استطاع اتحاد العاصمة أن يكسر قاعدة التعثرات خارج القواعد ويعود بفوز ثمين جدا، فالنقاط الثلاث المحققة على حساب شباب باتنة. رآها البعض أنها معادلة لست نقاط، خاصة بعد فوز فرق المقدمة كلها، فالترتيب لم يتغيّر وبقي كما انتهت عليه مرحلة الذهاب، وبدأت فرق المقدمة بالابتعاد عن فرق المؤخرة ووسط الترتيب، وهو الفوز الذي يؤكد أن الاتحاد فعلا يملك مواصفات البطل، ويمكنه التتويج باللقب إذا واصل على هذا المنوال. أول فوز وأحسن انطلاقة يتمناها أي فريق ويعتبر الفوز المحقق في باتنة الأول من نوعه منذ ما يقرب السنة، فآخر فوز خارج العاصمة كان شهر أفريل الماضي في الشلف على حساب اتحاد البليدة (لا يمكن احتساب الفوز على النصرية في البليدة الشهر الماضي)، وحينها كان رفقاء خوالد قد مهدوا الطريق نحو البقاء في القسم الأول، وهذا المرة يريدون تمهيد الطريق نحو اللقب الذي طال انتظاره، فالنقاط الثلاث التي جاءت من أرض الأوراس تؤكد عودة الاتحاد إلى مصاف الكبار، وهو تكشير عن الأنياب التي لم تظهر منذ عدة مواسم. فوز بجاية، بلوزداد وسطيف رفع الضغط أكثر وجاء الفوز على باتنة بصعوبة كبيرة وتحت ضغط رهيب، فرغبة الاتحاد في البقاء متصدرا للترتيب، كانت كبيرة منذ أيام، وهو ما شكل ضغطا على اللاعبين، لكن ما زاد من حدة الضغط هو فوز كل من شبيبة بجاية على شباب قسنطينة والتحاقها بالاتحاد، وحتى شباب بلوزداد كان قد تجاوز الاتحاد مؤقتا بعد فوزه في العلمة، فيما ابتعد الوفاق بثلاث نقاط كاملة عن مشاركه في الصدارة، وهو ما جعل رفقاء جديات أمام حتمية الفوز، لأن التعادل كان سيجعلهم يشتركون في المركز الثاني مع بلوزداد، ويسمحون للوفاق بالانفراد بالصدارة، لهذا بحثوا عن النقاط الثلاث وتمكنوا منها. لموشية وفرحته المضاعفة وكانت فرحة اللاعب لموشية مضاعفة، فالفرحة بالنقاط الثلاث وفرحته بتسجيله الهدف، زادتها فرحة استثنائية لا مثيل لها، كيف لا وهو يسجل أول هدف له في الجزائر، فرغم خوضه كل البطولات والكؤوس المحلية والعربية والإفريقية إلا أنه عجز عن هز الشباك، ولم يسجل سوى مرة واحدة في ركلات الترجيح رفقة المنتخب الوطني للمحليين في دورة السودان، أما بألوان الوفاق أو بألوان الاتحاد فلم يحصل له شرف تذوق فرحة التسجيل. الدفاع التقليدي استطاع الصمود عاد المدرب الفرنسي "أولي نيكول" إلى الاعتماد على التشكيلة الكلاسيكية التي كان يلعب بها النادي منذ بداية الموسم، ولم تعرف سوى تغييرات طفيفة في وسط الميدان الهجومي والهجوم، أما وسط الميدان الدفاعي وقبله الدفاع فقد حافظ على العناصر التي بدأت الموسم، وقد استطاع الخط الخلفي أن يصمد في وجه فريق فاز بخماسية في آخر مباراة له في البطولة، وهو دليل على تحسن الأمور كثيرا، فمفتاح، يخلف، العيفاوي وخوالد هم من بدؤوا البطولة وكتب لهم أن يبدؤوا مرحلة الإياب. ثاني مباراة خارج العاصمة دون تلقي أهداف وكان الخط الدفاعي لنادي "سوسطارة" الحلقة الأضعف في مباريات النادي خارج الديار، فقد تلقى على الأقل هدفا في كل مباراة كان يلعبها خارج الديار، ما عدا مباراة واحدة كانت أمام شبيبة القبائل والتي انتهت بدون أهداف، وأثقل نتيجة خارج القواعد هي الثلاثية أمام الوفاق في آخر جولات مرحلة الذهاب، ولكن يبدو أن العمل الذي قام به رفقاء زماموش خلال التربص جعلهم يصلون إلى الهدف المسطر وهو تحقيق الفوز خارج القواعد مع تفادي تلقي أهداف. الهجوم يواصل الصيام و"البركة" في البقية لا يختلف اثنان حول أن مهاجمي اتحاد العاصمة هم من بين أضعف مهاجمي البطولة، والدليل أن 20 هدفا التي سجلها الفريق خلال 16 مباراة الماضية، جلها من توقيع مدافعين ولاعبي الوسط، فحصيلة المدافعين أربعة أهداف، ووسط الميدان الدفاعي هدفان، ووسط الميدان الهجومي تسعة أهداف، فيما سجل المهاجمون خمسة أهداف فقط، وعليه فإنه يتعيّن على رفقاء حميتي العمل مستقبلا. الهوة تتسع بين الصدارة وفرق الوسط أسفرت الجولة الأولى من مرحلة الإياب عن نتائج جاءت جلها في صالح فرق المقدمة، والخاسر الأكبر هم فرق المؤخرة ووسط الترتيب، فقد سقطت معظمها على ملاعبها، وهو ما جعل الهوة تتسع بين فرق الصدارة وبقية الملاحقين، فالفارق الذي كان خمس نقاط بين صاحبي المركز الأول والثامن، بات 8 نقاط كاملة، ومع مرور الجولات ستتضح الرؤية حول هوية الفرق التي تلعب على المراتب الأولى وبقية الفريق التي تلعب على البقاء. تشاؤم الأنصار لم يكن في محله عزف عدد كبير من أنصار الاتحاد عن التنقل إلى باتنة ظنا منهم بأن الفريق لن يتمكن من العودة بنتيجة مرضية، والسبب راجع إلى النتائج المسجلة خارج القواعد في الجولات السابقة، ومقارنة بما كان عليه الحال في مباريات العلمة، تلمسانوسطيف، فإن العدد كان أقل بكثير، فإلى العلمةوسطيف تنقل ما يقارب الثلاثة آلاف مناصر، أما إلى تلمسان فإن العدد ناهز الثمانية آلاف، لكن إلى باتنة لم يتنقل سوى 300 مناصر أو ربما أقل، وعليه فإن تشاؤمهم هذه المرة لم يكن في محله. "أولي نيكول" يرد على منتقديه لم يسلم المدرب "أولي نيكول" في الجولات السابقة من انتقادات المتتبعين، حيث راح يؤدي في مباراة تكتيكية مكنته من الوصول إلى الهدف المسطر وهو تحقيق الفوز خارج الديار في أولى مباريات مرحلة العودة والأكثر من ذلك كسر قاعدة عجز عنها سابقوه منذ عدة جولات. أولي نيكول: "قلت للاعبين إذا أردتم الفوز باللقب فعليكم بالفوز اليوم" تطرّق المدرب "أولي نيكول" في تصريحاته عقب المباراة إلى أنه طلب من اللاعبين بين شوطي المباراة بالمبادرة للهجوم لأنها الطريقة الوحيدة التي تمكنهم من الفوز: "لعبنا الشوط الأول بحذر كبير، المنافس لم يكن سهلا وحقق لنا العديد من الصعوبات، لم نتلق أي هدف في الشوط الأول، وهو الأمر الذي جعلني أطلب من اللاعبين بين شوطي المباراة بأن يبادروا للهجوم وأنه يتعيّن علينا الفوز بهذا اللقاء إذا أرادوا فعلا المواصلة في المسيرة من أجل التتويج باللقب". "إنهاء البطولة بنهاية أفريل سيجعلنا نغيّر البرنامج" وتابع مدرب نادي "سوسطارة" حديثه مؤكدا بقوله: "أرى أن تحقيق أول فوز خارج الديار وأول فوز في العام الجديد، من شأنه أن يجعل الفريق يبحث عن نتائج أخرى، نعرف جيّدا أن البرنامج الذي سنعتمد عليه في الجولات المقبلة سيتركز على جانب الاسترجاع أكثر منه على العمل البدني، لأن المباريات ستكون متقاربة، الاتحادية تريد إنهاء البطولة قبل نهاية أفريل، وهذا من شأنه يجعل اللقاءات كلها قريبة من بعضها البعض، علينا أن نحسن تسيير هذه المرحلة لصالحنا". ----------- اللاعبون أهدوا الفوز لدزيري في عيد ميلاده كانت الأجواء رائعة داخل غرف حفظ الملابس عقب نهاية اللقاء ليس فرحا بالفوز فقط، بل فرحا لتزامنه مع عيد ميلاد المدرب المساعد بلال دزيري الأربعين، اللاعبون غنوا لزميلهم السابق مطولا، وكانت الفرحة مزدوجة. ----------- اللاعبون كانوا بحاجة إلى دعم معنوي حديث حداد معهم جاء بثماره كان للخرجة غير المتوقعة من رئيس اتحاد العاصمة علي حداد بحضوره الحصة التدريبية الأخيرة صبيحة التنقل إلى باتنة وتحدثه مع اللاعبين حول ما يجب أن يقوموا به تجاه الفريق دور كبير في عودة الفريق بالنقاط الثلاث الأولى له خارج القواعد، فالرجل الأول في النادي عرف كيف يحفز لاعبيه من أجل مواصلة التألق والمضي قدما في الطريق نحو التتويج باللقب، حداد أراد من خلال كلامه أن يجعل اللاعبين يشعرون بمسؤولية أكبر تجاه ما توفره الإدارة من إمكانات، وهو ما تحقق فعلا. تحفيزات معنوية أكثر منها مادية وإذا كان بعض المتتبعين ينظرون إلى كلام علي حداد على أنه تحفيز مادي وهو ما جعل اللاعبين يحققون الفوز خارج القواعد، فإن البعض الآخر يرى عكس ذلك تماما، لأنه لو كان للتحفيز المادي تأثير على النتائج لما انتظر رفقاء العيفاوي حتى الجولة 16 لكي يحققوا أول فوز لهم خارج القواعد، لأن الإدارة سبق لها أن حفزت اللاعبين ماديا ولكن دون فائدة تذكر، وعليه فحديث علي حداد كان تأثيره إيجابيا لأنه وضع اللاعبين أمام الأمر الواقع وجعلهم يشعرون بمسؤولية كبيرة، وكان رد فعلهم إيجابيا. منحة الفوز عادية ولن تعرف تغييرات ذكر مصدر مسؤول أن الإدارة حددت منحة عادية للاعبين نظير الفوز المحقق في باتنة، وهي منحة عشرة ملايين، فمن قبل كان هناك اتفاق على أن اللاعبين ينالون خمسة ملايين نظير الفوز داخل الديار، وضعفها خارج القواعد. ------------- لموشية: "فرحتي بالفوز أكبر من فرحتي بأول هدف لي في الجزائر" بداية، ما تعليقك وأنت تساهم في فوز فريقك في باتنة؟ شعور أي لاعب يساهم في تحقيق الفوز، هو الفوز الأول لنا خارج الديار، إنه شيء رائع أن نحقق الفوز في أول خرجة لنا في بداية مرحلة الذهاب، هذا الفوز كن مطلب الجميع ونحن كنا في الموعد وحققنا ما تنقلنا من أجله إلى باتنة. ربما فرحتك مزدوجة بتسجيلك هدف الفوز؟ جربت إمكاناتي ونجحت، هذا شيء جميل، طبيعي أن تكون فرحتي زائدة لكنني لست وحدي فكل زملائي ساهموا في هذا الفوز، عملنا من أجل تحقيق النقاط الثلاث، لأنها الوحيدة التي كانت ستضمن لنا انطلاقة جيدة في بداية مرحلة العودة. ما هو شعورك وأنت تسجل أول هدف لك في مشوارك الكروي في الجزائر؟ فرحتي بالفوز أكبر من فرحتي بأول هدف لي في الجزائر، صحيح أنني لم أسجل من قبل لا مع الوفاق ولا مع المنتخب الوطني، ولا مع اتحاد العاصمة في مرحلة الذهاب، هذا هو أول هدف لي في الجزائر، وكان طعمه خاصا، ليس لأنه الأول لي في الجزائر بل لأنه ساهم في تحقيق النقاط الثلاث الأولى لنا خارج العاصمة، أتمنى أن نكون قد أنهينا العقدة التي لازمتنا طيلة مرحلة الذهاب. قبل اللقاء كان الجميع يقول إن عدم الفوز على باتنة سيبعدكم عن السباق نحو اللقب، فما قولك؟ لم نكن نفكر بهذه الطريقة، فاللاعبون كلهم يدركون أن البطولة طويلة، صحيح أن التعثر في باتنة كان سيرفع من حجم الضغط علينا، لكننا تمكنا من الوصول إلى الهدف المسطر وهو تفادي الخسارة في أول جولة، والعمل على تحقيق نتيجة إيجابية، واستطعنا أن نحقق ذلك. هل هذا الفوز سيرفع من حجم الضغط عليكم؟ بالعكس، سيجعلنا مطالبين بتأكيده في المباريات المقبلة، والبطولة لا تلعب على لقاء واحد، بل تلعب على عدة جولات وكل مباراة معلقة بالتي تليها، وهكذا علينا أن نسيّر البطولة كما يجب حتى نسير بخطى ثابتة نحو التتويج باللقب، الضغط سيكون في كل المباريات وكل واحدة منها لها ضغطها الخاص بها. قبل المباراة بساعة كان كل من شباب بلوزداد ووفاق سطيف قد فازا خارج الديار، ألم يشكل ذلك ضغطا عليكم؟ لقد شكل علينا ضغطا ووضعنا أمام الأمر الواقع، لم يكن لدينا خيار غير الفوز، فقد وجدنا أنفسنا مطالبين بتحقيق النقاط الثلاث والحمد لله أننا تمكنا من ذلك، وقد نجحنا في أول اختبار خلال مرحلة الإياب وهذا شيء مهم من الناحية المعنوية. يقال إن المباريات الخمس الأولى مهمة لفريق يلعب على اللقب، فما قولك؟ أكيد مهمة، ولكن البطولة طويلة، وما علينا سوى التفكير في المباراة المقبلة دون النظر إلى المباريات الأخرى، المهم بالنسبة إلينا هو السير بخطى ثابتة نحو اللقب، وكل مباراة تجعلنا نقترب أكثر. هل الفوز على باتنة سيجعلكم تؤمنون بإمكاناتكم في الفوز مرة أخرى خارج الديار؟ منذ بداية الموسم ونحن نبحث عن الفوز الذي يمكننا من كسر قاعدة التعثرات خارج القواعد، كل الفرق وضعت اتحاد العاصمة نصب أعينها والدليل ما جرى في هذه المباراة، فالمنافس أراد بكل ما يملك من قوة أن يفوز علينا، لكننا تمكنا من تحقيق الفوز الأول لنا خارج ملعبنا ونريد المواصلة بنفس الوتيرة بالرغم من أننا ندرك جيّدا أننا سنجد صعوبات أكبر. ستواجهون اتحاد الحراش في المباراة المقبلة، فكيف ترى اللقاء؟ سندخل المباراة بمعنويات مرتفعة، ليس لدينا خيار غير تأكيد هذا الفوز، ولن نجد فرصة أحسن من الداربي لتأكيد استفاقتنا. ------------ "رونار" نجح في أول خرجة نجح المدرب السابق لاتحاد العاصمة والحالي للمنتخب الزامبي "هيرفي رونار" في أول خرجة له في كأس إفريقيا الجارية أطوارها بغينيا الاستوائية والغابون، وهذا بفوزه في المباراة الأولى من المجموعة الأولى أمام السنغال، المنتخب الزامبي تقدم بهدفين في الشوط الأول قبل أن يتمكن المنتخب السنغالي من تقليص النتيجة، وبذلك يحافظ المدرب "رونار" على عاداته بعدم التألق في الشوط الثاني مثلما كان عليه الحال في جل مباريات نادي "سوسطارة".