لا يزال الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وفيّ لعاداته المتمثلة في الإدلاء في كلّ مناسبة تتاح له مع الإعلام الأجنبي بتصريحات مثيرة يتحدّث فيها عن رحيل مرتقب عن العارضة الفنية للمنتخب مباشرة عقب نهائيات كأس العالم 2014، وآخرها ما قاله في هذا الشأن لقناة "فرانس 24" الفرنسية، وهو حقّ مشروع للرجل مادام الحديث هنا عن رحيل عقب انتهاء العقد، لكن ما هو غير مقبول هو تطرقه للرحيل في كل مرة لتصريحاته، ناهيك على تلميحه في كل مرة لامتلاكه عروضا كثيرة وأن حقيبته جاهزة، وهي العروض التي أربكت الرجل وجعلته أحيانا لا يتحكم في تصريحاته، مثلما جعلته يثير غضب رئيسه روراوة الذي بات لا يطيق الإطلاع على ما يقوله مدرب المنتخب كل أسبوع حسب ما علمناه من مصادر مقربة من رئيس "الفاف". عرض المنتخب القطري رسمي ويساوي 5 أضعاف ما يتقاضاه في الجزائر لا يتحدث حليلوزيتش من فراغ عندما يقول أن العروض لا تنقصه، لأنه فعلا يملك عرضا مغريا لتدريب المنتخب القطري، سبق أن تطرق لتفاصيله في عدد من أعدادنا السابقة، عندما التقى بممثل عن الإتحاد القطري مباشرة عقب مباراة العودة الفاصلة أمام منتخب بوركينافاسو، وحينها لم نكشف عن الرقم الذي عرض عليه بالضبط، غير أن مصادر موثوقة أكدت لنا أن الإتحادية القطرية عرضت ما قيمته 350 ألف أورو شهريا، وهي قيمة تفوق خمس مرات ما يتقاضاه حاليا مقابل تدريبه منتخبنا الوطني (يتقاضى حاليا 65 ألف أورو شهريا). القطريون يريدونه عقب "المونديال" وتضيف مصادرنا أن مسؤولي الإتحاد القطري لكرة القدم ولدى اتصالهم بحليلوزيتش عرضوا عليه تولي العارضة الفنية لمنتخب بلادهم عقب نهائيات كأس العالم، أي مباشرة بعد انتهاء العقد الذي يربطه ب "الفاف"، الأمر الذي جعل الرجل يذكر في كل مرة بأنّه جاهز للرحيل ما إن تنتهي مهمته على رأس "الخضر" مباشرة عقب "المونديال"، وهو أمر جعله يتماطل أيضا في تجديد عقده رغم إصرار روراوة على ذلك. روراوة سئم ولم يعجب بتصريحاته الأخيرة وتفيد مصادرنا أن روراوة سئم حديث الرجل في كل مرة عن استعداده للرحيل، ولم يعجب أيضا بآخر تصريحاته لقناة "فرانس 24" الفرنسية عندما أكّد أنه "ليس خروفا ليقول نعم في كل شيء"، لاسيما أن المقصود من تلك التصريحات كان هو (روراوة)، وتضيف مصادرنا أن روراوة ضاق ذرعا من تصرفات المدرب، غير أنه لم يتمكن من التصرف في الأمر بما أن البوسني بات بعد تأهل المنتخب للمونديل لا ينصاع لأحد من المسؤولين الذين طالبوه بالكف عن تصريحاته المثيرة للجدل في كلّ مرة. ما أقلق المسؤولين هو تفاوضه مع القطريين رغم أنه مرتبط بعقد مع الجزائر وتضيف مصادرنا أن روراوة وأعضاء مكتبه لم يمتعضوا فقط من الخرجات الإعلامية لحليلوزيتش في كل مرة، بل أن ما أقلقهم هو دخوله في اتصالات مع الإتحادية القطرية لكرة القدم، رغم أنّه مرتبط بعقد مع الجزائر إلى غاية الصائفة المقبلة، وهو ما اعتبروه قلة احترام من مدرب بات "موندياليا" بفضل الجزائر أيضا، فمثلما أعطى للجزائر بفضل العمل الجبار الذي قام به، أعطته الجزائر بالمقابل وجعلته من بين المدربين الذين سينشطون نهائيات كأس العالم 2014. القضية تتطلب جلسة لوضع النقاط على الحروف وحتى لا نحضر تصريحات مماثلة لحليلوزيتش ولا تتوتر علاقته مع روراوة، صار الأمر الآن يتطلب جلسة بين الرجلين لوضع النقاط على الحروف والتركيز فقط على تحضيرات المنتخب لنهائيات كأس العالم، وهنا تجدر الإشارة إلى أن روراوة بحنكته يبقى دوما يتفادى الحديث للإعلاميين عن حليلوزيتش وما يقوله، ناهيك عن أنه وحتى إن أحرج أحيانا وأجبر على الحديث عنه، فإنه يثمّن دوما دوره في وصول المنتخب إلى ما وصل إليه اليوم، دون أن ننسى إهداءه التأهل عقب مباراة بوركينافاسو وعناقه الحار له كعرفان منه له على ذلك الإنجاز، غير أن البوسني لا يتردد في كل مرة عن التذكير في أنه لا يتفق مع روراوة في كل شيء، وآخر ما قاله كان أخطر عندما صرّح: "لست خروفا كي أقول نعم في كل شيء".