نشرت : المصدر جريدة "الشروق" الأحد 20 أغسطس 2017 11:48 أثار خطأ تاريخي وديني، في جدارية التمثال الثاني للشهيد البطل زيغود يوسف المتواجد على مستوى النافورة التي تتوسط ساحة الشهداء حاليا، باب قسنطينة سابقا، بوسط عاصمة الولاية سكيكدة جدلا واسعا مند تدشينه العام الماضي، وتتمثل الأخطاء التي لا تفارق تمثال البطل مند تدشين التمثال الأول خلال الاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية بحي الإخوة ساكر سنة 2012، الذي أنجز من طرف السلطات المحلية لبلدية سكيكدة بطريقة مفاجئة. حيث لم يتم استشارة الجهات المعنية أنذاك المتمثلة في منظمة ومديرية المجاهدين بالولاية، والذي اتضح فيما بعد انه لا يمثل شخصية البطل زيغود يوسف إطلاقا من حيث اللباس وملامح الوجه والسلاح، لأن البطل لم يسبق له وان حمل في يده بندقية صيد، والقبعة التي يحملها على رأسه لم يسبق له وان وضعها، فوقعت عليه معارضة من طرف الأسرة الثورية بسكيكدة، ليأمر الوالي السابق فوزي بن حسين بإزالته فورا، لأنه رأى فيه إهانة لأحد رموز الثورة التحريرية، وإعادة تمثال آخر يليق بشخصية البطل. وفعلا تم الاتفاق مع نحات من الجزائر العاصمة معروف في هذا المجال يقوم بهذا النوع من التماثيل، وهو صاحب ورشة، وسبق له وان أنجز تماثيل أخرى لأبطال بمختلف ولايات القطر الجزائري، حيث منحت له صورة للشهيد وحياته من مديرية المجاهدين وتم الاتفاق معه بتطبيق المواصفات الموجودة بالصورة، لكن وبعد تدشينه العام الماضي تم اكتشاف خطأ تاريخي جسيم في الجدارية بمقام تمثال الشهيد البطل زيغود يوسف المتواجد بباب قسنطينة وسط مدينة سكيكدة، والذي هو عبارة عن سفينة فوقها تمثال البطل الذي هو قائد لها، لكن كتب في الجدارية أن استشهاد الشهيد زيغود يوسف قد وقع في نفس مكان استشهاد ديدوش مراد بوادي بوكركر قرب سيدي مزغيش، والصحيح أن ديدوش مراد استشهد فعلا يوم 18 جانفي 1955 في وادي بوكركر قرب السمندو بولاية قسنطينة، بينما استشهد زيغود يوسف يوم 23 سبتمبر 1956 في منطقة الحمري قرب سيدي مزغيش بولاية سكيكدة. كما استاء المواطنون من وضع آية من آيات القرآن الكريم، أسفل الجدارية، لأن القرآن يعلو ولا يعلى عليه. وأكدت مسؤولة التراث التاريخي بمديرية المجاهدين بسكيكدة أن المدير قام بالإجراءات المعمول بها، حيث وجه مراسلة كتابية إلى بلدية ودائرة سكيكدة يطالبهم فيها بتصحيح مكان وفاة البطل زيغود يوسف ووضع الآية القرآنية في الأعلى، كما أعاد ذات المسؤول طرح القضية على المجلس الشعبي البلدي خلال الاجتماع الأخير الذي ضم كل الأطراف وطالبهم بتصليح الخطأ قبل 20 أوت، من جهته رئيس البلدية السيد طبوش كمال أرجع اللوم على مديرية المجاهدين، حيث قال هي الذي ارتكبت الخطأ، حيث زودتنا بمعلومات خاطئة. للإشارة فإن قيمة التمثالين الخاطئين ناهزا 10 ملايير سنتيم، وليست هذه المرة الأولى في الجزائر الذي تهان فيها الرموز التاريخية، حيث سبق خلال تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية عام 2015 إهانة رائد الحركة الإصلاحية بالجزائر الشيخ عبد الحميد بن باديس، حيث نصب تمثال له رأى الجزائريون أنه لا يشبهه في شيء، وكذا تمثال العربي بن مهيدي.