كانت التعليقات التمييزية التي أطلقها رئيس نادي سامبدرويا الإيطالي لكرة القدم ماسيمو فيريرو عن رئيس إنتير ميلان الجديد إريك توهير بمثابة انتكاسة كبيرة للكرة الإيطالية في محاولاتها للقضاء على العنصرية. فقد قال فيريرو في برنامج تليفزيوني الأسبوع الماضي، تعليقا على ترك ماسيمو موراتي مالك إنتر السابق مجلس إدارة النادي، إنه قال لموراتي من قبل أن يتخلص من ذلك الفلبيني "لماذا جلبته هنا؟". واعتذر فيريرو، الذي استحوذ على نادي سامبدوريا في جوان الماضي لاحقا عن تعليقاته، ولكن تردد أن توهير، وهو رجل أعمال إندونيسي لا علاقة له بالفلبين، يفكر في إتخاذ إجراءات قانونية مع إمكانية توجيه اتهامات القذف والعنصرية. وقبل مشكلة الأسبوع الماضي ، كان أكثر ما يشتهر به منتج الأفلام فيريرو /63 عاما/ هو لكنته الرومانية القوية ولقبه "فيبيريتا" وبالركض على الملعب مع لاعبيه عقب المباريات التي يستضيفها سامبدوريا على أرضه والتي شهدت ثلاثة انتصارات وتعادلا للفريق في مدينته جنوه، مما قاد سامبدوريا إلى المركز الثالث المفاجيء بترتيب الدوري الإيطالي حاليا حيث لم يتعرض الفريق لأي هزائم خلال ثماني مباريات لعبها بالمسابقة المحلية هذا الموسم. ولا يختلف الوضع كثيرا بالنسبة لتوهير الجديد على الكرة الإيطالية ، حيث اشترى إنتر ميلان من موراتي في تشرين ثان/نوفمبر الماضي. واحتفظ موراتي ب30% من أسهم النادي وظل عضوا بمجلس إدارته بوصفه رئيسا فخريا لإنتير. ولكن موراتي استقال من مجلس إدارة إنتر الأسبوع الماضي ، ويبدو أنه أقدم على هذه الخطوة بعد مشادة عنيفة مع مدرب الفريق والتر ماتزاري. وقرر موراتي من جديد الاحتفاظ بأسهمه رغم رحيل ابنه أنجيلوماريو وعضوين آخرين عن مجلس الإدارة. ومع استعداد الفريقين للقاء ضمن جولة مباريات منتصف الأسبوع بالدوري الإيطالي غدا الأربعاء في ميلانو ، يبدو توهير مستعدا لتوجيه اتهامات لفيريرو ولكن لم يتضح بعد ما إذا كان ينوي اتخاذ إجراء ضد رئيس سامبدوريا عن طريق اتحاد الكرة الإيطالي أم عن طريق محكمة جنائية بالدولة. مع العلم بأن أعضاء اتحاد الكرة الإيطالي يحتاجون للحصول على إذن من الاتحاد لنقل مشاكلهم إلى المحاكم العامة ، وإلا فإنهم يعرضون أنفسهم للعقاب من جانب الاتحاد. وكان اتحاد الكرة الإيطالي نفسه قدم مثالا مشينا في حربه ضد العنصرية في وقت سابق هذا العام عندما قررت المحكمة الرياضية التابعة للاتحاد عدم اتخاذ أي إجراء ضد رئيسه الحالي كارلو تافيكيو الذي أشار إلى اللاعبين الأفارقة بوصفهم "آكلو الموز" (كناية عن القردة) أثناء ترشحه لرئاسة الاتحاد التي فاز بها لاحقا في منتصف أوت التالي. في حين جاء رد فعل اتحاد الكرة الأوروبي مختلفا تماما ، وفي مطلع تشرين أول/أكتوبر الجاري أوقف تافيكيو لمدة ستة أشهر عن مزاولة جميع الأنشطة المتعلقة به. هذا بالإضافة إلى أن الأمور ليست مشجعة بالمثل في الاستادات الإيطالية ، حيث تم تغريم نادي العاصمة لاتسيو هذا الأسبوع مبلغ 15 ألف أورو (19 ألف دولار) بعدما رددت جماهيره هتافات تمييزية ضد فريق تورينو الزائر. بينما وقعت غرامة مالية على نادي فيرونا وتقرر إغلاق قطاع من مدرجات الجماهير باستاده الأسبوع الماضي بعدما أطلقت جماهيره صفارات الاستهجان ضد لاعب إيه سي ميلان الغاني سولي مونتاري، ولكن رابطة الدوري الإيطالي أوقفت توقيع العقوبة ، وتعكف حاليا على إجراء المزيد من التحقيقات حول هذه الواقعة بعدما تقدم فيرونا بتظلم ضد عقوبته.