كمال خرخاش اللاعب الدولي السابق وفي سن 38 لازال يصول ويجول في ملاعب الوطن ويحرز الهدف تلو الآخر، ويكشف في حديثه ل “الهداف” أنه وإن كان لم يحقق أي لقب في مسيرته التي ينوي وضع حد لها نهاية الموسم الجاري فإنه يملك لقب اللاعب الجزائري الوحيد الذي حقق لقب الهداف في كل أقسام البطولة. 38 سنة ولازالت من بين أفضل الهدافين على الساحة الوطنية، ما هو السر؟ لا يوجد أي سر، ولعلمك أنا لا أتدرب أكثر من ثلاث حصص في الأسبوع، كل ما في الأمر أني أجني حاليا ثمار العمل الجاد التي كنت أقوم به عندما كنت صغيرا. قلت إنك لا تتدرب سوى ثلاث مرات في الأسبوع، هل يقبل المدرب بذلك؟ أسكن في عين البيضاء البعيدة عن مروانة ب 180 كلم ولا يمكنني الذهاب والعودة في كل مرة، وكل المدربين الذين تعاقبوا على تدريب مروانة قبلوا غيابي عن بعض الحصص، المدرب السابق للفريق موسم الصعود بوزيدي كان يقول لي أريدك فقط خلال اليومين الأخيرين قبل المباراة الرسمية. ربما تراجع المستوى هو الذي جعلك تواصل التألق في هذا السن المتقدم؟ لمعلوماتك أغلب مدربي الفرق المنافسة لنا كانوا يسألون عن سني بعد نهاية كل مباراة كما فعل مدرب القبة الذي استغرب لما علم ببلوغي 38 سنة، حيث اندهش من قدرتي على تجاوز مدافعي فريقه وأسبقهم بسرعتي رغم أني كنت أنطلق وراءهم. لكن مع هذا تبقى هدافا خطيرا. تصوّر أنه في كل مباراة تُفرض عليّ رقابة لصيقة من طرف الأندية المنافسة، هذا صار مزعجا بالنسبة لي، بالمقابل زميلي الذي يبلغ من العمر 22 أو 24 سنة يلعب بكل حرية دون أي رقابة. هل يمكن أن تذكّرني بانجازاتك كهداف؟ أملك إنجازا لم يحققه أي هداف من قبل، فمع عين الفكرون موسم (1992-1993) توّجت بلقب هداف القسم الجهوي برصيد 17 هدفا، ومع مروانة موسم (2008-2009) توجّت بلقب هداف بطولة ما بين الرابطات برصيد 20 هدفا والموسم الماضي مع الفريق ذاته توجّت بلقب هداف القسم الثاني برصيد 16 هدفا مع أني لم ألعب 12 مباراة بسبب مشاكل مع الإدارة، وفي موسم (2001-2002) توّجت بلقب هداف القسم الأول برصيد 13 هدفا مناصفة مع دحام، يعني أني توجت بلقب الهداف في كل الأقسام. ما هو رصيدك من الأهداف؟ 229 هدفا، وهو حصيلتي من الأهداف من أول موسم لي مع الأكابر سنة 1990 إلى غاية اليوم. لكن للأسف رصيدك مع “الخضر” خال تماما، فلماذا لم توفّق مع المنتخب رغم أنك شاركت معه في كأس أمم إفريقيا 2002 بمالي؟ سجلت هدفين الأول في مباراة رسمية أمام أنغولا والثاني في مباراة ودية أمام رومانيا، وعدم نجاحي مع المنتخب قد يعود لتأخري في اللعب في ناد يضعني تحت الأضواء مثل اتحاد البليدة إلى غاية سن 27، هذا لم يخدمني. من بين كل الأهداف التي سجلتها، ما هو أجمل هدف؟ هدفي مع عين البيضاء في كأس إفريقيا أمام أشانتي كوتوكو برأسية. الهدف الذي تعتز به؟ الهدفان اللذان سجلتهما على شباب قسنطينة بألوان “الموك” في “داربي” قسنطينة. أسهل هدف سجلته؟ على نادي بارادو حيث راوغت الحارس ووجدت المرمى فارغا تماما. أحسن هدف لم تسجله؟ مع مروانة أمام بسكرة هذا الموسم، زميلي قدّم لي كرة بالرأس وجدت نفسي في وضعية سانحة جدا لكنني ضيّعت بطريقة غريبة. الفريق الذي تمنيّت التسجيل عليه ولم توفّق ذلك؟ سجّلت على الكثير من الأندية لكني تمنيت التسجيل على وفاق سطيف ولم يحالفني الحظ. قضيت موسما أبيض مع البليدة، هل تذكر ذلك؟ صحيح، بعد أن فشل زعيم في جلب ورقة تسريحي من عين البيضاء طلب مني قضاء موسم أبيض ووعدني بدفع كل مستحقاتي وكأني ألعب وهو الوعد الذي التزم به، بعدها مباشرة مع عودتي أكملت الموسم هدافا وعدت للمنتخب الوطني. هل كان البرازيلي دي أوليفيرا أفضل صانع ألعاب لعبت بجانبه؟ دي أوليفيرا كان مميّزا، لكن كان هناك آخرون، بلهادف في “الموك”، فزاني في عين البيضاء دون أن أنسى طاراش في مروانة. من هو أحسن مهاجم حاليا؟ جابو، وإذا تكلّمت على رؤوس الحربة فأقول حيماني “مليح شوية”. وسابقا؟ كانوا كثيرين، بورحلي، ميصابيح، بورصاص وعلي موسى. هل تتطلع للعب لمواسم أخرى؟ لقد فكرت في الاعتزال في سن 35 قبل أن يأتي رئيس مروانة الحاج ميدون الذي انتدبني رغم بلوغ ذلك السن وأشكره كثيرا بالمناسبة، ورهانه عليّ كان أكثر من موفق فأنا بصدد الوصول للهدف رقم 45 بألوان مروانة. هل تنوي اللعب لمواسم قادمة؟ سأعتزل الميادين نهاية الموسم الجاري حتى وإن كنت لا أزال قادرا على اللعب. هل هذا قرار نهائي؟ نعم، أريد الخروج من الباب الواسع، لكن أمامي هدف أخير أسعى لتحقيقه. ما هو؟ سأعمل جاهدا على أن أعتزل الميادين ومروانة في القسم الثاني. هل أنت راض بمسيرتك؟ عليّ أن أكون قنوعا، حتى وإن كنت أتأسف على خروجي من هذا الميدان دون أي لقب بطولة أو كأس. ربما كان عليك اللعب لناد آخر غير البليدة. كانت لديّ عروض كثيرة في تلك الفترة من شبيبة القبائل، إتحاد العاصمة ومولودية الجزائر لكن المكتوب قادني للبليدة ولست نادما على ذلك. في الأخير نطلب منك كلمة عن قمة القسم الثاني و«الداربي” بين “الموك” وشباب قسنطينة الذي عرفته من قبل. ما يمكنني التأكيد عليه أنّ الفريقين سواء المولودية أو الشباب لا يستحقان المكانة الحالية، وما أتمناه أن نشاهد مباراة في المستوى تليق بسمعة الناديين.