سقط أمس 30 جريحا، بينهم 03 أشخاص في حالة خطيرة، كما أصيب 05 من عناصر الأمن بجروح متفاوتة الخطورة بينهم ضابطان، فضلا عن تخريب وحرق 5 سيارات ومحاولة حرق مسجد بعد حرق صومعته في اندلاع مواجهات عنيفة بين سكان حي مليكة عقب هجوم عدد من الأشخاص على المصلين داخل أحد المساجد بذات الحي. الاشتباك العنيف تخلّله توقيف 08 ملثمين بعد إصابة 03 أشخاص باختناق بالغاز المسيل للدموع من أصل 20 مختنقا، في حين تدخلت مصالح الأمن بكثافة في خطوة لبسط سيطرتها والسيطرة على عدة جيوب ظلت تحترق بعد تجدد العنف الدامي بين الإخوة الفرقاء، بعد أن امتدت المواجهات إلى حي ثنية المخزن، مما أدى إلى تدخل عناصر الامن التي استعملت الغازات المسيلة للدموع بقوة لتفريق المتصارعين. وأسفرت المواجهات أمس بحي مليكة عن حرق 7 منازل و5 سيارات نفعية. المواجهات انطلقت عقب هجوم عدد من الأشخاص على المصليين داخل المسجد في مواجهات ساخنة استعملت فيها جميع أنواع الأسلحة البيضاء والحجارة، غير أن مصالح الأمن تصدت لهم بقوة كبيرة بعد احتلالها للمسجد عقب محاولة حرقه بالكامل، فيما هجرت عائلات بالكامل الحي إلى جهات مجاورة، تفاديا لوقوع وفيات وسط الأطفال والنساء العزل. وبقيت أسر أخرى عالقة تحت وطأة التخريب والحرق العمدى، نتيجة اشتداد أعمال العنف والتهجير وسرقة الممتلكات والأغراض من داخل البيوت، لتنتقل شرارة المواجهات ما بين المتظاهرين، إلى الملثمين ورجال الأمن بحي ثنية المخزن، بعد مطالبة المتجمهرين الشرطة بالإسراع في توقيف الملثمين الذين أشعلوا فتيل الفتنة، وقد سجل تدخل كثيف لعناصر الأمن. من جهة أخرى دعا الخميس العميد عبد الحفيظ عبداوي، قائد القيادة الجهوية الرابعة للدرك الوطني بورڤلة، إلى ضمان الاستقرار في منطقة غرداية قائلا: إنه "يمر وجوبًا" عبر تكاتف جهود جميع سكان سهل وادي ميزاب، وأكد خلال إشرافه على الأبواب المفتوحة للقيادة الجهوية للدرك بمدينة الأغواط أن الحل ليس بالضرورة أمنيا فقط، بل هو بين أيدي جميع السكان المطالبين اليوم بالعمل سويا لطي صفحة الماضي والمضي قدما نحو جعل المصلحة العامة للجزائر فوق كل اعتبار، مشيرا إلى أن الأمن والاستقرار كفيلان بأن يعيدا إلى المنطقة حيويتها ونشاطها المعهود، موجها نداءه إلى جميع السكان بإنجاح السلم وتقديم تنازلات بغية استتباب الأمن والعودة إلى الحياة الطبيعية.