صحيح أن كلّ من تابع مقابلة أول أمس كان مقتنعا أن جمعية الخروب بذلك المستوى الذي قدّمته لا يمكن أن تفوز على مولودية الجزائر ولو أعيدت المقابلة 1000 مرة، ولكن عكس هذا الإجماع فإن الرئيس ميلية كان له رأي آخر. فبدل أن يقتنع بأنه لا يملك فريقا يستحق الفوز على الأقل في مقابلة أول أمس، راح يتهم الصحافيين بأنهم السبب لما يحدث لفريقه وكأنهم هم الذين كانوا على أرضية الميدان وليس لاعبوه... ما حدث بالضبط بعد صفارة الحكم زواوي أن المدرب آيت جودي كان بالقرب من غرف تغيير الملابس في انتظار الصحافيين للإدلاء بانطباعاته عن المقابلة، وكان ميلية هناك، ولكن بمجرّد أن اقترب مراسل ”الهدّاف” “خالد ح.“ حتى انهال عليه ميلية بسيل من الاتهامات، محمّلا “الهدّاف” مسؤولية الوضعية المخزية التي وصلت إليها “لايسكا” . كما فعل الشيء نفسه مع (عبدو) مراسل “لوبيتور”، وهو التصرّف الذي استجاب له بعض المحسوبين عليه، حيث انهالوا شتما على المراسلين الصحفيين وحاولوا الاعتداء عليهم. ميلية حرّض أحد أتباعه للاعتداء على صحفي ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ خاصة أن ميلية كان في حالة “هستيرية“، حيث قام بتحريض شخص معروف بسوء أخلاقه في الخروب على صحفي الشروق “عبد الحق خ” أمام مرأى الجميع، ومن حسن الحظ أن بعض الموجودين تدخلوا بمن فيهم آيت جودي وتريباش لفك النزاع، في الوقت التي كانت الفوضى عارمة أمام غرف الملابس، ومن حسن الحظ أن الموضوع تم احتواؤه بسرعة، خاصة أن بعض رجال الشرطة كانوا موجودين وقاموا بتهدئة الأوضاع. يعتقد أن “الهدّاف” وراء مشكلة المستحقات ما جاء في كلام ميلية عند تهجّمه على صحفي “الهداف” أنه كان وراء مشكلة المستحقات التي أثيرت في المدّة الأخيرة، وكأن “الهدّاف” هي التي لم تدفع رواتب آيت جودي منذ التحاقه بالفريق أو أنها من حرمت بعض اللاعبين من الشطر الأول من منحة الإمضاء، أو أن “الهدّاف” هي التي عاملت اللاعبين بمكيالين عندما منحت البعض مستحقاتهم سرّا وكانت وراء قرار الغاضبين بالإضراب. دفع كلّ معاونيه للاستقالة وبقي وحيدا تصرّفات ميلية يؤكدها هروب الرجال الذين كانوا يقفون إلى جانبه، فمنذ أن أصبح رئيسا لجمعية الخروب مرّ على مكتبه الكثير من الأشخاص ولكن لا أحد بقي منهم، وربما وصول الحدّ إلى استقالة الكاتب العام علي بدّالة يؤكد أن الوضعية أصبحت متعفنة، وأن الأمور أصبحت لا تطاق، ولهذا اضطر بدّالة بدوره إلى الانسحاب تاركا ميلية يتخبط لوحده. يحرّض كلّ المدربين على “الهدّاف“ والغريب في ميلية أنه يعتبر أن “الهدّاف” هو عدوه الذي عليه أن يحاربه بكل الطرق، ويحمّلها مسؤولية كل مآسي “لايسكا”، حيث أنه في كل مرّة يحاول تشويه صورتها، حتى أن كل مدرب مرّ على الخروب حاول ميلية منحه نظرة سيئة عن “الهدّاف” وصحفييها، لدرجة أنه في الصائفة الماضية وعندما كان يتفاوض مع أحد المدربين، وفي الوقت الذي كان مطالبا بإقناع هذا المدرب بتدريب فريقه بدأ يحذره من صحافي “الهدّاف”، وأوصل إليه كلمات لا يعرفها عنا هذا المدرب الذي اكتشف حقيقة ميلية من أول يوم ورفض العرض. مدرب قال عنه: “لو أن هذا الشخص يتنفس لجلبت له 4 ملايير سبونسور” وبالعودة إلى قضية المستحقات والتأكيد على أن ميلية لا يستطيع جلب ولو سنتيما واحدا إعانة للفريق باستثناء إعانات السلطة، نذكر ما قاله عنه أحد المدرّبين الذين مرّوا على الفريق، عندما وصفه ب “الرئيس السلبي والبارد الذي لا يتحرك إطلاقا للبحث عن مساعدات لفريقه“، لدرجة أنه قال: “لو أن هذا الشخص يتنفس فقط في إشارة إلى أنه لا يفعل شيئا، لجلبت له ما بين 3 و4 ملايير سنتيم على شكل سبونسور، ولكن مادام أن كل وقت ميلية داخل مكتبه فإن “لايسكا” ستبقى تعاني“. حكمة خطابي في طريقها إلى التجسيد الوضعية الصعبة التي توجد فيها جمعية الخروب هذا الموسم باعتبارها أحد أكبر المهدّدين بالهبوط، تجعلنا نتذكر ما قاله الرئيس السابق الهاني خطابي الصائفة الماضية، عندما قال لمعارضي ميلية والذين كانوا يريدون إبعاده من الرئاسة،: “خليوها تموت في يدو”. ويبدو أن ما قاله خطابي بدأ يتجسّد شيئا فشيئا والجمعية تقترب من الهلاك، إذا لم يسارع أنصارها الحقيقيون إلى إنقاذها قبل فوات الأوان. ڤجالي يندّد ويريد كشف حقائق ضد ميلية ما قام به ميلية مع الصحافيين بعد مقابلة المولودية لم يعجب كلّ من اطلع على الخبر ومنهم المناجير الخروبي عبد الحميد ڤجالي، الذي اتصل بنا للتنديد بتصرّفات ميلية التي اعتبرها غير مسؤولة ولا تعكس صورة رئيس فريق في القسم الأول، كما أكد ڤجالي أنه يملك الكثير من الحقائق المرتبطة بتصرّفات ميلية، وأنه يريد أن يكشفها للرأي العام، حتى يعرفوا هذا الشخص الذي استولى على الجمعية على حد قوله. “الهدّاف” لم تكن يوما ضدّ “لايسكا” وقبل أن نغلق هذا الموضوع لنعود إليه مرّة أخرى، يجب أن نؤكد للجزء القليل جدا الذي مازال يصدق ميلية، أن “الهدّاف” لم تكن يوما ضد جمعية الخروب ولا حتى ضد رئيسها، ولكن مهمتها فقط هي نقل الحقائق دون مبالغة أو تزييف. ف”الهدّاف” لم تكن وراء انسحاب بلعريبي، بلشطر، حيمود وحموش، ولم تكن وراء تفكير آيت جودي في الاستقالة، ولهذا فإن “الهداف” لا يمكن أن تكون ضد “لايسكا”، وعلى الخروبية أن يبحثوا عن الدّاء واستئصاله من أجل إعادة العافية إلى ثاني أقدم فريق في الجزائر ------------------------------------------------- ميلية يتحدّث عن جمعية عامة هذا السبت تحدث الرئيس ميلية بعد المقابلة عن عقد جمعية عامة يوم السبت القادم، وهو الموعد الذي من المؤكد أن يكون مفاجئا لجميع الأعضاء، على أساس أن ميلية كان مطالبا بعقد هذه الجمعية قبل نهاية ديسمبر الماضي، بعد رفض ممثل مديرية الشباب والرياضة المصادقة على أشغال الجمعية العامة التي عقدت الصائفة الماضية. رزي كان المستهدف الأكبر من طرف الأنصار رغم أن معظم اللاعبين كانوا عرضة لانتقادات الأنصار وشتائمهم طوال المقابلة، إلا أن المستهدف الأكبر كان الظهير الأيمن رزيڤ الذي سمع في لقاء أول أمس من الشتائم ما لم يسمعه طوال حياته، وهذا بالتأكيد ما أثر كثيرا على أدائه، رغم أنه كان من أحسن اللاعبين المستقدمين هذا الموسم. راحة ليوم واحد منح الطاقم الفني راحة للاعبيه ليوم واحد، حيث من المقرر أن يعودوا إلى التدريبات مساء اليوم، ومن المنتظر أن تعرف حصة الاستئناف الكثير من الغيابات خاصة أن الكثير من اللاعبين فضلوا العودة إلى منازلهم. ويكون الطاقم الفني رفض منح لاعبيه راحة أطول بسبب ما يقال عن إمكانية برمجة اللقاء المتأخر أمام شبيبة القبائل يوم 16 أفريل القادم. صديق بلهاني فكّر في تقديم منحة للاعبين كان من الممكن لرفاق نايت يحيى أن يحصلوا على أكبر منحة هذا الموسم، فبالإضافة إلى ال 8 ملايين التي وعدت بها الإدارة، فإن مصباح برباقي صاحب شركة استيراد المواد الفلاحية الواقعة ببئر حدادة بسطيف وهو صديق بلهاني، كان يفكر في تخصيص منحة في حال الفوز، خاصة أن الفوز إذا تحقق كان سينقذ “لايسكا” ويقرّب سطيف من الرائد أكثر. ورغم أن برباقي تنقل إلى الخروب وتابع المقابلة من أجل أن يزفّ خبر المنحة مباشرة للاعبين، إلا أن الأمور سارت بطريقة عكسية تماما وهذا ما أزعج صديق بلهاني رغم أن الخسارة جعلته يحتفظ بأمواله في جيبه. ---------------------------------------------- “لايسكا” تواصل الانحدار إلى قسم الصغار فشلت جمعية الخروب أول أمس في كسب الرهان أمام مولودية الجزائر ومنيت بالهزيمة الثانية على أرضها، وهي الهزيمة التي أعادت الفريق إلى المنطقة الحمراء التي غادرها آخر مرّة في الجولة ال19 بعد الفوز على اتحاد البليدة. وإذا كانت الخسارة متوقعة نوعا ما، فإن ما فاجأ الجميع هو المستوى الضعيف جدا الذي ظهر به آيت جودي وأشباله، حيث أهدوا الفوز على طبق من ذهب للزوار الذين لم يسبق لهم أن فازوا في الخروب من قبل. المولودية كشفت محدودية “لايسكا” رغم أن “لايسكا” ظهرت في كثير من المقابلات بوجه شاحب إلا أن مقابلة أول أمس كانت الأسوأ داخل الديار، فحتى مقابلة “الكاب“ التي خسرتها على ملعبها لم تكن سيّئة كما كانت هذه المرّة، فقد كان الفارق شاسعا بين رفاق نايت يحيى ورفاق دراڤ الذي وجد كل الطرق أمامه لتهديد الحارس بلهاني. والأكيد أن كلّ من تابع مقابلة أمس خرج مقتنعا أن “لايسكا” بذلك المستوى الذي قدّمته لا تستحق التواجد في القسم الأول، ولهذا إذا لم يتحسّن مستواها بداية من اللقاء القادم فإن العواقب ستكون وخيمة. ضعف غير مبرّر وفرصتان فقط من الصعب جدا إيجاد تفسير للمستوى المتواضع للجمعية أمام المولودية، فقضية المستحقات أجمع كلّ اللاعبين على تجاوزها ووضعها جانبا، ومشكلة الابتعاد عن المنافسة أكدوا أنها لم تكن أصلا مطروحة، كما أن الحكم الذي أرهب الجميع قام بدوره كما يجب، ومع ذلك فإن “لايسكا” وطوال (90د) لم تصنع إلا فرصتين، الأولى كانت في (د66) برأسية زروقي التي مرّت قريبا من المرمى، والثانية في (د87) عن طريق ڤوعيش الذي ارتطمت كرته بالعارضة، في الوقت الذي ضيّعت المولودية أهدافا بالجملة، وحصلت على 11 ركنية مقابل 3 فقط لجمعية الخروب. بلهاني ينقذ “لايسكا” من سيناريو الحراش رغم أنه تلقى هدفين إلا أن بلهاني كان رجل المقابلة بلا منازع وأنقذ فريقه من مهزلة حقيقية كان من الممكن أن تكون أسوأ مما حدث في الحراش، حيث أنه أنقذ فريقه من ثلاث انفرادات في ظرف (6 د)، حيث وجد نفسه وجها لوجه أمام بوڤش في (د30 و34)، ومع دراڤ في (36)، وهذا بالإضافة إلى تدخلاته القوية أمام القذفات الكثيرة للاعبي الفريق الزائر، وتصديه للكثير من الكرات الخطيرة. والأكيد أن بلهاني وإن لم يمنح فريقه نقاط المقابلة، فإنه تحصل على شهادة كلّ من تابع المقابلة أنه حارس كبير مازال قادرا على العطاء رغم سنه المتقدّم. اللاعبون يحمدون الله على وجود بلهاني ما قام به بلهاني لقي إعجاب رفاقه بالدرجة الأولى، والذين بقوا طويلا بعد نهاية المقابلة في غرف تغيير الملابس يتحدثون عن تدخلاته الموفقة، وأنه أبعد عن “لايسكا” مهزلة حقيقية، في اعتراف صريح بقوة المنافس وأحقية الفوز الذي حققه، كما أن اللاعبين حمدوا الله كثيرا على أن بلهاني كان حاضرا وكان في يومه، ولولا ذلك لكان من الممكن أن تسجل مقابلة أمس في سجّل “غينس” للأرقام القياسية، بالنظر إلى الأهداف الكثيرة التي حرم منها حارس “لايسكا” لاعبي “العميد“. إشراك شرماط أساسيا لا معنى له بعيدا عن تألق بلهاني، وفي إطار الضعف الكبير الذي عرفه أداء جمعية الخروب، فإن المسؤولية لا يتحملها اللاعبون لوحدهم ولكن حتى الطاقم الفني، وإلا كيف نفسّر إشراك الشاب شرماط أساسيا في مقابلة بهذا الحجم، ورغم أن آيت جودي اعترف بخطئه عندما قام بتبديل شرماط قبل نهاية الشوط الأول، إلا أنه كان عليه أن يدرك من البداية أن طبيعة المقابلة تؤكد أنها ليست ل شرماط الذي لم يشارك منذ بداية مرحلة العودة إلا مرّتين احتياطيا، وكان من المفترض الدفع بمهداوي، نعمون أو ڨوعيش إلى جانب زروقي، وربما حتى مصفار الذي لعب مقابلات كثيرة هذا الموسم على عكس شرماط. رزيڤ ضحية مدرّبه من جهة أخرى وإن كان الجميع لاحظ الفراغ الكبير الذي كان موجودا على الجهة اليمنى من دفاع “لايسكا”، فإن الخطأ لا يتحمله رزيڤ ولكن الطاقم الفني، لأن رزيڤ كان مطالبا بالدخول إلى محور الدفاع لمساندة زياد وعرعار، خاصة أن المولودية كانت تهاجم بلاعب إضافي من وسط الميدان، وهذا ما كان يظهر أن رزيڤ لا يؤدّي دوره جيدا، والغريب أنه ورغم أن المولودية لم تتمكن من الوصول إلى شباك بلهاني في الشوط الأول، إلا أن الطاقم الفني وتحت تأثير الأنصار طلب من رزيڤ عدم الدخول إلى محور الدفاع وكلف “جيل“ بذلك، والنتيجة كانت تلقي هدفين. الشناوة: “واجهنا جمعية الحمّام وليس جمعية الخروب” المستوى الهزيل الذي قدّمه رفاق دوادي لم يفاجئ أنصار “لايسكا” فقط، بل حتى أنصار المولودية الذين تنقلوا بقوة إلى الخروب، وكانوا يعتقدون أن فريقهم سيجد صعوبة كبيرة أمام هذا الفريق، خاصة أنهم يتذكرون جيدا مقابلة الذهاب التي انتهت بالتعادل، ولكنهم على العكس تماما وجدوا فريقا آخر ضعيفا ولا يستطيع حتى تهديد ضيوفه، وقد كان استهزاء “الشناوة“ بما قدّمته “لايسكا” كبيرا لدرجة أنهم قالوا إن المولودية واجهت جمعية الحمّام وليس جمعية الخروب.