يبدو أن أنصار جمعية الشلف كتبت عليهم المعاناة هذا الموسم، حيث صار الفريق يلعب دون روح ويؤدي مقابلات كارثية، بدليل المباراة الأخيرة أمام مولودية العلمة والتي انتهت بتعادل أشبه بالهزيمة للشلفاوة، لتواصل الجمعية غرقها رغم تغيير الطاقم الفني، وجعل الأنصار كل اللاعبين دون استثناء في قفص الاتهام، محملين إياهم مسؤولية ما وصل إليه الفريق الذي أصبح عاجزا في الخطوط خصوصا في الهجوم الذي يتطلب ثورة حقيقية. نتيجتا سطيف والساورة في مهب الريح دخل لاعبو جمعية الشلف لقاء أول أمس بنية تأكيد نتيجتي وفاق سطيف والساورة، لكن لا شيء من ذلك حدث واكتفى الفريق بالتعادل الذي لم يرو عطش الجوارح للانتصارات، وأبقاه في المنطقة الحمراء بفارق قليل جدا عن صاحب المؤخرة اتحاد بلعباس، ويتخوف الشلفاوة أن تتواصل لعبة الكراسي المتحركة في المؤخرة وأن تدخل الجمعية هذه اللعبة، ما يستلزم ثورة حسب الجوارح من أجل النهوض بها من جديد، لأن بعض اللاعبين لا يستحقون حمل ألوان الفريق على حد تعبيرهم. تعادل بطعم الهزيمة والوضعية لا تبشر بالخير لا أحد ينكر أن جمعية الشلف هذا الموسم فقدت الكثير من هيبتها وبريقها، وصارت عاجزة حتى في ملعبها وهي وضعية لا تبشر بالخير، وإذا كان الجميع يحمّل اللاعبين مسؤولية ما حدث، فإن الإدارة أيضا تتحمل جزءا من المسؤولية بسبب المشاكل الحاصلة في بداية الموسم والتي أثرت في الفريق وزعزعت استق راره، ورغم تأكيدات الإدارة الحالية أن تلك المشاكل أصبحت من الماضي إلا أن لا أحد ينكر أن الجمعية مازالت تعيش على وقع مخلفاتها. المشكل ليس في المدربين وبلحوت رد على منتقديه وفي السياق ذاته أكد الأنصار أن المشكل لم يكن أبدا في المدربين، بل في ذهنية اللاعبين الذين اعتادوا النتائج السلبية كأنها أمر عادي إلى أن وصل الفريق إلى ما هو عليه الآن، ورغم أن العديد منهم كانوا في وقت سابق يحمّلون بلحوت مسؤولية النتائج السلبية، إلا أن المدرب نفسه استطاع القدوم إلى الشلف وبتشكيلة شابة لقن الجمعية درسا في الروح القتالية والرغبة في الفوز، والفرق في الحالتين أن بلحوت الجمعية كان يملك لاعبين "فاتهم القطار"، وفي العلمة أصبح يملك تعدادا شابا قادرا على رفع التحدي، ما جعله يرد على كل من شكك في قدراته. بن زكري قام بالواجب وزيادة والمسؤولية يتحملها اللاعبون وبالحديث عن المدربين فإن بن زكري لا يتحمل بأي حال من الأحوال تعادل أول أمس، لأنه ورث فريقا منهارا على جميع المستويات ومحبطا معنويا، والكل في الشلف يؤكد أن بن زكري قام بالواجب وزيادة منذ إشرافه على التعداد، ولم يغب عن أي حصة عكس اللاعبين الذين يغيبون بداعي الإصابة أو لأسباب أخرى، ولهذا فإن الكل يجمع على أن المشكل في اللاعبين وليس في المدربين. الهجوم "راه يعوم آخر كلمة" ولا يمكن الحديث عن النتائج السلبية دون الحديث عن الهجوم، الذي صار عاجزا عن التسجيل وما كلام المدرب بن زكري إلا دليل على ذلك، والمتابع لقاء العلمة الأخير يتأكد أن هذا الخط يحتاج "رقية صحيحة" للنهوض من سباته العميق، الذي إن تواصل سيأخذ الجمعية إلى مكان لا يتمناه الشلفاوة، لذلك على الإدارة حسب الأنصار التحرك وجلب مهاجمين مميزين قادرين على الوضع الكرة في الشباك، طالما أن المهاجمين الحاليين لا يستطيعون فعل ذلك إلا في التدريبات. الجوارح: "احترموا قميص النادي أو تربحو" وفي الأخير كان رد الجوارح عقب اللقاء الأخير، أبلغ رد على النتيجة السلبية التي سجلتها الجمعية بتعادلها أمام العلمة، حيث صب الجمهور جام غضبه على اللاعبين واصفا إياهم بكل النعوت احتجاجا على التعثر، على غرار ما قاله أحد كبار السن للاعبين: "احترموا ألوان الفريق أو تربحو". ----------------------------------------- بن زكري: "كل الأمور يجب أن تراجع وتسجيل 7أهداف في 13 جولة أمر غير طبيعي" أبدى مدرب جمعية الشلف نور بن زكري عدم رضاه عن النتيجة التي انتهت عليها مباراة العلمة، وبصراحته المعهودة أكد لنا أن الأمور لا تسير على ما يرام داخل التشكيلة، وأن اللاعبين مطالبون بالتحلي بجدية إذا أرادوا إخراج الفريق مما هو فيه، ونال الهجوم النصيب الأكبر من ملاحظات بن زكري، الذي أكد أن الأمور لا تسير بصورة طبيعية في الهجوم. "لم نلعب مقابلة كبيرة والعلمة شكلوا لنا عدة متاعب" وفي تعليقه على اللقاء قال بن زكري: "لم نلعب مقابلة كبيرة على مدار شوطيها، وأعتقد أن مولودية العلمة شكلت لنا عدة صعوبات ومتاعب، بفضل حسن تمركز لاعبيها على الميدان، والتعادل عطل مسيرتنا ورغبتنا في الاستمرار كما بدأنا أمام سطيف والساورة، وأؤكد لكم أنها نتيجة سلبية لنا لأن تضييع النقاط بهذه الطريقة لن نشعر به الآن، بل في نهاية الموسم وعندما تكون النقطة من ذهب". "قلتها وأعيدها لم نعد نحضر للمقابلات كما يجب" وفي شرحه أسباب هذا التعثر: "قلتها وأعيدها لم نعد نحضر للمباريات بالكيفية اللازمة، فتحقيق النتائج الإيجابية يتطلب وجود مجموعة متجانسة تعمل مع بعض طوال الأسبوع، فالغيابات هي التي تؤثر في الفريق، وكل مرة يغيب لاعب ويبرر ذلك بمشاكل خاصة، وهو أمر لا يخدم الجمعية، فالفريق الذي يريد الفوز عليه أن يستشعر قيمة المقابلة التي سيلعبها أثناء تدريباته على مدار الأسبوع وليس يوم اللقاء فقط". "الغيابات ستحطم الفريق وكل الأمور يجب أن تراجع" وفي السياق ذاته قال بن زكري: "يجب علينا التحدث بكل صرحة عن مشكل الغيابات، الذي لن يخدم الفريق بل سيحطمه مستقبلا، لأن اليم سيتغيب لاعب وغدا لاعبان وبعدها ستتسع الدائرة، لذلك أؤكد أن كل الأمور يجب أن تراجع بخصوص هذه النقطة، لأن وضعية الفريق ليست مناسبة للدخول في هذه الأمور أو حتى التساهل معها، وأعتقد أن هذه القضية يعرفها الجميع في الشلف". "الجميع يعلم المشاكل التي يتخبط فيها الفريق، واللاعبون ما همش ملاح" وأضاف المدرب قائلا: "أعتقد أن الجميع يعلم المشاكل التي يتخبط فيها الفريق حتى قبل قدومي للإشراف على عارضته الفنية، ما يؤكد أن البحث عن الحلول لهذه المشاكل قد بدأ تدريجيا لكن اللاعبين لم يصبروا و"ما راهمش ملاح في ريسانهم"، وفي هذه الحالة لم يمكنك أن تحقق نتائج إيجابية أو حتى التفكير في ذلك، لأن اللاعبين هم الأساس وعلى الجميع أن يأخذ ذلك بعين الاعتبار". "الوضعية صارت معقدة، وتنتظرنا مقابلات نارية" وفي تحليله نتائج الفريق قال بن زكري: "بالنظر إلى وضعيتنا في جدول الترتيب، أعتقد أن الأمور لم ولن تكون سهلة لأن مباريات نارية تنتظرنا خلال ما تبقى من البطولة، ما يجعلني أؤكد أن المهمة صارت معقدة أكثر من ذي قبل، على غرار داربي الغرب أمام مولودية وهران ونحن نعرف جيدا طبيعة هذه اللقاءات، هناك أيضا مباراة بجاية في انتظار مرحلة العودة". "اللاعبون ما عندهمش حسابات ومرحلة العودة ستكون معقدة" وأضاف بن زكري قائلا: "اللاعبون ما عندهمش حسابات ويظنون أن التعادل أمر عادي، لكن توالي المباريات سيكشف لهم أن حساباتهم كلها خاطئة وأنا هنا أتكلم عموما على ذهنية اللاعبين الجزائريين، وبخصوص مرحلة العودة يجب أن لا نستبق الأمور وعلينا تصحيح أخطائنا والبحث عن مكمن الخلل، من إجل إعادة الفريق إلى وضعيته الطبيعية وهو ما يستدعي تضافر جهود الجميع". "العقلية ستتغير وبهذا التعداد الأمور ستكون أصعب" بخصوص المرحلة القادمة قال بن زكري: "الأكيد أن الأمور لن تبقى على هذا النحو، والعديد من المعطيات ستتغير إذا أردنا إخراج الفريق مما هو فيه، وأول نقطة يجب أن ندركها أن الأمور أصبحت صعبة بهذا التعداد، ويجب أن يكون هناك تغيير ما، من أجل سير السفينة مجددا، وأعتقد أننا مطالبون بتدعيم الفريق بلاعبين قادرين على إعطاء الإضافة". "الهجوم ليس على ما يرام و7 أهداف في 13 مقابلة أمر غير طبيعي" ومن الأمور التي ركز عليها بن زكري كان حديثه عن العقم الذي يعاني منه الهجوم، حيث قال: "أعتقد أن المهاجمين بحاجة إلى روح جديدة، فبالنظر إلى تسجيلهم 7 أهداف في 13 جولة أعتقد أن هذا الأمر غير طبيعي ويحتاج إلى وقفة جدية، وعليهم تحقيق الانتفاضة وإلا فإن الأمور لا تبشر بالخير في هذا الخط الذي أثبت أمام العلمة أنه كان خارج الإطار تماما، وهي أمور ستراجع في الأيام القادمة". "سنعالج الأمور بهدوء ودون تسرع" وفي الأخير قال بن زكري: "الوضعية التي يعيشها الفريق تتطلب معالجة الأمور بحكمة وعقلانية، خصوصا أن الوقت ليس في صالحه، حيث سنحاول إيجاد حلول لكل ما يمر به على مستوى النتائج والأداء، دون تسرع طبعا رغم أن الأمور لن تكون سهلة أبدا". ----------------------------------------- معمر يوسف: "كنا نتمنى الفوز أمام العلمة ولكن" قال أحسن لاعب في مباراة العلمة الأخيرة معمر يوسف: "أعتقد أن النتائج التي حققناها مؤخرا جعلتنا ندخل مباراة العلمة بإرادة قوية من اجل مواصلة سلسلة النتائج الإيجابية، لكن الأمور لم تسر معنا كما كنا نريد، ما كلفنا التعادل أمام العلمة وهذه النتيجة ليست في صالحنا، لكن علينا التدارك في القريب العاجل". غربي: "الحظ لم يكن إلى جانبنا وسنعوض في المقابلات القادمة" من جهته قال غربي: "أعتقد أن الحظ لم يكن إلى جانبنا عندما واجهنا العلمة، فرغم أننا بذلنا مجهودات جبارة إلا أن ذلك لم يشفع لنا، لكننا سننهض سريعا من هذه الكبوة وسنعوض في اللقاءات القادمة بإذن الله، ويجب أن نكون في مستوى تطلعات الأنصار وأن نحقق نتائج أفضل مستقبلا". زاوش: "المهمة لن تكون سهلة في المباريات القادمة وعلينا التجند لها" وفي السياق ذاته قال وسط ميدان الجمعية محمد زاوش: "لم نكن نتوقع هذا التعادل أمام العلمة، لأن رغبتنا في الفوز كانت قوية من أجل تأكيد نتيجتي سطيف والساورة، لكننا اصطدمنا بمنافس قوي استطاع تحقيق نتيجة إيجابية وعلى كل حال المهمة لن تكون سهلة، ولكن علينا التجند للخروج من الوضعية الحالية بسلام". ----------------------------------------- صبايحية خرج "ما يضويش" كان رئيس الجمعية نور الدين صبايحية أشد المتأثرين بالتعادل الذي سجله فريقه، ورغم أنه معروف بهدوئه إلا أن صبايحية بدت عليه علامات التأسف حيث لم يتكلم إطلاقا مع اللاعبين وكان يتحدث مع بعض المسيرين فقط، ما يؤكد أن النتيجة لم تعجبه حاله حال كل الشلفاوة. العلمة كانت أحسن بكثير من الجمعية لا أحد ينكر أن مولودية العلمة كانت أحسن بكثير من جمعية الشلف من جميع النواحي، فزملاء الخطير درارجة كانوا أفضل تنظيما وانتشارا على الميدان، وفوق كل هذا لم يلعب أشبال بلحوت بخطة دفاعية، حيث تركوا اللعب مفتوحا وكانوا قادرين في العديد من المرات على الوصول إلى مرمى الجمعية لولا حسن حظها. الجمهور لم يحضر بقوة لم يحضر أنصار جمعية الشلف بقوة مثلما كان يتمنى اللاعبون والإدارة، حيث توافد زهاء 8 آلاف مناصر وهذا راجع ربما لتقديم المباراة التي لعبت على الساعة الثالثة، أو للأجواء الباردة التي ميزت مدينة الشلف أول أمس. بلحوت "ما نساش العشرة" وحيا الجميع رغم أنه خرج بطريقة صعبة من جمعية الشلف، إلا أن المدرب رشيد بلحوت أثبت أنه من طينة الكبار حيث حيا كل اللاعبين والمسيرين وحتى الجمهور الشلفي الذي حياه بدوره، ما يؤكد أن الشلفاوة اقتنعوا بن المشكل ليس في المدربين بقدر ما هو في اللاعبين وأدائهم الباهت. وكان له حديث خاص مع بن زكري وبن شوية وعقب اللقاء توجه المدرب بلحوت بكل روح رياضية إلى الطاقم الفني للجمعية، وكان له حديث مطول مع المدرب نور بن زكري ومساعده محمد بن شوية، وتمنى لهما وللجمعية مشوارا موفقا من أجل عودتها إلى سابق عهدها، كما تحدث بلحوت مع العديد من لاعبي الشلف على غرار ملولي الذي التقاه في حظيرة السيارات. جمهور العلمة "يعطيه الصحة" وكان في المستوى من الأمور الإيجابية التي تستحق الذكر الموقف الرياضي لأنصار مولودية العلمة، الذين احتفلوا في هدوء مراعاة لمشاعر الجوارح الذين كانوا في قمة الغضب من فريقهم ولاعبيهم، ما يستحق الإشادة ويؤكد أن مولودية العلمة تستحق فعلا المكانة التي توجد فيها.