لدى استخدام المصعد الكهربائي في أحد الفنادق بمدينة سول عاصمة كوريا الجانبية لوحظ أن رقم الطابق الرابع غير موجود، الأمر الذي أثار الدهشة خصوصا لدى الأجانب الذين يزورون البلاد للمرة الأولى. وما يعزز الإحساس بالدهشة هو أن الكوريين معروفون باهتمامهم بالتفاصيل وما كان لشركة المصاعد نسيان رمز الطابق الرابع، وما كان أيضا لمالك الفندق قبول مثل هذا الخطأ الفادح. ولكن المفاجئ أن هذا الخطأ تكرر في مصعد آخر في مبنى آخر أيضا، مما دفع البعض للاعتقاد بأن هناك شركة واحدة لتصنيع المصاعد في كوريا، وأنها تمارس الاحتكار مجبرة الناس على شراء مصاعدها التي نفد من لافتاتها أو لوحاتها الإلكترونية رقم أربعة. وبسؤال سيدة كورية شارفت الخمسين من العمر ابتسمت وقالت بالإنجليزية: حظ سيئ، ثم أوضحت أن الكوريين يتشاءمون من الرقم أربعة، ولدى سؤالها عن السبب قالت إن كلمة أربعة في لغتهم تعني "الموت"، لذلك فهم ينظرون إليه نظرة أسوأ مما ينظر البعض في ثقافات أخرى، وتجد الإجابة نفسها لدى رابطة الإعلاميين العلميين الكوريين الذين قالوا إن هذه الظاهرة تشمل أيضا دولا أخرى في شرق آسيا مثل اليابان والصين. ولذلك فإن الذين يعانون رهابا من رقم أربعة سوف يفعلون الكثير لتفاديه. وإذا أراد شخص إعطاء أو أخذ حاجيات فهو يأخذ إما ثلاث قطع أو كيلوغرامات أو أقل، أو خمسة أو أكثر، وتستبدل بعض شركات المصاعد الرقم أربعة بحرف "أف" باللغة الإنجليزية لترمز للطابق الرابع. ويطلق علميا على هذه الظاهرة اسم "تيترافوبيا" أو رهاب الرقم أربعة. ويبدو أن الحضارات الآسيوية لها نمطها الخاص في تمثيل الأشياء أو التشاؤم منها، إذ قالت صحفية يابانية إن لديهم في اليابان وحش غودزيلا الذي يرمز إلى الموت والدمار الذي أصاب البلاد نتيجة الطاقة النووية، والذي كانت بدايته بقصف مدينتي هيروشيما وناغازاكي بالقنابل الذرية، وآخر فصوله كارثة محطة فوكوشيما النووية. المصدر : الجزيرة