بعد ما بدر سابقا من أنخيل دي ماريا لاعب ريال مدريد بسبب وضعه على مقاعد البدلاء وتفضيل غاريث بايل عليه، كان لزاما على كارلو أنشيلوتي مدرب الفريق إيجاد حل سريع لاحتواء المشكلة وتجنب صداع كبير جراء قضية الجناح الأرجنتيني، وفضل الاستغناء على خطة 4-2-3-1 التي لجأ إليها بعد إصابة سامي خضيرة، والعودة إلى 4-3-3 بإبعاد إيسكو ألاركون من مركز صناعة اللعب ووضع دي ماريا في نفس المنصب، لكن يبدو أن القرار لا يصب أبدا في مصلحة الفريق كون الجناح السابق ل بنفيكا البرتغالي لا يبدو مرتاحا تماما في هذا المنصب. قيامه بالأدوار الدفاعية يحد كثيرا من فاعليته الهجومية ورغم أن دي ماريا اعتاد على اللعب في هذا المنصب –الجديد بالنسبة له في الريال- مع المنتخب الأرجنتيني، غير أنه لا يقدم كل ما لديه بنسبة 100%، ويظهر واضحا أن قرار أنشيلوتي بوضعه في ذلك المركز حد كثيرا من إمكانياته الهجومية، وأصبح يقوم بأدوار دفاعية أكثر منها هجومية، مع العلم أن منصبه هجومي بحت ويفرض عليه دعم الخط الأمامي وترك مهمة الاسترجاع إلى لاعبي الوسط تشابي ألونسو ولوكا مودريتش، وهذا ما رأيناه خاصة في مباراة أتلتيك بيلباو الأخيرة، أين كان الريال عاجزا عن صنع هجمة منظمة بسبب غياب دور صانع الألعاب. أنشيلوتي مجبر على المفاضلة بينه وبين بايل وفي ظل هذه المعطيات، فسيكون أنشيلوتي مجبرا في قادم المواعيد على الاختيار بين أنخيل دي ماريا وغاريث بايل لتنشيط الجهة اليمنى، والتي يجد فيها "الملاك" الأرجنتيني نفسه أكثر ويعطي فعالية للخط الأمامي، كما أن الإيطالي سيكون أمام حتمية إشراك إيسكو كصانع ألعاب خلف المهاجمين لأنه الوحيد في تشكيلة "الميرنغي" القادر على ذلك، خاصة بعد التخلي عن النجم مسعود أوزيل أحسن صانع ألعاب في العالم، ومهما يكن فإن أنشيلوتي مجبر على اتخاذ قرار يصب في مصلحة الفريق بعيدا عن اعتبارات خارجة عن نطاق كرة القدم كقيمة اللاعب المادية أو ما شابه.