طلب ممثل الجالية اليهودية في الجزائر من وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، التريث وعدم تفعيل مشروع إعادة فتح المعابد اليهودية المغلقة منذ التسعينات بسبب مخاوف من تعرضها لعمليات تخريب انتقاما من العدوان الصهيوني الوحشي على قطاع غزة ولم يخف ممثل الطائفة اليهودية حالة الهلع التي يعيشها غالبية اليهود الجزائريين من التعرض لتهديدات على خلفية موجة الغضب الشعبي من القصف المتواصل ضد الفلسطينيين. كشف وزير الشئون الديني والأوقاف، محمد عيسى، أنه استقبل مؤخرا ممثل الجالية اليهودية في الجزائر الذي التمس منه تأجيل تفعيل القرار الذي أعلن عنه مطلع الشهر الجاري والمتمثل في إعادة فتح المعابد اليهودية التي أغلقت في التسعينيات بسبب الأزمة الأمنية، وأوضح الوزير أن »ممثل الطائفة اليهودية في بلادنا لم يخف تخوف يهود الجزائر من تعرضهم لتهديدات وانتقام الجزائريين مما يرتكبه الطيران الحربي الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في قطاع غزة«، كما أكد محمد عيسى أن ممثل الجالية اليهودية طلب منه رسميا إرجاء قرار فتح المعابد اليهودية الذي أثار استياء كبيرا خشية تعرضها لأعمال تخريبية انتقامية. وجاء طلب يهود الجزائر بعدم تفعيل مشروع إعادة فتح معابدهم في الظرف الراهن، وسط استمرار خروج المئات من الجزائريين في وقفات ومسيرات احتجاجية عفوية انطلقت منذ أيام في عدد من ولايات الوطن للتنديد بالاعتداء الإسرائيلي السافر على غزّة الذي خلّف عددا كبيرا من الضحايا والصمت العربي حيال القضيّة الأولى للجزائريين. ولم تمنع الإجراءات الأمنية المشددة لمراقبة المساجد في الجزائر ومعظم المدن الكبرى عبر الوطن تحسباً لخروج مسيرات منددة بالقصف الإسرائيلي ضد قطاع غزة، الجزائريين من الخروج للشارع، وتردّيد شعارات مناوئة للاحتلال الإسرائيلي، كما حملوا الأعلام الفلسطينية ولافتات مناوئة لليهود مرتكبي المجازر في موجة غضب شعبي نجحت الإجراءات الأمنية المتخذة في التحكم فيها لحد الآن لكنها وعلى ما يبدو نجحت في زرع الخوف وسط الطائفة اليهودية في الجزائر. وتعد هذه المرة الأولى التي يظهر فيها يهود الجزائر خوفهم من التعرض لتهديدات وأعمال انتقامية منذ أن اعتمدت السلطات العمومية في 2009 ممثلية للديانة اليهودية في الجزائر بشكل رسمي، في إطار قانون تنظيم الشعائر الدينية لغير المسلمين الساري منذ .2006 وتفيد معلومات وتقارير إعلامية أن وزارة الشئون الدينية تحصي 25 معبدا يهوديا مرخصا لإقامة الشعائر الدينية اليهودية، لكن غالبيتها غير مستغل في الوقت الحالي بسبب تناقص أعداد اليهود الجزائريين في الأعوام الأخيرة، وكذا تخوف غالبية اليهود الجزائريين المقيمين من تنظيم شعائر دينية علنية باستثناء الإشراف وضعية المقابر اليهودية في الجزائر، وتنظيم رحلات سياحية لليهود إلى أحيائهم العتيقة في عدد من المدن بالتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية.