فضّل الرّجل الأوّل على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة التزام الصّمت وعدم الإدلاء بأيّ تصريح منذ الخسارة المذلّة التي مني بها منتخبنا في مراكش على يد نظيره المغربي، لحساب الجولة الرابعة من تصفيات كأس إفريقيا 2012، لكنّه خرج أخيرا عن صمته وتحدث عن تلك الخسارة وأسبابها، وعن الوجه المخزي الذي ظهر به اللاعبون، وكذا عن مستقبل العارضة الفنية والشروط التي يريدها في المدرب الجديد. معرّجا للحديث أيضا عن ضعف البطولة الوطنية، وعدم قدرتها على تزويد المنتخب الأول بلاعبين قادرين على إعطاء الإضافة اللازمة. "خسارة المغرب لا تبرّر لكن علينا أن نتقبلها" وراح روراوة في حوار حصري أجراه معه زميلنا الصحفي معمر جبور، وبثّ مسجلا صبيحة أمس خلال حصته الرياضية، يعبر عن حزنه العميق للخسارة التي مني بها "الخضر" في المغرب، خسارة استهل بها حديثه قائلا: "تأثرت بسببها كثيرا مثلي مثل أيّ جزائري، كلام كثير قيل عنها من طرف الشعب الجزائر والصحافة المحلية، ونحن كمسؤولين نتحمل كامل مسؤولياتنا ولن تنصّل منها، وكما يقال ربّ ضارة نافعة فقد تفيدنا في الوقوف من جديد على أرجلنا. أنا لا أبحث عن أعذار ومبررات لتلك الخسارة التي لا يوجد لها تفسير أو حجج نختفي خلفها أو يختفي وراءها اللاعبون، لكن علينا أن نتقبلها لأننا في كرة القدم قد نفرح ونسعد، وقد نحزن ونبكي أيضا، سبق لنا أن فزنا على المغرب بخماسية في عقر دارها سنة 1979، وها هي اليوم تفوز علينا برباعية، وعلينا أن نتقبل الأمر ولو بمرارة". "صرنا ننهزم بنتائج ثقيلة وننتصر بنتائج ضئيلة فقط" وأكد روراوة أن أزمة النتائج التي يعيشها منتخبنا ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى 18 شهرا فترة قال عنها: "منتخبنا الوطني تكبد فيها هزائم ثقيلة من مالاوي، إيرلندا، صربيا ومؤخرا المغرب، ولم يفز سوى بأربع مباريات، كما أنه وفي الوقت ذاته كان يفوز بصعوبة وبفارق هدف وحيد فقط، وربما مباراة كوت ديفوار هي الاستثناء الوحيد لأننا لعبنا جيدا فيها وظهرنا بمستوى عال وراق، وبفضلها نشطنا نصف نهائي كأس إفريقيا. كرة القدم ليست علما دقيقا وكل النتائج محتملة في أي وقت، هناك فرق تنهزم بسباعية وتفوز بعدها بهدف أو هدفين مقابل هدف واحد". "منتخبنا ضاع وتاه بعد الهدف الأول ولم أفهم ما حدث له" وعن ما حدث لأشبال بن شيخة في مراكش، قال روراوة إنه لم يفهم شيئا وأنه صدم كسائر الجزائريين بسيناريو اللقاء، واستطرد قائلا: "منتخبنا ضاع وتاه فوق الميدان بعد الهدف الأول، بدأنا جيدا وما إن تلقينا الهدف الأول تخلينا عن اللقاء، لا أحد فينا فهم شيئا فيما حدث، لقد كان لدينا أمل كبير للعودة في النتيجة، لكن لاعبينا تراخوا بعدها ولم يجهدوا أنفسهم من أجل العودة في اللقاء، فتلقينا أهدافا أخرى، وكانت الصدمة في النهاية أكبر مما يمكن تصوره". "منتخبنا صار لا يسجّل حتى من الكرات الثابتة ونقطتي تانزانيا غاليتين" واعترف رئيس "الفاف" بأن منتخبنا صار غير قادر حتى على الوصول إلى مرمى المنافسين وليس على تسيير مبارياته فقط، مضيفا: "في لقاء الذهاب سجلنا هدفا من ركلة جزاء ولولاها لما فزنا، وأعتقد أننا صرنا عاجزين الآن حتى عن التسجيل من الكرات الثابتة التي كانت سلاحنا الذي وظفناه في وقت سابق، فضد تانزانيا مثلا أتيحت لنا فرص التسجيل من كرات ثابتة وأهدرناها، دون أن أنسى أن أؤكد قيمة نقطتي ذلك اللقاء الذي فرض فيه علينا التعادل في أول جولة، نقطتان غاليتان ندمنا عليهما كثيرا، وأعتقد أننا اليوم في هذه الوضعية بسبب الانطلاقة السيئة لنا في التصفيات الإفريقية". "ورقة المدرب المحلي فشلت رغم أني دافعت عنها" وعن ما إذا كانت ورقة المدرب المحلي قد فشلت وسقطت نهائيا من حسابات المسؤولين، أجاب روراوة قائلا: "نعم ورقة المدرب المحلي فشلت، ولعلم الجميع فإنني كنت الوحيد الذي دافع عن المدرب المحلي، لقد طلب مني الجميع أن أعين من قبل مدربا أجنبيا لكني تمسكت بورقة المدرب المحلي، لكن اليوم وبعد الذي وصلنا له ومع تطور الكرة بشكل كبير وسريع في القارة السمراء، تيقنت من أن منتخبنا صار بحاجة إلى ضخّ دماء جديدة في طاقمه الفني، بمعنى منح المهمة لمدرب خبير من مستوى عال، مدرب يملك من الخبرة والتجربة ما يسمح له بالنهوض بمنتخبنا من جديد، وأؤكد من جديد أني لست ضد المدرب المحلي". "لاعبونا يعيشون بالماضي والكان والمونديال" ونادرا ما كان روراوة يفتح النار عن لاعبيه أو مدربيه منذ عودته إلى قلعة دالي ابراهيم، غير أنه هذه المرة لم يجد حرجا في فتح النار على لاعبي المنتخب الوطني ولو بطريقة ذكية وعقلانية لا تهكمية، وذلك عندما قال: "لا حرج إن اعتمدنا على جيل جديد في المستقبل، من انتهى وقته فذلك يعني أنه لا يملك مكانا في المنتخب وهذه حقيقة، سنقوم مستقبلا بتدعيم المنتخب بلاعبين قادرين على رفع التحدي، وذلك بالتنسيق مع المدرب الجديد الذي سنتعاقد معه. يا أخي لاعبونا صاروا يعيشون على الماضي والأطلال، صاروا يعيشون على نصف نهائي كأس إفريقيا وعلى "المونديال"، وهذا خطأ فادح ارتكبوه لذلك هم مطالبون بنسيان الماضي والتفكير في المستقبل". "لا أعتقد أنهم رفعوا الأرجل ومشكلهم ذهني يتطلب خبراء في علم النفس" وعن ما إذا كان زياني ورفاقه صاروا لا يبذلون نفس المجهودات التي كانوا يبذلونها في الماضي القريب، أجاب روراوة قائلا: "لا أعتقد ذلك ولا أعتقد أنهم رفعوا الأرجل، في رأيي أن مشكلهم ذهني بدرجة أولى، والشعب الجزائري يدرك أنهم يعيشون على الماضي، لا زالوا يعتقدون أنهم موندياليون وفقط، وهذا ما يتطلب تحضيرا نفسيا كبيرا مستقبلا. ولا حرج في اللجوء إلى طريقة المنتخبات العالمية الكبيرة التي تستنجد دوما بخبراء في علم النفس لتحضير اللاعبين جيدا من الناحية النفسية". "هناك مشكل منهجي في توظيف اللاعبين والخطط من طرف المدربين وعلينا أن نعترف بذلك" ولم يفتح روراوة النار على اللاعبين وفقط، بل اعترف لأول مرة بأن هناك مشكل حقيقي في "الكوتشينغ"، حيث قال: "أشكر المدربين السابقين على ما قاموا به، لكن علينا أن نقرّ بأن هناك خللا كبيرا في طريقة تسييرهم للتشكيلة والخطط وتوظيف اللاعبين تكتيكيا فوق الميدان". "المغرب قد تقصى والكرة الإفريقية تطورت" وراح روراوة يطالب لاعبي المنتخب الوطني بالشعور بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم، كما راح يذكرهم بتطور الكرة الإفريقية في الفترة الأخيرة، والارتقاء السريع لصغار المنتخبات التي صارت اليوم تزاحم كبار المنتخبات على التأهل للمحافل الدولية، مستدلا ببعض الأمثلة في حديثه: "اليوم الكرة الإفريقية تطورت، أنظروا إلى منتخب بوتسوانا الصغير والقليل الإمكانات، لقد كان أوّل من يتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا رغم أن مجموعته تضم منتخبا قويا وكبيرا اسمه تونس، وكذلك النيجر قد تتأهل في مجموعة تضم مصر، سيراليون أيضا، الكامرون قد يقصى، إثيوبيا أحرجت نيجيريا منذ أيام، إفريقيا الوسطى قد تخطف التأهل من المغرب في مجموعتنا، لاسيما إذا ما فازت عليه في الجولة المقبلة". "سنجلب مدربا عالميا كبيرا، حصد الألقاب وخاض أكبر المنافسات" وبخصوص المستقبل ومن دون أن يكشف عن هوية المدرب الذي ستتعاقد معه الاتحادية، أكد روراوة أن الخلية التي كلفها بدراسة ملفات ترشح المدربين لتدريب المنتخب، ستعد في الأيام القليلة المقبلة القائمة النهائية للمدربين الذين قدموا ترشحهم، على أن يدرس بمعية هذه الخلية والمسؤولين الآخرين ملفاتهم جميعا. ومن هناك يتم اختيار المدرب الجديد الذي قال روراوة إنه لا بد أن تتوفر فيه المواصفات التالية: "أن يكون مدربا يحب الفوز ويسعى لأجله، وأن يكون مدربا عالميا كبيرا يملك الألقاب، وأن تكون سيرته الذاتية ثرية وتزخر بالإنجازات على رأس المنتخبات التي تولى تدريبها سابقا". "لا بد أن يكون قادرا على جعل اللاعبين يسجلون من جديد" وأضاف روراوة:" أريده مدربا قادرا على جعل ماكينة المنتخب تنطلق من جديد، وجعل هؤلاء اللاعبين يسجلون ويصلوا إلى مرمى الخصوم، عكس ما يحدث حالا، أن يكون قادرا على تنظيم الوقت مستقبلا، وقادرا على التحكم في البرنامج رغم تواريخ الفيفا الصعبة للغاية." "سيكون حاضرا بداية من اللقاء الودي الذي سنلعبه في أوت" وكشف روراوة بعدها بأنه لن ينتظر كثيرا لاختيار المدرب الجديد، وأنه ومع نهاية شهر جوان أو مطلع الشهر المقبل يكون قد اختاره واتفق معه، مضيفا: "المدرب الجديد سيبدأ عمله بصفة رسمية على رأس المنتخب بداية من المباراة الودية التي سنخوضها خلال شهر أوت المقبل"، وهي المباراة التي ستلعب أمام منتخب تونس في مكان لم يحدد بعد، وبنسبة كبيرة قد تلعب هنا بعنابة بما أن المنتخب التونسي سيتربص في عين الدراهم القريبة من عنابة أو في أوروبا. "مدرب من طينة ليبي لم لا" وبإلحاح من الزميل معمر جبور الذي ذكر اسم المدرب الإيطالي "مارتشيلو ليبي"، وسأل روراوة عن ما إذا كان المدرب من طينة المدرب الإيطالي صاحب الألقاب والسيرة الذاتية الثرية، أجاب روراوة قائلا: "لم لا من طينة ليبي؟، المهم أن يكون مدربا عالميا كبيرا في مستوى تطلعات الشعب الجزائري". قبل أن يضيف جبور أسماء ثقيلة بعدها ك "روجي لومير وهيدينك" وغيرهما، معتبرا هذه الأسماء هي التي تتوفر فيها المواصفات التي يطالب بها روراوة في مدرب "الخضر" المستقبلي. "بطولتنا عرجاء ولا تصدّر لاعبين ولا بد أن نعود للتكوين" وعرّج بعدها روراوة للحديث عن الفشل الذريع للاعب المحلي والبطولة المحلية، بطولة قال عنها:" لا تصدر للمنتخب لاعبين قادرين على إعطاء الإضافة، لاعبين لا جودة ولا نوعية لهم، لاعبين لا تتوفر فيهم مواصفات اللاعب القادر على المشاركة في المنافسات القارية الكبيرة، فرقنا لا تملك لا مراكز تكوين ولا هم يحزنون، فكيف لمنتخبنا أن يستفيد من بطولة عرجاء لا تكوّن لاعبين جيدين....منتخبنا اليوم يدفع ثمن ذلك غاليا، ولذلك صرنا نعتمد على المغتربين ممن تكونوا في أكبر مراكز التكوين بأوروبا" "لا أحد يقحم الأواسط ويحتجون من أجل جلب الأجانب لبطولتنا" وذهب روراوة بعيدا في كلامه عندما اتهم الأندية بعدم الانصياع لدفتر الشروط الخاص بالاحتراف، وقال: "لقد أغمضنا أعيننا عن العديد من الأمور والسلبيات، وقلنا لا يمكن أن نطبق الاحتراف في ظرف زمني قصير، ولا بد من ثلاث سنوات على الأقل حتى يرضخ الجميع للشروط، أجبرنا الأندية على إدراج على الأقل لاعب أو لاعبين من صنف الأواسط في التشكيلة الأساسية، لكن ولا أحد طبق ذلك، طلبنا منهم تحاشي ضم الأجانب، فراحوا يحتجون على ذلك، أتفهم موقفهم لأن ضغط الأنصار شديد والخوف من السقوط أشد، لكن عليهم أن يطبقوا ما طلبناه حتى ننجح، عليهم أن يلتفتوا إلى التكوين". "لا نملك فريقا يشرفنا ويكون قادرا على الفوز برابطة الأبطال الإفريقية" استياء روراوة من رؤساء الأندية المحلية وكافة مسؤوليها جعله يقول صراحة: "لا نملك فريقا يشرف الجزائر في المحافل الدولية، ولا فريقا قادرا على جلب السعادة والبهجة للجزائريين، بل لا نملك حتى فريقا قادرا على الفوز برابطة الأبطال الإفريقية، فما بالك بفريق يصل إلى كأس العالم الخاصة بالأندية، نحن في تراجع مستمر وهذا أمر خطير". "الفرق معذورة بسبب نقص الإمكانات والشلف والحراش مثال جيد" ورغم تحميله مسؤولية تدهور الكرة الجزائرية للأندية ورؤسائها، إلا أن روراوة دافع عنها في النهاية قائلا: "الفرق معذورة من جانب واحد، ألا وهو قلة الإمكانات المتوفرة بين أيديها، أتفهم موقفها لأن هناك حتى من لا يملك ملعبا، ولا وسائل الاسترجاع ولا حتى أبسط الوسائل البيداغوية للعمل. لكن ومع ذلك هناك فرق لا تتوفر على إمكانات كبيرة وحافظت على استقرارها وعملها القاعدي وعلى مدربيها، وأذكر على سبيل المثال إتحاد الحراش وجمعية الشلف". "لست أنا من يفتح رأس مال الفرق ولست أنا من أسير هذه الأندية" وللتخلص من أزمة قلة الإمكانات وموارد التمويل، ألقى روراوة لومه وعتابه على رؤساء الأندية وطالبهم بفتح رؤوس الأموال فرقهم، كي يتسنى لأصحاب المال ورجال الأعمال الاستثمار في الأندية وإخراجها من الضائقة المالية التي تعيشها، مضيفا: "لست أنا من يقحم نفسه في الشؤون الداخلية للفرق ويقوم بفتح رأس المال أمام من يرغبون في الاستثمار، ليس أنا من يسير هذه الفرق... الاحتراف مشروع وطني لا بد أن يخضع لمعايير دولية، وعلى رؤساء الفرق أن يدركوا ذلك جيدا إذا ما أرادوا المساهمة في النهوض بالكرة الجزائرية". "ثقتنا كبيرة في الأكاديمية والعمل الذي نقوم به في سيدي موسى سيكون مثمرا" وفي ظل فقدان الثقة في البطولة المحلية، بدا أن روراوة يثق في العمل الكبير المقام على رأس أكاديميتي المنتخب الوطني بسيدي موسى، وهما أكاديمتين قال الرجل عنهما: "إنهما يضما 60 لاعبا من 15 إلى 17 سنة، يعملون يوميا مع طاقم فني محترف، ووفقا لبرنامج تدريبي عصري، ويزاولون دراستهم في آن واحد، واجتازوا جميعا اختباراتهم بنجاح كبير بفضل مساعدة وزارة التربية. هؤلاء نرى فيهم الأمل والمستقبل، بالنظر إلى العمل القاعدي الذي يخضعون له، وهناك دورات كروية في المستقبل سيشاركون فيها، واحدة منها في المغرب هذه الصائفة. وسيكون لدينا منتخب أقل من 20 سنة نعول عليه كثيرا في كأس إفريقيا المقبلة والتي سننظمها، وإن كنا ضمن الأربعة الأوائل سنضمن المشاركة في نهائيات كأس العالم 2013". "المنتخب الأولمبي قادم وسيمول المنتخب الأول مستقبلا" وأضاف روراوة: "ثقتنا كبيرة أيضا في المنتخب الأولمبي الحديث النشأة، ونأمل في وصوله إلى أولمبياد لندن، اليوم هذا المنتخب موجود في جنوب إفريقيا للتحضير في نفس الظروف التي حضر فيها المنتخب الأول في المونديال، وسيتنقل بعد ذلك إلى "ندولا" الزامبية للإقامة في نفس المكان الذي أقام به منتخبنا يوم فزنا على زامبيا، وآمل أن يعود بتأشيرة التأهل إلى دور المجموعات، وأن يتواجد بعد ذلك ضمن الثلاثة الذين سيصلون إلى الأولمبياد الذي يهمني كثيرا مثلما يهمّني التأهل إلى نهائيات كأس العالم المقبلة. نحن نعول كثيرا على المنتخب الأولمبي الذي سيكون مستقبلا الممول رقم واحد للمنتخب الأول. الطاقم الفني للمنتخب الأولمبي يقوم بواجبه على أكمل وجه، وأتوقع له أن ينجح ويذهب بعيدا بهذا المنتخب". "ندائي لرؤساء ومدربي الأندية اليد في اليد للنهوض بمنتخبنا" وفي الأخير، أعرب روراوة عن أسفه الشديد لكافة الشعب الجزائري على الخسارة التي مني بها المنتخب على يد المغرب، وناشد رؤساء ومدربي الأندية أن يضعوا اليد في اليد مع المسؤولين، للنهوض بالكرة الجزائرية والمنتخب الوطني. " في السابق كان المغترب يبحث عن ذاته مع بلومي وماجر وعصاد" واستعمل روراوة عبارات ربما قد تساهم في استفاقة اللاعب المحلي وانتفاضته مستقبلا، عندما قال في النهاية: "الاحتراف الحقيقي عشناه خلال سنوات الثمانينات، ولم لا نعود إلى تلك الحقبة التي كان فيها اللاعب المحلي يفرض منطقه، كنا نمتلك ماجر، بلومي وعصاد وآخرين محليين موهوبين، جعلوا اللاعب المغترب يبحث عن ذاته معنا، واليوم انقلبت الصورة رأسا على عقب. لم لا نعود إلى تلك الفترة". رسالة نتمنى أن يفهمها اللاعب المحلي جيدا، كي يجد لنفسه مكانا ضمن المنتخب الوطني، عوض أن يهتم بالملايير وفقط.