت 28 ساعة كاملة. اللاعبون تناولوا وجبة العشاء بسرعة وعادوا إلى غرفهم وكان المدرب نور الدين زكري قد تحدث مع مدير الفندق مباشرة بعد وصول وفد مولودية الجزائر إليه وطلب منه تأجيل وجبة العشاء أول أمس استثناء بنصف ساعة (من الثامنة إلى الثامنة والنصف) وذلك حتى ينام اللاعبون قليلا ويتخلصوا من التعب، ولكن هذا التأخير لم يخدم اللاعبين تماما بما أنه جعل موعد وجبة العشاء يتزامن مع انطلاق الكلاسيكو، ما جعل زملاء الحارس زماموش يتناولون وجبة العشاء بسرعة ويعودون إلى غرفهم بعد أن تابعوا الدقائق العشر الأولى في المطعم. زكري، مضوي وبن عامر تابعوا الشوط الأول في المطعم على عكس اللاعبين فإن الجهاز الفني لمولودية الجزائر فضل أن يتابع الشوط الأول من الكلاسيكو في المطعم، حيث انقسم أعضاؤه بين البارصا والريال وأظهر المدرب نور الدين زكري أنه متيم بالريال وعاشق لمورينيو رغم أنه يصرح لنا دائما بأن الفريق الأوربي الأقرب إلى قلبه هو "جوفنتوس" بحكم السنوات التي قضاها في إيطاليا، بينما تحول مساعده خير الدين مضوي إلى غريم لمدة 120 دقيقة بما أن هذا الأخير يحسب على مناصري برشلونة في "العميد"، أما مدرب الحراس مراد بن عامر فقد أكد أنه يناصر ريال مدريد منذ سنوات وفرح بهذا اللقب الذي حققه فريقه بعد سنوات عجاف. زكري تفاعل مع كل لقطات الريال ولام رونالدو على أنانيته وقد أظهر مدرب "العميد" نور الدين زكري أنه فعلا من عشاق ريال مدريد من خلال الطريقة التي كان يناصر بها هذا الفريق وخاصة خلال الشوط الأول، حيث كان يتفاعل مع كل العروض الكروية التي قدمها هذا الفريق ولكنه لام النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو كثيرا على أنانيته بسبب احتفاظه بالكرة، ورغم ذلك فإن زكري لم يصمد أمام التعب واستسلم للنوم قبل انقضاء الوقت الإضافي، حيث لم يعلم بالنتيجة إلا صبيحة أمس واحتفل متأخرا بالفوز. كودري قائد كتيبة "البارصا" وبن سالم "مدريدي" في الدم كنا نعلم منذ مدة أن لاعبي "العميد" وكسائر الجزائريين ينقسمون بين ريال مدريد وبرشلونة، لكننا لم نكن نعلم أن هناك منهم من يعشق واحدا من الفريقين بطريقة جنونية ويحزن عند خسارة فريقه إلى درجة أنه لا يكلم زملاءه، هذا ما وقفنا عليه أول أمس خلال تواجدنا إلى جانب لاعبي "العميد" هنا في بهو فندق "فيتوريا ڤراند"، وقد اكتشفنا أيضا أن أغلبية لاعبي "العميد" يناصرون الريال ويقودهم بن سالم الذي يعتبر مدريديا "في الدم" ومعه بوشامة، بابوش، حركات، زدام، دوادي، يوسف سفيان فيما أن كتيبة البارصا تضم زماموش، عمرون، بصغير، مقداد ويتقدمهم كودري الذي يحسب على العشاق المتعصبين لأشبال "ڤوارديولا". داود ناصر البارصا "زكارة " في زدام رغم أن فريد داود لا يناصر لا الريال ولا برشلونة، وهو من عشاق فريق "الشياطين الحمر" مانشستر، إلا أن ذلك لم يمنعه من مؤازرة البارصا والتفاعل مع لقطاتها أول أمس لا لشيء إلا للتلاعب بأعصاب زميله زدام الذي يقاسمه الغرفة ويناصر ريال مدريد، ومع ذلك فإن زدام لم يقلق إطلاقا وكان واثقا بالفوز وهو ما تأتى في النهاية. بابوش والعنابي توجها إلى غرفة كودري بعد هدف الريال وبعد أن تلاعبت دقائق الكلاسيكو بأعصاب لاعبي "العميد" على اختلاف انتماءاتهم، نصب المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو نفسه ملكا لنهائي الكأس بعدما سجل هدف الفوز لفريقه في الوقت الإضافي، وهو الهدف الذي فجر غرف لاعبي "العميد" من أنصار الريال الذين احتفلوا مطولا بالفوز على الغريم التقليدي، ولكن اللاعب رضا بابوش الذي يناصر الريال بعد ميلان والمدلك كريم العنابي لم يتوقفا عند ذلك بل توجها إلى غرفة كودري لأجل استفزازه والرد عليه بعد أن كان يتوعدهما بهزيمة نكراء طيلة الرحلة. كودري تأثر كثيرا ويتوعد بالرد في دوري الأبطال ألقت خسارة نهائي الكأس بظلالها على كتيبة البارصا التي عانت من استفزازات غريمها، وخاصة كودري الذي تأثر كثيرا وحاول أن ينسى ما حدث بالحديث عن خماسية البطولة، كما توعد إبن ميلة بالرد الأربعاء المقبل في دوري أبطال أوروبا وفي مباراة ستكون أهم فصل في فصول الصراع الكروي بين الغريمين التقليديين . ------------------------------- زكري ومضوي عاينا أنتر كلوب مجددا توجه المدرب نور الدين زكري ومساعده خير الدين مضوي مباشرة إلى غرفة الأول بعد تناول وجبة الفطور أمس لأجل معاينة الشريط الذي منحه له المدرب المصري السويسي في القاهرة، والخاص بمبارتي أنتر كلوب الأنغولي – المريخ السوداني (ذهابا وإيابا) حيث يصر مدرب "العميد" على معاينة منافسه بشكل جيد والوقوف على نقاط القوة والضعف عند هذا الفريق قبل رسم الخطة التكتيكية التي سيدخل بها مباراة الغد. العنابي تحدث مع كبير الطباخين بخصوص الوجبات اجتمع طبيب مولودية الجزائر كريم العنابي مع كبير الطباخين في فندق "فيتوريا ڤراند" سهرة أول أمس وذلك لأجل ضبط نوعية الوجبات التي سيقدمها للاعبين طيلة أيام تواجدهم هنا في لواندا، وقد اختار العنابي الأطباق الخفيفة وخاصة يوم المباراة، ووعد كبير الطباخين ذو الأصول البرتغالية بوضع كل طاقمه تحت تصرف وفد المولودية والسهر على راحته. بابوش تذكر مباراة "الخضر" في أنغولا 2004 بدأ مدافع مولودية الجزائر رضا بابوش يسترجع ذكرياته مع المنتخب في أنغولا منذ الوصول إلى لواندا، حيث تذكر صبيحة أمس المباراة التاريخية ل "الخضر" في 2004 في إطار التصفيات المؤهلة لكأس العالم أمام المنتخب الأنغولي والتي كان الأنغوليون يبحثون فيها عن الفوز للتأهل إلى الدور الثاني من التصفيات، حيث خسر المنتخب تلك المواجهة في الدقائق الخمس الأولى بعد ثنائية فلافيو ولكن أجمل ما في تلك المباراة حسب بابوش الهدف الذي سجله ياسف رغم أنه جاء متأخرا. مشكل في الانترنت يقلق اللاعبين رغم أن فندق "فيتوريا ڤراند" ذا خمس نجوم إلا أن النقطة السلبية الوحيدة فيه هي غياب الانترنت، سواء في الغرف أو في المقهى التابع له وذلك بسبب خلل كبير في كل مناطق العاصمة لواندا، وهذا ما أقلق اللاعبين الذين كانوا يعولون على الاتصال بذويهم وأصدقائهم عن طريق "السكايب" و"الفيس بوك"، وقد اضطر البعض منهم لاشتراء شرائح الهاتف رغم ارتفاع سعرها بشكل مذهل (12 أورو للشريحة) أي ما يعادل 1600 دج بالعملة الوطنية. الإذاعة الوطنية حاضرة هذه المرة على عكس السفرتين السابقتين لمولودية الجزائر إلى بانڤي وزيمبابوي، فإن الإذاعة الوطنية أبت إلا أن تكون حاضرة هذه المرة في سفرية أنغولا وأبت إلا أن ترسل مبعوثها الزميل هاني شريط إلى هنا، حيث كان قد سبق الوفد إلى لواندا التي وصلها صباحا قادما من لشبونة، وستضمن الإذاعة الوطنية نقل المباراة على المباشر على أمواج القناة الأولى ابتداء من الساعة الرابعة مساء بتوقيت الجزائر. الحكام النيجيريون وصلوا أمس والاجتماع التقني هذه الأمسية وصل ثلاثي التحكيم النيجيري الذي عينته "الكاف" لإدارة مباراة الغد بين أنتر كلوب الأنغولي ومولودية الجزائر صبيحة أمس إلى لواندا حيث سيقيم في قلب العاصمة، كما ينتظر أن يعقد الاجتماع التقني عشية اليوم بمقر الاتحاد الأنغولي لكرة القدم وسيمثل المولودية رئيس الوفد حاج أحمد والسكرتير عطا الله. زكري يتكلم البرتغالية بطلاقة اكتشفنا خلال سفريتنا إلى أنغولا مع مولودية الجزائر أن المدرب نور الدين زكري يتحدث اللغة البرتغالية جيدا، كما يتحدث العربية أو الإيطالية وإذا كان إتقانه لهذه الأخيرة مفهوما بحكم السنوات الطويلة التي قضاها في ميلانو، فإنه أكد لنا أنه قد تعلم البرتغالية من خلال احتكاكه ببعض البرتغاليين في إيطاليا. للإشارة فإن زكري يقول إنه يعرف اللغتين الإسبانية والإنجليزية أيضا. يوسف سفيان لم يجد حلاقا في الفندق كان المهاجم يوسف سفيان ينوي حلاقة شعره أمس خاصة مع الحرارة العالية التي تميز أنغولا هذه الأيام، لكن رغبته لم تتحقق بعدما لم يجد حلاقا في الفندق بعدما تعود على إيجاد صالونات حلاقة في كل الفنادق الفخمة. ------------------------------- بعدما وجدوا فيه كل الظروف المواتية فندق "فيتوريا ڤراند" يسحر اللاعبين وإدارة "العميد" تعد برد الجميل لا حديث بين أعضاء وفد مولودية الجزائر هنا في أنغولا إلا عن الاستقبال الرائع الذي خصصته لهم إدارة أنتر كلوب الأنغولي والإقامة الرائعة التي وضعتهم فيها من خلال الحجز لهم في فندق "فيتوريا ڤراند" الذي سحر عقول اللاعبين الذين أكدوا أنه أحسن بكثير من الفنادق الموجودة عندنا والمصنفة بخمسة نجوم، حيث وجد أعضاء الوفد راحتهم في هذا الفندق وزاد ذلك من مسؤولية الإدارة التي وعدت برد جميل الأنغوليين في مباراة الإياب بعد أسبوعين من الآن، وذلك من خلال الحجز لهم في أحد أفخم الفنادق. فندق "ذو خمس نجوم"، مهندسه برتغالي وشيده صينيون وحسب ما علمناه فإن فندق "فيتوريا ڤراند" الذي يبعد بأمتار قليلة عن مركب 11 نوفمبر الذي احتضن نهائي كأس إفريقيا للأمم بين مصر وغانا ويقع في مقاطعة "كاماما"، قد شيد خصيصا لأجل كأس إفريقيا للأمم الأخيرة التي احتضنتها أنغولا، وحسب ما قيل لنا فإن السلطات الأنغولية قد استنجدت بمهندس معماري برتغالي مشهور لأجل وضع مخطط بنائه قبل أن تتولى شركة بناء صينية مهمة تشييده في ظرف قياسي، ويتجلى للزائر منذ الوهلة الأولى أن الفندق جديد. أسعاره "جنونية" ولا مكان فيه إلا لرجال الأعمال يقع فندق "فيتوريا ڤراند" في منطقة هادئة تماما لا توجد بها أي بنايات أو حركة سكانية، ولذلك يعد الوجهة المفضلة لكل الأندية والمنتخبات الأنغولية كما علمناه، كما أن أسعاره الجنونية تجعل أبوابه غير مفتوحة في أوجه البسطاء ولا مكان فيه إلا لرجال الأعمال والشخصيات السياسية الثقيلة حيث حدد سعر الغرفة المزدوجة فيه (500 دولار) أما الغرفة الفردية فسعرها لا يقل عن 300 دولار (أي ما يعادل 28000 دينار بالعملة الجزائرية). ولكن حسب ما أكده لنا بعض لاعبي "العميد" فإن هذا الأسعار "ماشي خسارة" بالنظر إلى روعة الغرف والخدمات المقدمة. زكري يؤكد أن روعة الفندق أنسته مشقة السفر وفي حديث قصير مع المدرب نور الدين زكري عن الظروف التي وجدوا أنفسهم فيها هنا في أنغولا، فقد أكد أنها رائعة جدا وأن روعة فندق "فيتوريا ڤراند" جعله ينسى تماما مشقة السفرية الماراطونية التي قضاها الفريق نحو أنغولا، هذا الرأي قاسمه فيه رئيس الوفد رفيق حاج أحمد الذي أكد أنه سيتحدث مع غريب بعد العودة إلى الجزائر حول الاستقبال الرائع الذي خصصه الأنغوليون لوفد "العميد" حتى يعاملهم بالمثل ويرد جميلهم من خلال الحجز لهم في فندق "هيلتون" أو "الماركير" اللذين يعدان من أحسن الفنادق في العاصمة.
