تعثر إتحاد بسكرة مرة أخرى فوق أرضية ميدان العالية وذلك أمام شبيبة الساورة ورهن كامل حظوظه في البقاء ضمن حظيرة الرابطة الثانية المحترفة، وهو ما أثر في "الفوارس" الذين تنقلوا إلى ملعب 18 فبراير بالعالية بأعداد محترمة لمؤازرة فريقهم إلا أن اللاعبين خيّبوا ظنهم، لتبقى نتيجة أول أمس حتمية نظرا لتراكم المشاكل ومحدودية مستوى لاعبي الخضراء رغم الترقيع الذي قام به الطاقم الفني بقيادة يحيى سويسي. لا خطة ولا منهجية لعب واضحة وكان للهدف المبكر الذي أمضاه الزوار تأثير واضح على طريقة لعب التشكيلة البسكرية التي حاولت الرد في أسرع وقت وهو الأمر الذي أوقعها في فخ العشوائية والتسرّع وانتهاج اللعب المباشر صوب المهاجمين الفار وخوالد، الأمر الذي سهّل مهمة دفاع الساورة وليس أدل من هذا أن الإتحاد لم يسجل أي فرص حقيقية للتهديف خلال هذا الشوط بسبب خطة اللعب. فريق تائه ولاعبون بعقلية دورة بين الأحياء وأجمع عدد كبير من الذين تابعوا مباراة الساورة على حقيقة واحدة وهي أنّ فريقهم كان تائاه فوق الميدان ولم يقدر على فرض منطقه ولعب بعشوائية ناتجة عن عجز اللاعبين عن تقديم الإضافة اللازمة فوق المستطيل الأخضر، فحتى التحفيزات التي إقترحتها الإدارة لم تجد نفعا مادام اللاعبون بعيدين عن العقلية الإحترافية ويفكرون بعقلية أنهم ينشطون في دورة بين الأحياء بدليل الأخطاء المرتكبة مثلما صرح به المدرب يحيى سويسي بعد نهاية اللقاء. باستثناء داود البقية "اعجنهم وما تخرّجش لاعب مليح" ونظرا للأداء الذي قدمه اللاعبون أمام منافس قطع مسافة تزيد عن 1200 كلم دون أن يظهر على لاعبيه التأثر من الناحية البدنية فإن النتيجة تبدو منطقية، فماعدا المهاجم داود الذي كافح وبذل الكثير من الجهود وبدرجة أقل غسيري فإن البقية بكل موضوعية لا يصلحون لحمل قميص الإتحاد والمستوى الذي قدموه إجمالا لا يضاهي مردود لاعب "مليح". حتى الطاقم الفني "يسال فيها" وعلى الرغم من أن الطاقم الفني بقيادة المدرب يحيى سويسي أشرف على فئة الأكابر في مواجهتي مستغانم والساورة (حسب الإتفاق مع الإدارة) إلا أن ذلك لم يمنع بعض الأنصار من تحميله مسؤولية الإخفاق أول أمس بسبب التأخر في القيام بالتغييرات التي من شأنها أن تمنح الإضافة اللازمة للفريق، حيث قام بإقحام بن عيسى، ريحاني وقريدة في الدقائق التسع الأخيرة من اللقاء، كما يرون أنه كان لزاما عليه استبدال راسمال والفار في بداية الشوط الثاني فالأول كان يمشي على أرضية الميدان فيما كان الثاني معزولا ولم يقدّم أي شيء. التفكير في الموسم القادم أحسن من الميركاتو ومرحلة العودة ويتمنى الجميع أن تتعامل الإدارة بالجدية اللازمة مع مستقبل الفريق بعد هذه الهزيمة لأن الحديث عن جلب مدرب ولاعبين جدد في "الميركاتو" وأن مرحلة العودة طويلة وكل شيء وارد في كرة القدم أصبح لا يقنع أحد، ويرون أن الوقت حان لطي صفحة موسم المهازل بكل ما فيه والتحضير من الآن للموسم المقبل وكيفية إعادة الإتحاد إلى البطولة المحترفة، حتى وإن كانت فئة من الأنصار تتمنى أن يخرج الرئيس علي حوحو ويفسّر كل ما حدث خلال الصائفة ويكشف الأطراف التي رمت الفريق إلى الهاوية. بابو كان في المستوى "وما يلومو غير رواحهم" وإذا كان الطاقمان الفني والإداري للاتحاد وجميع اللاعبين يتحجّجون بعد كل إخفاق داخل الديار أو خارجها بتحيّز الحكام، فإنّ مواجهة أول أمس كشفت حقيقة محدودية مستوى التشكيلة البسكرية التي عجزت عن تحقيق التعادل لأن الحكم بابو كان في المستوى وتحكم في اللقاء بطريقة جيدة بدليل أنه غادر أرضية الميدان تحت تصفيقات حارة من "الفوارس"، لهذا فإن لاعبي الإتحاد "ما يلومو غير رواحهم" في مثل هذه الظروف.