يترقّب المحيط العام لمولودية باتنة حدوث تحركات جديدة مع مطلع هذا الأسبوع في سياق المساعي القائمة لإقناع بعض الأطراف الراغبة في الترشح وتحمّل مسؤولية الإدارة الباتنية، وإذا كانت الفترة الأخيرة لم تفرز مستجدات ملموسة في ظل تركيز كثيرين على السير العام للانتخابات التشريعية وهو ما ساهم في تأجيل البت في بعض الجوانب التي تخص أمور النادي، إلا أنّ ذلك لم يمنع بعض الأطراف من المطالبة بتوضيح الرؤية على مستوى الهيئة المسيرة وتوفير الأرضية المناسبة لإحداث التغيير وتوضيح الأمور قبل التحضير للموسم المقبل. تحفّظ بعض المرشحين يجعل بقاء زيداني قائما وتستبعد العديد من المصادر إمكانية حدوث تغيير بالشكل الذي يتوافق مع تطلعات الشارع الباتني الذي سئم الطريقة التي تم بها تسيير النادي خلال السنوات الأخيرة وعدم تقبّل الأنصار لضياع الصعود في موسمين متتاليين بطريقة وصفوها بالبدائية والساذجة، ورغم مطالبهم بالبحث عن البديل إلا أنّ بعض المرشحين أبدوا تحفظات وطالبوا بتسهيلات فعلية من قبل الإدارة الحالية التي طالبوها بإبداء نيتها بخصوص الانسحاب الفعلي أو البقاء حتى يتم على ضوء ذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة، وهو ما يوحي بغموض الوضع خاصة أنّ العديد من المعطيات تصب في خانة بقاء زيداني رغم تأكيد هذا الأخير على عدم مواصلة مهامه على رأس النادي. تحذيرات من ربح الوقت على حساب مستقبل المولودية ولم يتوان كثير من الأنصار والعارفين بشؤون النادي في التحذير من مغبة مواصلة ربح الوقت ومتابعة سياسة الهروب إلى الأمام دون مراعاة الوضعية الحالية للمولودية، مطالبين بالعمل على تسوية المشاكل المطروحة بشكل جاد دون اللجوء إلى المماطلة في اتخاذ القرارات اللازمة في الوقت المناسب إلى حين موعد عقد الجمعية العامة، وهو ما يجعل الجميع مضطرين إلى الوقوع في أخطاء المواسم المنصرمة دون أن يتم إحداث تغيير في تركيبة الإدارة وفي طريقة تسيير النادي الذي سيكون حينها أكبر المتضررين حسب رأي كثير من محبي النادي. كل شيء متوقف على الجمعية العامة ويبقى الحسم في القرارات التي تخص هرم الإدارة متوقفا على عقد الجمعية العامة العادية التي ستكون فرصة لتلاوة التقريرين المالي والأدبي قبل التحضير لعقد جمعية انتخابية لاختيار الرئيس المقبل للمولودية في حال ترسيم انسحاب زيداني، وهو ما يعني أنّ آلية التغيير متوقفة على جملة من المراحل ناهيك عن ضرورة تحرّك المحيط العام للنادي للعمل بشكل يتماشى مع مصلحة المولودية ومتطلبات الموسم الجديد. لجنة الأنصار ستبدي رأيها بعد الفصل في التقريرين من جانب آخر، فضّلت لجنة الأنصار تأجيل إبداء رأيها بخصوص الوضعية الحالية للمولودية إلى غاية الفصل في التقريرين المالي والأدبي خلال الجمعية العامة العادية التي يرتقب أن تعقد نهاية الشهر الحالي، وأكد الأمين العام للجنة الأنصار عزوز سلطان أنّ مكتب اللجنة يحضّر لعقد لقاء مع رؤساء الأحياء حتى يخرج برأي يحقق الإجماع بين محبي النادي بخصوص مستقبل النادي والأطراف المرشحة لتولي قيادة المولودية، مشيرا إلى أنّ هذا الإجراء سيتم مباشرة بعد عقد الجمعية العامة التي ستكون مناسبة لمناقشة التقريرين المالي والأدبي. الجمعية العامة قد تُعقد في نهاية ماي علمنا بأنّ الجمعية العامة العادية ستُعقد مبدئيا نهاية شهر ماي الجاري بموجب الاتصالات الأولية التي تمت بين إدارة النادي ومديرية الشباب والرياضة، وهو ما يجعل الفرصة مواتية لتقييم مسيرة النادي وتلاوة التقريرين المالي والأدبي الخاصين بالنصف الأول للسنة الجارية قبل التحضير للجمعية العامة الانتخابية وفسح المجال لاختيار الرئيس الجديد الذي ستتولى شؤون النادي إذا تأكد انسحاب زيداني الذي انتهت عهدته بنهاية الموسم المنقضي. ---------------------------------------------------- بوراوي: "مشكل المولودية في تقصير الإدارة وزيداني لم يردّ على مكالماتي" كيف هي أحوالك هذه الأيام؟ دخلت في عطلة على غرار بقية اللاعبين بعد نهاية الموسم وننتظر حدوث مستجدات حتى نفكر في الموسم الجديد. هل هناك جديد من ناحية العروض أو الوجهة المقبلة؟ لحد الآن لا يوجد أي جديد حيث أنني في عطلة بمسقط رأسي جيجل وفي نفس الوقت أنا في حالة ترقب بخصوص أي جديد. هل هناك حديث مع مسيري المولودية في هذا الشأن؟ لم أتلق أي اتصال ولا علم لي بالوضع العام للنادي، نقرأ أخبارا حول استقالة زيداني لكن شخصيا لا أعرف ما يحدث بالضبط. هل لازلت مرتبطا بعقد مع المولودية؟ لازال يربطني عقد يدوم عاما، لكن حتى أكون صريحا فأنا في انتظار لقاء المسيرين حتى أتحدث معهم حول مجمل الجوانب التي تخص مستقبلي الكروي وإذا لم نتفق سوف أتخذ القرار المناسب. ماذا تقصد؟ أنا قلق على مستحقاتي على غرار بقية اللاعبين، ومع احترامي للجميع فإنّ المشكل الحقيقي للمولودية يكمن في تقصير الإدارة والتأخر في تسوية مستحقات اللاعبين وهو ما جعلنا في وضع سيء، أنا أمتهن كرة القدم وعلى الجميع أن يفهم أنّ عمري 24 سنة ولست في بداية مشواري الكروي وهو ما يفرض عليّ التفكير في مستقبلي وليس اللعب بدون مقابل. هل نفهم من كلامك أنك لم تحصل على مستحقاتك منذ بداية الموسم؟ لم أحصل سوى على راتبين فقط منذ انطلاق الموسم وهو مبلغ ضئيل ولا يتناسب مع الجهود التي بذلتها فوق الميدان، لذلك أتمنّى أن يراعي المسيرون مطالبنا حتى نكون في خدمة المولودية. هل كان لك حديث مع المسيرين؟ منذ نهاية الموسم لم يكلّمني أي مسير، اتصلت برئيس النادي زيداني لكنه لم يرد على مكالماتي. بعض اللاعبين هدّدوا بإيداع عقودهم لدى الرابطة، ما قولك؟ كان بمقدوري القيام بهذا التصرّف لكن احتراما لمولودية باتنة ولأنصارها فضّلت ألا أقوم بهذا، لذلك أتمنّى من المسيرين أن يتفهّموا الوضع لأنني لم أطالب سوى بمستحقاتي. على ضوء كل هذا هل ستجدّد العقد أم ستطالب بتغيير الوجهة؟ كل شيء متوقّف على القرارات التي ستتخذها الإدارة بخصوص ملف المستحقات، صراحة سئمت تكرار نفس السيناريو وأريد تسوية جادة لحقوقي المالية وبعدها نتحدّث عن متطلبات الموسم الجديد. إذن ستفرض شروطا مقابل التجديد. لن أفرض أي شرط، أنا مرتاح في مولودية باتنة الذي يعد فريقا محترما ويتمتع بشعبية كبيرة كما تجمعني علاقة طيبة بأنصاره، والإشكال الوحيد يكمن في المستحقات لذلك أتمنّى من المسيرين إيجاد حل لهذه المسألة.