تأكّد ما كانت “الهداف“ قد كشفت عنه في عددها الصّادر أمس حيث تقرّر تقديم تربص المنتخب الوطني الأول المقرّر إجراؤه في سويسرا إلى 12 ماي المقبل عوض الدخول فيه بداية من تاريخ 18 ماي الذي كشف عنه أول أمس موقع الإتحادية الجزائرية لكرة القدم عبر الأنترنيت وتداولته البارحة مختلف وسائل الإعلام... إذ أنّ الناخب الوطني رابح سعدان وأعضاء الطاقمين الفني والمسير ارتأوا ضرورة تقديمه إلى التاريخ الذي كشفنا عنه لربح مزيد من الوقت في التحضير للمونديال وتمكين جميع اللاعبين الذين يعانون من نقص في المنافسة سواء بسبب الإصابات أو التهميش الذي كانوا عرضة له مع أنديتهم من التحضير جيدا، فوقع الإجماع على هذا القرار وتمّ تقديم التربص إلى يوم 12 ماي. سعدان فكر حتى في تقديمه إلى 10 ماي وكشفت مصادرنا الخاصة أنّ سعدان كان يفكر أيضا قبل اتخاذه هذا القرار في تقديم التربص إلى 10 ماي بعدما تأكد من أن أغلبية البطولات الأوروبية التي ينشط فيها حليش ورفاقه ستنتهي في 9 ماي، لكنه فضل أن يستفيدوا من بضعة أيام للراحة بعد إنهاء موسم شاق مع أنديتهم قبل أن يلتحقوا بتربص تحضيري لا تقل مدته عن شهرين، وقبل أن يستهلوا منافسة عالمية قد يكتب لهم أن يعمروا فيها طويلا إن تجاوزوا الدور الأول بسلام. إخضاع لاعبيه لتحضير بدني مدته شهر كامل وحسب المعلومات التي استقيناها فإن السبب الجوهري الذي جعل سعدان يقرر تقديم التربص يكمن في تأكده من أن عددا كبيرا من لاعبيه عانوا من الاضطرابات والمشاكل منذ نهاية دورة أنغولا الإفريقية، وهي فترة قضاها البعض يعاني التهميش من طرف مدربي أنديتهم على غرار لاعبي البطولة الألمانية مطمور، زياني وعنتر يحيى الذين قضوا معظم الفترات في مقعد البدلاء أو كمتفرجين في المدرجات، وقضاها البعض الآخر في عيادات فرنسا وقطر يصارعون الإصابات والزمن من أجل الوصول بموعد جنوب إفريقيا وهو ما تسبب حتما في تذبذب ونقص فادح على مستوى لياقتهم البدنية، ومن أجل تعويض ما فات الجميع اهتدى المسؤول الأول على رأس العارضة الفنية للمنتخب إلى قرار تقديم التربص إلى يوم 12 ماي حتى يُخضع الجميع إلى تحضير بدني خاص ينطلقوا بعده وكأنهم بصدد التحضير لموسم جديد وليس إلى منافسة ظرفية لا تقل فترتها عن 13 يوما في حال الإقصاء من الدور الأول، وقد تدوم أطول إذا رفع منتخبنا التحدي وتمكن من المرور إلى الدور الثاني. الفترة كافية لشحن بطارياتهم جميعا وفي سياق متصل علمنا بأن الطاقم الفني سيتدعم بمحضر بدني جديد بداية من تربص سويسرا يخضع الجميع بمن فيهم اللاعبين الذين يخضعون حاليا وسيخضعون خلال ذلك التربص إلى مجهر الناخب سعدان لعمل بدني خاص يتدارك من خلاله من يعانون من نقص فادح في المنافسة ويسترجعون من خلاله أنفاسهم ولياقتهم البدنية طيلة شهر كامل، وهي فترة يقول الأخصائيون في هذا المجال إنها كافية للتحضير حتى لموسم جديد وليس فقط إلى منافسة ظرفية قصيرة المدى. الفرصة مواتية ل زياني وكل من كان عرضة للتهميش للتدارك وبما أن زياني يعد من اللاعبين الذين عانوا الأمرين منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة وبما أنه يعد من اللاعبين الذين ينتهي مشوارهم مع أنديتهم في 19 ماي (البطولة الألمانية تنتهي في هذا التاريخ)، فإن فرصته مواتية للحاق هو ومطمور، يحيى عنتر، عمري الشاذلي مبكرا بالتربص التحضيري ليشرعوا في العمل البدني الخاص، هم وكل من كانوا عرضة للتهميش والإصابات على غرار بلحاج ويبدة المرشحين للحاق بالتربص مبكرا بسبب انتهاء البطولة الإنجليزية في 9 ماي، وعلى غرار بوڤرة الذي غاب عن أجواء المنافسة منذ شهر تقريبا بسبب الإصابة التي تعرض لها في “الداربي“ أمام السلتيك، إضافة إلى حليش وجبور اللذين ينشطان في البطولتين البرتغالية واليونانية، فهؤلاء جميعا ستكون فرصتهم مواتية للقيام بتحضير في المستوى وتحضير أنفسهم من كل النواحي للموعد العالمي الذي ينتظرهم. تجميعهم لفترة طويلة يخلق تضامنا بينهم ويقوي روح المجموعة وإذا كان نقص المنافسة الذي يعاني منه البعض هو السبب الجوهري الذي يؤرق سعدان وجعله بمعية مساعديه يهتدي إلى قرار تقديم التربص، فإن هناك أسبابا أخرى لا تقل أهمية جعلتهم يتخذون قرارت كهذه من بينها رغبة سعدان في تجميع لاعبيه لفترة طويلة قبيل موعد كروي يعد الأهم في مشوار الجزائر منذ 24 سنة، فترة ستقسم إلى ثلاث مراحل رئيسية تمتد الأولى ما بين 12 إلى 28 ماي في مرتفعات سويسرا والثانية من 1 إلى 5 جوان في مرتفعات ألمانيا والثالثة من 6 جوان إلى أجل غير مسمى مرتبط بنجاح “الخضر“ من عدمه في تجاوز عقبة الدور الأول من المونديال، وهي فترة ستفوق مدتها شهرا وستكون كافية لتعيد للمجموعة تلك الروح التي سادتها عقب أحداث القاهرة، روح تضامنية، روح الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وألوانه والنتائج في نهاية المطاف في تلك الحالة ستكون مضمونة لأن ما فعله لاعبونا لدى مكوثهم مع بعضهم البعض لفترة طويلة سواء في الخرطوم عندما قهروا أحفاد الفراعنة ونالوا بطاقة الوصول للمونديال أو هناك في أنغولا عندما بلغوا المربع الذهبي، يؤكد أحقية سعدان في اتخاذ قرار تجميع اللاعبين لفترة أطول قبيل موعد عالمي لا تأتي فرصة المشاركة فيه سوى مرة في العمر. منح من يخضعون للمعاينة أكبر الفرص ومن بين الأسباب الرئيسية التي جعلت سعدان يتخذ قرار تقديم التربص إلى يوم 12 ماي أيضا هو رغبته في منح فرص إضافية لكل اللاعبين الذين يخضعون للمعاينة من طرفه في الوقت الحالي، فهؤلاء قد لا تكون فرصة معاينتهم حاليا في المباريات القليلة التي يشاركون فيها ولا فرصة تجريبهم خلال الأيام القليلة التي كانت مبرمجة للتربص الأول ما بين 18 إلى 27 ماي كافية للحكم على إمكاناتهم نهائيا، فارتأى سعدان أن يقدّم التربص بسببهم أيضا ليمنحهم مزيدا من الوقت لإظهار ما في جعبتهم من إمكانات حتى ينالوا حقهم من المعاينة عن كثب كما ينبغي، على أن يتخذ قراره النهائي في أمر الخمسة الجدد الذين سيتم انتدابهم وفقا لمعايير ثابتة وعادلة. منحهم الفرصة للاندماج داخل المجموعة والفرصة ستكون مواتية لهذه العناصر الجديدة التي سيتم انتدابها تحسبا للمونديال لتندمج بسهولة داخل المجموعة خلال الفترة الطويلة التي ستقضيها مع العناصر القديمة ما بين 12 إلى 28 ماي، لأن عناصر مثل ڤديورة، قادير، بودبوز أو أي عنصر من العناصر الجديدة التي ستكون ضمن قائمة الثلاثين التي سيتم انتدابها، ستكون في أمس الحاجة إلى وقت طويل كيف تندمج داخل مجموعة المنتخب الوطني والفرصة ستكون مواتية أيضا للعناصر الخمسة التي سيتم الاحتفاظ بها كي تندمج مسبقا ويسهل عليها إمضاء الفترة الأهم المتبقية خلال التربص الثاني أو النهائيات في ظروف جيدة وكأنهم عناصر قديمة. تأخر وصول القلة لن يسبّب أي مشكل ولن يطرح تأخر التحاق قلة من اللاعبين بالتربص أي مشكل بما أن هذه العناصر منها من يلعب بانتظام مع أنديته على غرار صايفي وعبدون اللذين سيلتحقان بالتربص ابتداء من 14 أو 15 ماي بما أن بطولة القسم الثاني الفرنسية تنتهي يوم 13 من الشهر ذاته، والأمر نفسه بالنسبة ل لحسن وغزال المرشحين للالتحاق في 16 ماي بما أن البطولتين الإيطالية والإسبانية تنتهيان في اليوم نفسه، ويبقى الإشكال مطروحا فقط بالنسبة لوسط ميدان لوريون الفرنسي يزيد منصوري الذي يعاني من نقص المنافسة بسبب اضطراره للبقاء على كرسي الاحتياط منذ فترة طويلة، حيث سيضطر مباشرة بعد التحاقه في 17 ماي إلى تكثيف العمل مع المحضر البدني وأعضاء الطاقم الفني لتدارك ما فاته، أما بخصوص المحليين الذين تم الاحتفاظ بهم ڤاواوي، شاوشي، زماموش والعيفاوي فإن أنديتهم مطالبة بتسريحهم ووضعهم تحت تصرف “الخضر“ ابتداء من موعد انطلاق التربص التحضيري رغم أن المؤشرات توحي بأن البطولة الوطنية لن تنتهي قبل نهاية شهر ماي المقبل. وللتذكير فإن نهاية التربص الأول ستعرف إجراء مباراة ودية في دبلن أمام أيرلندا في 28 ماي، أما التربص الثاني في ألمانيا فسيعرف لقاء وديا ثانيا أمام منتخب الإمارات العربية المتحدة في 5 جوان. تردّد بلفوضيل، فغولي، وطافر يجعلهم أقرب إلى فرنسا من الجزائر براهيمي يرفض “الخضر” والاتحادية تقرّر طي ملفه يبدو أن اللاعب ياسين براهيمي نجم نادي “كليرمون فوت” الفرنسي لا يملك الرغبة حقا في حمل ألوان “الخضر”، وأن تصريحاته في مجلة “فرانس فوتبال” كانت تعبر عن حقيقة ما يجول في نفسه، لأن اللاعب صار لا يردّ على اتصالات مسؤولي الاتحادية. ورغم أن براهيمي كشف ل “الهدّاف” في مقابلة فريقه أمام “إيستر“ عن رغبته في حمل ألوان “الخضر” لما تنقل سعدان إلى فرنسا لمعاينته رفقة فابر، إلا أن الحقيقة كانت غير ذلك، لأن كلامه لم يكن سوى ذر للرماد في الأعين. تصريحاته أغضبت المسؤولين في البداية المفاجأة الأولى لمسؤولي الإتحادية وأعضاء الطاقم الفني ل “الخضر” كانت عند اطلاعهم على تصريحات براهيمي في المجلة الشهيرة “فرانس فوتبال”. حيث رفضوا قوله إن هدفه هو الوصول إلى منتخب فرنسا للآمال وأن المنتخب الوطني ليس من أهدافه في الوقت الحالي لأنه لا يريد حرق المراحل. هذه التصريحات أفرزت أكثر من رد فعل وسط مسيري الاتحادية وأعطت الانطباع أن براهيمي غير متحمّس للعب ل”الخضر”، لأنه لو كانت لديه الرغبة ما تردّد في ذلك مادام الاختيار واضحا ولا يحتاج إلى تفكير. لا يرد على المكالمات ويستبعد نهائيا وحسب مصدر مقرب من براهيمي فإنه صار يتحاشى الحديث عن المنتخب الوطني، فضلا عن أنه لا يرد على المكالمات التي تصله من الجزائر (+213) كما يقطع بعضها عند الإلحاح عليه. حيث يريد أن يبقى بعيدا عن القضية التي تبدو أنها تقلقه مادام أنه أصبح يصعب عليه سماع السؤال المتكرّر: “هل ستلعب للجزائر أم لا؟”. وإضافة إلى هذا، فإنه لم يرد حتى على اتصالات أعضاء الاتحادية الجزائرية الذين أرادوا معرفة مدى تحمسه للعب ل “الخضر” لكنه لم يجبهم، وهو ما أعطى الانطباع أن اللاعب لا يملك الرغبة في اللعب ل “الخضر” وغير متحمّس، رغم أن الجزائر مقبلة على منافسة كبيرة بحجم كأس العالم. وقد كشف مصدر مقرب من المنتخب الوطني أمس أن اسم براهيمي شطب من القائمة على الأقل في الوقت الحالي، بسبب تردّده وتصريحاته وعدم ردّه عن الاتصالات. على الأقل كان صريحا وإذا تراجع عن موقفه، فلحاجة في نفسه يبقى الأمر الوحيد الذي يمكن الإشادة به فيما يتعلق باللاعب براهيمي، هو أنه كان صريحا وله الشجاعة ولو أمام الصحافة الفرنسية، وقال إنه لا يريد اللعب للمنتخب الوطني في الوقت الحالي. كما أنه غير انتهازي ولم تغره منافسة كأس العالم مثل بعض اللاعبين الذين يتهافتون في الوقت الحالي على الجزائر. وربما فكّر فيما بعد “المونديال“، وقال إن اللعب لمنتخب فرنسا الأول قد يفتح أمامه الأبواب بشكل أوسع. ويبقى اللاعب مسؤولا عن تصرفاته التي قد يقول البعض إنها كانت نتيجة ضغوط، لكن اللاعب في كل الحالات له عائلة هي التي توجهه حسب قناعاتها، كما أنه لم يعد صغيرا ببلوغه سن 19 سنة، ويبقى أن تراجع براهيمي اليوم أو غدا عن موقفه لن يكون إلا لحاجة في نفسه، ولو أنه حتى ولو سيلعب لمنتخب آمال فرنسا فإن فرصة لعبه للجزائر لاحقا تبقى ممكنة طالما لم يصل بعد 21 سنة ولم يلعب بعد لأكابر فرنسا. طافر وبلفوضيل فرنسيان أكثر منهما جزائريين أما طافر وبلفوضيل لاعبي “أولمبيك ليون“ الفرنسي فهما أيضا حملا ألوان المنتخب الفرنسي في العديد من المناسبات. وكان بلفوضيل أكد في تصريحات قبل مدة ليست بعيدة لإذاعة “آر.أم.سي”، أنه سيفكّر مع عائلته قبل أن يقرّر اللعب للمنتخب الوطني، مشيرا بالقول: “أنا حائر”. يحدث هذا مع العلم أن والديه يتكلمان اللغة العربية بشكل عادي. ومن جهته قال طافر إنه يفضل في الوقت الحالي التركيز على منتخب فرنسا للآمال الذي يلعب معه، مؤكدا للصحافة الفرنسية أنه يريد أن يتألق مع “الديكة“. فغولي متردد جدا ويتفادى الحديث عن الجزائر من جهته يبقى فغولي متردّدا جدا كأنه بين خيارين أحلاهما مر. حيث لم يفصل في الأمر رغم وجوده في قائمة سعدان، الذي أعلن اسمه أمام الصحافيين. فاللاعب لم يرد على سعدان وقال في عدة مناسبات للصحافة الفرنسية إنه حائر بشأن هذا الموضوع، وهو التردّد الذي يجعل اللاعب أقرب لفرنسا من الجزائر، خاصة إذا ضيّع منافسة بحجم “المونديال“، لأنه لن يكون أمامه ما يغريه مستقبلا للعب للجزائر. وبالإضافة إلى هذا، يتحاشى فغولي الرد على الصحافة الجزائرية ولا يريد أن يقول أي شيء عن هذا الموضوع لشيء في نفسه، ما قد يعني أنه رفقة طافر وبلفوضيل أقرب الآن إلى فرنسا من الجزائر، لأن تردّدهما في الموافقة على استدعاء الجزائر التي تستعد للعب “المونديال“ له دلالاته الواضحة. قوة “الخضر” في المجموعة ولا حاجة لنا بمن لا يملكون وطنية لاعبينا ومن المعروف أن من بين أهم نقاط قوة “الخضر” كانت ولا زالت روح المجموعة التي مكنت منتخبا لم يتأهل إلى كأس إفريقيا 2006 و2008 من الوصول إلى كأس العالم، بفضل المجموعة التي اكتسبها. وهي الروح التي من الضروري المحافظة عليها بل وتقويتها بلاعبين آخرين تملؤهم الروح الوطنية التي يمكلها زياني، حرارة عنتر يحيى، إصرار بوڤرة وحب غزال، وليس لاعبين يفكرون ألف مرة قبل أن يقرّروا، وعندما يفعلون يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار. تهافت البعض وتردد الآخرين.. عنوان لموضوع طويل اسمه المصالح الشخصية الأدهى أن هؤلاء اللاعبين صغار السن، (لا يتجاوزون 20 سنة). ورغم ذلك إلا أنهم يتردّدون بهذا الشكل المحير، رغم أنهم ليسوا نجوما كبارا. فبراهيمي يلعب في القسم الثاني من بطولة فرنسا، وفغولي عائد من إصابة في نادي “غرونوبل“ المتواضع، وبلفوضيل وطافر لايزالان شابين ولا يلعبان في الفريق الأول ل”أولمبيك ليون“. وهو ما يجعلنا نطرح سؤالا يتعلق بسبب التردّد وهم ليسوا في موقع قوة، فماذا لو كانوا نجوما في فرقهم؟ ويصنعون الحدث كيف سيكون رد فعلهم وقتها؟ بالتأكيد سيرفضون الجزائر دون أن يفكروا في شيء. ليبقى تهافت البعض من جهة وتردّد الآخرين من جهة ثانية عنوانا لموضوع طويلة اسمه المصالح الشخصية للاعبين الفرانكو- جزائريين.