مثل المرات السابقة كلما يعين مدربا جديدا لجمعية الشلف، يفضل الرئيس مدوار خلق نوع من الترقب والمفاجأة، حيث أكد عقب استقالة المدرب سليماني أنه سيستقدم خليفته قبل لقاء الجولة القادمة، وأكثر من هذا أكد مدوار أن المدرب الجديد سيكون حاضرا في الحصة التدريبية لهذا الاثنين. لكن بعد إعلانه عن الاسم الذي وضعه في مفكرته والمتمثل في بلعياشي أوضح رئيس الشلف بعدها بقليل أن المفاوضات مع هذا المدرب فشلت، ما جعله يجدد ثقته في المحضر البدني محمد بن شوية ويكلفه بمهمة الإشراف على العارضة الفنية للجمعية إلى نهاية الموسم، لكن هذا لا يمنع الرئيس من مواصلة البحث عن المدرب الذي سيشرف على الفريق بداية من التربص السنوي الصائفة المقبلة، تحضيرا للموسم المقبل الذي يريد الرئيس أن يكون استثنائيا. وقبل التحاقه بالشلف أكد مدوار أنه لا يوجد متسع من الوقت لأي مدرب للتأقلم في 25 يوما الباقية، لهذا اضطر لوضع الثقة في المدرب المساعد بن شوية. لا يريد التسرع والمعروف عن الرئيس مدوار السرية في التعامل مع هذه المسائل المتعلقة بالاستقدامات، رغم التأويلات الأخيرة التي كانت توحي أن المدرب القادم للجمعية سيكون مغربيا بنسبة كبيرة بحكم وجود مدوار في المغرب، إلا أن مصادرنا المقربة من الرئيس أكدت أنه اكتفى بتجديد ثقته في بن شوية قبل نهاية الموسم، في انتظار ترسيم اتفاقه مع المدرب السابق رشيد بلحوت الذي يريد العودة إلى الجزائر. قرب نهاية الموسم وراء القرار وما جعل مدوار يغير رأيه ويسعى لإنهاء الموسم مع المحضر البدني بن شوية رغم أن الجمعية تنتظرها على لقاءات ماراطونية قبل نهاية الموسم، هو ضمان البقاء في القسم الأول لتبقى المواجهات المتبقية شكلية قد تلعبها الجمعية دون أي ضغط والفوز بنقاطها أو الهزيمة فيها جميعا لا تعني شيئا، لهذا يرى مدوار أنه من الأفضل عدم التسرع وانتظار هذا الشهر للبحث عن المدرب المناسب في ظروف أفضل بعيدا عن أي ضغوط، وأكد مدوار أنه يجب التعاقد مع مدرب محنك يملك الخبرة حتى يمنح الإضافة للتشكيلة الشلفية، التي ستسطر أهدافا مغايرة لأهداف الموسمين الأخيرين . يريد تحضير كل شيء للموسم المقبل ويسعى الرئيس من خلال إقدامه على تعيين بن شوية مدربا مؤقتا للجمعية، إلى دخول المفاوضات مع مدرب جديد من موقع القوة خاصة أن أمام الرئيس متسع من الوقت قبل انطلاق الموسم. كما أن تعيين مدرب جديد قبل الشروع في التربص السنوي أو قبل مباشرة عملية الاستقدامات الصيفية، سيسهل مهمة المدرب ليبدأ الموسم بكل قوة. بن شوية يواصل تدريب الجمعية إلى نهاية الموسم بعد عملية البحث التي باشرها مدوار عن خليفة سليماني، فإن المحضر البدني والمدرب المساعد محمد بن شوية سيواصل الإشراف على العارضة الفنية الجمعية إلى نهاية الموسم، خاصة أن البطولة بقيت لها 25 يوما فقط. وأشرف على حصة الاستئناف صبيحة أمس وقد أشرف المدرب المساعد بن شوية على الحصة التدريبية لصبيحة أمس والتي تعتبر حصة الاستئناف بعد أن استفاد اللاعبون من يوم راحة، عقب مواجهة الاتحاد التي لعبوها الثلاثاء الأخير واكتفوا بعدها بالتدرب مرة واحدة صبيحة الخميس. ومن خلال متابعتنا لعمل بن شوية لاحظنا تركيزه على الجانب النفسي من خلال حديثه المتواصل مع اللاعبين، لرفع معنوياتهم المحبطة عقب هزيمتهم الأخيرة في العاصمة. أطاح من قبل ب فيلوني وشاي وبالعودة إلى الوراء نجد أن محمد بن شوية قد أطاح بالمدرب الأرجنتيني أوسكار فيلوني عندما كان يشرف على العارضة الفنية لفريق اتحاد العاصمة، استطاع بن شوية العودة بنقطة التعادل من بولوغين الموسم الماضي بعد استقالة الفلسطيني حاج منصور، ولولا سوء الحظ والتسرع الذي ميز طريقة لعب المهاجمين لعاد «الشلفاوة» بالزاد كاملا آنذاك. وأكثر من هذا أطاح بن شوية بعدها بالمدرب الفرنسي جون إيف شاي الذي كان يشرف على شبيبة بجاية في مباراة مثيرة لعبت في الشلف وتحت أنظار المدرب الجديد عمراني، الأمر الذي يرشحه لقيادة الجمعية بنجاح في الخرجات المقبلة عندما يواجه مدربين يفوقونه في المستوى بكثير، خاصة مدرب القبائل السويسري ألان ڤيڤر أو مدرب الوفاق نور الدين زكري. صاحب الفضل في اكتشاف عدة مواهب وما يؤكد العمل الكبير الذي يقوم به بن شوية، هو صقله للعديد من المواهب وانتدابه جملة من العناصر التي أصبحت معروفة على الساحة الرياضية، على غرار لاعبي الحراش عباس وعيساوي الذي اكتشف في اتحاد البيض، وفارس بن عبد الرحمان القادم من اتحاد سيدي عيسى إضافة إلى أبناء الجمعية الذين دربهم في فئة الأواسط. يذكر أن شكلام فريد، سوداني، مكيوي وزاوش والآخرين. نقص التحضير هذا الموسم يتحمله صايب وليس بن شوية وعلى اعتبار أن بن شوية هو المحضر البدني للجمعية والجميع لاحظ النقص الفادح للاعبين من هذا الجانب مطلع الموسم الحالي، فإن بن شوية ليس له أي ضلع في هذا الأمر خاصة أن المدرب السابق موسى صايب هو الذي تحمل مسؤولية تحضير الفريق من جميع النواحي سواء الفنية أو البدنية، لهذا فإن اللوم يكون على صايب وليس على بن شوية. بن شوية مطالب بإثبات قدراته المهنية وعلى بعد خمس جولات من انتهاء الموسم، سيكون المدرب بن شوية أمام فرصة للرد على جميع منتقديه، الذين سرعان ما يشككون في قدراته المهنية رغم امتلاكه شهادة التدريب والتحضير البدني من الدرجة الأولى، تحصل عليها من أعلى معاهد التحضير والتدريب العالمية، كما أنه سيلعب هذه المواجهات بعيدا عن أي ضغط بما أن الكثير من المتتبعين يرون أن الموسم قد انتهى بالنسبة للجمعية. والأكيد أن تمكن بن شوية من الإطاحة بمنافسيه الأربعة الذين سيواجههم بالشلف سيكون تأكيدا لقدرة هذا المدرب على قيادة الفريق في غياب أي مدرب آخر. ------- بن شوية: «قلت سابقا أن تدريب الجمعية ليس سهلا، لأن المسؤولية تكليف وليست تشريفاً» في البداية نعود إلى الهزيمة الأخيرة في العاصمة أمام الاتحاد، ماذا تقول عنها؟ لحد الآن لم نفهم شيئا رغم أننا واجهنا منافسا متواضعا مشكلا في معظمه من عناصر شابة، كما أن الاتحاد لم يسبق أن فاز علينا بتك النتيجة، حتى عندما كان في أفضل أيامه، تنقلنا إلى العاصمة بنية العودة بنتيجة إيجابية وتدارك إخفاق الكأس، لكن حدث مالم نتوقعه على الإطلاق. ألا تعتقد أن النتيجة ستؤثر في معنويات اللاعبين اليوم؟ الواقع يتكلم، والأجواء السائدة اليوم (الحوار أجري قبل انطلاق تدريبات صبيحة أمس)، وهي نفسها التي لاحظتموها خلال حصة الاستئناف صبيحة الخميس الماضي، فمعنويات الجميع محبطة كأن كارثة حلت بالجمعية، الأمر الذي يجبرنا على التركيز على الجانب النفسي، استعدادا للخرجة المقبلة التي تنتظرنا أمام مولودية باتنة. أكيد أنكم علمتم بتأجيل مباراة باتنة إلى مساء الخميس بدل الثلاثاء، وهو القرار الذي يخدمكم كثيرا، أليس كذلك؟ أكيد، وهو الأمر الذي جعلنا نمنح اللاعبين يوم راحة إضافي للابتعاد عن الضغط ولو نسبيا، وأمامنا متسع من الوقت للتحضير الجيد وإعادة قاطرة الفريق إلى سكتها الصحيحة قبل مواجهة باتنة الخميس المقبل. كيف استقبلتم استقالة المدرب سليماني في هذا الظرف بصفتك الأقرب إليه؟ مثلما تكلمت عن عمراني، بلحوت، حاج منصور وحتى صايب، أتحدث اليوم عن المدرب سليماني الذي عاد إلى الشلف للعمل بإخلاص، وهي المهمة التي توفق فيها بنسبة كبيرة لكن مغادرته في هذا الظرف حيرتنا جميعا، كنا نريد منه أن يواصل عمله إلى نهاية الموسم أو لمواسم أخرى، لأنه على دراية بكل كبيرة وصغيرة في الشلف، لكن حدث ما لم نتوقعه واستقال سليماني لأسباب مجهولة، نتمنى له التوفيق في مهمته مع الفريق الذي سيلتحق به في الأيام المقبلة. الجمعية دون مدرب وستلعب الجولة 30، هل أنت مستعد لتدريبها في هذا الظرف بالذات؟ ومتى تخليت عن الفريق؟ عندما غادر عمراني مرتين بقيت أنا المدرب، وعندما رحل بلحوت تحملت تدريب التعداد لوحدي، والأمر نفسه عندما رحل حاج منصور وصايب في المرة الأخيرة، لأنني ابن الفريق ولا يمكنني أن أترك الجمعية في الظروف الصعبة، ولو فكرت في ذلك لاستجبت للعروض التي كانت تصلني في كل مرة من عدة أندية للإشراف على عارضتها الفنية، لكنني أفضل الجمعية التي أعمل فيها للموسم العاشر على التوالي. إذن أنت مستعد لإكمال المشوار مع الجمعية مدربا رئيسيا لها؟ لماذا تحملني كل هذه المسؤولية،؟ حسب كلام الرئيس الذي اطلعت عليه في جريدتكم، أن خليفة المدرب سليماني سيكون مع الفريق في المباراة القادمة أمام مولودية باتنة، وأنا اليوم مدرب مؤقت فقط. لكنك على علم أن مفاوضات الرئيس مدوار مع نجم الدين بلعياشي قد فشلت لا ليس لدي أي معلومة عن المدرب الجديد ولا علم لي بالمدرب بلعياشي من قبل، وإذا اتفق مع الرئيس فمرحبا به لأن الرئيس مدوار يغار كثيرا على الفريق، ولا يمكنه أن يجلب مدربا غير مناسب. لو يقترح عليك مدوار تدريب الجمعية في هذا الظرف باعتبارك الأقرب للفريق، فهل ستقبل؟ قلت لكم سابقا إنني أرفض المهمة ليس لأنني لست أهلا لهذه المهمة، بل لأن المسؤولية تكليف وليست تشريفاً، فالجمعية ليست ملكا لفلان أو آخر في ملك المنطقة ككل والولاية على الخصوص، علينا جميعا للالتفاف حول الفريق خصوصا في مثل هذه الفترات لأننا على أبواب نهاية الموسم، ولا يفصلنا عن نهايته سوى 25 يوما والجمعية تنتظرها سلسلة من الخرجات الماراطونية، فيجب أن لانفرط فيها رفقة الأنصار والصحافيين، لننهي الموسم بنتائج تليق بسمعة وشرف الشلف على الأقل. لكن بعد تعثر المفاوضات مع المغربي بلعياشي أكد لنا الرئيس مدوار في اتصال هاتفي سهرة أمس (الجمعة)، أنك الوحيد القادر على إكمال الموسم، هل ستتولى المهمة لو طلب منك الرئيس ذلك؟ كما قلت المهمة ليست سهلة وعلينا جميعا الوقوف إلى جانب الفريق في هذا الظرف بالذات، وسيبقى واقفا ولن نترك هيبته تضيع في الجولات الأخيرة، خاصة أننا مقبلون على أربعة لقاءات أعتبرها كلها كبيرة والفوز بنقاطها يسمح لنا بإنهاء الموسم في مرتبة مشرفة جدا. هل بإمكانك أن توضح أكثر؟ في هذه اللحظة التي أحدثكم فيها، أعلم أن الجمعية مهتمة كثيرا بإنهاء الموسم بقوة، بالنسبة إلي فإن في حال تكليفي بإنهاء الموسم على رأس العارضة الفنية، ستكون تجربة مفيدة مثل التي خضتها الموسم الماضي عندما غادر الفلسطيني حاج منصور الفريق، وتمكنت من قيادته إلى العودة من بولوغين أمام اتحاد العاصمة بنقطة، والإطاحة بشبيبة بجاية هنا بالشلف قبل عودة عمراني إلى الجمعية. إذن نفهم أن التدريب والسير به إلى بر الأمان لن يكون أمرا يسيرا لك؟ لا، ليس بهذا المفهوم، رغبتي في العمل ومواصلة تقديم الإضافة التي أعرفها، جعلتني أرفض العروض التي وصلتني من الفرق الأخرى لأكون مدربها الرئيسي، وأفضل البقاء في الشلف مدربا مساعدا لأني لا أتصور نفسي بعيدا عن الشلف الذي تربيت فيها، كما أن كلامي السابق معناه أن الخطوة الأولى موجودة، حيث قلت لكم إنني نجحت أمام اتحاد العاصمة وشبيبة بجاية، وأعتقد أن الجمعية اليوم مرغمة على لعب مباراة باتنة بكل قوة هذا الخميس، وإبقاء النقاط الثلاث بالشلف وبعدها سنشرع في التفكير في الخرجات الأخرى القوية. إذا تمكنت من قيادة الفريق إلى الفوز على باتنة، هل يمكن مواصلة المهمة بنجاح عندما تكون مقبلا على استقبال وفاق سطيف؟ كل محب للفريق يتمنى أن تسير الأمور بالشكل الذي تتحدث عنه، وإذا كانت الظروف مهيأة لي فيما بعد فلن أخيب ثقة الرئيس مدوار.