عاد عبد المومن جابو أفضل لاعب محلي في البطولة الوطنية سابقا ليبرز من جديد عبر بوابة فريقه الحالي النادي الإفريقي التونسي، عندما قاده مساء أوّل أمس الأحد لتحقيق أوّل انتصار له بنتيجة (2/1) في البطولة التونسية بعد ثلاثة تعادلات متتالية حققها مطلع الموسم الجاري. ومن المؤكّد أن العودة القوية ل جابو في هذا الظرف بالذات، وبأيام قليلة قبيل نهائيات كأس إفريقيا 2013، ستريح الطاقم الفني بقيادة المدرب الوطني "وحيد حليلوزيتش"، الذي لطالما أبدى قلقه من الإصابات العديدة التي يتعرّض لها "المموش" في كل مرة يتعلق الأمر بمواعيد المنتخب الوطني. أوّل فوز لفريقه وأوّل هدف في الموسم بقدميه وكان الإفريقي التونسي حقق بداية محتشمة في بطولة الموسم الجاري، أين أجبر على التعادل سلبا في ثلاث مباريات متتالية، غير أن الدولي الجزائري جابو أنهى سلسلة النتائج السلبية، وأنهى صيام فريقه عن التهديف في ثلاث مناسبات، وقاده إلى تحقيق أوّل انتصار له على حساب نادي المرسى، بفضل أداء راق مكنه من توقيع أوّل إصابة لفريقه في المرحلة الأولى، وهو هدف حرّر زملاءه، الذين أضافوا هدفا ثانيا وضمنوا انتصارهم رغم تقليص المنافس للنتيجة. حُرم من ركلة جزاء ومنح زملاءه 5 كرات للتسجيل ولم يقتصر أداء جابو على الهدف الأول والجميل الذي سجّله، بل أن صانع أفراح وفاق سطيف واتحاد الحراش سابقا، كان سمّا في دفاع المرسى بفضل سرعته ومهاراته وتحركاته التي أجبرت المنافس على توظيف الخشونة لإيقافه، فتعرّض لعرقلة واضحة في إحدى اللقطات داخل منطقة العمليات، غير أن الحكم وعوض أن يمنحه ركلة جزاء أمر بمواصلة اللعب، ناهيك على أن اللاعب زوّد زملاءه على الأقل بخمس تمريرات دقيقة كانت ستسمح لفريقه بمضاعفة الفارق في أكثر من مناسبة، لولا التسرّع تارة وسوء الطالع تارة أخرى، مع العلم أن جابو ترك مكانه تحت تصفيقات الجماهير في الدقيقة 85. "ليكلوبيست" يتباهون بما فعله ويُعلّقون عليه آمالا كبيرة ولطالما كان أنصار الإفريقي متيقّنين من القدرات الحقيقية ل جابو، فهم اكتشفوا فيه مواصفات اللاعب الكبير مع نهاية الموسم الماضي لدى انضمامه، وكان عليهم هذا الموسم انتظار ثلاث جولات كاملة كي تنطلق آلة "ميسي الجزائر"، وكان لهم ذلك بعدما وقفوا على وجهه الحقيقي في لقاء المرسى، حيث استمتعوا بأدائه، ولم يتردّدوا في التباهي والافتخار بما قدمه، وصاروا يعلقون عليه آمالا كبيرة هذا الموسم ليقود فريقهم إلى معانقة الألقاب من جديد، وإزاحة الترجي التونسي من عرش الكرة التونسية. استفاقته جاءت في وقتها أيّاما قبيل "الكان" وجاءت استفاقة "الممّوش" في وقتها، لأن السفر إلى جنوب إفريقيا يفصلنا عنه شهر فقط، وضبط القائمة الرسمية التي ستشارك في نهائيات كأس إفريقيا 2013 يفصلنا عنها أقلّ من ذلك، والفرصة مواتية ل جابو في ظل اللياقة التي يتواجد عليها، أن يواصل تألقه مع الإفريقي ويضمن له مكانة ضمن قائمة "23" التي ستحلّ ببلاد "البافانا بافانا"، كما أن استفاقته هذه ستريح كثيرا المدرب الوطني الذي أرّقته الإصابات التي يتعرّض لها جابو، حليش، سوداني، بوڤرة، كادامورو..، وتألق كهذا منه ومن قادير في البطولة الفرنسية أكيد أنه سيريحه. إن ابتعد شبح الإصابات عنه ف جابو سيقول كلمته في "الكان" وإن كان كثيرون لا يضعون جابو ضمن حسابات البوسني الأساسية في "الكان" بعدما صارت التركيبة الأساسية لهذا الأخير معروفة، فإن جابو لديه ما سيقوله في جنوب إفريقيا بفضل ما يقدّمه من أداء، فقط يبقى أن يبتعد عنه شبح الإصابات الذي سبق أن حرمه في الظهور في عدّة مناسبات، لكي يتسنى له أن يكشف الوجه الآخر الذي طال انتظاره مع المنتخب الوطني، ونقصد هنا الوجه الذي عرف به يوم كان يصنع أفراح الوفاق السطايفي واتحاد الحراش سابقا.