بعد ارتفاع أسهم المقاومة والتفاف الشارع الفلسطيني حولها اضطرت منظمة التحرير الفلسطينية "فتح" إلى مغازلة المقاومة بتغيير موقفها من حركة "حماس" 180 درجة. تغيير له ما يبرره ميدانيا منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة. فالسلطة الفلسطينية التي حملت "حماس" في الأيام الأولى من العدوان كامل المسؤولية عن استفزاز إسرائيل وجر محمود عباس إلى الإحراج مع مصر والمجتمع الدولي، ثم انهالت على المقاومة بوابل من الانتقادات والاتهامات عندما رفضت المبادرة المصرية، واصلت بعض القيادات في فتح إلى التعبئة الإعلامية على الفضائيات والشحن ضد حماس التي أجمعت قيادة السلطة الفلسطينية على أنها وحدها تتحمل مسؤولية استشهاد المئات وتدمير صواريخ إسرائيل للمنازل والمستشفيات، هي نفسها السلطة الفلسطينية التي خرجت أمس الأربعاء بخطاب جديد خوفا من انقلاب الشارع الفلسطيني الذي خرج في رام الله مدينا صمت السلطة بعد مجزرة الشجاعية. ولم تجد السلطة الفلسطينية مخرجا للنجدة إلا التقرب من المقاومة ودعمها، حيث أعلنت"فتح" رسميا في بيان صدر الأربعاء بعد اجتماع الرئيس الفلسطيني قبول المطالب الأساسيةلحركة حماس لوقف الأعمال العدائية مع إسرائيل في قطاع غزة. ونقلت وكالة أنباء فلسطين في بيان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه"إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطينيبأسره.. وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه"، وقال البيان"أشادت القيادة الفلسطينية بالصمود العظيم لشعبنا وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلالالذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة.. وإن شعبنا بأسره داخل الوطن وخارجه يقفبصلابة جنبا إلى جنب مع غزة هاشم وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعا عنالوطن الفلسطيني وحقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني". وأضاف أن القيادة الفلسطينية دعت إلى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني الفلسطينيمن خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة من أجل تعزيز وحدةالصف الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية. وقال البيان "إن العدوان ضد غزة لا يتجزأ بين حرب ظالمة ضدها وبين حصار مدمر حولهاويجب دحر هذا العدوان كله بجميع أشكاله وعبر تضامن فلسطيني - مصري راسخ ووحدةإرادة عربية شاملة ومساندة عالمية واسعة". وعبرت الصحف الأمريكية عن دهشة العالم من صمود المقاومة لحد الآن، حيث قالتصحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن إسرائيل تشعر بالصدمة من نطاق وأساليب إنشاءالأنفاق التي تستخدمها حركة المقاومة الإسلامية حماس في قتالها ضدها. وقالت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني الأربعاء، إن الأنفاق التي تستخدمها حماس لشنهجمات على اسرائيل، والتي يصل عددها إلى 60 نفقا، أجبرت القوات الاسرائيلية على غلقمناطق أمام حركة المرور المدنية. ووفقا للصحيفة، قال قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الميجور جنرال "ساميترجمان" ان عناصر من حماس اخترقت إسرائيل مرتدية الزي العسكري الإسرائيلي مرةواحدة على الأقل وهو ما يعد تهديدا للجنوب. وقال المحلل الإسرائيلي عمير رابابورت "لقداستغلت منظمة حماس الفترة التي كان يحكم فيها جماعة الإخوان الارهابية مصر لإنشاءصناعة عسكرية حقيقية في قطاع غزة وزودت ترسانتها بمعدات وأدوات مطورة وبكمياتكبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات المهربة بما في ذلك صواريخ من طراز كورنيتالمضادة للدبابات التي تم نقلها إلى سوريا قبل اندلاع الحرب الأهلية هناك". وأفادت تقارير إخبارية في وقت سابق بأن فرقتين من حماس اخترقتا إسرائيل عن طريق نفقمن قطاع غزة، وأكد مصدر عسكري سعي 30 مقاتلا من عناصر حماس يرتدون الزيالعسكري الاسرائيلى إلى شن هجوم على مستوطنات يهودية قريبة.. إلا أن 10 عناصر منحماس لقوا مصرعهم في هذه العملية عن طريق القصف الجوي والبري.