وسط حالة من التشاؤم التي تسود معاقل الأنصار بسبب الكبوات المتتالية في دوري المحترفين، تعود مولودية الجزائر إلى أجواء المنافسة ظهيرة اليوم من عاصمة الأوراس لما تنزل ضيفة على أحد فرق مؤخرة الترتيب شباب باتنة .. والذي لم يتذوق طعم الفوز منذ عدة جولات. وإذا كان الأداء الباهت الذي قدمته كتيبة مناد في المشهد الكروي الأخير أمام البرج في بولوغين قد جعل "الشناوة" يعتبرون أن العودة بالفوز من هذه الرحلة آخر شيء يتفاءلون به، إلا أن زملاء بابوش لهم رأي آخر، حيث سافروا إلى باتنة وكلهم عزم على العودة بالنقاط الثلاث من أجل توديع النتائج السلبية. الفريقان في اتجاه واحد ويبحثان عن التحرر أيضا وشاءت الصدفة أن تصطدم مولودية الجزائر بشباب باتنة في مواجهتهما الجديدة داخل أسوار ملعب أول نوفمبر وهما يمران بواحدة من أخطر مراحلهما خلال الموسم الكروي الجاري. فإذا كانت المولودية لم تخاطب جمهورها بلغة الفوز منذ الجولة السابعة أمام "السي. أس. سي"، فإن "الكاب" لم يعرف طعم الفوز منذ الجولة الخامسة وهو ما انعكس على وضعية الفريق في سلم الترتيب، حيث أصبح "الكاب" يحتل المرتبة 15 وبفارق نقطة واحدة عن المتذيل. ورغم هذا المنحى التنازلي للفريقين إلا أن ذلك لن يلغي من المباراة طابع الإثارة في ظل بحث كل طرف عن نقاط التحرر. اللاعبون تحت ضغط "الشناوة" وضغط النتيجة أيضا وإذا كان لاعبي مولودية الجزائر يؤمنون أن الضغط أمر عادي ويصبح جزءا من حياة لاعب كرة القدم لما يكون في ناد بعراقة وشعبية "العميد"، إلا أن الهزات التي عرفها الفريق في المرحلة الأخيرة جعل درجة الضغط أكثر حدة هذا الأسبوع، حيث يعيش أشبال مناد تحت ضغط الجماهير المطالبة بالفوز في باتنة للعودة إلى السكة الصحيحة والتشبث بكوكبة المقدمة بالإضافة إلى ضغط النتيجة لأن حتى نقطة التعادل لن تشفي غليل جيوش "الشناوة" الجائعة للانتصارات. الفوز يضمن المعنويات وتحسين الترتيب أيضا وإذا كان لاعبي مولودية الجزائر يبحثون عن الفوز مجددا في باتنة من أجل تصحيح الأوضاع ويعودون إلى العاصمة بنتيجة إيجابية تمحي حالة الحزن التي يعيشها الأنصار ويردون جميلهم بعد مبادرتهم الأخيرة، فإن أهم شيء هو أن الفوز سيعيد الهدوء إلى البيت ويضمن المعنويات اللازمة قبل مباراة الكأس في أم البواقي أمام اتحاد الشاوية و"داربي" الحراش، فيما يبحث الطاقمان الفني والإداري لقيمة نقاط باتنة من زاوية أخرى لأنها ستسمح لهم بالبقاء على صلة مع كوكبة المقدمة وإنهاء مرحلة الذهاب في مرتبة مريحة. مناد يلعب رأسه ولا يتمنى أن تكون هكذا النهاية رغم أن التصريحات التي أدلى بها غريب غداة التعثر أمام أهلي البرج صبت كلها في خانة واحدة وهي أن مناد باق في منصبه وأن ثقة مجلس الإدارة كبيرة في مدربها، إلا أن العارفين لمزاج غريب المتقلب يؤكدون أن هذا الدعم ظرفي لا أكثر ولا أقل من أجل احتواء الأزمة فقط، فالواقع يؤكد أن مناد في موقع ضعف هذه المرة وأي تعثر جديد في باتنة يجعل تجربته مع المولودية تصل إلى خط النهاية خاصة أن هذا المدرب تراجعت أسهمه وحتى علاقته مع لاعبيه أصبحت باردة جدا. يجب أن يراجع حساباته ويسترجع ثقة لاعبيه أيضا وإذا كان مناد يريد أن ينقذ رأسه من مقصلة الإقالة ولا يكون الضحية الجديدة ل غريب هذا الموسم، لا بد أن يجعل فريقه يقدم طبقا كرويا ممتعا في باتنة ويختمه بفوز مهم ولكن هذا لن يتأتي إلا إذا راجع مناد حساباته ويعرف كيف يضع أصابعه على مكمن الخلل لتصحيح الأخطاء الفادحة ولا بد أن يرفع مناد معدل الحماس لدى لاعبيه بعد الأزمة الأخيرة حيث أصبح زملاء مترف يلومون مدربهم بسبب تنصله من مسؤولياته وتحميلهم مسؤولية التعثرات. الإدارة ترفض الحديث عن المنحة الخاصة رفضت إدارة مولودية الجزائر أن تفتح أي باب أمام لاعبيها لتقديم الأعذار والمبررات في حال أي تعثر جديد هذه المرة، كما خرجت عن تقاليدها أيضا ورفضت الحديث عن المنحة الخاصة كما عوّدت عليه اللاعبين في مثل هذه الرهانات حيث أكد غريب أن قيمة المنحة لن تخرج عما هو معمول به في سلم المنح ولن يحصل على لاعب على أكثر من 8 ملايين في حال العودة بالنقاط الثلاث من باتنة. بنوزة مطالب أن يكون في مستوى سمعته أيضا وتبقى النقطة الوحيدة التي تبعث القلق في معسكر مولودية الجزائر قبل مباراة اليوم هي تخوفها من الأخطاء التحكيمية التي أصبحت تدفع ثمنها غاليا في بعض اللقاءات. ورغم أن الحكم بنوزة لديه من الخبرة ما يكفيه للتعامل مع مثل هذه المباريات، إلا أن كل ما تخشاه إدارة مولودية الجزائر أن يتأثر هذا الحكم بالضغط الذي يمارسه عليه الباتنية الذين يعتبرون المواجهة مسألة حياة أو موت ولكن عليه أن يكون في مستوى سمعته بما أنه حكم دولي خاصة أن "الكان" على الأبواب. تساؤلات كثيرة حول من سيلعب اليوم... مناد يخفى أسلحته، يتلاعب بأعصاب لاعبيه وحديث عن مفاجآت في التشكيلة رغم أنه لم يعد بين مولودية الجزائر ومباراتها القادمة أمام شباب باتنة سوى ساعات قليلة فقط، إلا أن المدرب جمال مناد مازال مصرا على إخفاء التشكيلة الأساسية التي لم تتضح معالمها إلى غاية الإجتماع التقني الذي سيعقده مع لاعبيه صبيحة اليوم بفندق "شيليا" ليواصل بذلك تلاعبه بأعصاب لاعبيه الذين يؤكدون أنه لا أحد ضمن مكانته خاصة في ظل الأخبار التي تتحدث عن إمكانية إحداث تغييرات على تشكيلة البرج ووجود مفاجآت على مستوى التشكيلة المثالية التي تبدأ مباراة "الكاب". السياسة الجديدة "فيها وعليها" وتفتح باب الأمل للجميع وإذا كان أغلبية اللاعبين ضد سياسة مدربهم الذي يجعل درجة الضغط الذين يعانون منه تتضاعف أكثر فأكثر، ويقضون ليلة المباراة "شادين كروشهم" كما أكده لنا أحد اللاعبين، فإن الإدارة لم تكترث للسياسة الجديدة وتؤكد أنها ستجعل اللاعبين يدركون أن للاحترافية مفهوم آخر، حيث يكون 18 لاعبا بالجاهزية نفسها وعلى درجة التركيز نفسها عكس ما كان يحدث في وقت سابق لما يعلن المدرب عن التشكيلة مبكرا ويحدث إنقساما في تحضيرات لاعبيه. كما أنها تفتح باب الأمل أمام كل اللاعبين المدعوين والذين يحلمون بالمشاركة في هذه المواجهة أمام "الكاب". كل اللاعبين يؤكدون جاهزيتهم لكن التضحية "فيها.. فيها" ويبقى الغريب في أمر لاعبي مولودية الجزائر هذا الأسبوع هو أن كل واحد منهم يؤكد جاهزيته للعب وواثق من قدرته على إعطاء دم جديد للتشكيلة، وهذا ما يجعلنا نتصور وجود ردود أفعال سلبية من بعض اللاعبين الذين لن تعجبهم خيارات مناد بالتأكيد ما دام أنه أمام حتمية إختيار 11 لاعبا فقط ولغة التضحية ستكون حتمية رغم أن هذه الظاهرة أصبحت تقليدا أسبوعيا في مولودية الجزائر. شاوشي ضمن مكانته وجغبالة يعيد بصغير وبابوش إلى منصبيهما ويبقى خط الدفاع الوحيد الذي اتضحت تركيبته في ظل عدم وجود العديد من الخيارات في حسابات المدرب مناد، حيث سيجد الحارس شاوشي الذي يحافظ على منصبه رغم كل ما حدث وكل ما قيل رباعي الدفاع التقليدي خاصة مع عودة المدافع المحوري جغبالة الذي سيكون إلى جانب بشيري كالعادة ولكنه سيعيد أيضا بصغير إلى منصبه الأصلي مدافعا أيمن بعدما لعب ظهيرا أيسر أمام البرج وبابوش إلى الجهة اليسرى وهو الذي استنجد به الطاقم الفني في محور الدفاع في المباراة الأخيرة أمام أهلي البرج. 3 لاعبين في الاسترجاع كالعادة، ومناد متردد بين والي ومناد كما تحصلت يومية "الهدّاف" على معلومات شبه مؤكدة من بعض المقربين من مناد تؤكد أنه سيحاول ربح معركة الوسط من خلال اللعب بثلاثة مسترجعين وسيجدد ثقته في غازي، مومن ومترف رغم أن مترف تراجع مستواه بشكل رهيب منذ "داربي" بلوزداد. ويبقى مناد مترددا في هوية اللاعب الرابع الذي سيكون في الوسط ويتولى مهمة بناء اللعب وصناعة الهجمات حيث لم يفصل بعد بين عطفان ووالي الذي يصر على المشاركة. جاليت في الهجوم وياشير الأقرب ليكون إلى جانبه رغم مرحلة الفراغ الرهيبة التي يمر بها هداف مولودية الجزائر مصطفى جاليت والذي يعاني الإرهاق أيضا، إلا أن المدرب جمال مناد قرر إشراكه أساسيا هذه الأمسية أمام "الكاب" على أمل أن يعانق الشباك مجددا ويضع حدا للمباريات العجاف. يحدث هذا في الوقت الذي لم تتضح بعد هوية المهاجم الثاني الذي سيقود الخط الأمامي إلى جانب جاليت بين سايح، يعلاوي وياشير ولو أن المعلومات التي بحوزتنا تؤكد أن ياشير هو الأقرب ليكون أساسيا بعدما أقنع المدرب جمال مناد في التدريبات. الخطة الجديدة تعني التضحية ب حشود ومبيلي أيضا ورغم أن المدرب جمال مناد ترك باب الأمل أمام لاعبيه ولا يوجد أي شيء رسمي إلى حد الآن، إلا أن المعلومات التي تحصلت عليها "الهدّاف" من مصادرها تؤكد أن عودة مناد إلى الخطة التقليدية (4 -4 -2) ستطيح ببعض اللاعبين الذين كانوا أساسيين في المباراة الأخيرة أمام البرج في صورة عبد الرحمان حشود الذي يقضي أيامه الأخيرة بعدما قرر مغادرة الفريق في "الميركاتو"، والكونغولي مبيلي الذي تحصل على فرصته أمام "الكابا" ولكنه كان ظلا لنفسه. سايح: "لن نرضى بالتّعادل في مباراة ب 6 نقاط واللي يخسر راحت عليه" "سأذكر الشّناوة ب سايح الموسم الماضي ونلعب مع جاليت بعينين مغمضتين" كيف كانت رحلتكم إلى باتنة؟ بصراحة رحلتنا كانت جيّدة وما عدا التّأخير الذي كان بقرابة نصف الساعة فالأمور مرت على أحسن ما يرام، ونحن الآن في طريقنا إلى الفندق من أجل تناول وجبة الغداء، أخذ قسط من الرّاحة وبعدها التوجه إلى ملعب التّدريبات، لإجراء حصة تدريبية أخيرة ستسمح لنا بوضع آخر اللمسات على الفريق قبل مواجهة "الكاب". الجميع يضع مواجهة اليوم في خانة الفوز لتفادي الانكسار، ما رأيك في ذلك؟ الفوز لا يعني فقط تفادي الانكسار وإنما سيسمح لنا بالتركيز أحسن، تحسبا لمواجهة اتحاد الحراش القادمة، دون أن ننسى تحررنا من النّاحية النّفسية، لأنه كما يعلم الجميع فإن تتابع عدة نتائج إيجابية يضع اللاعبين تحت الضّغط ويزيد صعوبة مواصلة اللّعب بدون ضغط، أتمنى أن يكون الفوز حليفنا لأنني أعتقد بأن مباراة "الكاب" ب 6 نقاط "واللي يخسر راحت عليه"، نظرا لوضعية شباب باتنة أيضا التي تلعب هي الأخرى تحت الضّغط وستكون مطالبة بتفادي الانهزام، لكن من جهتنا ليس لدينا خيار آخر وعلينا أن نعود بالفوز من هناك. بما أنك تتحدث عن الضّغط الذي يواجهه الباتنيين، ألا تعتقد بأن ذلك سيصّب في صالحكم؟ أجل هذا صحيح، هو سلاح ذو حدّين بالنّسبة لنا، وعلينا أن نعرف كيف نتعامل مع ضغط أنصار شباب باتنة، لأنه سيكون في صالحنا لو ندخل الشك في نفوس اللاعبين الباتنيين، وسنتمكن من التّحكم في الكرة أحسن منهم، والجميع يعرف عندما تحوز المولودية على الكرة أكثر ستتمكن من الوصول في عدة مناسبات إلى مرمى المنافس. خاصة أننا مجبرون على الفوز لأننا لن نرضى حتى بالتعادل لأنه لن يخدمنا. هل هذا يعني بأنكم ستتنقلون للعب في الهجوم عكس مباراة سطيف، التي اكتفيتم فيها منذ البداية بالدّفاع؟ صحيح أنني لم أتنقل مع الفريق لكني شاهدت المباراة على شاشة التّلفاز، وفريقنا لعب الهجوم في مناسبات كثيرة لكنه لم يصل كثيرا إلى المرمى، حتى أمام شبيبة القبائل لم نلعب الهجوم كثيرا لأننا سجّلنا مبكرا، لكن هذه المرة سيكون العكس في باتنة وسنلعب الهجوم مثل كل مبارياتنا التي لعبناها منذ بداية الموسم، سواء في بجاية أو وهران أو حتى تلمسان، المولودية لا تعرف اللّعب الدّفاعي، وسنحاول الوصول أكثر من مرة إلى منطقة عمليات باتنة. قد تتحصل على فرصتك في مباراة باتنة، هل أنت مستعد لتقديم الإضافة؟ من جهتي أتدّرب ومحفز مثل كل يوم لأشارك في اللقاء، وهذه المرة أريد أن أحصل على فرصتي كاملة، مثلما حصل عليها جل اللاعبين، لأني في كل مرة ألعب 10 دقائق وهذا غير كاف بالنّسبة لي، لذلك أريد أن ألعب وأؤكد بأني قادر على لعب المباريات المقبلة أيضا قبل نهاية مرحلة الذّهاب. الموسم الماضي، شكّلت أنت وجاليت ثنائيا من ذهب، وجاليت بحاجة لمن يقدّم له كرات أهداف... نعم أتذكر أنني الموسم الماضي كنت أشكّل ثنائيا جيدا مع جاليت، في كل مرة كنت أمنحه كرات أهداف، ولا أنسى مساعدته لي في الهجوم ومساندته لي هو أيضا، لذلك أتمنى أن ألعب لقاء كاملا مع جاليت وأعد الأنصار بأني سأذكرهم ب سايح الموسم الماضي، خاصة أنني ألعب مع جاليت بعينين مغمضتين، لأنني تعودت على اللّعب معه الموسم الماضي سواء في بولوغين أو خارجه. كملة أخيرة للأنصار... أقسم بالله العظيم إن أنصار المولودية هم الأحسن في الجزائر، ولم يسبق لي أن رأيت مثلهم ما حييت، الجميع يعرف ما حدث لنا مع البرج وكيف استقبلونا بعدها بالورد في الحصّة التّدريبية، رفعوا معنوياتنا وحفّزونا، لذلك يجب /