الظّاهر أنّ كلّ الظروف تقف ضدّ الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش منذ إشرافه على العارضة الفنية للمنتخب ففضلا على أنّ تحضيرات المنتخب للمرحلة المقبلة تتخلّلها العديد من الإضطرابات أبرزها.. عدم لعب المباراة الودية التي كانت مقررة ضدّ المنتخب الكامروني بسبب مقاطعة لاعبي هذا الأخير وضيق الوقت الذي سيستفيد منه تحسبا للتحضير للقاء غامبيا المقبل لحساب تصفيات كأس إفريقيا 2013، فإن معضلة جديدة سيواجهها المنتخب وحليلوزيتش قبيل انطلاق تصفيات كأس العالم 2014 تتمثل في اقتراب الرابطة الوطنية من ضبط رزنامة جديدة للبطولة تقضي بانتهائها في منتصف شهر أفريل بسبب الإنتخابات التشريعية التي سيعرفها البلد في شهر ماي المقبل، وهو ما من شأنه أن ينعكس سلبا على لاعبينا المحليين الدوليين وينعكس سلبا على المنتخب وعلى برنامج المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب وحيد حليلوزيتش.
عدد كبير من المحليين سيبقون بدون منافسة طيلة شهر ولتوضيح الصورة أكثر فإنّ قرار توقيف البطولة وإنهاء الموسم في منتصف شهر أفريل سيضع لاعبينا الدوليين المحليين في ورطة لأنه سيبقيهم بدون منافسة قرابة شهرين بما أنّ أوّل لقاء لحساب تصفيات كأس العالم ضدّ المنتخب الرواندي سيكون في بداية شهر جوان، وبدون تدريبات طيلة شهر بما أنّ انطلاق التربص التحضيري للمنتخب سيكون بداية من 22 ماي.
التعداد الحالي ل حليلوزيتش يضمّ عددا كبيرا من المحليين وكما يعلم الجميع فإنّ تعداد المنتخب اليوم صار يضم عددا مهما من اللاعبين المحليين ونخصّ بالذكر حراس المرمى زماموش دوخة وربما شاوشي المرشّح للعودة إلى صفوف المنتخب واللاعبين مفتاح، حشود، العيفاوي، مترف، بوشوك، عودية، جابو وغيرهم من اللاعبين الذين قد يستنجد بهم الناخب، ولكم أن تتصوّروا كيف سيكون حال هؤلاء لما يستنجد بهم حليلوزيتش وهم بدون منافسة طيلة شهر بسبب القرار المزمع إتخاذه بإنهاء الموسم في منتصف شهر أفريل المقبل. نقص المنافسة سيكون مؤثّرا ومن الصعب تداركه ودون أدنى شكّ فإنّ نقص المنافسة والبقاء بعيدا عن التدريبات لفترة شهر كامل والبقاء بعيدا عن المباريات الرسمية لقرابة شهرين سيكون مؤثرا للغاية في اللياقة البدنية لدوليينا المحليين، بل أنّ التدارك خلال الحصص التدريبية سيكون أمرا مستحيلا عليهم فقد يلجأ حليلوزيتش مثلا إلى ضبط برنامج خاص بهم لدى انطلاقة التربص الذي سيدخل فيه منتخبنا بداية من 20 ماي، لكن ذلك لن يكون كافيا لتجّار وزملائه لتدارك ما فاتهم طيلة شهر كامل بدون أي حصة تدريبية وهو ما قد يقلّل حظوظ الإعتماد عليهم في خرجات "الخضر" في شهر جوان. هل سيضحّي حليلوزيتش بالبعض منهم؟ وإذا تأكّد ذلك فإنّ حليلوزيتش سيواجه معضلة جديدة لأن الرجل يرغب في الإستفادة من كافة التعداد مع انطلاق تربص ماي وهو في كامل لياقته البدنية، غير أن انتهاء البطولة المحلية باكرا واضطرار 8 أو تسعة من الدوليين المحليين للبقاء من دون تدريبات طيلة شهر كامل سيخلط أوراقه ويجعله ربما يفكر في التضحية بالبعض منهم، مع تدعيم التعداد بأكبر عدد من المحترفين أو الإعتماد على تشكيلة تضم المحترفين فقط في مختلف المباريات الرسمية التي سيخوضها المنتخب خلال شهر جوان ضدّ كل من رواندا، مالي وغامبيا (لقاء غامبيا هو لقاء العودة من تصفيات كأس إفريقيا 2013).
التدرّب لوحدهم وضبط برنامج خاص بهم حل من الحلول وقد يلجأ حليلوزيتش أيضا إلى إخضاع لاعبيه المحليين إلى برنامج خاص على مدار التربص الذي سيدخلون فيه بداية من 20 ماي، كما أنه قد يطلب منهم أن يتدرّبوا لوحدهم خلال الفترة التي تلي انتهاء الموسم للحفاظ على لياقتهم البدنية ولو أننا لا نستبعد أيضا أن تتم برمجة تربص تحضيري خاص بالمحليين مع بداية شهر ماي، كذلك الذي برمج بخصوص حراس المرمى ابتداء من يوم الاثنين المقبل تحت إشراف واحد من أعضاء الطاقم الفني. المشكل لن يُطرح بخصوص المحترفين وإذا كان المحليون قد يدفعون غاليا ثمن إنهاء الموسم مبكرا فإنّ الأمر سيكون مختلفا بالنسبة للاعبين المحترفين في البطولات الأوروبية أو الخليجية، لأنّ البطولات هناك ستنتهي في منتصف شهر ماي وهو ما يجعل اللاعبين المحترفين يلتحقون بتربص المنتخب التحضيري للتحديات التي تنتظره في شهر جوان وهم في أوجّ لياقتهم البدنية، وحينها لن يكون غريبا أن يعتمد حليلوزيتش عليهم في لقاءات رواندا ومالي وغامبيا ما داموا أكثر جاهزية.