خسر اتحاد بلعباس مؤخرا الرهان في تحقيق حلم أنصاره المتمثل في الصعود إلى حظيرة القسم الأول للموسم ال 17 على التوالي، بالرغم من الآمال الكبيرة التي علقها أنصار “المكرة” على الإدارة الحالية... لأجل تحقيق ما عجز عنه الرؤساء السابقون على كثرة عددهم. وكان الحلم قارب بلوغ الحقيقة الموسم الفارط حين تمكن نادي “المكرة” من الصمود وللمرّة الأولى منذ سنوات عديدة في مقدمة الترتيب لفترة فاقت الخمسة أسابيع وأمام فرق تفوقه خبرة وإمكانات، على غرار مولودية وهران وداد تلمسان وحتى شباب باتنة، وهي “المرحلة الذهبية” التي لم يكتب لها أن تعمّر لأكثر من شهر، بعد أن كشرت الفرق المرشحة عن أنيابها وضاعفت سرعتها. وكان لتفطن الأندية المذكورة دور في تقهقر غير مسبوق لاتحاد بلعباس في سلم الترتيب وسط نتائج سيئة أدخلت الكثير من الشكوك إلى نفوس متتبعي الفريق، وهو ما عجّل بتحوّل حلم الأنصار إلى “كابوس“ حقيقي سرعان ما أدخل مستقبل الفريق في نفق مظلم بعد المشاكل المتشعبة التي نشبت بين اللجنة المسيرة بقيادة الرئيس الحالي بغداد بن عيسى والأنصار. الريادة مصدر مشاكل الاتحاد منذ موسمين وكان نادي “المكرة” واصل مسيرته الناجحة إلى غاية تحقيقه لفوز أمام شباب قسنطينة بملعب الشهيد حملاوي، وهو الانتصار الذي نصبه رائدا لمجموعة الثاني الممتاز أمام مولودية سعيدة وترجي مستغانم بداية من الجولة ال 22 برصيد 37 نقطة. وكانت النتيجة المحققة أمام “السنافر“ عجّلت بعودة قوية للأنصار إلى المدرجات بمناسبة استقبال زملاء بن زينب لترجي مستغانم في لقاء القمة، قبل أن يسقط المحليون ولأول مرة فوق أرضية “الإخوة عماروش“ أمام أشبال مصطفى هدان بنتيجة (0/1)، معلنين بذلك دخول “المكرة” في دوامة من المشاكل وهم الذين لم يتمكنوا من الصمود لأكثر من جولة واحدة روّادا للثاني الممتاز. وكانت الهزيمة غير المتوقعة أمام الترجي بمثابة بداية النهاية لموسم آخر حمل في طياته آمال الآلاف من عشاق بلعباس، وذلك بعد أن توالت النتائج السلبية بدءا من الهزيمة أمام المرشح الآخر مولودية سعيدة في الجولة الموالية، قبل أن تتوالى النكسات أمام أندية أخرى على غرار اتحاد سطيف الذي أطاح ب “الخضراء“ ( 2/0) و”الموك“ التي هزمت أشبال بن شاذلي (1/0)، لتأتي الكارثة من أرزيو أين لم يتمكن زملاء بوغرارة من الصمود أمام حملات دالة ورفقائه ليسقطوا بنتيجة (3/2) عجلت بإنهاء مهام المدرب بن شاذلي. الكأس أخلطت أمور المدرّبين وأنهكت اللاعبين تمكن الاتحاد من الوصول هذا الموسم إلى الدور ربع النهائي من منافسة الكأس وهو الدور الذي لم يبلغه الفريق منذ سنة تتويجه باللقب الوحيد سنة 1991 أمام شبيبة القبائل (2/0)، وقد اجتاز فرقا “صغيرة” في الأدوار التصفوية على غرار مديوني وهران، شباب وادي ارهيو واتحاد مغنية، قبل أن توقعه القرعة أمام اتحاد مدينة خنشلة بملعب هذا الأخير في الدور ثمن النهائي، وهو اللقاء الذي فاز به الاتحاد (1/3)، قبل أن يقصى بشرف من الدور ربع النهائي أمام الاختصاصي في المنافسة وفاق سطيف (1/0) بملعب الثامن ماي 45. ويبقى الأكيد بغض النظر عن المشوار المشرف في الكأس، هو تأثير لقاءات الكأس على لاعبي الاتحاد من الناحيتين المعنوية والبدنية على وجه الخصوص، إذ لعب أشبال بن كابو ثلاث مباريات في ظرف أقل من أسبوع خلال مناسبتين متتاليتين، الأمر الذي تسبّب في الهزائم التي تلقاها الفريق أمام أولمبي أرزيو واتحاد سطيف الذي واجهه الاتحاد بعد 72 ساعة فقط من مواجهة الكأس أمام اتحاد خنشلة، قبل أن يعود الفريق بعد أيام مجددا إلى الشرق لمواجهة “الموك” في لقاء مصيري آخر عرف سقوطا آخر لزملاء كابري بملعب الشهيد حملاوي بسبب الإرهاق الشديد الذي نال منهم. “المكرة” تحصلت على 3 ملايير منذ سبتمبر 2009 أكدت لنا مصادر مقربة من رئيس اتحاد بلعباس أن المساعدات المالية الواردة من الخزينة العمومية خلال الموسم الحالي بلغت 3 ملايير سنتيم، وهي الموارد المالية التي تبقى غير كافية لتحقيق الأهداف المرجوّة. وكان المجلس الشعبي البلدي لسيدي بلعباس قدّم مساعدة بمليار سنتيم، في الوقت الذي تقدمت الولاية بمبلغ مليار سنتيم أيضا، وهي المبالغ التي تضاف إلى 100 مليون سنتيم أخرى من مديرية الشبيبة والرياضة، و 200 مليون سنتيم من شركة “سونلغاز” في إطار “السبونسور“. وكانت خزينة الاتحاد تدعمت ب 200 مليون سنتيم من متعامل الهاتف النقال “نجمة” نظير وصول الفريق إلى الدور ربع النهائي من منافسة كأس الجمهورية، في الوقت الذي تكرّم المجلس الشعبي الولائي ب 500 مليون سنتيم، الأمر الذي أوصل الحصيلة الإجمالية إلى 3 ملايير سنتيم. الدائنون تحصلوا على 900 مليون سنتيم كما استفاد الدائنون خلال موسم 2009/2010 باستعمال قرارات صادرة عن العدالة من قيمة 900 مليون سنتيم، حسب ما أكده لنا رئيس الفريق بغداد بن عيسى، الذي قال في هذا الشأن: “لدي كل الإثباتات الموثقة التي تؤكد استفادة الدائنين الذين حازوا على قرارات استفادة نهائية من العدالة على قيمة 900 مليون سنتيم خلال الموسم الجاري، وهو ما يعني تسييرنا لكل أصناف جمعية اتحاد بلعباس مقابل غلاف لم يتعدّ 2,1 مليار سنتيم، وهو ما يعد بمثابة مجازفة حقيقية أخذتها على عاتقي بعد أن صرفت مبالغ مالية لا داعي لإحصائها، للإبقاء على النادي واقفا على رجليه”. تأميم مقرّ 1 نوفمبر من بين أولويات الإدارة تعهّد الرئيس بغداد بن عيسى بتسوية إشكالية مقرّ ساحة أول نوفمبر الخاصّ باتحاد بلعباس خلال الأيام القليلة القادمة، وذلك تحسبا لتأميمه ووضعه في خانة الممتلكات الرسمية للفريق. ويعاني نادي “المكرة” من نقص فادح في المنشآت التابعة له وهو الأمر الذي دفع بالمسؤول الأول على الفريق بالتعهد أمام الجميع بتسوية الإشكالية العقارية المطروحة مع ديوان الترقية والتسيير العقاري، تحسبا لشرائه “ حتى ولو تطلب الأمر شراءه بماله الخاص، حسب ما أكده لنا الرئيس بن عيسى.