علمت "الهدّاف" من مصادر لا يرقى إليها الشكّ أن رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة استاء كثيرا من التصريحات النارية التي أدلى بها الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش خلال الندوة الصحفية التي عقدها صبيحة أمس بقاعة الندوات بمركّب 5 جويلية الأولمبي، والتي فتح من خلالها النار على الإتحادية الدولية لكرة القدم، وتضيف مصادرنا أن روراوة كان في قمّة الغضب من مدرّب "الخضر" بسبب تلك التصريحات التي من شأنها أن تنعكس سلبا على المنتخب الوطني، بما أن اتهام "الفيفا" بضلوعها في قضايا الرشوة والكواليس إلى غير ذلك من دون أدلّة قد تكون عواقبه وخيمة في حق الجزائر لو تفتح هيئة "بلاتير" تحقيقا فيما قاله البوسني الذي انتظر الجميع ندوته الصحفية هذه كي يتحدث عن لقاء الثلاثاء المقبل أمام بوركينافاسو، وكي يمنح الأمل للجماهير الجزائرية في التأهل للمونديال لرابع مرة، فإذا به يخصصها لإطلاق العنان لتصريحاته الغريبة جدّا. الجزائر قد تدفع ثمن تصريحاته غاليا والظّاهر أنّ حليلوزيتش لم يدرك خطورة ما قاله في تصريحاته النارية هذه بأنّ "الفيفا تخدم من يدفع أكثر" وأنّ القارة السمراء معروفة بالفساد من رشاوى وبيع وشراء علنا إلى غير ذلك، فالرجل وإن سعى إلى الدفاع عن الجزائر بعد أن سرق منها الحكم الزامبي "سيكازوي" الفوز أو التعادل على الأقل في "واڤادوڤو" خلال مباراة الذهاب، لم يختر السبيل الأمثل في طريقة دفاعه وسلك نهجا آخرا قد يورّط به الجزائر، لأن تصريحاته هذه من شأنها أن تجعل الجزائر تدفع ثمنها في حال ما التفتت "الفيفا" و"الكاف" إلى ما قاله البوسني وفتحتا تحقيقا بشأنها، وحينها أي أدلّة سيقدم صاحبنا وهو الذي عوّدنا في الفترة الأخيرة على الحديث من أجل الحديث وانتهى الأمر. روراوة حذّره من مثل هذه التصريحات من قبل لكنه تعنّت وتفيد مصادرنا بأنّ الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية لطالما انفرد به في جلسات طويلة جدّا، محذّرا إياه من مغبة الوقوع في متاهات مثل هذه التصريحات التي قد تكلفه وتكلف الجزائر غاليا، إذ سبق له عقب فتحه النار على "الكاف" منذ أشهر أن حذّره من تكرار ذلك، لكن الرجل ضرب تعليمات روراوة عرض الحائط، وها هو يكرر تصريحاته وبصورة أخطر هذه المرة، لأنه امتد هذه المرة للفيفا بعدما طالت تصريحاته في وقت سابق الإتحاد الإفريقي لكرة القدم. في الذهاب أنقذه من عقوبة قاسية بعدما حاول الاعتداء على الحكم روراوة لم يكتف بإسداء النصائح لحليلوزيتش من أجل تفادي الإدلاء بمثل هذه التصريحات بل أنه أنقذه ذهابا من عقوبات قاسية كانت ستسلطها عليه "الكاف" عندما حاول الاعتداء على الحكم سيكازوي ومساعديه في "واڤادوڤو" عقب نهاية اللقاء، ناهيك عن أنه منعه من تنشيط الندوة الصحفية حتى لا يقول شيئا عن التحكيم، كل هذا من أجل مصلحته ومصلحة المنتخب الوطني، لكن الرجل انقض على الفرصة شهرا بعد ذلك واستغل الندوة الصحفية التي عقدها أمس كي يشفي غليله من "الفيفا" و"الكاف" بالتصريحات التي أدلى بها. لم يراع عضوية روراوة في"الفيفا" و"الكاف" وفضّل إحراجه وفضلا عن عدم مراعاته مصلحته ومصلحة "الخضر" أياما قليلة قبل مباراة مهمة وحاسمة سيخوضها أمام منتخب بوركينافاسو يوم الثلاثاء المقبل، لم يراع البوسني نقطة أخرى مهمة وتتعلق بعضوية رئيس "الفاف" محمد روراوة في "الفيفا" و"الكاف" معا، ففضّل أن يحرجه بتصريحاته هذه ضاربا عرض الحائط كل النصائح التي أسداه إياها روراوة من قبل، وكأني به أراد أن يقول للجميع بما فيهم روراوة "دزّو معاهم أقول ما شئت". غرابته جعلته يودّع الجميع بعد الندوة وبما أنّه مدرب غريب الأطوار ومتقلب المزاج، تصوروا كيف أنهى ندوته الصحفية التي عقدها أمس؟ فعوض أن يختمها فقط بتوجيه رسالة للشعب الجزائري يعده فيها بالتأهل إلى المونديال على حساب منتخب بوركينافاسو يوم الثلاثاء المقبل، راح يودّع الجميع بالقول: "قد لا أراكم مجددا وقد تكون هذه آخر ندوة صحفية أعقدها"، مخلّفا وراء هذا التصريح أكثر من علامة استفهام، إن كان سيرحل بمحض إرادته أم أنه سيرحّل من طرف روراوة بعد الذي قاله؟ الجزائر ستتأهل به أو بدونه وبعد التأهل حكاية أخرى ومهما كانت خطورة تصريحات حليلوزيتش التي صنعت الحدث أمس عبر مختلف المواقع الإلكترونية المختصة بكرة القدم وعبر مختلف القنوات التلفزيونية المحلية، فإن ذلك لن يغيّر شيئا بخصوص مستقبل المنتخب الذي سيتأهل به أم بدونه يوم الثلاثاء المقبل على حساب بوركينافاسو، لأن الإتحادية وفّرت له ولأشباله كل الإمكانات الضخمة والظروف المواتية التي تجعل المنتخب يصل إلى البرازيل، وبعد ضمان التأهل ستكون هناك حكاية أخرى مع هذا المدرب. مصادر تؤكّد رحيله أو إقالته بعد 19 نوفمبر وتفيد مصادرنا بأنّ الحكاية قد لا تكون أصلا، بل أن حكاية هذا المدرب وبنسبة كبيرة ستنتهي عقب يوم 19 نوفمبر لأنّ التصريحات التي أدلى بها لن تمر مرور الكرام في ظل استياء روراوة منه ومن تصرفاته في كل مرة، وبنسبة كبيرة حسب مصادرنا فإنّ الرجل وحتى إذا نجح في ضمان التأهل إلى المونديال فسيكون مصيره الاستقالة أو الإقالة من منصبه مهما كان العمل الذي قام به مع المنتخب في ظرف سنتين ونصف، والسبب يعود إلى تصرفاته في كل مرة ومزاجه المتقلب وتصريحاته التي لا يقدّر عواقبها في كل مرة كما فعل أمس مثلا.