التقته في بيته ببوفاريك.. "أسامة" أحد مرافقي الضحية يروي ل "الشروق" شهاداته "أسامة. د"، من مواليد 12 أفريل 1991 ببوفاريك، يتوسط إخوته الخمسة، انقطع عن الدراسة في الثانية ثانوي، يملك محلا لبيع أكسسوارات الإعلام الآلي، ويمارس رياضة تسلق الجبال ضمن نادي الأطلس للرياضات الجبلية، وأحد مرافقي الرعية الفرنسي الذي تم إعدامه من قبل جماعة إرهابية الأربعاء الماضي، في أول خرجة إعلامية قال في لقائه ب "الشروق": "حز في نفسي مقتل صديقي وضيفي وأنا أيضا "ضحية" عملية اختطاف إرهابية وبعض وسائل الإعلام الأجنبية حولتني للأسف إلى متهم". "الشروق" تنقلت أمس، إلى منزل الشاب حيث روى لنا الوالد أنه وعائلته عاشوا أجواء من الرعب بعدما تناهى إليهم خبر اختطاف الرعية الفرنسي الذي كان رفقة ابنهم في رحلة للتسلق بجبال تيكجدة، وتوجس خيفة على مصير ابنه أسامه الذي بدا مُحبطا ومتأثرا بمقتل صديقه وبنبرة خافته قال: "معرفتي ب "إيرفي غوردال" تعود إلى شهر جانفي، حيث جمعتهما صداقة عبر النت، وكان دائم الاتصال به عبر "الفايسبوك". ولم يُخف أسامة خلال حديثه إلينا إعجابه بشخصية "إيرفي" ومستواه الفكري، وقال إن الرياضة جمعتهما خصوصا وأن والاثنين شغوفان بمجال "التصوير الفوتوغرافي" وتطورت علاقة الصداقة بينهما إلى أن أبدى غورديل رغبته في زيارة الجزائر واستكشاف جبال تيكجدة والتسلق بها. وباشر في طلب "التاشيرة" وإجراءات السفر، وأشار أسامة أنه سبق وأن ذهب مرارا للتخييم رفقة أصدقائه بالمنطقة ولم يخطر بباله أن يتعرض لمكروه سيما وأن المنطقة مؤمنة. وفي 20 سبتمبر المنصرم قدم الرعية الفرنسي ونزل أسامة وجاره وصديقه كريم لاستقباله بمطار هواري بومدين قبل التوجه نحو "مركز تجاري" يقع بالبويرة لاقتناء لوازم الرحلة من أغذية ومشروبات. ويذكر محدثنا أن غوردال اقتنى كمية من الجبن، قبل الشروع في التحضير لبرنامج الرحلة حيث كان مقررا أن يُخصص يومان لتحديد مواقع التسلق بجبال تيكجدة، ويومان آخران للمشي بالمنطقة ويومان لاكتشاف المغارات الجبلية ويومان لزيارة الجزائر العاصمة حيث قال أسامة إن "إيرفي" الذي لم يزر الجزائر منذ 1989، كان يلح عليهم لاصطحابه إلى حي القصبة العتيق، أما آخر يوم فكان مزمعا أن يقضيه الرعية بمدينة بوفاريك بالبليدة على أن يعود في الفاتح أكتوبر إلى فرنسا. ويستطرد الشاب: "توجهنا نحو الشاليه الكائن بمنطقة تيكجدة على متن سيارة استأجرناها من وكالة كراء، وبمجرد وصولنا حضرنا أمتعتنا وتجهيزات التخييم والتسلق". وفي حدود الساعة السادسة مساء خرج الرعية الفرنسي ورفقاؤه في جولة قصيرة بجوار الشاليه دامت نصف ساعة ثم قضوا ليلتهم هناك، وفي اليوم الموالي وعلى الساعة التاسعة صباحا اعتزموا بدء مخطط التخييم الذي أعدوه غير أن سقوط المطر جعلهم يغيرون وجهتهم في آخر لحظة فبعدما كان مفترضا تحديد مواقع التسلق الجبلي، ساروا نحو غابات آيت أوربان، وهناك قال أسامة: "لم نستوعب ما حصل حيث حاصرتنا جماعة إرهابية لم ندر من أين أتت. وكشفوا لنا أنهم ينتمون إلى ما يسمى بجماعة جند الخلافة التابعة لأبي بكر البغدادي"، مضيفا: "لم يطلبوا منا وثائق هوية ولم يسلبونا لا أموالنا ولا هواتفنا النقالة"، ووصف أسامة حالة الذعر التي عاشوها في أيدي مختطفيهم وكيف استشاطوا غضبا لما رفض الإرهابيون إخلاء سبيل صديقهم الرعية الفرنسي وأردف: "توسلنا الإرهابيين لإطلاق غوردال وتشاجرنا معهم لكن دون جدوى". ويذكر أسامة بكثير من التأثر نظرات صديقهم المختطف "إيرفي" وقال إنه لم ينبس ببنت شفة وكان مرتبكا ولم يع ما حصل ولم يكن يدري ما سيكون مآله أصلا". محدثنا، نفى ما تداولته وسائل إعلام فرنسية بشأن تصريحه بأن الخاطفين "احتجزوهم لمدة 14 ساعة قبل أن يتم إطلاق سراحهم". وأوضح أن هاتفه النقال وجهاز "لاب توب" الخاص به تم حجزه والتحقيق سيثبت براءته. أسامة الذي بالكاد يغادر منزله العائلي منذ الحادثة ويعيش حالة نفسية حرجة على حد تأكيد والده، قال في حديثه ل "الشروق" سأعتزل رياضة تسلق الجبال التي جنت علي "خصوصا وأن ما حصل ليس بالأمر الهين" حسب قوله، واصفا عملية "إعدام إرفي ذبحا" بالبشعة وقال ليس من شيمنا كجزائريين ومسلمين أن نعامل ضيوفنا بهاته الطريقة واستطرد في الحديث.. "تحولت من متسلق جبال ورياضي إلى مشتبه فيه" وإلى جانب كل هذا خسرت أحد أعز أصدقائي والذي كان طيلة معرفتي به نعم الرفيق والمدرب ولطالما عاملني ك "أب"، وأكد أنه يسعى للاتصال بعائلة غوردال لتقديم تعازيه لابنه وزوجته كأقل واجب يمكن أن يقوم به يقول أسامة. قوات الأمن تستعين بالكلاب المدربة للعثور على جثة "غوردال" لا تزال عملية البحث عن جثة الرعية الفرنسي بيير إرفي غوردال المغتال، الأربعاء الفارط،بأدغال جبال جرجرة متواصلة رغم صعوبة التضاريس بكل من واسيف، إبودرارن وتيكجدةوقرى بلدية بني يني، حيث جندت قوات الدرك الوطني 60 كلبا من الصنف الألمانيالمعروفة ب "البيرجي" المتخصصة في عميلة تقفي الجثث والمخدرات والأسلحةوالمتفجرات. وقد لاحظت مصادر محلية، أمس الأول، بمنطقة إبودرارن وإعطافن انتشارعدد من الكلاب المدربة في تمشيط أدغال المنطقة ليل نهار. كما تم مسح قرابة 39 قريةمرابطة بين ولاية تيزي وزو والبويرة خلال 5 أيام، أين تم كشف مخبإ به مواد غذائية.
13 عاملا فرنسيا يغادرون تلمسان باشرت، أول أمس، مصالح الأمن تحقيقات حول الأسباب التي دفعت ب13 أجنبيا من جنسيةفرنسية كانت تربطهم عقود عمل مع مؤسسة المواد الدسمة التي يمتلكها أحد الخواصبمغنية، مغادرة أراضي الوطن عبر رحلة الجوية من مطار زناتة بتلمسان إلى الأراضيالفرنسية، وتحقق المصالح حسبما أفادت به مصادر موثوقة ل "الشروق" ما إن كانتأسباب هذه المغادرة تعود إلى انتهاء مهمة العمل التي كانت تربطهم بذات المؤسسةالصناعية، أم أن الأمر مرتبط بحادثة اغتيال الرعية الفرنسي "إيرفي غوردال". هذا، وقد علمت "الشروق" أن معظم الفنادق الفخمة بعاصمة الولاية قامت بتشديد الرقابةالأمنية على الوافدين من نزلاء وغيرهم ومنعهم من الدخول .
خبراء فرنسيون يقاطعون ملتقى دوليا بسطيف بعد اغتيال غوردال رفض خبراء من الجامعات الفرنسية المشاركة في ملتقى دولي بسطيف، بسبب حادثة اغتيالالرعية الفرنسي إيرفي غوردال، حسبما علمته "الشروق" من مصادر موثوقة. الملتقىالخاص بداء السكري، الذي نظمه المستشفى الجامعي سعادنة عبد النور بسطيف خلالاليومين الأخيرين، تم التحضير له منذ عدة أشهر بالتنسيق مع مكتب منظمة الصحة العالميةبالجزائر، وبمشاركة العديد من الجمعيات والمنظمات المختصة، كما تم توجيه الدعوة إلىأربعة خبراء فرنسيين لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بداء السكري، ويتعلق الأمر بكل منالأستاذ جون بيار كوراج، وبيرنار بوديسو، ودومينيك سيمون، وسارج آليمي، وهم أساتذةوخبراء من باريس وغرونوبل، الذين أكدوا مشاركتهم في الملتقى، وتحصلوا على التأشيرةللدخول إلى التراب الجزائري، كما تم ضبط كل الترتيبات لاستقبالهم بسطيف، قبل أن يتقررفي آخر لحظة مقاطعة الملتقى.