جو متقلب وممطر يومي العيد عاد هاجس تساقط الأمطار والكوارث التي قد تلازمها كل موسم إلى الواجهة بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها بعض ولايات الجنوب ومأساة الخميس المسجلة بكل من ولاية البويرة والمسيلة نتيجة السيول والفيضانات. فأمطار الخريف التي تأخرت بعض الشيء هذا الموسم، بدأت بكوارث، نهاية الأسبوع الماضي، في حين حاصرت مياه الأودية العشرات من الأشخاص ورؤوس الأغنام، أمس الأول، بغرب الوطن. دقت العديد من الجهات التي لها صلة بالإنقاذ والتدخل، ناقوس الخطر في مناسبات عديدة بخصوص كيفية التعامل مع أولى الأمطار المصاحبة لفصل الخريف والتي قد تتحول إلى مأساة حقيقية في ظرف قياسي في حالة ما إذا لم تلازمها تحضيرات ودراية كافية بالترتيبات اللازمة، فالطرقات التي قد تكون آمنة في فصل الصيف تصبح بمجرد سقوط أولى الأمطار أكثر خطرا من تلك التي تتساقط بكميات كبيرة خلال فصل الشتاء، حيث تكون سببا في الانزلاق على الطرقات المليئة بزيوت السيارات، وقد تتحول إلى سيول جارفة في حالة غياب تطهير البالوعات والأودية وتنقية المجاري المائية. وقد سجلت في هذا الخصوص مصالح الحماية المدنية 386 عملية امتصاص المياه المتسربة إلى داخل المنازل أمس الأول، بولايات مختلفة من غرب الوطن فببلدية أولاد براهيم ولاية سعيدة سجل إنقاذ 3 أطفال حاصرتهم مياه وادي الكاف، في حين تم إنقاذ 20 شخصا كانوا على متن 6 سيارات حاصرتهم المياه والأوحال على طريق شاطئ سيدي جلول ببلدية بني صاف ولاية عين تموشنت، وتم انتشال شاب بولاية البيض، جرفته مياه وادي لكبور إثر فيضانه. وتسببت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت أول أمس، بغرب الوطن، في قطع الطرقات، وإغراق الأحياء بالمياه مما دفع قاطنيها إلى مغادرتها، في حين وقعت حوداث مرور. وبالشلف أدّت الأمطار الغزيرة إلى تحويل طرقات وأرصفة وساحات بأكملها، إلى برك مائية، تعطلت على إثرها حركة المرور، وقد ساعدت الأشغال الجارية على الأرصفة وتجمع الأتربة وانسداد البالوعات إلى تجمع الأمطار وتحولها إلى مياه طوفانية. وفي تيارت زادت الحفر والخنادق التي خلفها المقاولون في تراكم المياه، مما تسبب في غرق مساكن بأكملها ما استدعى تدخل الحماية المدنية لامتصاص المياه، وتزامن الوضع بتسجيل 7 حوادث مرور مع غرق طفل في بركة بملاكو. وبسعيدة أتلفت الأمطار هكتارات من أشجار الزيتون واللوز وأشجار أخرى..