بانتهاء المرحلة الأولى من البطولة، يبدأ تقييم مسيرة الفرق من جميع الجوانب خاصة من الناحية الفنية قصد تصحيح الأخطاء ومعالجة النقائص والعمل على تداركها في المرحلة الثانية من البطولة من أجل تحقيق الأهداف المسطرة، لهذا الموسم وبالرغم من أن الجميع كان يرشحها للتنافس على تأشيرة الصعود إلا أن الأمور لم تسر كما يجب حيث تعددت الإخفاقات نتيجة تغيير التركيبة البشرية للفريق وانتداب لاعبين أثبتوا أن بعضهم لم يكن أهلا لحمل ألوان الفريق، بالإضافة إلى العقوبة التي تعرض الفريق لها نهاية الموسم الماضي والتي امتدت إلى غاية الموسم الحالي. المواجهات الأخيرة حفظت ماء الوجه وكحصيلة رقمية، نستنتج أنه لولا تدارك الفريق في ثلاث مواجهات الأخيرة، حيث تعادل خارج ملعبه أمام كل من جمعية الخروب وأولمبي المدية وفاز أمام اتحاد عنابة لكانت وضعيته أسوأ حاليا، فالأمور لم تحسم بعد على رأي غالبية الأنصار والعارفين بأمور البطولة لكن الوضعية الحالية للفريق تتطلب حلولا استعجالية قبل فوات الأوان وهو الأمر الذي تنبهت إليه إدارة الفريق، فبعد التشاور مع الطاقم الفني أقدمت على تسريح ستة لاعبين وإعادة ثلاثة عناصر إلى فئة الآمال، في انتظار انتداب خمسة لاعبين يمكنهم ضخ دماء جديدة وفتح صفحة مليئة بالإنجازات تجعل التواصل يعود بين الفريق وأنصاره. 24 لاعبا شاركوا خلال مرحلة الذهاب ما يبين الصعوبة التي وجدها المدربون الذين تداولوا على الفريق خلال المرحلة الأولى توظيفهم 24 لاعبا خلال 17 مواجهة باحتساب مواجهتين في إطار منافسة كأس الجمهورية، ويكشف رقم 24 (وهو عدد اللاعبين) عدم الاستقرار الذي ميز التشكيلة الأساسية والبحث الدائم عن التشكيلة المثالية من طرف مختلف الطواقم الفنية، وهو ما أثر على الأداء العام للفريق خلال هذه المرحلة الذي احتلت فيها المولودية المرتبة 12 برصيد 16 نقطة. سبعة تخطوا حاجز 1000 دقيقة وبما أن الأمور لم تسر وفق ما كان يتمناه الطاقم الفني في هذه المرحلة، فإن مجموع اللاعبين الذين تخطوا حاجز 1000 دقيقة لم يتعد سبعة لاعبين، ويتعلق الأمر بالحارس بوهدة، حجاري، شرايطية، قبايلي، بوخاري، بن ثابت، وبولمدايس هذا الأخير الذي لم تشفع له مشاركته الكبيرة مع الفريق من النجاة من مقصلة التسريح في نهاية مرحلة الذهاب رفقة خمسة لاعبين تباينت نسبة مشاركتهم من لاعب لآخر. بلحاج، نابت وعبد اللي لم يشاركوا في أي دقيقة وبالمقابل، لم يشارك ثلاثة لاعبين في أي مواجهة برسم لقاءات البطولة، ويتعلق الأمر بالمهاجم نابت ووسط الميدان اللاعب بلحاج إضافة للحارس عبد اللي بالرغم من تداول خمسة مدربين على الفريق هذا الموسم، هذا وقد شارك اللاعب بلحاج في بعض الدقائق خلال مواجهات الكأس أمام كل من شباب سيڤ وشبيبة تيارت فيما لم يشارك حارس الآمال الشاب عبد اللي الذي يتواجد مع الأكابر منذ انطلاق البطولة في أي مباراة وكان بديلا للحارس علاوي في مواجهة النصرية ومواجهة شبيبة تيارت برسم الكأس. حجاري الأكثر مشاركة ب 1350 دقيقة كان المدافع حجاري من أفضل اللاعبين هذا الموسم أداء رفقة الحارس بوهدة كما أنه الأكثر مواجهة في المنافسات الرسمية مقارنة ببقية زملائه، حيث يأتي في المرتبة الأولى برصيد 1350 وشارك في 15 مواجهة كاملة (أي كل مواجهات الذهاب)، وشارك اللاعب في منصب ظهير أيمن 13 مرة فيما شارك في المحور في لقاءين وهما المواجهتان اللتان اعتمد فيهما الطاقم الفني على ثلاثة لاعبين في المحور قبل تألق بن نابت في المواجهات الأخيرة. سوداني، بولكفول وبومدين الأقل مشاركة يعتبر المهاجمان سوداني وبولكفول الأقل مشاركة مع الفريق الأول رفقة اللاعب بومدين الذي التحق بالفريق في بداية هذا الموسم، هذا ولم يتعد رصيد أحسن لاعب منهم 50 دقيقة كما هو الشأن بالنسبة للاعب شلالي الذي قيل بشأنه الكثير و35 دقيقة بالنسبة للاعب بولكفول و8 دقائق بالنسبة للاعب سوداني و3 دقائق بالنسبة لوسط الميدان بومدين، وهي حصيلة هزيلة بالنسبة لهؤلاء اللاعبين تفرض عليهم العمل بجدية أكبر من أجل انتزاع مكانة أساسية ضمن الفريق. دفاع متذبذب وهجوم ضعيف كانت حصيلة الفريق الفنية متواضعة إن لم نقل ضعيفة، وهو ما تبينه المرتبة التي كانت للفريق في نهاية مرحلة الذهاب حيث سجل 12 هدفا في لقاءات البطولة أي بمعدل 0.8 في كل مواجهة، فيما تلقت شباك الحارس بوهدة والبديل فاتح 15 هدفا أي بمعدل هدف في كل مباراة بالرغم من أن حراس المرمى حافظوا على نظافة شباكهم خلال مواجهات مولودية باتنة، جمعية وهران، اتحاد عنابة، الصام، جمعية الخروب، ومن جهة أخرى فقد تحصل الفريق على ركلتي جزاء سجلهما اللاعب كفي فيما أعلنت ست ركلات ضده نجح الحارس بوهدة في التصدي لثلاث منها. وبن ثابت الوحيد الذي تلقى بطاقة حمراء مقارنة بالبطاقات الصفراء التي نالتها عناصر المولودية خلال المرحلة الأولى من البطولة، كان نصيب اللاعبين من البطاقات الحمراء قليلا جدا، حيث أن اللاعب الوحيد الذي تلقى بطاقة حمراء في مواجهات البطولة هو بن ثابت خلال لقاء جمعية وهران حيث طرده الحكم بعد نيله إنذارين، فيما تلقى اللاعب زاوي بطاقة حمراء أخرى في لقاء الكأس أمام شبيبة تيارت كلفته الغياب عن مواجهتي أمل الأربعاء وجمعية الخروب. كفي أكثر فعالية برصيد أربعة أهداف يعتبر اللاعب كفي هداف الفريق برصيد أربعة أهداف، مسجلا بذلك ثلث مجموع ما سجله الفريق خلال هذه المرحلة وهو 12 هدفا، ليليه في المرتبة الثانية اللاعبان بوخاري وزاوي برصيد هدفين، علما أن كفي شارك ل 700 دقيقة خلال هذه المرحلة فيما شارك زاوي في 593 دقيقة فقط، أما بالنسبة للمهاجم بوخاري فقد بلغت حصيلة مشاركته مع الفريق 1081 دقيقة وبالرغم من هذه المشاركات الكثيرة إلا أن حصيلته من الأهداف تبقى هزيلة مقارنة بزملائه المهاجمين فيما تداول القائد شرايطية، بن عبدالقادر، قبايلي وسحنون على تسجيل الأهداف المتبقية برصيد هدف لكل لاعب. سحنون، زاوي وبلة ضحية الإصابات الكثيرة كانت مشاركة اللاعبين زاوي، سحنون ووسط الميدان بلة أقل مقارنة بزملائهم في الفريق بالنظر لإمكاناتهم الكبيرة التي أظهروها خلال لقاءات البطولة، فزاوي لم يتخط حاجز 593 دقيقة فيما شارك المهاجم سحنون خلال 298 دقيقة فقط، أما بالنسبة للاعب بلة فقد تدارك في الفترة الأخيرة وشارك في 185 دقيقة. للإشارة فهؤلاء اللاعبين كانوا أكثر عرضة للإصابات خلال الفترة الأولى من البطولة وهو ما جعل حجم مشاركتهم قليلا بالنظر لإمكاناتهم الكبيرة. بولمدايس ثالث أكثر مشاركة وأول لاعب مسرح ويبقى المدافع المحوري بولمدايس أكبر لغز في الفترة الحالية، حيث لم يقتنع بأدائه المدرب حموش وطالب بتسريحه خلال الفترة الحالية وهو القرار الذي لم تناقشه إدارة الفريق بالرغم من أن اللاعب شارك في 13 مواجهة كاملة برسم لقاءات البطولة ولقاءين برسم منافسة الكأس، وقد يكون للأداء العام الذي ظهر به في أغلب المواجهات السبب الرئيسي في هذا القرار خاصة بعد أدائه الهزيل في لقاء أمل الأربعاء، حيث تسبب في تسجيل المنافس هدفين في 20 دقيقة الأولى جعلته عرضة لانتقادات لاذعة من الأنصار والمسيرين الذين طالبوا بضرورة إبعاده عن الفريق. ------------------------------ بوهدة أفضل عنصر خلال مرحلة الذهاب أجمع أغلب المتتبعين على أن الحارس صديق بوهدة كان من أفضل العناصر أداء ومشاركة مع الفريق، فقد شارك في 14 لقاء من أصل 15 في إطار البطولة ولم يتغيب إلا عن لقاء النصرية بداعي العقوبة، وكان ذلك في لقاء الجولة الأولى أمام شباب تموشنت وشارك الحارس الثاني علاوي يومها وقدم هو الآخر مستوى جيدا، حيث لم يخسر الفريق إلا بفارق هدف يتيم في اللحظات الأخيرة من المواجهة. جنب الفريق خسائر حقيقية وكان دور الحارس كبيرا في كل المواجهات التي شارك فيها، كيف لا وهو الذي صمد لوحده في لقاءات الخروب، أمل مروانة، اتحاد البليدة وغيرها من المواجهات التي جرت خارج سعيدة، وباعتراف المنافسين أنفسهم فإن أداء بوهدة هذا الموسم أثبت للجميع بأن الطاقم الفني للفريق في الموسم الماضي كان مخطئا في اختياراته الفنية حين اعتمد على كيال. ... وصد ثلاث ركلات جزاء وما يبين التطور الكبير الذي شهده الحارس بوهدة، أنه بالإضافة إلى الدور الكبير الذي يؤديه على أرضية الميدان وتوجيهه مدافعيه طيلة فترات المواجهات السابقة، تمكن من صد ثلاث ركلات جزاء أمام كل من أمل مروانة، جمعية الخروب واتحاد البليدة، وهي دلالة كافية على أن الحارس يؤدي أفضل مشوار له مع المولودية مقارنة بما كان يؤديه في جميع الفرق التي تقمص ألوانها، وبهذه المعطيات يستحق أن ينال لقب أفضل لاعب في الفريق خلال المرحلة الأولى من البطولة.