لجأت الجزائر إلى المتعامل الهولندي "جيمالتو"، الرائد العالمي للأمن المعلوماتي والإلكتروني، من أجل تسريع وتيرة إنتاج جوازات السفر البيومترية.. حيث غيرت السلطات وجهتها بعد 5 سنوات من المراهنة على متعامل فرنسي، وبعد أن بقي جل الجزائريين من دون جواز بيومتري، في ظل ضغط مزدوج يواجه الجزائر من لدن المملكة العربية السعودية والمنظمة الدولية للطيران المدني، وهو ما يطرح أكثر من تساؤل واستفهام حول خيار السلطات الرهان على شركات أجنبية ستكون خصوصية الجزائريين وأبسط المعلومات تحت تصرفها؟ وأعلن المتعامل الهولندي في مجال الأمن الرقمي، بأنه تم اختياره من طرف دار النقود لبنك الجزائر، من أجل تدعيم برنامج جوازات السفر الإلكترونية وكذلك من أجل الرفع من وتيرة إنتاجها. أشار بيان للمتعامل الهولندي على موقعه الرسمي على شبكة الأنترنت، أن "جيمالتو" سيوفر تغطيته الإلكترونية المعروفة ب"سيلس" وبرمجياتها المدمجة "ترافال"، موضحا أن التكنولوجيا التي ستستفيد منها الجزائر ستدعم بقدرات إنتاج وتوزيع متقدمة، ما سيضمن انتشارا واسعا لجواز السفر الإلكتروني لدى الجزائريين. وأشار بيان "جيمالتو" إلى أن البرمجيات المدمجة "سيلس" و"ترافال"مصادق عليهما من طرف المنظمة العالمية للطيران المدني، وأكد على أن الطرف الجزائري سيخفض تكاليف إصدار الجوازات الإلكترونية، التي ستتميز بمقاومة عالية. ونقل البيان تصريحا لمديرية دار النقود لبنك الجزائر، قالت فيه "إننا كنا بحاجة لشريك موثوق به من أجل أن يضمن لنا توزيعا سريعا لجواز السفر الإلكتروني للمواطنين عبر كامل التراب الوطني"، مضيفا أن "جيمالتو" يقدم خدمة ذات مستوى عال وخاصة قدرات التكرار لنظام الإنتاج، ما سيتيح لنا إصدار وإجراء العملية عبر كامل مراحلها". من جهته قال النائب الأول لرئيس المجمع، المكلف بالبرامج الحكومية لدى "جيمالتو" أ. بوزبيب، إن "جيمالتو" سيمكن السلطات الجزائرية من بلوغ أهدافها في أقصر الآجال الممكنة". وتعكس تصريحات كل من الطرف الجزائري والهولندي، وجود عجز وتأخر كبيرين في تسليم جوازات السفر البيومترية للمواطنين من طرف المتعاملين الذين راهنت عليهم الجزائر قبل 5 سنوات عند إطلاق مشروع جواز السفر البيومتري خلال إشراف زرهوني على مقاليد وزارة الداخلية، خصوصا بعد بروز عامل الوقت الذي لم يعد في صالح الجزائر بسبب مطالب الممكلة العربية السعودية بخصوص الجواز البيومتري لموسم الحج، حيث طالبت صراحة الجزائر باستصدار جوازات بيومترية للحجاج المعنيين بموسم 2014، وكان ذلك عبر بلاغ أصدرته وزارة الداخلية موجها للحجاج، فضلا عن شروط المنظمة الدولية للطيران المدني، التي حددت تاريخ 24 نوفمبر كموعد لانتهاء السفر بالجواز العادي. وبرأي الخبير يونس قرار، فإن الجزائر كان من المفروض أن تتجه للحل المحلي بحكم سرية المعلومات وخصوصيتها، وهذا عند إطلاق هذا المشروع، خصوصا وأن شركة خاصة هي "أش بي تكنولوجي" كانت قد عرضت خدماتها لكنها وجدت نفسها على الهامش. وأكد يونس قرار، في اتصال مع "الشروق" أن حالة الضعف التكنولوجي للجزائر دفعتها للتوجه نحو هذه الشركات العالمية الرائدة، مشيرا إلى أن التوجه نحو خيار جديد، ممثلا في الشركة الهولندية "جيمالتو"، كان من المفروض أن يكون بطابع محلي، لأنه بإمكان الدولة أن تلزم الطرف الآخر بقيام المهندسين الجزائريين بوضع هذه الحلول التقنية