أكد سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية هنري إنشر، أمس، أن بلاده ستحترم اختيار الشعب الجزائري في الانتخابات الرئاسية القادمة، وقال إن بلاده » ستدعم أي مرشح تفرزه انتخابات نزيهة«، ورفض إبداء موقفه من ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، معتبرا ذلك شأنا جزائريا داخليا، مشيرا إلى أن الطرف الجزائري والأمريكي في اتصالات لتحديد موعد جديد لزيارة وزير الخارجية جون كيري، وانتقد في سياق آخر قاعدة الاستثمار ,49/51 واصفا إياها ب»غير المشجعة«. نال موضوع الانتخابات الرئاسية حيزا كبيرا من الندوة الصحفية التي نشطها السفير الأمريكي بمقر السفارة الأمريكية، وقال هنري إنشر أن بلاده »تدعم انتخابات حرة وفق خيار الشعب وتعكس فعلا رغبته«، وبالمقابل رفض الإجابة على أسئلة من منطلق فرضيات، مبديا »استعداد واشنطن للتعامل مع أي شخص تفرزه انتخابات نزيهة وشفافة«، معتبرا »حضور الملاحظين الدوليين في التشريعيات الفارطة إجراء جيدا يضمن الشفافية«. وتحاشى انشر الرد على سؤال يتعلق بموقفه من ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية رابعة، وأوضح أن هذه »المسألة جزائرية داخلية تتعلق بالشعب الجزائري دون سواه وليس لدي أي تعليق على ذلك«، مضيفا أن الولاياتالمتحدة غير منزعجة من تشبيه الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعداني في إحدى خطاباته بوتفليقة بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت. ودافع السفير الأمريكي عن سياسة بلده القائمة على استقبال قادة أحزاب وممثلي المجتمع المدني، وراح يسأل »كيف تريدونني أن أتعرّف على الجزائر إذا لم ألتق مختلف شرائح المجتمع؟«، وأضاف »دور أي دبلوماسي هو فهم الدولة التي يمثلها«، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب الاجتماع بجزائريين والقيام بلقاءات دورية مع ممثلي الأحزاب حتى تكون لدينا صورة عن الجزائر«.ولم يتوقف إنشر عند هذا الحد بل اعتبر »هذا الأمر معمول به في كل بلدان العالم والسلك الدبلوماسي«، مضيفا »كونوا متأكدين بأن سفيركم في واشنطن يقوم بنفس الشيء، والأكيد أنه يعرف الولاياتالمتحدة أحسن مني«. وبخصوص زيارة وزير الشؤون الخارجية الأمريكي جون كيري المؤجلة والتي كانت مقررة بداية الشهر الماضي إلى الجزائر، أكد السفير الأمريكي، أن الطرفين الجزائري والأمريكي في اتصالات لتحديد موعد جديد قريبا«.وفند إنشر خبر اعتزام شركات أمريكية مغادرة الجزائر لدواع أمنية، وأضاف أن الولاياتالمتحدة تعول على الجزائر لحماية المصالح والرعايا الأمريكيين، وثمن الإجراءات المتخذة في مجال الأمن، مؤكدا أنه حيا »عمل المصالح الأمنية خلال تم لقاء تم بينه وبين وزير الداخلية«. وأكد السفير الأمريكي أن تبادل المعلومات الأمنية بين الجزائروالولاياتالمتحدة قائم ومتواصل، مضيفا »عندما توفرت لدينا معلومات عن مختار بلمختار واعتداء تيقنتورين سلمناها إلى السلطات الجزائرية«. وبالمقابل، انتقد السفير الأمريكي قاعدة الاستثمار 4951 واعتبرها غير مشجعة، ودعا إلى مراجعتها، مشيرا إلى أن »الشركات الأمريكيةبالجزائر تفضل بأن تمنح لها مشاريع برأسمال 100 بالمائة أمريكي«. وحيا إنشر قرار الجزائر القاضي بقبول استلام معتقلين اثنين من »غوانتانامو«، داعيا السلطات الجزائرية إلى ضمان محاكمتهما وفق القانون واحترام حقوق الإنسان، مذكرا أن غلق المعتقل يدخل في إطار »سياسة أوباما«. ولم يكشف السفير الأمريكي عن عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين، وأكد أن العدد يتجاوز العدد خلال العام الماضي، متعهدا بإعطاء الرقم مع نهاية السنة«، داعيا لتعميق التعاون الأمني بين جميع بلدان المنطقة لمحاربة الإرهاب والجريمة العابرة للقارات وتهريب السلاح، قائلا »ليست لدينا الرغبة للتدخل في المنطقة«. ورفض انشر الرد على سؤال يتعلق على فضيحة سوناطراك بسبب تواجد شكيب خليل في الولاياتالمتحدة، مكتفيا بالقول »من مبادئنا عدم التعليق على قضايا قيد التحقيق، نحن نتابع الوضع وفي اتصال مستمرّ مع السلطات الجزائرية، وعند الحصول على نتائج ستبلغون بها«. وحول فتح جامعة أمريكية بالجزائر قال »أنا مع الفكرة مائة بالمائة«، إلا أنه أضاف »لا نستطيع إقامة المشروع لأنه لا يوجد إطار ينظم ذلك«، مشيرا إلى أنه يتم »العمل مع مراكز تكوين ومؤسسات خاصة لتعزيز تعليم اللغة الانجليزية في الجزائر«. وعن النزاع الصحراوي بين البوليساريو والمغرب، أكد إنشر أن بلاده تدعم حلا ينسجم مع الشرعية الدولية لتسوية القضية الصحراوية، مضيفا أن الولاياتالمتحدة تعمل مع المنظمة الأممية في مجال احترام حقوق الإنسان، مذكرا أن حقوق الإنسان مسألة محورية في السياسة الخارجية الأمريكية.