قضية تحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسية في مراكز التكوين الفرنسية والتي هزت الرأي العام الفرنسي والكرة الفرنسية الأسبوع الماضي، لا زالت تصنع الحدث في أروقة الفدرالية الفرنسية. الثلاثاء الماضي كشف أمر صاحب التسجيل الذين سجل ما دار في الاجتماع الذي حدث في نوفمبر 2010 بمقر الاتحادية، إذ اعترف السيد محمد بلقاسيمي الذي يشغل منصب مستشار تقني وطني مكلف بكرة القدم بين الأحياء على مستوى الاتحادية الفرنسية لكرة القدم بأنه هو من كان وراء هذا التسجيل، وصرّح أول أمس الأربعاء أنه قام بذلك لكشف حقيقة المشاريع التي تريد المديرية الفنية على مستوى الاتحادية الفرنسية القيام بها، ولكنه لم يكن يريد إحداث كل هذه الضجة الإعلامية، وقال: “لقد قمت بهذا التسجيل لتقديم شهادة كنت قد سمعتها من قبل عن مثل هذه الأمور، وأردت أن يعلم المسؤولون في الاتحادية ما يدور على مستوى المديرية الفنية وكشف المشاريع التي كانوا يريدون تجسيدها، ولكن لم تكن أبدا نيتي في أن أحدث فضيحة إعلامية، لأني لست أنا من كان وراء تسريب هذا التسجيل إلى وسائل الإعلام، بل سجلته وقدّمته لمسؤولين في الاتحادية ليعرفوا ما يجب أن يقوموا به”. وقد أكدت مصادر صحفية مساء الأربعاء أن قاسيمي قام فعلا بمنح التسجيل لمسؤول في الاتحادية من الممكن جدا أن يكون أندري بريفوستو الذي كان يشغل منصب مدير عام مساعد في الاتحادية الفرنسية، ويعتبر الذراع الأيمن للرئيس فرناند دوشوسوا. دوشوسوا ينفي علمه بالتسجيل من قبل ويهدّد المعلومة التي نشرها موقعا “ميديابارت” و”لوباريزيان” وضعت رئيس الاتحادية الفرنسية في موقف حرج للغاية، بما أن بلقاسيمي أكد أنه سلّم التسجيل إلى مسؤولين في الاتحادية، وهو ما جعل دوشوسوا يخرج عن صمته ويؤكد أنه لم يعلم بأمر التسجيل من قبل وأنه لم يصل إليه، وهذا خلال تصريحه لإذاعة “أر تي أل” وقال: “إلى غاية مساء الخميس الماضي لم يتم أبدا إعلامي، لا عبر السيد قاسيمي ولا السيد بريفوستو ولا أي شخص آخر عن هذا التسجيل وعن ما دار خلال اجتماع 8 نوفمبر الماضي، وحتى السيد بريفوستو لم يعلم بالتسجيل إلى غاية الخميس الماضي حسب ما أعرفه، وفور علمي بالقضية قمت بتنصيب لجنة خاصة للتحقيق في الأمر، وبالمقابل لن أتوانى ولا لحظة عن المتابعة القضائية لأي شخص يحاول تلفيق أي تهمة لي أو نسب شيء على مسؤوليتي بالكذب”. رشيدة داتي (وزيرة العدل سابقا بفرنسا): “تحديد عدد مزدوجي الجنسية في مراكز التكوين ليس عنصريًا” أكدت وزيرة العدل السابقة في الحكومة الفرنسية السيدة رشيدة داتي عبر قناة كنال+ أن قضية تحديد عدد مزدوجي الجنسيات عبر مراكز التكوين لا يعتبر عنصريا، حيث أكدت أن كرة القدم كانت دائما وسيلة للإدماج، بدليل ما تقوم به بعض البلديات المحسوبة على الحزب الاشتراكي ببناء العديد من الملاعب للشبان دون تحديد جنسياتهم، وقالت في هذا الصدد: “لا أعتقد أن عملية تحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسيات في مراكز التكوين أمر عنصري، بل على العكس الاتحادية تقوم بتكوين العديد منهم لدمجهم في المنتخبات الفرنسية الشابة، فنحن نستثمر في شبان سيتخلون عنا في يوم من الأيام، هل هذا يعتبر عنصرية؟؟”