لم ينتظر الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش طويلا كي يخرج عن صمته ويعطي تفسيرا للخيارات التي قام بها بخصوص القائمة الرسمية المعنية بلقاء الدور التمهيدي أمام المنتخب الغامبي يوم 29 فيفري الحالي، حيث أطلّ علينا عبر يوميتنا وعبر بعض المواقع الرياضية الأخرى بالعديد من التصريحات التي أكد فيها أنه يتحمّل مسؤولية خياراته كاملة وأنه مقتنع بالأسماء التي وجّه لها الدعوة ومقتنع بإبعاد من تم إبعادهم في صورة زياني، جبور وغزال والآخرين، وهو كلام فيه جرأة من الرجل لكنه لم يُقنع بمبرراته وتناقض مجددا مع ما وعد به من قبل عندما أكد أنه اختار الأحسن لياقة والأكثر جاهزية. أين هي جاهزية لحسن، مطمور، يبدة، شعلالي وبودبوز وڤديورة؟ وإذا كان بوعزة الذي لم يلعب في المباريات الست الأخيرة لفريقه ميلوال اللاعب الوحيد الذي وجهّت سهام الانتقادات ل حليلوزيتش على اختياره، فإنّ الدقائق التي لعبها اللاعب منذ انطلاق سنة 2012 قد تشفع له (لعب أكثر من 400 دقيقة)، غير أنّ الجاهزية التي تحدث عنها البوسني والتي من مطلقها اختار لاعبيه لم نجدها في العديد من اللاعبين، فعن أي جاهزية تحدث ولحسن مثلا منذ بداية السنة الجديدة لم يلعب سوى 84 دقيقة والأمر نفسه بالنسبة ل مطمور الذي لعب 180 دقيقة فقط ويبدة الذي اكتفى ب 242 دقيقة وشعلالي صاحب 262 دقيقة وبودبوز صاحب 270 دقيقة وڤديورة صاحب 293 دقيقة، فهل هؤلاء أكثر جاهزية من العناصر المبعدة في صورة زياني صاحب 540 دقيقة وجبور صاحب 390 دقيقة. زياني لا يلعب في منصب فغولي وهو الأكثر مشاركة من بودبوز ومطمور كلام آخر قاله حليلوزيتش لدى تبريره عدم استدعاء صانع الألعاب زياني حيث قال إنّ المنافسة كانت شديدة في هذا المنصب وأنه حسم في النهاية لمصلحة فغولي، بودبوز ومطمور، في وقت نحن نشاهد كل أسبوع أنّ فغولي صار مهاجما صريحا في فريقه الإسباني فالنسيا إذ في ظل الإصابة التي يعاني منها الهداف سولدادو تولّى فغولي منصب هجوميا صريحا رفقة قلب الهجوم “آدوريس” والدليل على ذلك الأهداف التي وقعها مؤخرا والفرص السانحة التي كانت تتاح له للتهديف في كل مرة، ثم أن اختيار بودبوز ومطمور على حساب زياني غير مقنع تماما لأنه أكثر مشاركة منهما والدقائق التي لعبها التي فاقت دقائقهما معا إذا ما جمعناها تثبت ذلك (دقائق بودبوز + دقائق مطمور = 450 دقيقة، أما دقائق زياني لوحده 540 دقيقة منذ مطلع سنة 2012). جبور عائد مؤخرا من الإصابة وحتى بودبوز تعافى مؤخرا وبخصوص جبور فقد قال حليلوزيتش إنه يعاني من نقص المنافسة وأنه غير جاهز في الوقت الحالي بعدما عاد مؤخرا من الإصابة لذلك قرّر الإستغناء عنه، لكن هناك حالة شبيهة لحالة جبور تغاضى عنها الرجل لأن بودبوز هو الآخر عائد من إصابة مع فريقه سوشو في الجولة الفارطة من البطولة الفرنسية لكن حليلوزيتش اختاره وأبعد جبور الذي تصب الأرقام في مصلحته بما أنه لعب حتى الآن في السنة الجديدة 394 دقيقة في وقت لعب بودبوز 270 دقيقة فقط. “قولوا ما شئتم أنا أعرف أفضل منكم” ... نعم فأجبنا في بانجول وانتقد حليلوزيتش بطريقة غير مباشرة تدخل الصحافة وانتقاداها للخيارات التي قام بها وخاطب الإعلاميين قائلا: “قولوا واكتبوا ما شئتم فهناك أمور أعرفها أفضل منكم”، وهو ما يوحي بأنّ الرجل يدرك حالة عدم الرضا حول القرارات التي أقدم على القيام بها من خلال القائمة التي اختارها هذه المرة، ونحن بدورنا لن نطيل الإنتقاد حول هذه الخيارات ولنضع الثقة فيه لعل وعسى ينجح في العودة بنتيجة جيدة يضمن بها منتخبنا نصف ورقة التأهل قبل لقاء العودة في أرض الوطن.