يبدو أن الأيام أصبحت تتشابه بالنسبة ل نبيل غيلاس منذ انتقاله إلى نادي بورتو الصائفة الماضية، حيث تعرض إلى التهميش مرة أخرى بمناسبة مواجهة فريقه لنادي بنفيكا مساء أمس في إطار الجولة 15 من الدوري البرتغالي، إذ اكتفى مهاجم المنتخب الوطني بمشاهدة مباراة الكلاسيكو البرتغالي التي انتهت بتفوق منافسهم بهدفين دون رد من مقاعد بدلاء بورتو دون أن يشارك في أي دقيقة منها، وهو ما سبق ل غيلاس أن عاشه في عدة مباريات خلال هذه المسابقة المحلية التي عادة ما يضع خلالها مدربه باولو فونسيكا ثقته التامة في مهاجمه الدولي الكولومبي جاكسون مارتينيز. إبقاؤه في الاحتياط خيار فني ولا علاقة لإصابته بالأمر وقد يعتقد البعض أن عدم مشاركة غيلاس في مباراة بنفيكا يعود إلى غيابه عن بعض الحصص التدريبية خلال الأسبوع الفارط بسبب معاناته وقتها من التواء في أربطة الركبة، لكن في الحقيقة إبقاؤه على مقاعد البدلاء يعد قرارا فنيا بالدرجة الأولى، لأن الدولي الجزائري استعاد كامل جاهزيته قبل المباراة وكان بإمكانه المشاركة فيها دون مشاكل، وهو ما أكده مدربه فونسيكا في الندوة الصحفية التي سبقت المباراة، حيث قال وقتها أن مهاجم "الخضر" أصبح جاهزا بنسبة 200% للعب مباراة بنفيكا، بعد أن تعافى بشكل كامل من الآلام التي كان يعاني منها على مستوى الركبة وعاد للتدرب رفقة المجموعة يومين قبل المواجهة. فريقه تأخر بهدفين بداية الشوط الثاني وعدم إشراكه غير مفهوم ويبقى الأمر الذي يزيد من غرابة التهميش الذي تعرض له الدولي الجزائري في مباراة بنفيكا هو مجريات المواجهة، ففريقه الذي أنهى الشوط الأول متخلفا بهدف دون رد تلقى هدفا ثانيا 7 دقائق فقط بعد انطلاق المرحلة الثانية، وهي المعطيات التي كانت من المفروض أن تخدم غيلاس وتزيد من فرصه في الدخول بديلا في نصف ساعة الأخيرة من المواجهة على الأقل نظرا لحاجة فريقه لكثافة هجومية أكبر تسهل من مهمة تداركهم لفارق الهدفين، لكن المدرب البرتغالي كان له رأي مخالف وفضل الحفاظ على نهجه التكتيكي الذي يعتمد على رأس حربة وحيد حتى نهاية المباراة، واكتفى بإجراء تبديلين فقط في منصب الجناح وصانع الألعاب. الإعتماد على كواريزما يوضح الفرق في التعامل معهما وشهدت مباراة بنفيكا أول مشاركة ل ريكاردو كواريزما العائد مجددا لنادي بورتو بعد 5 سنوات ونصف من مغادرته، فرغم أن جناح إنتير ميلان السابق انتقل إلى بورتو مطلع جانفي الحالي فقط، بعد تجربة مخيبة في الدوري الإماراتي مع نادي أهلي دبي، إلا أنه شارك في اللقاء بداية من (د55)، وهو ما يوضح بشكل جيد الفرق الكبير بين معاملة الطاقم الفني ل كواريزما ول غيلاس، إذ منح باولو فونسيكا للأول فرصة لعب أكثر من 35 دقيقة دون الإهتمام بالتحاقه المتأخر بالفريق، في الوقت الذي لم يحظ الدولي الجزائري بفرصة مماثلة في الدوري البرتغالي منذ انضمامه للنادي، رغم أنه أبان عن جاهزية جيدة خلال الإستعدادات الصيفية الفارطة. أنهى ذهاب الدوري ب 22 دقيقة فقط! وكان من الطبيعي أن نقوم بتقييم مسيرة غيلاس مع بورتو في مسابقة الدوري البرتغالي بمناسبة إسدال الستار على مرحلة ذهابها مساء أول أمس، إذ نجد أن الدولي الجزائري جمع 22 دقيقة فقط من مجموع مشاركاته الخمسة كبديل في هذه المنافسة، كما اكتفى بمتابعة ثمان مباريات لفريقه من مقاعد البدلاء حتى نهايتها وغاب عن مباراتين بسبب الإصابة، لينهي بذلك المرحلة الأولى من الدوري البرتغالي دون المشاركة أساسيا فيها رفقة بورتو ولو لمرة واحدة وبرصيد خال من الأهداف، وهو ما يجعل حصيلته في هذه المنافسة المهمة جد سلبية وأكثر سوء من تلك الخاصة ببقية المنافسات المحلية والأوروبية. بقاؤه في بورتو يقلل من حظوظه في لعب "المونديال" وبالنظر إلى المعطيات الحالية وافتقاد غيلاس للثقة اللازمة لدى الطاقم الفني، فإن وضعيته لا تبدو مرشحة للتحسن خلال الجولات القادمة، خصوصا أن منافسه المباشر مارتينيز مرشح لمواصلة مشواره مع بورتو حتى نهاية الموسم على الأقل، بعد أن وضع النادي البرتغالي العارضة عالية وأكد للأندية المهتمة به رفضه بيع عقد هدافه خلال فترة الانتقالات الشتوية بأقل من قيمة شرطه الجزائي المحدد ب 40 مليون أورو، وهو ما قد يدفع ب غيلاس إلى البحث عن حل لمشكلة قلة مشاركاته بطلب الإعارة لناد آخر، خصوصا أنه يدرك أن فرصه في المشاركة في "المونديال" القادم مع "الخضر" تبدو شبه منعدمة في حال استمراره مع بورتو.