نشرت : الأحد 08 فبراير 2015 09:00 اعتبر حقوقيون جزائريون ما يحدث في فرنسا من اعتقالات ضد الجالية المسلمة شبابا وصغارا بتهمة تمجيد الإرهاب، هي حملة شرسة ضد الإسلام وتدخل في عنصرية "الإسلاموفوبيا" أكثر منها حملة ضد الإرهاب، ليؤكدوا على أن النص القانوني الخاص بتهمة الإشادة بالأعمال الإرهابية يحوي عدة فراغات تمنح الشرطة صلاحيات الاعتقال دون حدود. وفي هذا السياق، قال المحامي المختص في القضايا الإرهابية بالجزائر أمين سيدهمللشروق، بأن النص القانوني المتعلق بتهمة تمجيد الإرهاب في فرنسا هو نفسه في الجزائر،وهذا الأخير يحوي ثغرات قانونية كبيرة تجعل لمصالح الضبطية القضائية صلاحيات أوسعلتوقيف واعتقال أي شخص يدلي برأيه في قضايا إرهابية أو يصرح بمساندته لأي جماعة أويروج للفكر الجهادي، وهو الشيء -يقول المحامي - الذي جعل فرنسا في حملتها الشرسةضد المسلمين بعد حادثة "شارلي إيبدو" تتحجج بتهمة تمجيد الإرهاب لتضييق الخناق علىالجالية المسلمة. وأشار سيدهم إلى أن السلطات الفرنسية بعد تصريح وزير الداخلية عقب حادثة "شارلي"الذي قال فيه "بأن الإشادة بمنفذي الهجوم هي تمجيد للإرهاب وليست حرية تعبير" كثفتمن عمليات الاعتقال ضد المسلمين والتي طالت كل من يعارض ويقول "أنا لست شارلي" أويساند الأخوين كواشي، ما تم اعتباره فعل إرهابي لا حرية تعبير، وتابع المحامي "فيالقانون الجزائري المادة القانونية الخاصة بالإشادة بالإرهاب هي نسخة طبق الأصل علىالقانون الفرنسي" وأضاف "الفرق أنه في الجزائر تعتبر جناية أما فرنسا فهي جنحة" ونوَهسيدهم بأن القانون غير واضح بحيث أن كل من يشيد بالأعمال الإرهابية بأي وسيلة كانتهو مذنب، ليدعو إلى مراجعة هذا النص، لأن كثيرا من المتهمين تتم تبرئتهم بعد بقائهم فيالسجن لسنوات، ما يجعل المتهم مدانا إلى غاية المحكمة، ليتساءل عن دور التحقيقاتالقضائية لكشف الحقيقة وأخذ بعين الاعتبار سوابق المتهم وعدم تشبعه بالفكر المتطرف. من جهته، المحامي المعتمد لدى المحكمة العليا لخلف شريف، أكد على أن ما يحصل فيفرنسا شيء خطير جدا، واتهام طفل دون الثامنة من العمر بتهمة تمجيد الإرهاب دونالتحقق من الوسط الذي يعيش فيه إن كان ذو صلة بالإرهاب أو لمجرد كلام بريء قاله ،فهذا أخطر - يقول المحامي - "متسائلا عن دور المعلم الذي يقدم على تبليغ الشرطة بكلامطفل عن الإرهاب أو شارلي إيبدو، قبل أن يتصل بالمختص النفسي لتحليل نفسية هذاالأخير، والتأكد إن كان الكلام بسبب فكر جهادي متطرف تلقاه في الأسرة، أو مجرد تسليةولعب أطفال أو إعادة لكلام شاهده في التلفاز دون معرفة معناه. وبخصوص اعتقال أكثر من 60 شخصا منهم أطفال في فرنسا بعد حادثة شارلي إيبدوبتهمة تمجيد الإرهاب؟ قال لخلف إن قضايا الإشادة بالأعمال الإرهابية سواء في الجزائرأوفرنسا حسب القانون تخض للسلطة التقديرية للشرطة والقضاة، بحيث أن المجال مفتوحلاعتقال أي شخص يشتبه مساندته للإرهاب بكلمة أو بنشر فيديو أو كتابة أو غيرها، ليؤكدإن ما تفعله فرنسا هو استعمال للقانون بطريقة تعسفية لقمع المسلمين.