من خلال مختلف أحاديث المقربين من الفريق وحتى المسيرين أنفسهم بعد إجماعهم التام على أن الفريق يضم لاعبين ممتازين يمكنهم التدارك في أي مواجهة في بطولة هذه الموسم وتحقيق الوثبة المطلوبة بعد ذلك، وما ينقص التشكيلة حاليا هو مدرب كفؤ يوظفهم جيدا ويعرف مكمن الخلل... وللإشارة فقد كانت هذه التصريحات في الفترة التي أشرف عليها المدرب السابق كرماني على حظوظ الفريق، والآن مع مجيء التقني المعسكري حنكوش وإخفاق الفريق مرة أخرى في تسجيل نتيجة إيجابية أمام شبان "البوبية" الذين يفتقدون للاعبين في صورة المهاجم شرايطية والحارس بوهدة والمدافع بولمدايس وغيرهم، إلا أن تواجد هذه العينة من اللاعبين لم تصنع الفارق ولم يسمح ل"الصادة" في تجاوز فرق تفتقر للتجربة التي يمتلكها بعض لاعبي الفريق. الأداء موجود لكن النتائج في خبر كان في أغلب المواجهات التي لعبها الفريق لحد الآن أمام مختلف الفرق وحتى خارج الديار، قدم رفاق قبايلي مستوى مقبولا وسيطروا في اغلب فترات هذه المواجهات وكانت مقابلة النصرية في 20 أوت واتحاد البليدة في براكني وحتى مواجهة مروانة في ملعب بن ساسي، أفضل دليل على ذلك، إذ اعترف مدربو هذه الفرق بالأداء المقدم من لاعبي المولودية وكان تصريح المدرب السابق للنصرية آيت جودي يصب في هذا الاتجاه، بل وكان قد رشح المولودية للفوز في مواجهة البليدة في براكني وفعلا جانب يومها الفريق الفوز في اللحظات الأخيرة من اللقاء، ومن خلال سرد هذه المعطيات تبقى الوضعية الحالية للفريق تثير التساؤل، فالأداء موجود ولكن النتائج غائبة وبالتالي يحتل الفريق أسوء مرتبة له المواسم الأخيرة ضمن حظيرة أندية القسم الثاني. هل كان كرماني محقا في تصريحاته؟ يتذكر الجميع تصريحات المدرب السابق احمد كرماني عقب انهزام الفريق أمام "الموب" في ملعب 24 فبراير ببلعباس، إذ صرح خلال الندوة الصحفية أن فريقه يضم لاعبين يفتقرون للخبرة اللازمة، كما أضاف أن دكة البدلاء تحوي لاعبين لا يمكنهم صنع الفارق ولا يمكن الاعتماد عليهم في الوقت الحالي، وقد كانت لهذه التصريحات الساخنة الأثر الكبير في نفسية المسيرين الذين أكدوا أن الفريق يضم لاعبين جيدين، إلا أن توظيفهم لم يكن بالشكل الذي يسمح لهم بتقديم الأفضل، وكان للخيارات السابقة للمدرب كرماني حجة لمسيري الفريق، خاصة أنه كثيرا ما فاجأ الجميع حتى اللاعبين أنفسهم حين أشرك شرايطية صانع ألعاب ووظف بولمدايس في استرجاع وأبقى اللاعب قبايلي في الاحتياط بحجة الاعتماد عليه في المواجهات التي تجري خارج ملعب بلعباس (الملعب الذي تستقبل فيه المولودية منافسيها)، لكن مع مجيء المدرب حنكوش الذي هو بصدد اكتشاف مؤهلات لاعبيه قد تسقط هذه الفرضية وتسمى الأشياء بمسمياتها، إلا إذا كان التدارك في مواجهة الغد، خاصة أن هناك العديد من المعطيات تصب في صالح الفريق . غياب ثلاثي الوسط أمام "البوبية" أخلط أوراق حنكوش قد يكون لغياب ثلاثي وسط الميدان في المواجهة الأخيرة للفريق أمام مولودية باتنة الأثر الكبير في تدني مستوى الأداء المقدم في أغلب فترات هذا اللقاء، خاصة أن كل من ڤنيفي وقبايلي صارا في الآونة من ركائز الفريق التي لا يمكن تجاهل دورها في المباريات الأخيرة، وحتى اللاعب زاوي يمكنه صنع الفارق حين يكون في أفضل حالاته الفنية والبدنية، إذ أن سوء الحظ لازمه في المباريات الأخيرة. للتذكير فقد دخل اللاعب زاوي في بداية الشوط الثاني في اللقاء الأخير وقدم أداء يبقى في حاجة لتأكيد، خاصة أن الجميع بما فيهم المدرب حنكوش يعلق أمالا كبيرة على اللاعب في قيادة الفريق نحو أداء مميز ونتائج أفضل فيما تبقى من مواجهات البطولة. التعادل يحسب لحنكوش بالرغم من أن التعادل الأخير الذي سجلته تشكيلة المولودية أمام فريق مولودية باتنة كان له بالغ الأثر على الجميع، خاصة على أنصار الفريق الذين كانوا يأملون في طرد نحس النتائج السلبية هذا بالإضافة إلى مرارته و قسوته على اللاعبين الذي أرادوا أن يهدوه لمدربهم حنكوش في أول لقاء له على رأس العارضة الفنية للفريق، وهو الذي لا يتحمل تبعات هذا التعثر، وحسب الأنصار والمقربين من البيت السعيدي، فإن المدرب حنكوش لا يمكن تحميله وزر النتيجة الأخيرة رغم أنه قاد الفريق من دكة البدلاء ولا يحق لأحد أن يحاسبه في أول مباراة له على رأس نتيجة إشرافه المتأخر على المجموعة وغياب ثلاثة لاعبين أساسين في وسط الميدان، هذا بالرغم من أنه أكد تحديه للجميع بقدرته على إخراج الفريق من الوضعية الحالية، لكنه من جهة أخرى أكد أنه ليس بمقدوره أن يغير نتائج الفريق في ظرف قياسي، وهو الذي أشرف على المجموعة في فترة لم تتعد الأسبوعين. "الصادة"...من أقوى المرشحين إلى أبرز المهددين بعد التعادل الأخير أصبحت المولودية تحتل المرتبة ما قبل الأخيرة في جدول الترتيب، إذ تتقدم كل من سريع المحمدية وشباب تموشنت وهي مرتبة غير متوقعة لأشد المتشائمين واعتبروها كارثية إذا ما قورنت بحجم مولودية سعيدة التي كانت قبل انطلاق منافسة الرابطة المحترفة الثانية أحد أقوى المرشحين للعب على تأشيرة الصعود والعودة إلى الدرجة الأولى، لكن سوء الانطلاقة وتوالي جولات البطولة سرعان ما تغيرت الأمور وأصبح الفريق يسير من السيئ إلى الأسوأ وزادت أموره تعقيدا بعد أن أصبح يحقق الخسارة تلوى الأخرى داخل الديار وخارجها، ما زاد الطينة بلة رمي المدرب أحمد كرماني المنشفة بعد أن فقد السيطرة على المجموعة التي لم تجد معالمها للعديد من المشاكل التي ظهرت في محيط الفريق والتي تمحورت جلها في الجانب الفني الذي كان النقطة السلبية بسبب العقم الهجومي ونقص الفاعلية أمام المرمى، فالخط الأمامي للفريق صنف كأضعف خط هجوم إذ لم تتجاوز الأهداف التي سجلها الستة أهداف منها هدفين عن طريق ركلتي جزاء وهي حصيلة ضئيلة جدا وتدل فشل الهجوم في مهمته التي تسمح لباقي الخطوط اللعب براحة كبيرة وللمدرب فرصة تحضير المجموعة دون أدنى ضغط. ---------------------------- اللاعبون استأنفوا تدريباتهم أول أمس تحسبا لمباراة الغد التي ستجمع الفريق ب"الموك" استأنفت عناصر المولودية تحضيراتها الجدية دون استفادتهم من فترة راحة وهذا لضيق الوقت، باعتبار أن الوقت الفاصل بين مواجهة "البوبية" و"الموك" لم يتعد الثلاث أيام، كما أن انتقال الفريق يوميين قبل المواجهة قد يجعل تركيز اللاعبين كبيرا ويمنحهم أطول وقت لاسترجاع أنفاسهم بعد الرحلة الشاقة. الحصة كانت خفيفة وخصصت للاسترجاع بما أن الحصة التدريبية كانت في اليوم الموالي الذي أعقب اللقاء، فضل الطاقم الفني أن يجعلها خفيفة خاصة بالنسبة للاعبين الذين شاركوا في اللقاء الأخير، فيما تدرب الاحتياطيون بصورة عادية مع المحضر البدني الحاج نوراي وطبعت الأجواء الجنائزية هذه الحصة التدريبية بفعل النتيجة المخيبة التي حققها اللاعبون في أخر لقاء. التعداد يكتمل بالتحاق قبايلي وڤنيفي أهم ما ميز هذه الحصة التدريبية، هو التحاق الثنائي قبايلي وڤنيفي بتدريبات الفريق، خاصة أنهما لم يشاركا في المواجهة الأخيرة بفعل عقوبة الأول وإصابة الثاني بزكام حاد، وبهذا قد يكون أمام المدرب حنكوش عدة خيارات، خاصة مع تواجد اللاعب عاتق وجاهزية اللاعب زاوي مقارنة بالمواجهة الأخيرة، إذ شارك دون أن يكون جاهزا بنسبة كبيرة نتيجة التحاقه المتأخر بالتدريبات. حنكوش تحدث مع لاعبيه مطولا وبغية منه في رفع معنويات لاعبيه، اجتمع المدرب حنكوش بهم في ختام الحصة التدريبية وحاول رفع معنوياتهم المنهارة، خاصة أن كل اللاعبين انهاروا مع الصافرة الأخيرة للحكم ابراهيمي لحظة إعلانه نهاية اللقاء وبلغ المدرب أشباله أن فرصة التدارك لازالت قائمة شريطة أن يؤدي كل لاعب واجبه وأكثر فوق أرضية الميدان، معتبرا أن الفرق التي فازت على المولودية لم تكن أفضل منها. --------------------------------------- التشكيلة تنقلت برا أمس صباحا شدت تشكيلة مولودية سعيدة المعنية بمواجهة "الموك" الرحال صبيحة أمس إلى مدينة "الجسور المعلقة" تحضيرا لمواجهة الجولة العاشرة من عمر الرابطة المحترفة الثانية، إذ كان الموعد أمام مقر الفريق ب"فيلا الكاسطور"، أين تجمع اللاعبون واستقلوا حافلة الفريق في رحلة برية على أمل تدارك التعادل المخيب الذي كان ل