أكد السفير الأمريكي بالجزائر هنري انشر عدم تخوف بلاده من مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، مشيرا إلى أن واشنطن مستعدة للعمل مع أي رئيس منتخب بطريقة شرعية من قبل الشعب الجزائري، موضحا أنه "لاحظ الشعبية التي يتمتع بها الرئيس بوتفليقة خلال الحملة الانتخابية". وأوضح السفير الأمريكي في حوار أجراه معه موقع "كل شيء عن الجزائر" أنه لم يمكن ممكنا تأجيل زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الرسمية التي كانت مبرمجة بسبب جدول أعمال كيري، مشيرا إلى أنه تم خلال لقاء كيري بالمسؤولين الجزائريين مناقشة العديد من الملفات التي تهم البلدين. وقال السفير الأمريكي إن كاتب الدولة الأمريكي للطاقة سيزور الجزائر قريبا للمشاركة في معرض الجزائر الدولي، كما أن الرئيس أوباما دعا الجزائر للمشاركة في القمة الأمريكية الأفريقية، وهو ما يفسر جودة العلاقات بين البلدين وتبادل الزيارات بصورة دورية ومستمرة، كما أن واشنطن تدعم الإصلاحات في الجزائر. وبخصوص واقع حقوق الإنسان في الجزائر أكد هنري أنشر أن نظرة الولاياتالمتحدة لواقع حقوق الإنسان موثقة في التقرير السنوي للخارجية الأمريكية، مشيرا أن الجزائريين يعيشون في سلم وأمن حاليا وهو ما لم يكن موجودا قبل سنوات وهناك أيضا حرية التعبير والجمعيات ويجب الاستفادة منهما لأي تغيير منشود. وقال إن التغييرات التي أجراها الرئيس بوتفليقة على جهاز المخابرات لم تؤثر على التعاون الأمريكي الجزائري في مجال مكافحة الإرهاب لأن واشنطن تتعامل مع مؤسسات الدولة وليس أشخاص يقول –انشر-. وأكد ان واشنطن تدعم مجهودات الجزائر للحفاظ على السلم في المنطقة وترى فيها دولة إقليمية قائدة وتحيي المساعدات التي تقدمها لدول الجوار في هذا الشأن وكذا المساعدات المالية مثل التي قدمتها لتونس. وفي المجال العسكري أكد السفير الأمريكي أن بلاده ترفض بيع طائرات هجومية دون طيار للجزائر، "طبقا لعقيدتها التي تمنع توريد هذا النوع من الأسلحة إلى دول أخرى"، غير أنه ألمح إلى إمكانية بيع الولاياتالمتحدة طائرات دون طيار غير هجومية للجزائر، كاشفا عن مفاوضات بين حكومتي البلدين في هذا الشأن. وأشار "انشر" إلى أن هدف الولاياتالمتحدة هو تطوير التعاون الأمني مع الجزائر والتوجه نحو تعاون في مجال الدفاع يتضمن توريد تجهيزات عسكرية، وهو مسار وصفه ب"المعقد جدا بسبب القوانين التي تحكم توريد التجهيزات العسكرية إلى حلفاء الولاياتالمتحدة". ولفت إلى أن بلاده تواصل مشاوراتها مع الحكومة الجزائرية بشأن هذا الموضوع، مؤكدا مبدأ عدم التدخل واحترام السيادة الجزائرية.