أكدت تقارير إعلامية صادرة أمس أن ريال مدريد غير معني تماما بالعقوبات المالية المنتظرة على بعض النوادي من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم... حيث كان ميشال بلاتيني هدد بالضرب بيد من حديد بعد اكتشاف تعاملات غير شرعية لدى بعض الفرق الأوروبية الكبيرة، والتي انعكست عليهم بالسلب في صورة إنتير ميلان، لكن التقرير أثبت بما لا يدع مجالا للشك أن ريال مدريد يوجد في مقدمة النوادي التي احترمت "اللعب المالي النظيف"، رفقة بايرن ميونيخ وبرشلونة وبعض الفرق الأوروبية الكبرى التي قامت بصفقات مدوية في السنتين الماضيتين. التقرير رد على اتهامات الكتالان بطريقة مباشرة ومن محاسن الصدف أن التقرير الذي نشر أمس عبر أغلب الصحف الأوروبية، جاء يوما واحد فقط بعد نشر إحدى الصحف الكتالونية تقريرا عن تلاعبات حصلت في صفقات ريال مدريد مع كاكا وبايل وقبلهما بيبي، لكن وقبل أي رد فعل رسمي من إدارة الفريق الملكي، جاء تقرير الاتحاد الأوروبي ليؤكد مرة أخرى قدرة الرئيس بيريز على إجراء تعاقدات ضخمة، هي الأكبر في تاريخ كرة القدم، دون ترك أي أثر لمضايقات قانونية قد تحدث في المستقبل، باعتراف ميشال بلاتيني الذي تحدث عن صفقة بايل، مؤكدا أن الريال له الحق في دفع ما يشاء من الأموال لأنه فريق مهيكل ومنظم من الناحية الاقتصادية. "اليويفا" عجز عن حل مسألة حقوق البث التلفزي ولأن ريال مدريد وبرشلونة يسيطران على سوق الصفقات في العالم الكروي، فإن اقتصاد الفريقين يبقى الأفضل والأقوى في العالم بدليل احتلاهما المرتبة الأولى والثانية في آخر 6 سنوات، بمداخيل فاقت نصف مليار أورو سنويا، لكن الاتحاد الأوروبي لم يتمكن من مضايقة الريال والبارصا لتحقيق العدل الذي ينادي به بين الأندية، ولم يتبق له سوى حقوق البث التلفزي محليا، وهو أمر قد لا يمكنه حسمه بسرعة على اعتبار أن الاتحادية الإسبانية رفضت في وقت سابق التدخل في شؤونها الداخلية جملة وتفصيلا. فوز الفريق بالعاشرة سيجعله قوة اقتصادية تنافس الدول ولم تخف بعض وسائل الإعلام التي كشفت صحة تعاملات ريال مدريد المالية التأكيد على جزئية هامة، وتتعلق أساسا بقدرة فلورنتينو بيريز على تطوير المؤسسة الاقتصادية ل ريال مدريد، حيث بات النادي يملك مصادر دخل ضخمة، بدليل أن بيريز نفسه كشف في وقت سابق أن بيع قميص رونالدو لمدة 6 أشهر جعل الفريق يسترجع مبلغ 94 مليون أورو، الذي دفعه ل مانشستر يونايتد مقابل إنهاء الصفقة، وهو نفس ما حصل مع كاكا أيضا، وتتوقع نفس المصادر أن يصبح ل الريال اقتصاد عملاق ينافس به بعض الدول الإفريقية والآسيوية، في حال تمكن من الفوز برابطة أبطال أوروبا هذا الموسم. ديون العهدة الأولى مشكلة بيريز الوحيدة ووفقا للمعطيات التي تطرقنا لها في هذا التقرير، فإن ريال مدريد لن يجد أي مشكلة في حال أراد التعاقد مع لاعبين جدد وبمبالغ طائلة، على اعتبار أن الاتحاد الأوروبي صنفه ضمن الفرق النظيفة من حيث المعاملات المالية، لكن الرئيس بيريز سيواجه مشكلة أكبر بعد سنوات وتتعلق بالديون المترتبة على عاتق الفريق، والتي تخص العهدة الأولى له والتي بدأت سنة 2009، حيث كان بيريز قد اقترض أموالا كثيرة من البنوك الإسبانية، لكن ولحد الآن لا يزال الفريق يسدد تلك الديون بوتيرة بطيئة بتأكيد من بيريز نفسه، الذي كشف في حملته الانتخابية الماضية أن حجم الديون وصل إلى 365 مليون أورو.