نشرت : المصدر موقع جريدة "الشروق" الجزائرية الخميس 14 يونيو 2018 12:54 شهد، الحي الفوضوي المصطلح على تسميته في الباهية وهران بالحاسي، ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، حدثا مأساويا تمثل في تفحم ثلاثة أطفال من جنسية إفريقية، كانوا يغطون في النوم داخل السكن الفوضوي حين اندلعت النيران داخل هذا المسكن، الناتجة عن شرارة كهربائية مصدرها العداد. الحادثة المأساوية التي أثارت حالة من الصدمة والهلع وسط الأهالي القاطنين بالمكان، كشفت عن ملابسات خطيرة تحدث في الخفاء، تحديدا بالمجمع الفوضوي المعروف بالحاسي الذي تحول خلال العشر سنوات الماضية، إلى قبلة للأفارقة الذين قدموا من بلدانهم الأصلية لاجئين إلى الجزائر، وقد دفعنا الفضول لتسليط الضوء على الحادث المأساوي وظروف معيشة المئات من رعايا أفارقة باتوا يقاسمون الجزائريين منطقة غابية شاسعة في الحاسي بوهران. وقبل التوغل داخل المجمع السكني كان لزاما ركن السيارة على قارعة الطريق الرئيس خارج الحي نتيجة ضيق الممرات، من جهة وخطورة الوضع هناك، حيث كثيرا ما تسجل اعتداءات جسدية على المارة، لاسيما في الفترات المسائية نتيجة عزلة المنطقة وغياب الإنارة العمومية، والغريب في الأمر أن مهمة الوصول إلى السكن الذي كان ليلة الاثنين مسرحا لحادث حريق مهول خلف مأساة راح ضحيتها أطفال صغار، ويتسم الجو العام في الحي بالعدائية والتوجس من الغرباء، طالما أن هناك الكثير من السكان من يتورط في إيجار سكنات للأفارقة طمعا في المال، غير مبالين بما قد ينجر عن ذلك الفعل غير المسؤول، ولكن بعد أكثر من 45 دقيقة من المشي ومساءلة الجيران، عثرنا على كهل في الخمسينيات قرر مساعدتنا وإرشادنا إلى المنزل الذي عاش الواقعة، حيث خلال الحديث معنا أكد أن الحي الفوضوي ينقسم إلى قسمين، قسم مخصص للأفارقة "المرفهين" كما يلقبهم السكان، وأغلبهم من الكاميرون وكوت ديفوار وزامبيا، حيث يعرفون بالأبهة والعيش الكريم مقارنة بالرعايا القادمين من النيجر ومالي الذين يمارسون مهنة التسول عبر الطرقات والشوارع الكبرى للباهية. وأضاف الشيخ الذي رفض الكشف عن هويته أن العائلة المنكوبة من دولة النيجر وتنشط في مجال التسول مند عدة سنوات، حيث تخرج الأم صباحا رفقة أبنائها للانتشار عبر محاور الدوران والأحياء الراقية لمد اليد وطلب الصدقة من المارة، و ما هي سوى لحظات حتى وصلنا إلى المكان المسمى الواد، هناك عثرنا على شاب عشريني عرض مرافقتنا إلى عين المكان، عن حسن نية معربا عن صدمته الكبيرة رفقة باقي سكان المجمع من هول ما شاهدوا بعد اندلاع الحريق الذي أتى على الأطفال الثلاثة، حين كانوا يغطون في نوم عميق بعد يوم شاق قضوه في التسول بين الطرقات والأحياء. وكانت المفاجأة كبيرة حين وصلنا إلى الجار الجنب للعائلة المنكوبة، حتى يساهم بشهادته في القضية، غير أنه رفض مساعدتنا، مصرحا بالجملة الواحدة "لماذا جئتم لكشف القناع عن حياتنا وتسليط الضوء على معيشتنا حتى نتعرض للمضايقة من طرف الجهات الأمنية؟". وقد وجدنا المسكن جرى تشميعه من طرف مصالح الأمن لاستكمال التحقيق، بينما تم ترحيل الأم وابنها الأكبر إلى مكان آخر، للتحقيق معهما.