حصدت مولودية سعيدة نقطة ثمينة من خرجتها إلى بجاية، حيث فرضت التعادل السلبي في اللقاء الذي جمعها ب “الموب“، رغم النقص العديد الذي عانت منه التشكيلة السعيدية بعد طرد مهاجمها بوزياني في(د20)، ولعل أهم ما ميز مجريات هذا اللقاء هو الإرادة القوية التي لعب بها رفقاء المتألق شويح واستماتتهم الدفاعية خاصة في الشوط الثاني، ليبقي على رفقاء بسباس تحقيق التعادل كأقل شيء في اللقاء الذي سيجمعهم بجمعية وهران نهاية الأسبوع المقبل لتحقيق الصعود وضمان العودة لحظيرة الكبار. نقطة بجاية أخرجت “الحواتة“ من السباق مخطئ من يقول إن النقطة التي عادت بها مولودية سعيدة من بجاية لم تكن مهمة لأنها لم تمكّن السعيدين من تحقيق الصعود ولم تغير من الواقع شيئا في الصراع المتواصل بين “لازمو“ و“الصادة“، لكن المتتبع لنتائج الجولة الماضية يدرك أن تلك النقطة كان لها الفضل في أن تبعد “الأمسياس“، فريق ترجي مستغانم من السباق نحو الصعود، فلو خسرت “الصادة“ لقاءها أمام بجاية لكانت حظوظ المستغانمية في لعب الصعود قد انتعشت من جديد خاصة بعد فوزهم الأخير أمام سطيف، أما اليوم وبعد التعادل المحقق أمام بجاية، فقد خرجت مستغانم من السباق بصفة رسمية لأن الفارق بينها وبين السعيدين أصبح 4 نقاط كاملة، ليبقى بذلك الصراع محصورا بين جمعية وهران ومولودية سعيدة. تغييرات بالجملة على التشكيلة الأساسية وكان مدرب المولودية قد أكد قبل أيام ل “الهداف“ أنه سيترك أغلبية العناصر الأساسية في كرسي الاحتياط تحسبا للقاء “لازمو“ القادم، لأنه كان يدرك جيدا أن جمعية وهران ستفوز في لقائها أمام سريع المحمدية، وكان متأكدا أن الفصل في قضية الصعود سيتأجل لآخر جولة، لذلك اعتمد حموش على الكثير من اللاعبين الذين كانوا في السابق خارج حسابات الطاقم الفني على غرار بوزياني وتمورة ولعراك وغيرهم في حين أراح في المقابل الكثير من العناصر الأساسية على غرار كل من بسباس وبن طوشة وشرايطية وبختاوي، لينجح حموش بذلك في ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث جنب لاعبيه الأساسين الإنذارات والحرمان من اللعب في اللقاء الأخير وحتى الإصابات، ونجح من جهة أخرى في العودة بتعادل ثمين زاد من حظوظ الصادة في الصعود. التعادل أمام “لازمو“ سيكون كافيا للصعود يبدوا أن المرشح الأول لتحقيق الصعود هذا الموسم هو مولودية سعيدة دون منازع، كيف لا وأبناء المدرب حموش بحاجة لنقطة واحدة فقط في لقائهم الأخير أمام “لازمو”، فالتعادل سواء كان سلبيا أو إيجابيا سيضمن لرفقاء بسباس الصعود بصفة رسمية لأن “الصادة“ عندها ستحافظ على فارق النقطة التي تتقدم بها على “لازمو“، ومع ذلك وحسب الكثير من لاعبي المولودية فإن التعادل لن يكفيهم لأنهم يرغبون في إنهاء البطولة بفوز كبير يؤكد قوتهم خاصة أنهم سيستفدون من عامل الجمهور الذي سيكتسح مدرجات ملعب 13 أفريل، كما أن لاعبي المولودية ليسوا على استعداد أن يضعوا ما تعبوا من أجله في الجولة الأخير وفي ملعب سعيدة. شويح يتألق من جديد والآمال معلقة عليه في اللقاء الأخير واصل حارس المولودية شويح تقديم عروضه الممتازة التي برز بها في المباريات الأخيرة، حيث كان شويح سدا منيعا أمام هجمات البجاوية، وأنقذ مرماه في الكثير من المناسبات، الأمر الذي أعطى الثقة للدفاع السعيدي وبقية اللاعبين لإنهاء اللقاء بالتعادل، ويكفي أن شويح كان له الفضل في أبعاد الخطر في مناسبتين وجدا المهاجمان أكرور وكول نفسيهما فيهما وجها لوجه معه، ويبقى ما يتمناه الأنصار هو أن يواصل شويح تألقه ويبرز بالمستوى نفسه الذي ظهر به مؤخرا في اللقاء الأخير “لازمو“. عاتق لعب في المحور رفقة بلحول وعلى غير العادة ونظرا لأن المولودية كانت تعاني من غياب أبرز العناصر الدفاعية كبسباس الذي لم يستدع للمواجهة ومعيشي الذي كان مصابا، لجأ المدرب حموش لخيار تغيير مناصب بعض اللاعبين، حيث أقحم ولأول مرة لاعب الوسط الدفاعي عاتق في المحور الدفاعي رفقة المدافع الأيمن بلحول، واعتمد على الظهيرين بوطابية والحجاري، والملفت للانتباه أن عاتق أدى ما عليه في المنصب الجديد ولعب دون عقدة وساهم رفقة بلحول وبختاوي الذي دخل في الشوط الثاني وكذا الظهيرين حجاري وبوطابية في تأمين نتيجة التعادل لغاية نهاية المواجهة. معاناة كبيرة وإصابات في صفوف أنصار “الصادة” ببجاية عاش أنصار مولودية سعيدة الجحيم في بجاية، فالكثير من أنصار “الموب“ استقبلوا نظراءهم من سعيدة بالحجارة في مدخل المدينة، الأمر الذي أدى لإصابة أكثر من عشرة مناصرين سعيديين بجروح متفاوتة إضافة إلى خسائر مادية بعد تهشم زجاج سياراتهم والحافلات التي أقلتهم، والأكثر من ذلك أن أنصار سعيدة بقوا مدة طويلة في ملعب الوحدة الإفريقية بعد نهاية اللقاء، لأن الجو خارج الملعب كان مكهربا بين أنصار “الموب“ والأمن، ويبقى أن نشير إلى أن مولودية بجاية وكغيرها من الفرق استقبلت أحسن استقبال في مرحلة الذهاب والأكثر من ذلك أنها كانت تؤمن بطريقة محكمة جدا، لدرجة أنه لا أحد من السعيدين يتجرأ على مس لاعبي المنافس بسوء أو حتى التفوه بكلام غير لائق تجاههم لكن عندما يلعب السعيديون خارج مدينهم يتعرضون لشتى أنواع الضغوطات. السعيديون يشكرون “الصام“ على نزاهتها رغم هزيمتها ألح الكثير من أنصار مولودية سعيدة على توجيه الشكر عبر صفحات “الهداف“ لإدارة “الصام“ وطاقمها الفني ولاعبيها على نزاهتهم أمام “لازمو“، حيث أشار السعيديون إلى أن أبناء المحمدية لعبوا بنزاهة كبيرة رغم هزيمتهم ورفضوا الانصياع لتهديدات أبناء المدينةالجديدة، والأكثر من ذلك أنهم تعرضوا للاعتداءات بالسلاح الأبيض قبل بداية اللقاء، ومع ذلك دخلوا بعزيمة قوية وسجلوا هدف السبق قبل أن يساهم حكام اللقاء في قلب الموازين لصالح جمعية وهران، ليؤكد أنصار مولودية سعيدة في النهاية أن علاقتهم بنظرائهم من المحمدية ستبقى كما كانت في السابق ممتازة، متمنين في الأخير النجاح للفريق البرتقالي في مشواره الكروي. بن فطة: “عانينا الجحيم في بوعقل ونزاهتنا لا تعني أننا محفزون من سعيدة“ تحدث مناجير سريع المحمدية، بن فطة عن ما حصل لفريقه في وهران فقال: “عند وصول الفريق للملعب منعنا من الدخول من قبل 5 أشخاص استأجروا لغرض التأثير علينا، لنفاجأ بعدها باعتداءات هؤلاء الأشخاص على الحارس قاريش الذي تعرض لإصابة في اليد بالسلاح الأبيض ثم اعتداء جسدي على اللاعبين حمية وشلاشي ورئيس الفريق، بعدها منعنا من دخول غرف تغيير الملابس وبقينا في الملعب لمدة طويلة أمام مرأى أعوان الأمن الذين لم يحركوا ساكنا، كل هذه الأمور حفزتنا لندخل اللقاء بحرارة قوية، سجلنا الهدف الأول في نهاية الشوط الأول، لتنقلب الأمور رأسا على عقب في الشوط الثاني، حين أعلن الحكم ركلة جزاء خيالية بعد 4 دقائق فقط من ضربة الانطلاقة إضافة إلى احتسابه هدفا آخر جاء من وضعية تسلل، وفي النهاية أود أن أؤكد أننا لم نحفز من أي فريق، ولو كنا نريد تقديم خدمة لسعيدة بمقابل لقدمنا لها نقاط الفوز عندما جاءت للمحمدية“. “مجموعة كبيرة من أنصار الصام ستساند سعيدة زكارة في لازمو” وتطرق بن فطة خلال حديثه عن المساندة المطلقة التي سيقدمها أنصار المحمدية للمولودية في لقائها أمام “لازمو“ نهاية هذا الأسبوع فقال: “ في رأيي أن الفريق الوحيد الذي يستحق الصعود هو مولودية سعيدة، وأغلبية أنصار المحمدية يتمنون صعود “الأمسياس“ على حساب “لازمو“، وأريد التأكيد أن مجموعة كبيرة من أنصار “الصام“ سيكونون في سعيدة نهاية هذا الأسبوع قصد تقديم الدعم للمولودية ومساندتها في تحقيق الفوز على “لازمو“ والصعود للقسم الأول زكارة في أبناء المدينةالجديدة”.