نشرت : المصدر موقع الكحيل للأعجاز السبت 31 يناير 2015 19:47 إذا تلفتنا حولنا نرى للحديد أثراً في كل شيء اخترعه الإنسان في القرن العشرين. فجميع الآلات والأجهزة يدخل في تركيبها الحديد، جميع وسائط النقل ووسائل الاتصال وغيرها حتى الطعام الذي نأكله واللباس الذي نلبسه وحتى الماء الذي نشرب اليوم وغير ذلك... كل هذه الأشياء تم إعدادها بواسطة آلات صُنعت أساساً من الحديد، فما هو سرّ هذا المعدن الذي يُعتبر سيد المعادن في القرن العشرين؟ الملفت للانتباه أننا عندما ندرس جميع المعادن نجد أن للحديد خواصاً ينفرد بها وحده. فهو المعدن الوحيد الذي نستطيع أن نتحكَّم بصلابته ومتانته بحدود واسعة من خلال إضافة بعض العناصر مثل الكربون. ولكن ما الذي يعطي الحديد هذه الخواص الفريدة؟ إنها الطريقة التي تركبت فيها ذرات الحديد، فبين هذه الذرات توجد قوى عظيمة تشدّ هذه الذرات إلى بعضها ضمن مجموعات تسمى جزيئات الحديد. وعندما يضاف عنصر الكربون بنسبة ما فإن ذرات الكربون الأصغر حجماً تتوضع في أماكن محددة بين هذه الذرات لتزيد من قوى الشدّ هذه مما يزيد في مرونة المعدن ومتانته معاً. يعتبر الحديد من أقوى المواد في الطبيعة فهو يتمتع بخصائص كثيرة تجعله المعدن الأشد والأقوى، ولذلك تعتمد حضارتنا اليوم على الحديد بشكل واسع ولولا هذا العنصر لم يتمكن البشر من صنع المركبات الفضائية والطائرات وأجهزة الاتصال .... ولم نكن لنتمتع بهذه الاختراعات... ألا يدعونا ذلك أن نحمد الله تعالى؟ ويمكن القول: في ذرات الحديد وجزئياته بأس شديد، لأن كلمة (البأس) تجمع عدة صفات كالمتانة والصلابة والمرونة، وهذه جميعها موجودة داخل الحديد. وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما يصف الحديد بأن فيه بأساً شديداً، يقول تعالى: (وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد) [الحديد: 25]. ولكن هنالك شيء آخر في هذه الآية وهو كلمة (أنزلنا): فهل نزل الحديد فعلاً إلى الأرض؟ نحن نعلم منذ بداية خلق الكون أن العنصر الأساسي الذي نشأ في بداية الخلق هو الهيدروجين (وهو أخف العناصر في الطبيعة) ثم بدأت العناصر الأثقل بالتشكل نتيجة للاندماجات النووية والحرارة المرتفعة والطاقة الجبارة التي خلَّفها الانفجار الكبير. وقد كان يُظن سابقاً أن الحديد الذي على الأرض نشأ من تفاعلات تمت على الأرض. ولكن أحد الباحثين قاس كمية الطاقة اللازمة لتشكل الحديد فوجدها كبيرة جداً، مثل هذه الطاقة لا تتوفر إلا في النجوم الضخمة (التي هي أضخم بكثير من الشمس). وقد قاده هذا الأمر إلى التصريح بأن عنصر الحديد لا يمكن أن يتشكل داخل المجموعة الشمسية أو على الأرض، بل تشكل في الفضاء بدرجات حرارة وطاقة عالية جداً ثم قُذِف به إلى الأرض على شكل نيازك، أي نزل إلى الأرض!! 1- ثبت علمياً أن الحديد الموجود في الأرض نزل نزولاً من السماء. 2- ثبت علمياً أن القوى الموجودة في عنصر الحديد هي قوة شديدة جداً تجمع بين المتانة والمرونة والصلابة وهي ما سماه القرآن بالبأس الشديد. تدل الدراسات العلمية أن الحديد لا يمكن أن يتشكل إلا في قلب النجوم الكبيرة ذات الحرارة العالية جداً كما نرى في الصورة. فتشكل الحديد يحتاج لنجم يزيد عن كتلة الشمس بأكثر من 26 ضعفاً... أي أن الحديد نزل من خارج المجموعة الشمسية ووصل إلى الأرض من خلال بلايين النيازك... سبحان الله! صورة لموت نجم عملاق... درجة الحرارة هائلة جداً في قلب هذا النجم، ويقول العلماء إن تشكل الحديد هو آخر مرحلة للتفاعلات الاندماجية التي تحدث في قلب النجم. ولذلك فإن عنصر الحديد من أكثر العناصر استقرارا في الطبيعة ولذلك يعتبر من أكثر العناصر شدة وبأساً!! إن هذه الحقائق العلمية والهندسية تثبت أننا كيفما نظرنا إلى آيات الكتاب العظيم نجدها مُحكمة ومعجزة، ولا تناقض العلم الحديث بل تتفوق عليه. وهذا إثبات على أن القرآن كتاب متكامل ومحكم.