لمسنا ارتياحا لدى لاعبي شبيبة بجاية بمجرد أن التقيناهم في مطار هواري بومدين الدولي ظهر أول أمس، بعد أن قررت الإدارة تغيير مخطط الرحلة إلى تونس بالتنقل جوا، حيث كان التعداد يخشى السفر برا خاصة في شهر رمضان الفضيل فمن شأنه أن يؤثر فيهم... وجرت الرحلة في ظروف عادية رغم تأخر إقلاع الطائرة بنصف الساعة، بعدما كان مبرمجا على الساعة 16:00، وحطت الطائرة على الساعة 17:30 بمطار قرطاج الدولي، حيث كانت حافلة الشبيبة التي سبقت الوفد البجاوي بيوم، في انتظار اللاعبين وأقلتهم إلى الفندق الذي استغرق الوصول إليه مدة 10 دقائق. القادمون من بجاية أنهكهم التعب ورغم أن الرحلة لم تكن شاقة بما أنها دامت ساعة فقط، إلا أن 14 لاعبا قادمين من بجاية عانوا كثيرا، بما أنهم أقلعوا على الساعة 6:30 من صبيحة أول أمس من بجاية ووصلوا إلى العاصمة على متن القطار، وانتظروا طويلا في مطار هواري بومدين الدولي. ناموا في المطار وفي الطائرة كان رفقاء بولعنصر الذين قدموا من بجاية متعبين، وانهارت قواهم ولم يستطيعوا التحمل إلى غاية إقلاع الطائرة، وقد استسلم معظمهم للنوم في بهو المطار خاصة بولعنصر الذي بقي نائما رفقة بوقماشة وجبرات إلى أن حان موعد الصعود إلى الطائرة، ومن لم ينم في بهو المطار، استسلم للنوم في الطائرة ولم يفق إلا والطائرة تحط في مطار قرطاج الدولي، مثلما فعل جبرات الذي استفاق وقت النزول وهو ما أشعره بالفزع. الوصول كان في توقيت الإفطار وصل الوفد مبكرا حيث حطت الطائرة بمطار قرطاج الدولي على الساعة 17:30، وحتى خروج اللاعبين من مصالح الجمارك كان سريعا، لكن الوفد ظل وقت طويلا في بهو المطار، حيث كان اللاعبون يغيرون العملة ويشترون شرائح الهاتف النقال، سجلت معظمها باسم قائد الفريق إبراهيم زافور، ووصل الوفد البجاوي إلى فندق “الحديقة“ مع موعد الإفطار، حيث يرفع أذان المغرب في تونس على الساعة 19:15، وقد أسرع اللاعبون بالصعود إلى غرفهم ووضع أمتعتهم، وعادوا مسرعين إلى المطعم لتناول وجبة الإفطار، ولحسن حظهم أن مسؤولي الفندق حضروا كل شيء مسبقا. السحور على الثانية صباحا إن كان موعد وجبة الفطور على الساعة 19:15 وهو ما يساعد اللاعبين، فقد اتفق الجميع على أن تكون وجبة السحور في وقت متقدم أيضا، وتفادي تأجيلها إلى ساعة متأخرة من الليل، حيث تسحر اللاعبون على الساعة 2:00 صباحا، أي ساعة واحدة بعد انتهاء التدريبات، وبالتالي يبقون مستيقظين إلى أن يحين موعد السحور وبعدها ينامون مباشرة. ------ بوعلي يجتمع بلاعبيه ويضع النقاط على الحروف اجتمع المدرب بوعلي سهرة أول أمس بلاعبيه قبل انطلاق الحصة التدريبية، وتحدث معهم عن بعض النقاط التنظيمية التي تتعلق بتربص الفريق في تونس، حيث حاول بوعلي وضع النقاط على الحروف مع لاعبيه، وشرح كل شيء لهم، حتى يكون كل شيء واضح من البداية، حيث فضل مدرب الشبيبة أن يضع البرنامج بين يدي لاعبيه، ويعطيهم ما هو مباح لهم، وما هم ممنوعون من القيام به، بوعلي كان صارما في حديثه، ولكنه في نفس الوقت كان ليننا في البرنامج الذي منحه للاعبين، حيث أعطاهم حرية كبيرة في التصرف خلال هذا التربص، ولم يكن دكتاتورا في قراراته، حيث منحهم الفرصة لإعطاء مقترحاتهم، وهو ما أراح اللاعبين كثيرا. شرح لهم طريقة العمل وأوقات التدريبات أول ما بدأ به بوعلي حديثه هو إعطاء اللاعبين أوقات العمل، والنظام الذي يريد أن يسير به التربص، حيث كشف للاعبين انه سيقوم بحصتين تدريبيتين يوميا، واحدة قبل الإفطار، والأخرى ليلية، وهذا نظرا لعدة اعتبارات، وأكد بوعلي للاعبين أن العمل سيكون شاقا ومتعبا للغاية، ويتطلب منهم تضحيات كثيرة، وأنه يريدهم جاهزين، وأقوياء من الناحية الذهنية، وبالتالي مساعدته على تطبيق برنامجه، كما شرح المدرب طريقة عمله، وكيف سيتم تنظيم الأوقات في هذا الشهر الكريم، حيث أعطى لاعبيه تعليمات صارمة فيما يتعلق بالتدريبات وأوقاتها، والتي يجب احترامها كثيرا. أكد على ضرورة النوم ولكن ليس كثيرا في الصباح أمر آخر تحدث عنه بوعلي للاعبيه هو الاسترجاع، وطريقة الاسترجاع، إذ أعلم اللاعبين أن الاسترجاع في رمضان أمر صعب للغاية، ويتطلب ذكاء في التعامل، سواء مع الأكل، الشرب أو حتى النوم، حيث كشف انه يعول على هذا العامل ليسمح للاعبين باسترجاع لياقتهم، فقد أكد أنه يترك للاعبين حرية النوم في الصبيحة إلى غاية الساعة 13:00 ظهرا، ولكن لا يجب تجاوز هذه الساعة، لان ذلك يعني أن اللاعب لن يكون في حالة جيدة بعد القيام من النوم، وبالتالي حذرهم من الإفراط في النوم صباحا، رغم انه لا توجد أشياء كثيرة يمكن للاعبين القيام بها. تحدث عن أجواء الإقامة وظروفها كما تحدث بوعلي عن أجواء الإقامة في فندق الحديقة التابع للترجي الرياضي التونسي، وطلب من اللاعبين التأقلم مع ظروف الإقامة خاصة أن الأمر يتعلق بشهر رمضان، ومن الصعب عيشه بعيدا عن العائلة، وأكد للاعبيه أنهم مطالبون بالتضحية من هذا الجانب ونسيان أنهم في شهر رمضان وأنهم بعيدون عن منازلهم، بل طالبهم بالتركيز في العمل، حتى ينجح التربص، ولا يذهب تعبهم وتضحياتهم سدى، الكلام هذا فهمه اللاعبون جيدا، وكشف معظم اللاعبين أنهم راضون عن ظروف الإقامة رغم أن الأمر يتعلق باليوم الأول فقط. طلب اقتراحات من اللاعبين فيما يتعلق بالأكل وتحدث مدرب الشبيبة أيضا عن الأكل وان كان يليق بلاعبين، إذ حاول أن يفهم لاعبيه أنه معني بكل شيء، وأنه يتابع كل صغيرة وكبيرة ويسهر على راحتهم، وحتى يشعرهم بالراحة أكثر، فتح بوعلي المجال للاعبين لمنح اقتراحاتهم حول الأكل وحول العديد من الأمور الأخرى، إذ كشف انه يفضل الاستماع للاعبيه، وما يحتاجونه، حتى يطلب من إدارة الفندق أن تقدمه لهم. اللاعبون أحرار من 13:00 إلى موعد التدريبات المسائية ولكن بشرط في الأخير تكلم بوعلي مع زملاء حملاوي عن أوقات الفراغ والراحة للاعبين، إذ كشف انه لن يحاول أن يكون دكتاتورا معهم، ولن يفرض رقابة صارمة عليهم، لأنه يرى فيهم أشخاص مسؤولين ويعرفون مصلحتهم جيدا، حيث كشف انه يمنح اللاعبين الحرية التامة في أوقات الفراغ، ويمكنهم الخروج من الفندق بشكل عادي، خاصة بين الساعة 13:00 زولا وموعد التدريبات المسائية، ولكن على أن يكون ذلك بمسؤولية، وان لا يقوم اللاعب بأشياء لا تلائمه، كما طالب اللاعبين بالمشي في هذه الفترة لأن ذلك سيكون في صالحهم. ------- بوعلي: “سنطبق البرنامج الذي طبقناه في بجاية” تحدث المدرب بوعلي عن البرنامج الذي ينوي تطبيقه في التربص التحضيري، حيث أوضح أنه برمج كل شيء قبل الوصول إلى تونس، ويريد تطبيق نفس البرنامج الذي كان يسير عليه الفريق في بجاية، إذ أوضح بوعلي أن التدريبات ستسير بنفس الطريقة تقريبا، وقال: “العمل في شهر رمضان صعب للغاية، وتحضير الفريق في هذه الفترة أمر أصعب، فكما يعلم الجميع فترة التحضير هي الأهم في الموسم، والفشل فيها يعني الفشل في الموسم على طول الخط، بالمقابل لا يوجد برنامج معين لشهر رمضان، يكون مدروسا وواضحا، وكل مدرب يحاول أن يطبق ما يراه مناسبا دون أن يكون متأكدا من ذلك، أنا بدأت في العمل في بجاية، وسطرت برنامجا تحضيريا، وسنعمل على القيام به هنا أيضا، سنسير بنفس النهج، أي حصتين يوميا، واحدة قبل وجبة الفطور، وأخرى في السهرة”. “التدريبات ستكون مختلطة” بعدها تحدث المدرب بوعلي عن التدريبات هذه التي سيبرمجها في التربص الحالي، وأوضح أن العمل الكبير سيتم في الأسبوع الأول من التحضيرات، بينما سيخصص الأسبوع الثاني للقاءات الودية، وقد كشف بوعلي أن برنامجه يتضمن أمورا عديدة، ولن يركز على الجانب البدني فقط، إذ أوضح أنه سيبرمج حصصا متنوعة، يجمع فيها بين الجانبين البدني والتكتيكي وحتى الفني والنفسي، وقال: “سنعمل في الشق الأول من التربص على الجانب البدني بشكل كبير، ولكن التدريبات ستكون متنوعة، ونعمل فيها أيضا على الجانب التكتيكي، وكذا الفني والنفسي، هذا الأخير مهم للغاية، لأنه يتحكم في كل شيء، فراحة اللاعبين الذهنية أهم شيء، لذا أحاول التواصل معهم قدر الإمكان، وجعلهم مرتاحين من هذه الناحية”. “أريد حصصا على العشب الطبيعي” وعن هذه التدريبات كشف المدرب السابق لوداد تلمسان أنه يريد أن يحولها إلى العشب الطبيعي، بما أنه يوجد ملعب معشوشب طبيعيا في المركز، حيث كشف أن التدرب على العشب في هذه الفترة أمر مهم، وأفضل لأنه يحمي اللاعبين من الإصابات، ويساعد على تطبيق البرنامج بحذافيره، وقال: “صراحة أريد التدرب في ميدان العشب الطبيعي الموجود بمحاذاتنا (هناك ميدان معشوشب طبيعيا داخل المركز)، لأن التدرب على العشب أفضل للاعبين خاصة في هذه الفترة، فهو يحمي اللاعب من الإصابات، ويمكنك من تطبيق البرنامج بحذافيره، لذا سنسعى للتدرب فيه، أفضل من التدرب في الملعب المعشوشب اصطناعيا”. “أنا راض بالمرافق وأنتظر رأي اللاعبين” كما تطرق المدرب البجاوي إلى قضية المنشآت الرياضية الموجودة في مكان التربص، أي في المركب الرياضي التابع لفريق الترجي التونسي، وأكد أنه راض بما شاهده لحد الآن، ويجد في هذا المركز المكان المناسب للتحضير، خاصة أن كل شيء قريب، واللاعبون لا يتنقلون للتدرب، وهو أمر إيجابي للغاية، وعن ظروف الإقامة أكد بوعلي أنه شخصيا راض في انتظار تحدثه مع اللاعبين ومعرفة رأيهم، وقال: “المرافق الموجودة في هذا المركب جيدة، وتساعد على العمل، هذا المكان مناسب للعمل، خاصة أنه مكان هادئ ولا توجد فيه أشياء تزعجنا، أما عن ظروف الإقامة فأنا شخصيا راض بما شاهدته لحد الآن، في انتظار أن أتحدث مع اللاعبين ومعرفة رأيهم وما ينقصهم”. “العمل النفسي مهم للغاية” وخلال حديثه عن العمل الذي سيقوم به مع التشكيلة والبرنامج الذي سيطبقه، ركز المدرب السابق لوداد تلمسان على العامل النفسي والذي أكد أنه مفتاح النجاح في هذا التربص، خاصة أنه يأتي في فترة خاصة للغاية، وبالتالي يجب عليه أن يتقرب كثيرا من اللاعبين، ويتحدث معهم كثيرا، وقال: “صراحة العامل النفسي سيكون مهما للغاية لإنجاح التربص، فكيف يمكن أن تعمل جيدا وذهن اللاعب في شيء آخر غير العمل، نعرف جيدا أننا في فترة خاصة، وتتعلق بشهر رمضان الكريم، وبالتالي التعامل مع اللاعب يجب أن يكون بطريقة خاصة، ويجب أن نفهمه جيدا، ونتواصل معه جيدا، حتى نصل معه للنتائج المرجوة”. “ من الصعب جلب محضر بدني حاليا” وعن قضية عدم وجود محضر بدني مع الفريق لحد الآن، أكد بوعلي أنه أمر سلبي فعلا، وكان يتمنى وجود واحد ولكن، مادام أنه لم يتم استقدام واحد من البداية، فمن الصعب القيام به حاليا، وبالتالي سيتكفل هو نفسه بعملية التحضير البدني للاعبين، وقال: “كنت أتمنى لو أنه كان يوجد معنا محضر بدني، لأن دوره مهم للغاية خاصة في فترة التحضيرات، ولكن مادام أنه لم يبدأ العمل معنا في رمضان فمن الصعب للغاية أن نجلب واحدا حاليا، فلا يمكن أن يتأقلم مع الفريق، ومع طريقة العمل في رمضان، وبالتالي سأتكفل بنفسي بهذه العملية”. “بولحية سيكون إضافة مهمة للدفاع” كما تحدث بوعلي عن المستقدم الجديد القادم من وداد تلمسان أمين بولحية، حيث أكد أنه لاعب مميز، وأنه يثق في قدراته كثيرا، خاصة أنه لاعب متعدد المناصب، ويستطيع سد الثغرات التي تكون موجودة في الفريق، وبالتالي هو إضافة مهمة للفريق، وقال: “قدوم بولحية يعتبر إضافة مهمة للفريق، فهو لاعب مميز، يملك إمكانات كبيرة، وهو لاعب متعدد المناصب، وهو ما يعني أن قدومه سيكون إيجابيا للغاية، أنا أثق فيه كثيرا، وواثق من أنه سيقدم الإضافة اللازمة في الخط الخلفي”. “الإدارة هي التي ستقرر في قضية يابون” في الأخير تكلم بوعلي عن قضية اللاعب يابون والذي أكد أنه أقنعه من الجانب الفني، وهو مهاجم جيد حسبه، وبإمكانه تقديم الإضافة للفريق، ولكن مشكلته ليست في الجانب الفني، وبالتالي الإدارة هي التي ستقرر بشأنه، وقال: “يابون لا أعرف إن كان سيبقى في الفريق، ويلتحق بنا في التربص، لأن قضيته ستقرر فيها الإدارة، فهي ليست أمرا فنيا، فقد أعجبت بقدرات هذا اللاعب الفنية، وهو مهاجم جيد، وبإمكانه تقديم الإضافة اللازمة للتشكيلة، في الخط الأمامي، ولكن الأمر يتعلق بشيء آخر، ولا أعرف كيف ستنتهي قضيته”.