ينتظر الإيرلنديون المباراة الودية التي ستجمع منتخب بلادهم بالفريق الوطني الجزائري مساء هذا الجمعة في هدوء تام والجميع يتوقع أن تكون حفلا وتشهد حضورا جماهيريا غفيرا أكثر من المتوقع، والدليل على هذا بسيط جدا لأن الإقبال من الجانب الجزائري على التذاكر كبير جدا فإلى غاية أمس توافد المئات من الأنصار من كل أنحاء أوروبا للحصول على نصيبهم من التذاكر المخصصة للجزائريين والمقدرة ب 2000 تذكرة فقط وهو عدد لا يمثل إلا 10 في المئة من الملعب الذي يتسع إلى أكثر من 18 ألف متفرج من بينهم مقاعد مخصصة لوسائل الإعلام وللمدعوين. وفي هذه الأثناء ينتظر الكثيرون من الجالية الجزائرية المهاجرة بفارغ الصبر رؤية المنتخب الوطني عن قرب ومتابعة المباراة وهو ما يعني أن الحصة التي استفادت منها الجزائر تبقى هزيلة جدا، خاصة أن الكثيرين قدموا من بعيد وبقوة إلى دوبلن. الإيرلنديون اعتقدوا أن الجزائريين لن يحضروا ويبدو أن الخطأ يكمن في التحضير السيء من الإيرلنديين للمباراة، حيث اعتقدوا أن أنصار المنتخب الجزائري لن يكونوا بقوة وهو ما جعلهم يبرمجون اللقاء في ملعب أرينا، في وقت كان لهم الخيار في برمجته في ملعب “لوندساو رواند” الذي يتسع ل45 ألف متفرج والذي تعوّد المنتخب الإيرلندي على استقبال منافسيه فيه، كما أن عدم تأهل الإيرلنديين إلى المونديال أوحى للمنظمين أن الإقبال الجماهيري من المحليين لن يكون كبيرا وجعلهم يخشون عدم امتلاء المدرجات لذلك برمجوا المباراة في ملعب أصغر حجما. جزائريون سيحضرون حتى من دون تذاكر وحتى لو كانت الحصة المخصصة للجزائر لم تتجاوز ال2000 تذكرة إلا أن الآلاف من أنصار “الخضر” سيأتون إلى العاصمة دوبلن من أجل حضور المباراة ومن دون تذاكر، حيث يأملون على الأقل اشتراء حصص أو مقاعد مخصصة للجانب الإيرلندي، غير أن هذه الخطوة لن تجدي نفعا لسببين اثنين أولهما أنه ليس من ثقافة الإيرلنديين بيع تذاكرهم في وقت هم معروفين بعشقهم للكرة، أما السبب الثاني هو أن الإتحاد الإيرلندي وضع ثمن التذكرة الواحدة ب 85 أورو وصالحة لمبارتي إيرلندا الجزائر والباراغواي. أبواب ليفربول و”هولي هيد” لمن يتنقل برّا وبالرغم من هذا إلا أن مثل هذه العراقيل لن تثني من عزيمة الجزائريين الذين سيتنقلون بقوة عبر الرحلات الجوية التي ستضمنها شركات الطيران وبأسعار مخفضة (ريانير، ولنڤيس...) حيث أن تذاكر الرحلات تم اقتنائها منذ الخميس الماضي بالنسبة للذين سيأتون جوا، أما المقيمين بالأراضي البريطانية فسيأتون برا عبر أبواب ليفربول و”هولي هيد”، دون احتساب الجالية الجزائرية المقيمة في إيرلندا الجنوبية والتي تقدر ب1500 جزائري، ناهيك عن “الحراڤة” أو المقيمين من دون وثائق، وهذا ما جعل بلبكري سيدي امحمد يتأسف ويؤكد أن المقيمين في إيرلندا الجنوبية وحدهم كفيلون بملء الملعب بالنظر إلى أن الحصة المخصصة للجانب الجزائري لا تتجاوز 2000 تذكرة. أنصار سيأتون حتى من أمريكا، السويد والنرويج ومثلما هي العادة في الجزائر عندما يحضر الأنصار لمتابعة مباريات “الخضر” قادمين من 48 ولاية فمن المؤكد أن مباراة إيرلندا ستستقطب الكثيرين من أبناء المهجر من إيرلندا، انجلترا، النرويج، السويد، الولاياتالمتحدة، فرنسا، اسكتلندا وبلاد الغال... ألمانيا وأيضا من سويسرا وبلجيكا. وقد تكفل كمال غانم بتوزيع التذاكر المخصصة للجزائريين وقال إنها ستكون 48 بلادا للمغتربين سيحضرون هذا الجمعة إلى دوبلن وفي هذا الشأن علّق نور الدين مجاني صاحب مطعم في إيرلندا قائلا: “ستحضرون أجواء لم يسبق لها مثيل”.