وفقا لأنباء مؤكدة فإن العلاقة بين روراوة وحليلوزيتش عادت إلى الفتور من جديد بسبب مواقف الفرانكو- بوسني وتصلب آرائه وطريقة تعامله، وعلى الرغم من أن الطرفين التقيا في البرازيل وسويا كل النقاط العالقة بينهما إلا أنّ خرجات حليلوزيتش الكثيرة جعلت روراوة يغضب منه كثيرا، وكانت التصريحات التي أدلى بها "الكوتش وحيد" في "كوستا دي ساويبي" من بين الأسباب الإضافية التي جعلت العلاقة تتوتر بينهما بعد أقل من شهر عن تصريحاته المثيرة التي اتهم فيها "الفيفا" و"الكاف"، وقد وصلت الأمور في الوقت الحالي بين الطّرفين إلى حد عدم رد روراوة على اتصالات النّاخب الوطني. قدّم له توصيات في البرازيل عن التعامل مع الإعلام لكنه لم يحترمها وحسب المعلومات التي بحوزتنا فإن حليلوزيتش وروراوة اتفقا على كل التفاصيل في البرازيل بخصوص استمراره دون التطرق إلى مسألة التّجديد، وكذلك هدف المنتخب وهو بلوغ الدور الثاني في المونديال، وسارت الأمور في أجواء حسنة، كما قدّم روراوة توصيات للنّاخب الوطني بأن يقلل من تصريحاته الصحفية بما أنه لا يجيد في بعض الأحيان إيصال أفكاره باستعمال اللغة الفرنسية فيتم تأوليها بشكل خاطئ، وهو ما تعهد حليلوزيتش باحترامه مؤكدا أنه سيقلل الظهور الإعلامي وإذا تكلم فإنه سيتحلى بلغة دبلوماسية حتى لا تسبب مشاكل سواء له أو حتى للمنتخب الوطني، لكن حليلوزيتش بعد القرعة مباشرة استقبل صحفيين فرنسيين عنده في الفندق وأدلى بتصريحات كثيرة لمختلف وسائل الإعلام من مكان تواجده في فرنسا. لم يتقبّل تقزيمه للجزائر ومنتخب 2010 بعد أقل من شهر عن ضجة "الفيفا" وكان روراوة ينتظر من دون شك تصريحات عقلانية من مدرب "الخضر" بعد نتائج القرعة، لكنه لم يتوقع أن تكون لهجته انهزامية بتلك الطريقة وترشيحه منتخبي بلجيكا وروسيا للتأهل وهو كلام كان في منأى عنه، وهو ما جعل روراوة يتخوف من تأثير هذه اللهجة الانهزامية على معنويات لاعبي المنتخب الذين يريدون الذهاب بعيدا في المونديال، كما أثنى حليلوزيتش على منتخب كوريا الجنوبية وقال إنّ طريقة لعبه من شأنها أن تقلق "الخضر" الذين بالغ في تصويره على أنه منتخب صغير سيشارك في النهائيات، كما قلل من شأن تعادل منتخب 2010 أمام إنجلترا وأشار إلى عدم تسجيل أي هدف، وهي تصريحات تأتي بعد أقل من شهر عن الضجة التي أحدثتها تصريحاته واتهامه "الفيفا" و"الكاف" والتحكيم الإفريقي. تحدّث أمام مسؤولي "الفاف" عن عروض مالية وكأنّه يدرّب الجزائر مجاناً وإضافة إلى هذا فإن حليلوزيتش يبدو أنّ ثقة الجمهور الجزائري فيه فضلا عن التأهل إلى المونديال قد أفقداه توازنه، بدليل أنه تكلم أمام مسؤولي "الفاف" عن عروض للتدريب وصلته من الخليج وبمبالغ مالية مضخمة، وهو الأمر الذي جعل البعض يتساءل إن كان يدرّب المنتخب الوطني مجاناً أم أنه يعمل "بالمزية" في الجزائر، وهو أمر لم يرق كثيرا ل روراوة الذي يرفض المساومة وهذه الخرجات، حتى مع علمه بأنّ مدربه يملك عروضا أجنبية، إلا أنه من جانب آخر يرى أنّ حليلوزيتش مطالب باحترام عقده إلى ما بعد المونديال وعدم التفكير إلا في قيادة الجزائر إلى تأدية مونديال مشرّف. قال ل "سوسيتش" مدرب البوسنة: "الجزائريون يعتقدون أنّ لديهم منتخباً" ويبدو أنّ حليلوزيتش لا يقول فقط أمام الصحفيين إنّ الفريق الذي يملكه متواضع ومكوّن من لاعبين لا يشاركون، بل يقولوه كذلك أمام الجميع فقد علم روراوة بأنّ حليلوزيتش قال لمدرب البوسنة على طاولة واحدة وأمام مسؤولين في الإتحاد البوسني وبالحرف الواحد: "الجزائريون يعتقدون أنّ لديهم منتخبا قويا بل هو أحسن منتخب في العالم بالنسبة لهم، في وقت أنّ هذا المنتخب مكوّن من 23 لاعبا لا يشاركون في فرقهم".