يفصلنا على نهاية بطولة القسم الوطني الأول أربع جولات كاملة ستكون من خلالها مولودية وهران أمام فرصة ضمان البقاء من خلال هذه المواجهات التي لن تكون سهلة على الإطلاق بالنظر إلى المنافسين الذين ستواجههم تشكيلة المدرب عمر بلعطوي خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة المباراة القادمة أمام جمعية الخروب بملعب هذا الأخير، حيث سيلعب المحليون آخر أوراقهم لتفادي الهبوط وذلك أمام الحمراوة، حيث تُعد هذه الفرصة الأخيرة للجمعية لإنعاش حظوظها في البقاء، وهو ما سيصعب من مهمة المولودية في تحقيق هذا الهدف خاصة أنها ستكون أمام مواجهات صعبة بعد هذه المواجهة عندما تلاقي بزبانة شبيبة بجاية الباحثة عن المرتبة الثالثة ثم التنقل لمواجهة وسطيف الذي يصارع من أجل لقب البطولة ثم استقبال إتحاد الجزائر في الجولة الأخيرة والذي حقق نتائج جد إيجابية في الجولات الماضية، ومما سيصعّب من مهمة الحمراوة هو نقص تعداد الفريق الذي وضع الطاقم الفني في ورطة حقيقية. أربعة عناصر قاطعت من قبل وقد بدأ تعداد مولودية وهران يتقلص منذ أن أعلنت بعض العناصر مقاطعتها للفريق لأسباب مختلفة أبرزها قضية المستحقات المالية، وأول المقاطعين كان المهاجم داود بوعبد الله الذي عاد مؤخرا ولم تدم عودته سوى بضعة أيام، كما قاطع التشكيلة الحارس الدولي السابق هشام مزاير لنفس السبب بعد بداية مرحلة الإياب ويليه لاعب الوسط مزوار عرفات الذي قاطع التشكيلة بعد مواجهة شبيبة القبائل بزبانة لأسباب قال عنها أنها تنظيمية ومالية، وقبل ذلك كان المدافع سيراط عيسى قد فضّل الانسحاب من تعداد الفريق بسبب التهميش الذي كان يعاني منه والذي دفعه لاختيار قرار المقاطعة عند نهاية مرحلة الإياب. وثلاثة معاقبة حتى الجولة الأخيرة وما زاد في مشاكل مولودية وهران في المدة الأخيرة هي العقوبات التي سلطت على لاعبي الفريق وكان أولهم الظهير الأيسر سفيان بلڤورين الذي عوقب بسبع مباريات كاملة بعد مواجهة نصر حسين داي بعد أن اتهم بالقيام بتصرف غير رياضي تجاه أنصار النصرية، ورغم أن مدرب هذا النادي أكد أن اللاعب الدولي لمنتخب المحليين لم يقم بهذا التصرف إلا أن الرابطة لم تقلص من هذه العقوبة رغم الطعن المقدم من إدارة النادي، حيث لن يتمكن اللاعب من العودة حتى الجولة الأخيرة أمام إتحاد الجزائر، ونفس الشيء بالنسبة للثنائي لمداحي كريم وبوسعادة العربي اللذين عوقبا مؤخرا بثلاث مباريات بعد مواجهة الوداد، وهو ما يمنعهم من المشاركة أمام الخروب، بجاية وسطيف على إن يعودوا لتعداد الفريق في آخر لقاء في الموسم. عقوبات قاسية والإدارة تطعن وقالت إدارة مولودية وهران أن العقوبات التي سلطت على لاعبي الفريق كانت قاسية خاصة فيما يتعلق باللاعب بلڤورين الذي لم يستفد من تقليص العقوبة بعد الطعن المقدم رغم الشهادات المقدمة من قبل مسؤولي النصرية وفي مقدمتهم مدرب الفريق ميهوبي، حيث تساءلت عن سبب رفض الرابطة إعادة النظر في هذا الملف رغم أن هناك لاعبين آخرين استفادوا من تقليص العقوبة على غرار حارس مولودية الجزائر زماموش الذي عوقب من قبل بأربع مواجهات كاملة لتخفّض لمباراة واحدة، كما طعنت الإدارة في قرار معاقبة الثنائي مداحي وبوسعادة في الساعات الماضية رغم أن حظوظ تقليص مدة العقوبات المسلّطة عليهما ضئيلة. بحاري يغيب لمباراة واحدة فقط ومن جانبه لن يتمكّن المهاجم بحاري نصر الدين من المشاركة في المواجهة القادمة أمام جمعية الخروب بسبب تلقيه الإنذار الثالث أمام وداد تلمسان والذي سيحرمه من المشاركة في مواجهة واحدة فقط، إلا أنها ستزيد من متاعب الطاقم الفني بالنظر إلى الغيابات العديدة الموجودة في التشكيلة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به المولودية في الجولات الأخيرة من عمر بطولة القسم الوطني الأول والذي لم تضمن من خلاله بعد بقاءها ضمن حظيرة الكبار. بلعطوي أمام ورطة حقيقية يتواجد المدرب الحالي لمولودية وهران عمر بلعطوي أمام ورطة حقيقية بسبب التقلص المستمر لتعداد الحمراوة الذين فقدوا من التشكيلة لحد الآن ثمانية عناصر أساسية منها ثلاثة عناصر ستعود في الجولة الأخيرة وعنصر واحد سيعود أمام شبيبة بجاية وهو المهاجم بحاري، وهو الشيء الذي سيصعّب من مهمة الحمراوة في ضمان البقاء بسبب النقائص الموجودة في التشكيلة في الوقت الراهن والمرشّحة للارتفاع في ظل هاجس الإصابات الذي يتربّص ببعض اللاعبين. شعيب يكتفي بالركض ومشاركته غير مؤكدة عاد أول أمس المهاجم شعيب توفيق إلى أجواء التدريبات بعد غياب دام أكثر من أسبوع بسبب الإصابة التي تعرّض لها في التدريبات، وقد اكتفى لاعب الحمراوة بالركض حول هوامش الملعب بعد أن نصحه طبيب النادي بتفادي الاحتكاك وطلب منه الركض فقط لمدة 20 دقيقة في اليوم حتى يشفى نهائيا من الإصابة التي يعاني منها والتي من الممكن جدًا أن تبعده عن المواجهة المقبلة أمام الخروب الذي تبقى مشاركته فيها غير مؤكدة إن لم نقل مستحيلة لعدم تعافيه التام من الآلام التي يعاني منها. الشبان الحل الوحيد يبقى الحل الوحيد الذي بقي للمدرب عمر بلعطوي هو شبان المولودية الذين بإمكانهم رفع التحدي وتغطية هذا النقص، خاصة في ظل تألق الثلاثي الذي شارك في المواجهة السابقة أمام وداد تلمسان، ويتعلّق الأمر بالمدافع حمدادو والمهاجمين عواج وصاحب إصابة التعادل شريف الذين يبقون مرشحين للمشاركة في المواجهة المقبلة بالنظر إلى المستوى الذي ظهروا به والذي سيجعل المدرب يجدد ثقته في هؤلاء اللاعبين مع إمكانية الاستنجاد بعناصر أخرى من فئة الأواسط. عواج سيد أحمد: “لم أظهر كامل إمكاناتي وانتظروني أمام الخروب” بعد المستوى الجيد الذي ظهر به اللاعب الشاب عواج سيد أحمد الذي تم ترقيته في الأيام الماضية من فئة الأواسط ليلعب أول مباراة له مع الأكابر أمام وداد تلمسان، ينتظر من هذا العنصر الكثير بالنظر إلى الإمكانات التي يتمتع بها وسنه الذي لا يتعدى 19 ربيعا، حيث أنه يلعب بالقدم اليسرى وقد لعب بثقة كبيرة أمام الوداد في المباراة الماضية. ما جعل الجميع يثني عليه ويترقب له مستقبلا واعدا لو يواصل على نفس المنوال، وقد اقتربنا من هذا العنصر وأجرينا معه هذا الحوار: لعبت أول مواجهة لك مع الأكابر في الجولة الماضية، كيف كان إحساسك؟ لقد لعبت أول مقابلة لي مع الأكابر بصفة عادية ولم أجد أي صعوبات في ذلك، بل بالعكس لقيت كل التسهيلات واندمجت بسرعة مع التشكيلة خلال المواجهة التي جمعتنا بوداد تلمسان والتي كنا نريد من خلالها العودة بنتيجة إيجابية. والحمد لله أننا تمكنا من الوصول إلى هذا الهدف بعد المجهودات التي بذلناها طيلة التسعين دقيقة والتي حاولت من خلال المدة التي لعبت فيها أن أكون عند حسن ظن من وضع فيّ ثقته وساهم في وجودي مع الأكابر، خاصة المدرب عمر بلعطوي الذي منحني هذه الفرصة وأيضا المسيرون في صورة المناجير عبد النور والكاتب العام بوزيد اللذين قدما لي الدعم اللازم قبل المباراة. وهل سهل لك اللاعبون المهمة في أول ظهور لك؟ نعم بطبيعة الحال، فقد لقيت كل التسهيلات من قبل لاعبي التشكيلة الذين قدموا لي النصائح والإرشادات اللازمة وجعلوني أدخل أرضية الميدان بأكثر راحة، وهو ما جعلني ألعب دون أي مركب نقص. فقد تحدثت معي عدة عناصر قبل المواجهة على غرار قائد الفريق كشاملي، واسطي، زميت، بن عطية والبقية الذين سهلوا اندماجي مع الفريق خلال هذه المواجهة الصعبة والتي أدينا من خلالها أداء مقبولا سمح لنا بالعودة بنتيجة إيجابية ونقطة ثمينة. بعد الأداء الذي قدمته أمام الوداد، ينتظر منك أنصار الحمراوة الكثير، ما تعليقك؟ شرف كبير لي أن أكون محل اهتمام أنصار النادي ومحبيه وأكون قد أقنعتهم في أول ظهور لي. ورغم أني تلقيت بعد نهاية المواجهة عدة تهانٍ سواء من محيط الفريق أو الأشخاص الذين يعرفونني بعد المستوى الذي ظهرت به، إلا أني أسعى لأن أكون في مستوى أحسن وأطور أكثر إمكاناتي الفنية والبدنية في المستقبل القريب، وأن لا أضيع هذه الفرصة التي أتيحت لي لأعبر من خلالها على قدراتي حتى أكون في الموعد خلال المواجهات التي سنلعبها مستقبلا، فلن أكتفي بهذا المستوى وسأعمل على إسعاد محبي المولودية. هل أظهرت كامل مؤهلاتك أمام الوداد؟ بما أني لعبت أول مباراة لي مع صنف الأكابر ولم يسبق لي اللعب مع العناصر الحالية لا مباراة تحضيرية ولا شيء آخر، فأنا أعتقد أني لم أظهر كامل إمكاناتي التي أتمتع بها، ومع مرور الوقت وفي الجولات القادمة إن أتيحت لي الفرصة، سأبرهن على المزيد من مؤهلاتي وسأسعى لإسعاد “الحمراوة”. وسيأتي ذلك بالعمل الجاد في التدريبات والصرامة، وهو ما أسعى إليه في الوقت الراهن حتى أطور مستواي الشخصي مع هذا النادي العريق الذي ليس من السهل أن تحمل ألوانه. وهذا العامل يحتم علينا نحن الشبان المزيد من العمل خلال التحضيرات حتى نكون عند حسن ظن من وضعوا فينا ثقتهم من مدربين ومسيرين. ما هدفك مع المولودية؟ أنا لاعب طموح وأحب أن أكون نجما في المستقبل القريب وأن أصنع أفراح المولودية في مختلف المنافسات، حيث أني أريد أن أصنع اسما من خلال مشاركاتي مع هذا الفريق الذي أحبه منذ صغري وكنت أتمنى اللعب فيه، وها قد تحقق حلمي وسأحاول أن أستغل هذه الفرصة لأحقق الإنجازات الأخرى التي أحلم بها رغم أن ذلك ليس سهلا ويتطلب مجهودات كبيرة. وماذا عن المواجهات القادمة التي تنتظركم في البطولة؟ سنلعب مواجهات صعبة ومصيرية وسنهدف للتأكيد على المستوى الذي ظهرنا به في المواجهتين السابقتين أمام مولودية الجزائر بملعب زبانة ووداد تلمسان بملعب هذا الأخير حتى نضمن البقاء ضمن حظيرة الكبار هذا الموسم ونخرج من دائرة الحسابات التي نوجد فيها حاليا. فالظروف الحالية تسمح لنا بتقديم مستوى جيد وتحقيق نتائج إيجابية من خلال الجولات المتبقية، خاصة المباراة المقبلة التي سنتنقل فيها إلى الخروب لمواجهة هذا النادي. كيف ترى هذه المواجهة، وهل أنت جاهز للمشاركة فيها؟ سأكون جاهزا للمشاركة فيها، خاصة بعد أن لعبت أول مواجهة منحتني أكثر ثقة في النفس، وإذا جدد المدرب بلعطوي ثقته في شخصي فسأبرهن على مستواي الحقيقي، وأقول لأنصار المولودية انتظروني أمام الخروب، وسأسعى من خلال هذه المواجهة لتسجيل أول أهدافي مع الأكابر رغم أن المباراة لن تكون سهلة أمام منافس سيلعب آخر حظوظه لضمان البقاء ضمن بطولة القسم الوطني الأول، لكن في كرة القدم لا يوجد المستحيل وسنلعب من أجل إنعاش حظوظنا في ضمان البقاء.