بعد معاداتهم من طرف السلفيين وإثارة محمد عيسى لقضيتهم لجأت العديد من العائلات اليهودية المقيمة في الجزائر إلى مغادرة أرض الوطن بحر الأسبوع الجاري، خوفا من استهدافهم من طرف الغاضبين والمحتجين والمستنكرين للتصعيد الصهيوني في قطاع غزة، والذي خلف آلاف الجرحى ومئات القتلى. وما زاد من تخوف يهود الجزائر هو إعلان التيار السلفي لمعاداتهم ورفضه التعايش معهمفي أرض الشهداء، حيث تزايدت التصريحات المعادية ليهود الجزائر بعد إعلان وزير الشؤونالدينية محمد عيسى لإعادة فتح المعابد اليهودية المغلقة في الجزائر خلال التسعينيات،لأسباب أمنية، وسلط تصريح الوزير الضوء من جديد على الجالية اليهودية في الجزائروالتي يقدر عددها حسب آخر تقرير لوزارة الخارجية سنة 2012 ب10 آلاف يهوديمتمركزين في مناطق متفرقة من العاصمة وقسنطينة وتلمسان والبليدة والمدن الداخلية. ومع إعلان جمعة الغضب في الجزائر للتنديد بالعدوان الإسرائيلي، تخوفت العائلات اليهوديةمن استهدافها، خاصة وأنها باتت معروفة في الأحياء التي تقطن فيها، ولم تعد تحظى بالسريةالتي كانت تختفي وراءها في السنوات الماضية. وحسب مصادر مطلعة بنشاط اليهود في الجزائر، فإن الكثير من العائلات الجزائرية منأصول يهودية قررت مغادرة الجزائر خلال الأيام الماضية، بعد ما بات يشار إليها بالأصابع فيمكان إقامتها، ما أثار تخوفها من احتمال استهدافها، وأكدت مصادرنا أن العائلات اليهوديةبالرغم من معارضتها للاعتداء الصهيوني على غزة واستنكارها لتصريحات محمد عيسىلرفضها فتح المعابد اليهودية في الجزائر، لرغبتها في الإقامة السرية في الجزائر، خاصةوأن هذه العائلات تملك عقارات هامة استفادت منها أثناء الحقبة الاستعمارية، بالإضافة إلىاستثماراتها الكبيرة في التجارة. وفي هذا الإطار، اعترف رئيس جبهة الصحوة الحرة عبد الفتاح حمداش بتصريحاته المعاديةلليهود في الجزائر، والتي يتقاسمها معه جميع الجزائريين المحسوبين على التيار السلفي،لأن الأمر يتعلق حسبه بالعقيدة وتعاليم الإسلام التي صنفت اليهود في خائنة الأعداء. وأضاف حمداش أن يهود الجزائر شاركوا مع فرنسا في استعباد الجزائريين وقتلهم والتنكيلبهم، ومن غير المنطقي أن ينعم يهود الجزائر بالخيرات والمناصب التي ورثوها من أمهمفرنسا، وأضاف أنه ضد التعايش معهم.