يعترف صخرة دفاع المنتخب الوطني مجيد بوڤرة أنّ المأمورية ستكون في غاية الصعوبة أمام المنتخب السلوفيني يوم الأحد المقبل، مضيفا أن التحضيرات جارية على قدم وساق من أجل استهلال المنافسة العالمية بنتيجة تمنح الثقة للاعبين منذ البداية. كما يتحدث بوڤرة عن الموهبة رياض بودبوز ويقول بشأنه إنه المستقبل وأنه لاعب سيعطي الكثير للمنتخب الوطني... كيف تجري التحضيرات للقاء سلوفينيا منذ وصولكم إلى جنوب إفريقيا؟ تجري في ظروف جيدة، حيث أننا بصدد مواصلة البرنامج الذي سطره المدرب، وشرعنا في تطبيقه منذ أول حصة تدريبي ب “كرانس مونتانا” بسويسرا، الحمد لله أن التعداد صار مكتملا الآن بعد عودة كافة اللاعبين المصابين، وانضمامهم إلى المجموعة، ما منح أوراقا إضافية للمدرب افتقدها في وقت سابق. وعن الظروف المحيطة بتربصنا هنا منذ وصولنا إلى جنوب إفريقيا، أعتقد أنّنا نتواجد في مكان هادئ ورائع، كما أنّ الملعب رائع هو الآخر، وكل العوامل تصب في صالحنا من أجل مواصلة التحضيرات بصورة جيدة. تتواجدون تقريبا في مكان معزول عن العالم الخارجي، هل ترى أن الأمر سيساعدكم على التركيز لما ينتظركم من تحديات، أم أنه قد ينعكس على تركيزكم سلبا؟ لا، من المستحيل أن ينعكس على تركيزنا سلبا، لأننا كنا في أمس الحاجة إلى مكان هادئ كهذا حتى نركز جيدا للمهمة التي تنتظرنا، الأمر يتعلق بالتحضير لنهائيات كأس العالم، وما دمنا الآن في قلب الحدث، فنحن في أمس الحاجة إلى تركيز وهدوء، لذلك من المستبعد جدا أن نتأثر سلبا، بقدر ما سيسمح لنا لذلك بالتحضير والتركيز في هدوء بعيدا عن أي صخب أو ضجيج. هل بدأتم تشعرون بالضغط وبأجواء “المونديال” بعد وصولكم إلى قلب الحدث؟ الضغط شعرنا به منذ فترة طويلة، وربما منذ أن تأهلنا إلى هذه المنافسة العالمية، لأن المسؤولية الملقاة على عاقتنا كبيرة جدا، ما دام الأمر يتعلق بتمثيل الجزائر في محفل كروي غبنا عنه لفترة طويلة. وعن أجواء المونديال، اعتقد أن مجرّد وصولنا إلى هنا جعلنا ندخل مباشرة في أجوائه. ربما ما يزيد الضغط عليكم هو أن كافة اللاعبين الذين يمتلكهم المنتخب سيشاركون لأول مرّة في نهائيات كأس العالم، أليس كذلك؟ ربّما، صحيح أنها المرّة الأولى التي سنشارك فيها في منافسة كبيرة من هذا الحجم، وصحيح في آن واحد أننا نلعب تقريبا في البطولات الأوروبية، إلا أن كأس العالم أمر آخر... يا أخي الأمر يتعلق بأكبر منافسة كروية عالمية تشارك فيها كبار المنتخبات، ما يشكل علينا بعض الضغط لأننا مجبرون في ظل ذلك على رفع التحدي لتمثيل الجزائر أحسن تمثيل. هل أنتم جاهزون لذلك؟ من الناحية الفنية نحن نواصل التحضير على قدم وساق، والمهم أننا استرجعنا كافة المصابين، وصرنا نحضر بتعداد مكتمل، ولدينا الآن أربعة أيام إَضافية (الحوار أجري يوم الثلاثاء) سنواصل فيها التحضير بجدية حتى نكون في المستوى يوم الأحد القادم أمام سلوفينيا. ومن الناحية المعنوية، اعتقد أن الجميع يشعرون بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والكل يدرك أننا لسنا هنا في نزهة أو فسحة، بل أننا هنا من أجل تشريف الجزائر والتأكيد على أننا نستحقّ التواجد هنا. كيف تتوقع أن تكون المأمورية في أول مباراة أمام المنتخب السلوفيني؟ غالبا ما تكون المباريات الأولى في أي مسابقة صعبة لكل المنتخبات أو الأندية، والأمر كذلك يوم الأحد المقبل بالنسبة لنا، فمن الخطأ أن يعتقد الواحد منا أننا سنواجه منتخبا عاديا سيكون من السهل الإطاحة به، بالعكس المأمورية ستكون صعبة جدا، لأننا نلاقي منتخبا قويا من كل النواحي، منتخب استحق التأهل الوصول إلى جنوب إفريقيا بعدما أزاح من طريقه منتخبات قوية هو الآخر، لذلك أؤكد مرة أخرى أن المهمة ستكون صعبة. أكيد أنك تعرف العديد من لاعبي هذا المنتخب.. نعم، أعرف البعض منهم لكني أفضّل أن أعمّم في حديثي لأن المنتخب السلوفيني يمتلك تشكيلة قوية ومتماسكة، والخطر لا يأتي من عنصر أو عنصرين بل من كافة العناصر. لاسيما العناصر التي يمتلكها في الخط الأمامي، أليس كذلك؟ أجل، لديه عناصر طويلة القامة، كما أنه يعتمد على الكرات الطويلة كثيرا، بالإضافة إلى الكرات العرضية، فضلا على الكرات الثابتة، لذلك علينا أن نأخذ كافة احتياطاتنا من هذا المنتخب الذي لن تكون مهمتنا أمامه سهلة كما قد يتخيّل للبعض. لكن من المهم الفوز عليه في أول جولة من أجل اكتساب الثقة في النفس تحسبا للمباريات المقبلة؟ من المهم أن نحقق نتيجة إيجابية في أول مباراة، لأن ذلك يجعلنا نكسب ثقة في النفس منذ البداية، ويجعلنا ندخل المباريات الأخرى التي تنتظرنا بعزيمة أكبر، وأتمنى أن يتسنى لنا ذلك رغم أني أجد نفسي مضطرا مرة أخرى للحديث عن صعوبة مباراة الأحد المقبل. المعروف عنكم أنكم منتخب يرفع التحدّي في مثل هذه المواعيد الكبرى، فهل ننتظر منكم ذلك يوم الأحد القادم؟ حتى الآن أثبتنا أننا نمتلك تشكيلة محترمة، أثبتت جدارتها في المواعيد الكبرى خلال أكثر من مناسبة، سواء خلال الإقصائيات أو خلال نهائيات كأس إفريقيا، والآن نحن على موعد مع منافسة مستواها عال جدا، وسنسعى إلى إثبات ذاتنا من جديد والتأكيد على أننا لم نصل إلى هنا من أجل التواجد وفقط، بل من أجل تشريف الكرة الجزائرية والتأكيد على أننا منتخب استحق تأهله واستحق التواجد مع الكبار. لمسنا في اللقاء الودي الأخير أمام الإمارات تحسّنا كبيرا على مستوى الدفاع بدليل أن المنافس لم يصل إلى مرماكم، فهل هذا يعني أن الدفاع استعاد توازنه أخيرا وصار مثلما كان عليه في السابق؟ كان من المهم يومها أن نحافظ على نظافة شباكنا حتّى نستعيد الثقة في النفس قبيل دخولنا غمار “المونديال”، الحمد لله أننا نجحنا في مهمتنا إلى حدّ بعيد وحرمنا من المنافس من تهديد مرمانا، وهو ما سنعمل عليه في لقاء سلوفينيا إن شاء الله، لأن الحفاظ على نظافة شباكنا يومها سيكون هاما إذا ما أردنا الخروج بنتيجة إيجابية. ذلك التألق تزامن وعودتك أنت ويحيى إلى الخط الخلفي من جديد؟ نعم، اعتقد أن عودتنا من الإصابة جاءت في الوقت المناسب، أياما قبيل انطلاق المونديال، ولا يخفى أننا تعودنا من قبل على تشكيل محور الدفاع أنا ويحيى وحليش، وبالتالي كان من المنطقي أن يستعيد الدفاع توازنه بمشاركتنا سويا طيلة المباراة، وسنعمل على تحسين الأداء لاحقا حتى يكون مردودنا أفضل في التحديات المقبلة. في الأخير بودّنا أن نسألك عن بودبوز، ما رأيك فيما قدّمه حتى الآن منذ مجيئه، وهل تعتقد أنه سيكون له شأن كبير في المستقبل؟ لقد أثبت حتى الآن أنه إضافة جيدة للمنتخب، إنه لاعب من طينة الكبار، لاعب موهوب يتمتع بإمكانات فنية هائلة ترشّحه لكي يكون له شأنه كبير في المستقبل، الحمد لله أنه اندمج بسرعة في المجموعة على غرار كافة اللاعبين الجدد، وأنا شخصيا أتمنى له مستقبلا زاهرا في مشواره الكروي مع فريقه أو مع المنتخب.